حكم النسبة إلى القرآن (نسبة الأفعال - الأوصاف - الأساليب)

إنضم
04/09/2009
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أول مشاركة لي .. [/FONT]
[FONT=&quot]ولذا اقتضت مني الاهتمام بهذا الموضوع المهم الذي [/FONT]
[FONT=&quot]ألح علي منذ فترة ..[/FONT]
[FONT=&quot]وقد أثاره أحد الأفاضل يومًا في ذهني دون تفصيل[/FONT]
[FONT=&quot]وأخذ يلح علي يومًا إثر يوم ..[/FONT]
[FONT=&quot]ومن نعمة الله علي [/FONT]
[FONT=&quot]أن تمكنت من التسجيل في هذا الموقع المبارك ليحظى هذا الموضوع الملح باهتمام أهل الاختصاص .. جهابذة التفسير وعلوم القرآن[/FONT]

[FONT=&quot]سؤالي أحسن الله إليكم[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT]
[FONT=&quot]ما حكم النسبة إلى القرآن من حيث الجواز أوعدمه[/FONT][FONT=&quot] ؟[/FONT]
[FONT=&quot]مثل :[/FONT]
(تحدث القرآنُ/ يتحدث القرآنُ/ أوضح - وضح القرآنُ/ يوضح القرآنُ/ يبرز القرآنُ/ أبرز القرآنُ/ أثار القرآنُ/ يثير القرآنُ/ بينَ القرآنُ/ يبينُ القرآنُ/ ناقش القرآنُ/ يناقش القرآنُ/ يَلفِتُ القرآنُ ، شنّع القرآنُ، وصف القرآنُ، تساءل القرآنُ/ يتساءل القرآنُ/ أعلن القرآنُ/ أشاد القرآنُ/ يشيد القرآنُ/ رسم القرآنُ/ يرسم القرآنُ/ أثنى القرآنُ/ مدح القرآنُ/ أراد القرآنُ/ يريد القرآنُ/ شبه القرآنُ/ يشبه القرآنُ/ استعار القرآنُ/ راعى القرآنُ/ اختار القرآنُ..)
[FONT=&quot]ونحوها ...[/FONT]

[FONT=&quot]المطلوب [/FONT][FONT=&quot]: تحرير الموقف الشرعي من النسبة إلى القرآن[/FONT][FONT=&quot] ..[/FONT]
[FONT=&quot]المسألة بحاجة إلى طرح إثرائي متضامن ..[/FONT]
[FONT=&quot]لا تدخروا وسعًا أحسن الله إليكم ..[/FONT]
[FONT=&quot]جزاكم الله خيرًا وشكر سعيكم ..[/FONT]
 
أولاً : حياكم الله أخي الكريم أبا عبدالله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله أن يوفقك لنفع إخوانك والانتفاع بهم .

ثانياً : مشاركة في الإجابة عن سؤالك أخي الكريم عن حكم النسبة إلى القرآن بالألفاظ التي ذكرتم ، يحضرني كلام العلامة الجليل ابن عطية الأندلسي في مقدمات تفسيره (المحرر الوجيز) 1/47 (الطبعة القطرية الثانية) [تجد نسختها الإلكترونية هنا] ، حيث خصص باباً مختصراً بعنوان :
[align=center]باب في ألالفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى [/align]
قال فيه :
(اعلم أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى أن يقول : خاطب الله بهذه الآية المؤمنين ، وشرَّف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون ، وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت : قصيه ، ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله :(ألستُ بربكم) ؟ ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقهاء ، واستعملها أبو المعالي في الإرشاد ، وذكر بعض الأصوليين أنه لا يجوز أن يقال : حكى الله ، ولا ما جرى مجراه .
قال القاضي أبو محمد رحمه الله (وهو ابن عطية) : وهذا على تقرير هذه الصفة له ، وثبوتها مستعملةً كسائر أوصافه تبارك وتعالى ، وأما إذا استعمل ذلك في سياق الكلام، والمراد منه : حكت الآية أو اللفظ ، فذلك استعمالٌ عربيٌ شائعٌ ، وعليه مشى الناس ، وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي ، لكنِّي قدمتُ هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادراً ، واعتذاراً عمَّأ وقع فيه المفسرون من ذلك ....)

ثم أورد عدداً من شواهد الشعر تدل على استخدام العرب لهذا الأسلوب في التعبير .
وكأن ابن عطية بكلامه هذا يعتذر عن النسبة لله تعالى ، ويرى أنها تخرج على النسبة إلى القرآن ، وهي النسبة التي سألتم عنها يا أبا عبدالله في سؤالكم ، فكأن ابن عطية يفتيك بجواز استخدامها مع التحفظ قدر الاستطاعة من ذلك .
ولو نظرنا في المحذور الشرعي من استعمال مثل هذه العبارات بقولنا : ذكر القرآن قصة أصحاب الجنة ، وحكى الله في القرآن كذا ... لما ظهر لنا محذورٌ شرعي معتبرٌ يحملنا على تحريم هذا الاستعمال .
وإن كان قد نَقَلَ محققُ المحرر الوجيز عبارة نقلها عن أبي عبدالله محمد بن عباد في رسائله الكبرى ، وهي قوله : (وقد رأيتُ في مواضع من كتبكم شيئاً أردتُ أن أنبهكم عليه ، وهو أنكم تقولون فيها : حكى الله عن فلان ، وحكى عن فلان كذا ، وقد يقع مثل هذا في كلام الأئمة ، وهذا عندي ليس بصواب من القول ؛ لأن كلام الله تعالى صفة من صفاته ، وصفاته تعالى قديمة ، فإذا سمعنا الله تعالى يقول كلاماً عن موسى عليه السلام مثلاً ، وعن فرعون ، أو أمة من الأمم ، فلا يقال : حكى عنهم كذا ؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المحكي ، وإنما يقال في مثل هذا : أخبر الله تعالى ، أو أنبأ ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر)أ.هـ.
ولعل كلام ابن عباد هنا يكون دليلاً على كراهة مثل هذا الاستعمال ربما .
ولعل النقاش بيننا في هذا الموضوع يدفع الزملاء إلى إيراد ما يرونه في هذه المسألة العلميَّة الطريفة ، ولا تخلو كتب أهل العلم المتقدمين من كلام في هذه المسألة أو قريب منها، كما تعرض لها ابن عطية في كلامه الآنف ، لعلنا نخرج بفائدة ساقها إلينا أخونا الكريم أبو عبدالله ابن اليسر بارك الله فيه .
 
عودة
أعلى