حكم التفسير بالمأثور

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
التفسير بالمأثور هو الذي يجب الأخذ به ، لأنه طريق المعرفة الصحيحة ، إذ العلم إما نقل مصدق ، أو نظر محقق ؛ ولا أحد أعلم بكلام الله تعالى منه Y ، ولا أعلم بعد الله تعالى من رسوله e ؛ ثم الصحابة y الذين عايشوا الوحي ، وأسباب ومناسبات نزوله ، وسمعوا من رسول الله e ؛ وهم أعلم الناس بالعربية ؛ فكانوا أعلم الناس بعد رسول الله e بتفسير كلام الله تعالى .
ثم ما جاء عن التابعين الذين أخذوا عن الصحابة y ؛ فما اتفقوا عليه ، فمقبول ؛ وما اختلفوا فيه ، فينظر فيه ويرجح بينه ، بأصول الترجيح المعروفة عند العلماء ، لا بالهوى والتشهي .
ومن مصادر التفسير بالمأثور : ( جـامع البيان في تفسير آي القرآن ) المعروف بتفسير الطبري ؛ و ( تفسير القرآن العظيم ) لابن أبي حاتم ؛ وتفسير أبي الليث السمرقندي ؛ وتفسير ابن مردويه ؛ و ( تفسير القرآن العظيم ) لابن كثير ؛ و ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ) للسيوطي .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كل تفسير الصحابة للقرآن الكريم منقول عن النبي صـلى الله عليه وسلم أم أن لديهم إجتهادهم ورأيهم في معاني المتشابهات من القرآن الكريم ؟
 
الأخ أحمد طاهري
يقينًا أن لهم اجتهادهم ، بل قد يُروى عن بعضهم في آية أكثر من وجه ؛ ولكن لما ذكرت من اعتبارات في المقال عُدَّ تفسيرهم بالمأثور ، وقبله علماء الأمة .
 
الأخ أحمد طاهري
ولكن لما ذكرت من اعتبارات في المقال عُدَّ تفسيرهم بالمأثور ، وقبله علماء الأمة .
الأستاذ محمد محمود إبراهيم عطية
ماذكرته من إعتبارات في المقال ينطبق على تفسير المحكم من آيات القرآن الكريم ، ولا شك بأنه ضروري لقطع الطريق على أهل البدع الذين يردون المحكم إلى متشابه ، ولهذا لا خلاف على أن علماء الأمة متفقين على الأخذ بتفسير الصحابة لمحكم آيات القرآن الكريم .
لكن في الجانب المقابل نجد من يردون المتشابه إلى محكم وهو منهج إغلاق العقل عن تدبر آيات القرآن الكريم ، فالمتشابه ليس كالمحكم والقول بأن تفسير الصحابة للمتشابه من المأثور سوف يغلق باب التدبر والإجتهاد .
 
أحمد طاهر
ماذكرته من أن كلام الصحابة ينطبق على المحكم فقط ، لا يصح ، ولم يقل به أحد ، فالمحكم قد لا يعاني أحد في معرفته ، وراجع كلام ابن عباس رضي الله عنهما .
 
حسناً أستاذ محمد عطية دعني أغير صيغة السؤال حتى يتضح أكثر الإشكال الذي أتحدث عنه .
وفقاً للمقالة السابقة فإن
التفسير بالمأثور هو الذي يجب الأخذ به ، لأنه طريق المعرفة الصحيحة
لا شك في أن طريق المعرفة الصحيحة هو في إتباع ما إتفق عليه الصحابة رضوان الله علـيهم وما إتبعهم فيه علماء الأمة وهذا من البديهيات لدى كل أصحاب الفطرة السليمة والعقيدة الصحيحة .
لذلك السؤال هو عن ماهم مختلفين فيه من التفسير :
هل يجوز مخالفة الصحابة في تفسير معنى آية هم أنفسهم مختلفين في تفسيرها ؟
 
قبل بضع سنوات إنتبهت إلى هذا الموضوع بسبب تفسير آية بسيطة تذكرته ولكن لم أتذكر صاحبه ، ولما أردت التحقق منه في كتب التفسير فلم أعثر عليه ولم أستطع تذكر الدرس أو الموضوع الذي جاء فيه .
وقد طرحت سؤالاً عنه في المنتدى من أجل أن أتحقق من صحته وأتبين أمره فلم يجبني أحد ولم أتلقى أي تعليق حول الموضوع .
وهنا رابط السؤال
 
أثناء البحث في الموضوع لاحظت أنه قد تشعب وتفرع منه عدة مواضيع في مجالات مختلفة حيث تابعت العديد من النقاشات المختلفة والمقالات ذات الصلة منها :
ضوابط إيراد قول جديد في التفسير
هل يجوز تفسير القرآن الكريم بغير المأثور
والعديد من المقالات حول مايسمى بالتفسير العلمي والإعجاز العلمي
طبعاً أهل الرأي لديهم بعض الحجج مثل أن الصحابة والتابعين أيضاً فسرو القرآن الكريم بالرأي والإجتهاد وكان هناك سجال بين العلماء ممن يقول بجواز التفسير بالرأي وممن يقول بعدم جوازه .
لذالك قررت البحث في أصل الإشكال وهو متى يجوز التفسير بالرأي ومتى لا يجوز وهذا مرتبط بالسؤال الآخر هل تفسير الصحابة هو تفسير بالرأي أم هو تفسير مأثور ؟
ولكن وسط هذه القضية وجدت أنه من الضروري التفريق بين التفسير المأثور للمحكم من آيات القرآن الكريم والتفسير بالرأي للمتشابهات من آيات القرآن الكريم .
فما إتفق فيه الصحابة من المحكم أمره واضح والأخذ به واجب ، وما إختلف فيه الصحابة ففيه عمق يتطلب المزيد من التدبر والإجتهاد .
 
الأخ أحمد
ما اتفق عليه الصحابة ، فهذا يجب الأخذ به في جميع القرآن لا في المحكم فقط ؛ وقد قدمت أن اختلافهم قليل ، فإذا كان الخلاف فهناك أصول تتبع في النظر فيه ، وقدمت - أيضًا - أنه في بعض المواطن لا يعد اختلافًا ، وإنما هو تفسير بالمثال .
فإذا كان الجمع بين الأقوال ممكنًا فلا يُلجأ إلى غيره من الترجيح ، وإن كان غير ممكن - وهذا قليل - فينظر بالترجيح حسب الأصول المتبعة عند العلماء ، لا على الهوى .
 
أستاذ محمد عطية
التفسير بالرأي يقصد به رأي العالم الراسخ في العلم وليس رأي عامة الناس ، فرأي الصحابة راجح بسبب مالديهم من العلم ومن أخذ عنهم العلم من التابعين فرأيهم أيضاً له مكانته في التفسير ويعتبر من التفسير المأثور ، وكل قول لعالم في عصر يصبح من المأثور للعصر الذي بعده ، والعلم يتراكم لدى الخلف بفضل ما إجتهد فيه السلف ، وعلماء عصرنا سيصبحون من السلف لمن بعدنا من الخلف .
 
الأخ أحمد
كلامك فيه تخليط ، فإذا كنا نتحدث عن السلف فمقصود بهم القرون الثلاثة الأولى ، وأما كون آبائنا سلف لنا ، ونحن سلف لمن بعدنا فليس مقصودا بكلامنا .
ولم يقل أحد أن كل أحد يفسر برأيه حتى تذكر كلامك هذا !! إنما يقال : من القرآن من يفهمه كل أحد ، لا أن كل أحد له أن يفسر .. أرجو فهم الموضوع ولا نخرج عنه إلى المراء .
 
الأخ محمد عطية
حتى نبقى في الموضوع ماهو حكم قول عالم إجتهد في التدبر وأورد قولاً جديداً في تأويل آية بحيث فسر القرآن بالقرآن ، بحيث أن المعنى الذي قال به لم يقل به أحد من قبله ، هل تفسيره للقرآن بربط المعنى بآية أخرى من القرآن يعتبر من المأثور أم هو يعتبر رأيه الشخصي ؟
الإشكال في عدم دقة إصطلاح التفسير بالمأثور والحكم المترتب عليه يجعل رأي التابعي مساوياً للمنقول عن النبي بحكم أن كلاهما من المأثور ويجب الأخذ به مع أن حكم المنقول عن النبي يختلف عن حكم رأي التابعي .
 
الأخ أحمد
أولا : كلام المحدثين وإن وافق صوابًا فلا يعد من المأثور ، ولم يقل أحد أن كلام التابعي يساوي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكونه من المأثور لكونه ممن أخذ من الصحابة الذين هم أعلم بكلام الله تعالى من غيرهم .
واعلم - علمني الله وإياك الخير - أن التدبر فرع عن الفهم ، والفهم فرع عن العلم ، فلا يجوز لأحد أن يخرج علينا بما يخالف به السلف - رضوان الله عليهم - معتقدا أنه الصواب ؛ ولو سمعت عن جهالات الكيالي وغيره لوقفت على ذلك .
 
الأخ أحمد
أولا : كلام المحدثين وإن وافق صوابًا فلا يعد من المأثور ، ولم يقل أحد أن كلام التابعي يساوي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكونه من المأثور لكونه ممن أخذ من الصحابة الذين هم أعلم بكلام الله تعالى من غيرهم .
الأخ محمد عطية
جاء في صحيح البخاري في موضوع القراءة خلف الإمام عن ابن عباس ومجاهد (( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلـم صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلـم ))
لهذا فإنه لا يمكن الحكم على التفسير بالمأثور بسبب أنه تصنيف يجمع بين من يؤخذ من قوله ولا يرد عليه وبين قول من يؤخذ من قوله ويرد عليه ، والجمع بينهما في تصنيف واحد يجعل الحكم على التفسير بالمأثور يختلف بحسب المأثور عنه فلا يمكننا أن نقول يجب الأخذ بالتفسير بالمأثور لأنه منه المختلف فيه ومنه المتفق عليه .
بالإضافة إلى أن تفسير القرآن بالقرآن لا يمكن تصنيفه فمن الصحابة من فسر القرآن بالقرآن ومن علماء عصرنا من يفسر القرآن بالقرآن وهذا الباب مفتوح للتفسير والتدبر لا يمكن تصنيفه من المأثور ولا يصنف من التفسير بالرأي بل يعبر عنه بأحسن طرق التفسير .
وهناك العديد من التناقضات التي تنشأ عن إستعمال مصطلح التفسير بالمأثور خاصة عندما نضع التفسير بالرأي في الجهة المقابلة ، ثم نخرج تفسير الصحابة بالرأي من جهة الرأي وندخله في جهة المأثور ونقسم تفسير القرآن بالقرآن بين ماهو من الثلاثة قرون الأولى فيصبح من المأثور وبين ماهو من زمن مابعد الثلاثة قرون الأولى فيصبح من التفسير بالرأي .
التفسير بالمأثور مصطلح غير دقيق أثار الكثير من الجدل بين العلماء والفائدة منه معدومة .
 
الأخ أحمد
هذا كلام مرسل ، ومعلوم أن كل يؤخذ منه ويرد عليه ، ولا يَرِد هذا على قسم التفسير بالمأثور ( المنقول )، فهو مصطلح اتفق عليه العلماء ، ولا أعلم من العلماء من أشكل عليه هذا القسم ، وكون بعض المتأخرين يفتح له في تفسير آية ، فهو يدخل في أحد القسمين المعروفين ، ولا غضاضة في ذلك ، فمن فتح له في تفسير آية بآية أخرى ، فهو من تفسير القرآن بالقرآن ، وهو أحد أنواع المأثور . وكونك تحكم على المصطلح بانه غير دقيق ، غير مقبول منك ، فلا أنت من أهل التخصص ، ولم تأت بكلام العلماء في ذلك . فاتق الله في نفسك أولا وفي علماء الأمة الذين يسر الله بهم فهم العلوم .
 
الأخ محمد عطية
النقاط التي ركزت عليها هي من خلاصة مواضيع شتى عن التفسير بالمأثور وتستطيع أن تجد النقد الشامل للإصطلاح في المقال التالي :
مصطلح التفسير بالمأثور (نقد وتأصيل)
وهو من حصاد ملتقى أهل التفسير
إصطلاح التفسير بالمأثور مستحدث وهو كثيراً ما يتداخل مع مفهوم التفسير المأثور وبعض العلماء يعتبرونهما نفس الشيئ ، وهذا يؤدي إلى التمييز بين تفسير السلف وتفسير من بعدهم فيصبح تفسير السلف من التفسير بالمأثور ولو كان في حقيقته بالرأي ، ويصبح تفسير الخلف من التفسير بالرأي ولو كان في حقيقته بالمأثور .
ومن الواضح أننا في غنى عن هذا الإصطلاح عديم الفائدة بسبب وجود تصنيف أفضل منه ألا وهو أحسن طرق التفسير وهو الإصطلاح الذي كان يستخدمه شيخ الإسلام إبن تيمية .
 
الأخ أحمد
أولا : لا مشاحة في الاصطلاح إذا علمت المقاصد .
والعلماء عند قسموا التفاسير إلى تفسير بالمأثور ( منقول ) ، وتفسير بالمعقول ( بالرأي ) إنما كان ذلك باستقرائهم لمناهج المفسرين منذ عصر التدوين ؛ وكون قول شيخ الإسلام - رحمه الله : أحسن طرق التفسير ، فهي تلك التي قال عنها العلماء : تفسيرا بالمأثور ( بالمنقول ) ... فكان ماذا ؟
وقد قلت في مقالاتي أن بعض المحدثين استشكل أن يكون القرآن مأثورا ، وهذا ليس واردا في تعريفنا إنما قيل أنه مأثور لقول من قال : تفسيرَ آيةِ كذا آيةَ كذا ؛ ولا إشكال في التسمية بالمنقول .
وأما قول أول من قال بهذا التقسيم هو الزرقاني ، فليس دقيقًا ، فقد ألف السيوطي ( ت 911 ه ) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ؛ وفيه دلالة على أن التقسيم قد كان معلومًا قبله .
وفي حاشيه الشهاب (المتوفى: 1069هـ) علي تفسير البيضاوي ( عنايه القاضي وكفاية الراضي ) ذكر التفسير بالمأثور .
وليس نقد بعض المحدثين للتقسيم يكون مسلَّمًا إلا إذا كان خاليًا عن التعارض ؛ فافهم هذا ينفعك الله به .
 
عودة
أعلى