حكم الابتداء بقوله : (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ ) أل عمران:55

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,552
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
ما حكم الوقف على : ]الذين كَفَرُواْ[
والابتداء بقوله : (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ ) أل عمران:55؟
قال تعالى:[إِذْ قَالَ اللّهُ يَعِيسَىَ إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ وَمُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوْقَ الّذِينَ كَفَرُواْ] آل عمران: 55 .
أحاول أن يكون الطرح مختصرا للتيسر بإذن الله .
يعرف الوقف بمعرفة من المقصود بقوله تعالى: ] وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ [.
المسألة فيها قولان:
الأول: أن يكون (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ) للنبى r بتقدير: " وجاعل الذين اتبعوك يا محمد "، فهو منقطع مما قبله وعلى هذا يكون الوقف تاما.
زاستدلوا على ذلك بقول الرسول r: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" رواه مسلم.
الثاني: أن يكون ما بعده لعيسي عليه السلام أي: وجاعل الذين اتبعوك يا عيس، فهو متصل بما قبله وعلى هذا لا وقف.
زاستدلوا على ذلك بما رواه قتادة في قوله:"وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة"، هم أهلُ الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسُنته، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة[1]
من أقوال علماء الوقف:
قال الإمام الداني : تام إذا جعل ما بعده للنبي عليه السلام، بتقدير: وجاعل الذين اتبعوك يا محمد. فهو منقطع مما قبله، لأنه استئناف خبر له، وذلك الوجه لأن الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة ... إلخ ) [2]
قال الأشموني: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [55] حسن، إن جعل الخطاب في «اتبعوك» للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والذين اتبعوه هم المسلمون، أي: وجاعل الذين اتبعوك يا محمد فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهو منقطع عما قبله في اللفظ، وفي المعنى؛ لأنَّه استئناف خبر له[3]
القول الراجح:
والراجح عند أكثر المفسرين وأهل الوقف والمصاحف هو الوجه الثاني: أن يكون (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ) لعيسي عليه السلام ، وعليه فلا وقف لأنه متصل بما قبله [4]
قال السمين الحلبي : وله: {وَجَاعِلُ الذين اتبعوك} فيه قولان، أظهرُهُما: أنه خطابٌ لعيسى عليه السلام، والثاني: أنه خطابٌ لنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكونُ الوقفُ على قوله: {مِنَ الذين كَفَرُواْ} تاماً، والابتداءُ بما بعده، وجاز هذا لدلالةِ الحالِ عليه[5].
قال أبو جعفر الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه: وجاعل الذين اتبعوك على منهاجِك وملَّتك من الإسلام وفطرته، فوق الذين جحدوا نبوّتك وخالفوا سبيلهم [من] جميع أهل الملل[6]
وللقاعدة: إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما إلا بدليل يجب التسليم له [7] وإعادة الضمير إلى المحدث عنه أولى من إعادته إلى غيره، والله تعالى أعلىى وأعلم [8]
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ ( جمال القرش)
[1] تفسير الطبري (6/ 462)
[2] المكتفى (ص: 40)
[3] منار الهدى (1/ 140)
[4] المكتفى (1/ 141)
[5] الدر المصون (3/ 213)
[6] فسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (6/ 462)
[7] قواعد الترجيح 1/137،
[8] قواعد الترجيح2/603
 
عودة
أعلى