حكم استخدام علامات الترقيم في كتابة الآيات القرآنية ؟

يسري خضر

New member
إنضم
12/12/2006
المشاركات
382
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
أبها
موقع القرضاوي/22-6-2009

فضيلة الإمام يوسف القرضاوي،تحيات زاكيات، ودعوات أن يحفظكم الله تبارك وتعالى ويمتع بكم، ويديم النفع والخير على أيديكم.(وبعد)فبحكم كوني مشغولاً بعمل علمي متعلق بالقرآن العظيم، اعترضتني قضية لا بد من رأيكم فيها، حتى أعزم أمري، وأمضي أو أتوقف:

تعلمون فضيلتكم بأن النقط والشكل في المصحف الشريف، أمر اصطلاحي حدث متأخرًا بعد جمع المصحف الشريف، كما تعلمون أن الشعوب تتفاوت في وضع اصطلاحاتها على الكلمات في المصاحف، فللمصحف التركي مصطلحاته، وللباكستانيين اختياراتهم، وكذا المغاربة الذين يقرؤون بقراءة ورش، كما أن رسم منطقتنا مختلف عن أولئكم جميعًا، وفي أثناء عملي في دراستي التفسيرية، رأيت أن من الأنسب أن أضيف بعض علامات الترقيم العصرية، كالفاصلة، والفاصلة المنقوطة، وعلامة المعترض، والنقطتين المتعامدتين، وغير ذلك لما أرى من أثرها في تجلية بعض معاني الآيات، وإبراز معنى لطيف، وسؤالي الآن: هل أكون مجترئـا لو فعلت هذا؟

علمًا أنني رأيت بعض ذلك في كتبكم. أسأل الله تعالى أن يبارك فيكم، ويحفظكم، وينفعنا وإياكم بحب الصالحين. [محبكم وخريجكم: عبد السلام البسيوني]

وقد أجاب فضيلته بقوله: فضيلة الأخ العالم الأديب الشاعر الداعية الفنان الشيخ عبد السلام البسيوني، حفظه الله ورعاه وسدد خطاه.

السلام عليك ورحمة الله وبركاته،(وبعد) فقد اطلعت على بعض عملكم العلمي المبارك في خدمة القرآن الكريم، وأسأل الله تعالى: أن يمدكم بروح من لدنه، لتنجزوا هذا المشروع الجليل، على ما يحب الله تعالى ويرضى.

وأما ما سألتم من استخدام علامات الترقيم، مثل: الفاصلة، والفاصلة المنقوطة، وعلامة الاستفهام، وعلامة التعجب، وعلامة الاعتراض، والنقطتين المتعادلتين، وغيرها، فإني لا أرى بها بأسا، بل أستحسنها وأستحبها؛ لأنها تعين على فهم النص القرآني. وأنا شخصيا ألتزم بهذا فيما أستشهد به من نصوص القرآن الكريم في كتبي ومحاضراتي، وكل ما أكتبه. بل أنا في الحقيقة ملتزم باستخدام هذه العلامات حتى في الرسائل الخاصة، وأي شيء أكتبه، هكذا اعتدت من قديم، وأنصح كل الكاتبين أن يحذوا حذوي.

كل ما أتحفظ عليه من علامات الترقيم: علامة الاعتراض (الشرطتان الأفقيتان) خشية أن يظن القارئ أنها شيء خارج النص، ولا أحب أن تحدث هذه العلامات أي التباس.

وأحب أن أذكر هنا: أن علماء العصر من قديم، أجازوا كتابة آيات القرآن بالرسم المعتاد، وإن خالف الرسم العثماني، وذلك إذا استشهد المرء بها في كتاب أو مقالة أو نحوها، ولم يلزموا باتباع الرسم إلا في كتابة المصحف أو أجزاء كاملة منه.

ولهذا لا أرى حرجا من استخدام هذه العلامات، زيادة في الإيضاح، ومساعدة على مزيد من الفهم، ورحم الله امرءا أعان أخاه على الخير.

والحمد لله أولا وآخرا.
 
علامات الترقيم

علامات الترقيم

[align=center]الحق لا يحيد عنه إلا مكابر
هذا الذي أشار به فضيلة الشيخ فيه نفع أيّ نفع ، ولكن شعور الفزع والضعف يحجب رؤية الفائدة عن أعين كثير ممن يتخوفون أن يلحق النص القرآني الكريم ما يشوبه ، وهذا من الشعور بالوهم المسيطر على تفكيرهم
إن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه أباح كتابة الآيات للتلاميذ بما جدّ من الإصلاح الكتابي في زمنه لأنه رأى في ذلك نفعا لهم
انظر الآن إلى ما يحدث في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية : المعلم أو المعلمة يطلب إلى الصغار كتابة عدة سور قصار على غرار كتابة المصحف مرات متكررة ، فما النتيجة ؟ تخبطهم بين الإملاء المعتاد والكتابة المصحفية ، هل يُقبل أن يُكتب لفظ القرآن : القرءان ؟!
[/align]
 
السلام عليكم
أستاذنا الكبير د/ يسري خضر تحية طيبة لفضيلتكم .

أما بالنسبة لهذه المسألة حدثني د/ عوض وهو من تلامذة الشيخ عامر عثمان وهو طبيب جراح وترجمته في هداية القارئ في تلامذة الشيخ عامر قال :

إن الشيخ عامر أوقف سعي البعض لوضع علامات الترقيم في المصحف الشريف وهاجمهم حتي ترك أؤلئك هذا الأمر .انتهي

ولو رضي الناس بذلك تبقي مشكلة كبيرة في تفسير معني الآية ، هل نضع علامة تعجب أو استفهام أو أو أو ...
فإذا اختلف المفسرون في رأي .. من نرجح ؟

سنري كل يوم من يخرج لنا بتفسير باطني ويريد أن يضع علامة معينة ، وبأقل تأمل في وقوفات الهبطي تجد العجب ، فأي علامة ستوافق تفسيره ووقوفاته ؟؟

أري ـ والله أعلم ـ عدم الخوض في مثل هذه التجارب لما فيه من المفاسد والاختلافات التي ستنشأ من هذه المواضيع ..ولقد ترك النبي صلي الله عليه وسلم هدم الكعبة مع مخالفتها لقواعد إبراهيم عليه السلام درءا للمفاسد والله أعلم
والسلام عليكم
 
نقاش جميل ومسألة تستحق النقاش ؛حقيقة أنا استغربت من موقف شيخنا الشيخ / يوسف القرضاوي....ولكن ربما أن الشيخ يرى أن هذه المسألة تكون متاحة للنقاش عندما يريد أحد أن يستشهد بآية في مقالة أو كتاب أو غيره...لكن أن تتخذ هذه العلامات الترقيمية كمصطلح لفئة معينة فربما هنا المشكلة التي لن نستطيع دفعها والوقوف أمامها .......
 
[align=center]الحديث لا يتناول المصحف ، بل المقصود ما يرِد من آيات أو أجزاء آيات في كتب التلاميذ والاستشهادات في المقالات والبحوث ، وما كانت الدائرة في نهاية الآية في المصحف نفسه إلا علامة تعادل النقطة ، ثم إن العلامات الدالة على أنواع الوقف قريبة من الفاصلة [/align]
 
[align=center]إضافة :
النقط التي ميزت الأحرف المتشابهة قابلها بعض المتوجسين بالرفض ، ولكن تبيّنت فائدتها ، وكذلك علامات الحركات التي وضعها أبو الأسود ثم حلّت محلّها علامات الخليل ؛ قوبلت في البداية بالإعراض ثم تقبّلها المسلمون في تلك الأعصر ، ولا أحسبنا أحرص منهم ولا هم يقلّون ورعا
يفضّل في مثل هذه الأمور تجنّب أقوال من ليسوا من أهل اللغة ولو كانوا من أصحاب التجويد
[/align]
 
[align=center]إضافة :
النقط التي ميزت الأحرف المتشابهة قابلها بعض المتوجسين بالرفض ، ولكن تبيّنت فائدتها ، وكذلك علامات الحركات التي وضعها أبو الأسود ثم حلّت محلّها علامات الخليل ؛ قوبلت في البداية بالإعراض ثم تقبّلها المسلمون في تلك الأعصر ، ولا أحسبنا أحرص منهم ولا هم يقلّون ورعا
يفضّل في مثل هذه الأمور تجنّب أقوال من ليسوا من أهل اللغة ولو كانوا من أصحاب التجويد
[/align]
السلام عليكم
الأخ الفاضل أبو هاني
أعتقد أن المسألة ليست من باب اللغة بل من باب الفقه لأن المسألة خاصة بما يجوز وما لا يجوز ، وأهل الفقه سيعولون الأمر علي أهل التخصص في القراءات كما فُعل ذلك وقت الشيخ عامر (كما سبق وذكرت ) . فلا مجال إذا في هذا الموضوع لأهل اللغة فالأمر تفسيري محض .

وإن كنت تنظر للمسألة من حيثية تشذيب النص القرآني وتضريج المصحف فهذا أمر سلبيته أكثر من إيجابياته لكثرة الأوجه اللغوية . وهذا لا يخفي علي فضيلتكم .

أما الشبهة التي أوردتها بقياس علامات الترقيم علي تنقيط المصحف .
أقول : ثمة بون شاسع بين هذا وذاك :
تنقيط المصحف كانت من باب الضرورة وإظهار الحرف وإزالة اللبس ودفع التوهم ، وهذا أمر يفتقر إليه النص القرآني آنئذ، حيث ولج العجم في الإسلام فاختلطت الألسنة وفشي اللحن ، مما حدا أئمتنا إلي التصدي لهذا الموقف ، فقاموا ينقطون المصحف تحرسا للنص القرآني ، وحماية له من خبايا اللحن . وهذا واضح جلي . ولذا ارتضاه أئمتنا وحثوا عليه .

أما علامات الترقيم ..فهذه خاصة بجهة التفسير ولا يخفي علي فضيلتكم أن القرآن حمَّال للوجوه ، بخلاف التنقيط ، ولذا لن تجد اجتماعا علي شئ واحد بين المفسرين أو حتي أهل اللغة ، مما يحدوا للمرء للشتات في وضع هذه العلامات ؛ الأمر الذي نحن في غني عنه .
فالأجدر لنا أن نضرب عن هذا الرأي صفحا خروجا مما يجلب النزاع والمراء المنهيين عنه .

والسلام عليكم
 
مع كل الاحترام والتبجيل لسماحة الشيخ العلامة القرضاوي حفظه الله ومتع به الأمة ، ومع تقديري لصاحب السؤال وجميع من شارك بمداخلة أقول :
إلى متى سيظل أهل " التفسير " وغيرهم من العلوم الأخرى " يجتهدون " في " رسم المصحف وضبطه " وكأن هذا الفن فنهم والشأن شانهم ؟؟ ألا يكتفون ويقفون عند ما أوقفهم الله عنده ورزقهم العلم به وهو " التفسير " ؟؟ فلا يتخطونه إلى " رسمه وضبطه " ؟؟؟؟
بالأمس القريب ناقشنا في هذا الملتقى العلمي المبارك " محاولة اجتهادهم - أهل التفسير - في " إعادة النظر في " تحزيب المصحف الشريف ؟؟ وقبله وبعده مسألة " الألوان "، والحمدلله الذي " أخمد " ذلك الاجتهاد في حينه ووقته، وهو القادر على " إخماد " هذا الاجتهاد " أيضاً.
فليحفظك الله أخي الشيخ عبدالحكيم عبدالرازق مدافعاً عن القراءات وعلومها .
والله من وراء القصد .
 
علامات الترقيم

علامات الترقيم

[align=center]ما زلت أرى أن كل عمل جرى من أجل صيانة النص القرآني الكريم إنما حمل همَّه وقام بعبئه أهل اللغة قبل أي جماعة ، وهم الذين وضعوا ما احتاجت إليه الكتابة العربية في خلال العهود المتقدمة ، ولما تدخّل غيرهم توقّف الاجتهاد وسيطر التوجّس والتخوّف على الفكر العام فصار الرسم أشبه بالمقدّس الذي لا يُمَسّ مع أن السابقين أضافوا من أجل الحفاظ ، أما الآن فكل فكرة يواجهها الارتياب والفزع .
قلت من قبل : يبقى رسم المصحف وضبطه على ما هما عليه ، لكن ما هو خارج المصحف يمكن تحسين كتابته وضبطه من أجل الناشئة ومن لم يصيبوا حظ التخصص في اللغة .
[/align]
 
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم د/ الجكني
صدقت شيخنا كل صاحب فن يسطوا علي فن غيره ، ولو تركوا أهلها لاستقامت الأمور ، ولهدأت النفوس .
ولقد تعجبت من قول أخينا أبي هاني :
[align=center]ما زلت أرى أن كل عمل جرى من أجل صيانة النص القرآني الكريم إنما حمل همَّه وقام بعبئه أهل اللغة قبل أي جماعة ، وهم الذين وضعوا ما احتاجت إليه الكتابة العربية في خلال العهود المتقدمة ، .[/align]
لو ذكر لنا أخونا من هم لعلمنا الحقيقة ، بل الذي أعرفه أن يحيي بن يعمر ونصر بن عاصم من القراء أيضا (إن كانوا هم من عناهم .)

فقد اختص النبي صلي الله عليه وسلم للوحي كتّابا ، واختص هؤلاء بكتابة المصحف ، ثم تحمل القراء عبء تحمل هذه الرسالة إلي يومنا هذا .
وكما يقال الخطوط ثلاث : خط المصحف وخط الإملاء وخط العروض .
فخطي المصحف والعروض لا يخضعان لأي قياس ، وأخص خط المصحف لأنه محل النزاع الآن .
والأصل تجرد المصحف من أي إضافة ، لأن الصحابة كرهوا وضع أي إضافة للنص القرآني ، ثم أجاز من أجاز النقط والحركات ضرورة ( كما ذكرنا من قبل).

وبهذا يتضح الأمر جليا .
أما قولكم :
[align=center]
قلت من قبل : يبقى رسم المصحف وضبطه على ما هما عليه ، لكن ما هو خارج المصحف يمكن تحسين كتابته وضبطه من أجل الناشئة ومن لم يصيبوا حظ التخصص في اللغة .
[/align]

أخي الكريم دائما تتطور الأمور فاليوم خارج المصحف ، وغدا في داخله ، في زمان قل فيه الورع ، وكثر فيه إعجاب كل ذي رأي برأيه . وفي ظل زمان كثر إعجاب المثقفين باللغات الأجنبية حتى عند كتابة أسمائهم ، فكيف يؤمن بعد ذلك علي المصحف الشريف ؟

والسلام عليكم
 
نقط المصاحف

نقط المصاحف

[align=center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقدر لك يا أخي تخوّفك ( ! ) فأنت وأنا بشر ، لكن كتاب الله في حفظ الله
الخليل والفراء ومن قبلهما الدؤلي وكثير من اللغويين ولا أنفي كون فريق منهم من القراء ، لكن جانب اللغة هو الذي نال العناية في الحديث عن كتابة المصاحف ، وكما قلتُ من قبل : لم يمنع الإمام مالك كتابة القرآن في مصاحف الصغار على ما أحدث الناس من الهجاء في زمنه ، ولم يقل : سينتقل هذا إلى المصحف نفسه !
لو أنك تتبعت نسخ المصاحف المشرقية ( لا المغربية والأندلسية ) لوجدت أن كتابتها على مدى اثني عشر قرنا أخذت من الكتابة الإملائية أشياء غير قليلة وقبلها المسلمون حتى جاءت لجنة حفني ناصف واعتمدت كتب النقط المغربية على ما بين الداني وتلميذه من خلافات ، ومعلوم أن مصاحف أهل المغرب والأندلس كُتبت على ما يوافق رواية ورش ، وهي لا تصوّر الهمزات بشكل منتظم ، فجاء مصحف الملك فؤاد رحمه الله على روعة طباعته وخطه متفقا في ضبطه مع رواية ورش أكثر من موافقته لرواية حفص في أمر همزات كثيرة .
[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حيا الله كل المشاركين
فهمي للموضوع :
هذه المسألة ليست قرائية ولا رسمية ولا ضبطية ، بل فقهية ، والسؤال فيها عما يحل وما لا يحل . وتطبيقها العملي أقرب إلى علم التفسير وما يتضمنه من تطبيق مناهج علوم الآلة كالنحو والبلاغة ، وهي وعلم الوقف سواء . والسؤال والجواب يتعلقان باستعمال ذلك في الكتب والمقالات والمناهج الدراسية والاستشهادات ، لا بالمصحف الشريف . وما زال الكتاب والعلماء والأدباء يستعملونها في الآيات القرآنية فيما يكتبون بلا نكير نعلمه ، ولا استغراب ، ولا توقف ، فلا إشكال ولله الحمد ، وما سؤال السائل إلا من باب الاطمئنان وإفادة الآخرين . والاختلاف في وضعها مثل الاختلاف في التفسير وفي وضع علامات الوقف .
وأما في المصحف فعلامات الوقف مغنية عنها ، بل هي علامات الوقف ، ولكن باصطلاح مختلف .
 
علامات الترقيم

علامات الترقيم

[align=center]الحمد لله ، لا إشكال فيما أتناوله ، والأمر أيسر من أن يحتاج إلى فتوى فقيه ، بل لقد أفتى فيه مالك رضي الله عنه كما أسلفتُ .[/align]
 
[align=center]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقدر لك يا أخي تخوّفك ( ! ) فأنت وأنا بشر ، لكن كتاب الله في حفظ الله
الخليل والفراء ومن قبلهما الدؤلي وكثير من اللغويين ولا أنفي كون فريق منهم من القراء ، لكن جانب اللغة هو الذي نال العناية في الحديث عن كتابة المصاحف ، وكما قلتُ من قبل : لم يمنع الإمام مالك كتابة القرآن في مصاحف الصغار على ما أحدث الناس من الهجاء في زمنه ، ولم يقل : سينتقل هذا إلى المصحف نفسه !
لو أنك تتبعت نسخ المصاحف المشرقية ( لا المغربية والأندلسية ) لوجدت أن كتابتها على مدى اثني عشر قرنا أخذت من الكتابة الإملائية أشياء غير قليلة وقبلها المسلمون حتى جاءت لجنة حفني ناصف واعتمدت كتب النقط المغربية على ما بين الداني وتلميذه من خلافات ، ومعلوم أن مصاحف أهل المغرب والأندلس كُتبت على ما يوافق رواية ورش ، وهي لا تصوّر الهمزات بشكل منتظم ، فجاء مصحف الملك فؤاد رحمه الله على روعة طباعته وخطه متفقا في ضبطه مع رواية ورش أكثر من موافقته لرواية حفص في أمر همزات كثيرة .
[/align]

السلام عليكم
أخي الكريم

الإمام مالك أجاز النقط للصبيان وكما قال صاحب دليل الحيران : الصبيان كل من لم يتعلم ولو كان كبيرا . فهذا لا إشكال فيه للضرورة كما سبق.

أما هذه العلامات فهي من جهة التفسير ، والقرآن حمال للوجوه كما سبق ، فهناك فرق كما قدمت .
أما القول بأن القضية فقهية فقط ..أقول : هذه المسألة شبيهة بقضية البسملة فقد اعتمد الإمام مالك علي القراء (الإمام نافع ) في الفتوي المعروفة لدي الجميع .
وهذه المسألة متعلقة بفن من فنون القراءات . ولن أقف عندها كثيرا .

ولكي يتضح ما أرمي إليه هاك مثال :
(فلا اقتحم العقبة ) ماهي العلامة التي يمكن أن نضعها أخي الكريم في ظل اختلاف المفسرين بعد كلمة "العقبة" ؟
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرى فضيلة أد عبد الحي الفرماوي - حفظه الله تعالى- استخدام العلامات فيما كتب به النص الشريف بالإملاء ، في الشواهد داخل المؤلفات ونحوها ، شرط أن يكتب بالرسم الإملائي دون العثماني ويمنع استخدامها في الشواهد المكتوبة بالرسم العثماني .

وجزا الله تعالى الجميع الخير.
 
يقول الشيخ الجكني حفظه الله :
( إلى متى سيظل أهل " التفسير " وغيرهم من العلوم الأخرى " يجتهدون " في " رسم المصحف وضبطه " وكأن هذا الفن فنهم والشأن شانهم ؟؟ ألا يكتفون ويقفون عند ما أوقفهم الله عنده ورزقهم العلم به وهو " التفسير " ؟؟ فلا يتخطونه إلى " رسمه وضبطه " ؟؟؟؟ ) .
أقول : المسألة ذات جانبين :
الأول : إن كانت هذه العلامات ترجع إلى علم الوقف والابتداء ، فعلم الوقف والابتداء فرع عن علم التفسير ، وأثر من آثاره ، ولو استخدمت أسلوب الشيخ ـ حفظه الله ـ لقلت له : متى سيظل أهل القراءات يدَّعون علم الوقف والابتداء ، وكأنه من علوم القراءة ، وإنما هو من متممات القراءة ، والأصل فيه بيان المعنى ، وليس بيان اللفظ .
وبيان المعنى عمل المفسرين ، كما أن بيان اللفظ عمل القراء والمجودين .
الثاني : إدخال علامات الترقيم في المصحف ، وهذه هي مجال البحث والاعتراض .
ولو زيد في البحث : تقريب المعاني من خلال علامات الترقيم خارج المصحف ، أي : استخدامه في التدريبات على التعرف على المعاني ، فهل هذا مما يُعترض عليه ، أم هو مفيد لمن يعرف علامات الترقيم ، ولا يدرك تفاصيل علل الوقزف من خلال مصطلحات المصاحف ؟
 
أقول : المسألة ذات جانبين :
الأول : إن كانت هذه العلامات ترجع إلى علم الوقف والابتداء ، فعلم الوقف والابتداء فرع عن علم التفسير ، وأثر من آثاره ، ولو استخدمت أسلوب الشيخ ـ حفظه الله ـ لقلت له : متى سيظل أهل القراءات يدَّعون علم الوقف والابتداء ، وكأنه من علوم القراءة ، وإنما هو من متممات القراءة ، والأصل فيه بيان المعنى ، وليس بيان اللفظ .
وبيان المعنى عمل المفسرين ، كما أن بيان اللفظ عمل القراء والمجودين .
الثاني : إدخال علامات الترقيم في المصحف ، وهذه هي مجال البحث والاعتراض .
ولو زيد في البحث : تقريب المعاني من خلال علامات الترقيم خارج المصحف ، أي : استخدامه في التدريبات على التعرف على المعاني ، فهل هذا مما يُعترض عليه ، أم هو مفيد لمن يعرف علامات الترقيم ، ولا يدرك تفاصيل علل الوقزف من خلال مصطلحات المصاحف ؟

السلام عليكم
شيخنا وأستاذنا الكبير د/ مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ
الجواب علي ما تفضلتم به هو :
إذا كان الوقف والابتداء من عمل المفسرين ، فإن وضع العلامات وعدمها من شأن القراء .

وهذا هو الواقع الموجود الآن كما لا يخفي .

ولو نظرنا بالفعل للتأريخ سنجد أن القراء لهم السبق في قضية الوقف والابتداء وتبعهم علي ذلك المفسرون والنحاة وغيرهم .

فقد ذكر د/ عبد الكريم صالح في كتابه (الوقف والابتداء وصلتها بالمعني في القرآن الكريم )ص15 تحت باب "أشهر الأئمة الذين ألفوا في هذا الفن " فقال :
1.ضرار بن صردبن سليمان التميمي الكوفي (129هـ)وكتابه" كتاب الوقف والابتداء"
2. شيبة بن نصاح "130هـ " وكتابه" كتاب الوقوف"قال ابن الجزري : " وهو أول من ألف في الوقوف وكتابه مشهور "

3.أبو عمرو البصري "154هـ" وله كتاب " الوقف والابتداء"
4.الإمام حمزة القارئ "156هـ" كتاب الوقف والابتداء
5. الإمام نافع القارئ 169هـ"وكتابه الوقف التمام "
ثم ذكر بعد ذلك جمع من النحاة والقراء )ا.هـ

فهذا يدلكم أن هذه الصنعة صنعة القراء منذ القدم وإن اشترك معهم النحاة والمفسرون وغيرهم فيما بعد .

وأعتقد أن هذا ما قصده شيخنا العلامة الجكني ـ حفظه الله ـ والله أعلم .
والسلام عليكم
 
أخي عبد الحكيم
أنا لا أختلف معكم ـ حفظكم الله ـ في كون كثير ممن ألف في الوقف والابتداء كانوا من القراء ، وقد شاركهم كثير من النحويين ، لكن هؤلاء لا يصدرون عن علم القراءات في ضبط الوقف ، بل يصدرون عن فهم المعنى ( التفسير ) ، وهذا هو مرادي .
وأريد أن أقول : إن العلم ليس حكرًا على قوم دون قوم ، وإن كان أصحاب التخصص هم أهل الشأن الذين يُرجع إليهم ، غير أن من المسائل ما يكون مشتركًا بين علوم عدة ، فلا ينحصر بحثها في علم دون علم ، وهذا لا يخفى على علمكم ، حفظكم الله .
والذي أودُّ أن أشير إليه أن تدخُّل قوم ما في علم ليس من تخصصهم ينقسم إلى أقسام عدَّة ، منها :
أولاً : أن يتكلم جاهل بالعلم في علم من العلوم ، وكأنه شيخ الإسلام ، ومفتي الأنام . وهذا الصنف مرفوض متروك ، ويلحقه من الذم ما لا يخفى .
ثانيًا : أن يكون له بصر بالعلم الشرعي ، ويكون ممن تخصص في علم من العلوم ، وتراه يتنقل في الدخول في مسائل بعض العلوم الأخرى ، وهذا يأتي منه من العجب بقد نقصه في ذلك العلم الذي لا يتقن أصوله ومسائله ، وهذا مما ابتلينا به ، وهو مما يلحق بعض المسائل العلمية التي انتقدها الشيخ السالم الجكني في هذا الملتقى .
وأنا معه في هذا ، فكم نسمع من طلاب علم لا يُعرف لهم بروز في علوم القرآن بعامة ، وتراهم يشروحون كتابًا في علوم القرآن أو في أصول التفسير ، أو يفسرون القرآن ، ويأتي منهم من الخلل ما لا يخفى على البصير بذلك العلم ، وإن جهِل خلله العامة والمعجبون به .
ثالثًا : أن يتكلم في مسألة ما جمع من طلاب العلم ، وإن لم تكن في تخصصهم مباشرة ، إلا أنها من المسائل التي يمكن إدراكها والخوض فيها ، ولا شك أن بعض من مسائل العلوم تدخل في هذا القسم ، ولا يصلح أن يقال فيها : لا شأن لغير المتخصص بمزاولتها ، ولو أعملنا هذه القاعدة لجاء من ينكر علينا في هذا الملتقى في مسائل متفرعة من علوم أخرى ، وقد تكلم فيها كثيرون .
وأرى أن مثل هذه المسائل يجب أن تُدرك ، وأن لا تأخذنا الحمية للتخصص بإغلاق البحث فيها على الآخرين ، وإلا لقال أصحاب العقيدة : ما شأنكم في المتلقى تتحدثون عن مسائل العقيدة ، ولقال أهل الفقه مثل ذلك ، وهلم جرَّا .
وأرى أن نفرق بين مسائل التخصص الدقيقة التي لا يفهمها ، ولا يتقنها إلا أهل التخصص ، وبين المسائل الأخرى التي يمكن أن يشترك فيها آخرون من التخصصات الأخرى .
ولو سقت لك من أمثلة ما أفتى فيه بعض طلبة العلم ممن لا دراية له بعلوم القرآن الدقيقة لما سئل في مسألة متعلقة بالرسم ؛ لعجبت منه أشد العجب ، والعجب منه أنه في مثل هذه الدقائق التي هي من خصوصيات أصحاب التخصص لم يتورع ، ويقول : ( لا أدري ) ، بل أجاب بجواب ليس هو المراد بسوال السائل ، وأوقعه هذا في الخطأ والخلط .
أسأل الله أن يجنبنا الخطأ والزلل ، وأن يلهمنا الصواب ، وأن يرزقنا سلامة الجنان ، وعفَّة اللسان ، وحسن البيان .
 
كلام بصير ,,,
بارك الله فيكم د. مساعد
وجزاكم الله خيرا جميعا.
 
وأرى أن نفرق بين مسائل التخصص الدقيقة التي لا يفهمها ، ولا يتقنها إلا أهل التخصص ، وبين المسائل الأخرى التي يمكن أن يشترك فيها آخرون من التخصصات الأخرى .
أسأل الله أن يجنبنا الخطأ والزلل ، وأن يلهمنا الصواب ، وأن يرزقنا سلامة الجنان ، وعفَّة اللسان ، وحسن البيان .

السلام عليكم
أجدتم وأفدتم شيخنا الفاضل الكريم .
لكن ألا تري معي سيدي الفاضل أن هناك نقطة سيصلون إليها لا بد فيها من حسم ، أي حكم فيصل من أهل الاختصاص .أيّا كانت ألمسألة أو الاختصاص .
فعلي من نعول في هذه النقطة بصرف النظر عن هذه المسألة بعينها؟

أسأل الله أن يجنبنا الخطأ والزلل ، وأن يلهمنا الصواب ، وأن يرزقنا سلامة الجنان ، وعفَّة اللسان ، وحسن البيان .
اللهم آمين
والسلام عليكم
 
لا خلاف في أن المعول عليه هم أهل الاختصاص ، إذا كان المسألة صرفة في علم ما .
لكن إذا كانت المسألة مشتركة ، فسيدخلها التنازع ، ولا يمكن أن يقال إن أهل الاختصاص هم هؤلاء دون أولئك .
 
[align=center]لكن أمر الكتابة ـ في المصحف وخارجه ـ أمر لغوي صِرف ؛ وكتابة المصحف كانت تتبع العُرف اللغوي ؛ فقد أُثِر عن عثمان أنه أشار عند الاختلاف باتباع نطق خاص بهذيل ـ لستُ متثبتا ـ عند الاختلاف في رسم التابوت أو التابوة ، ثم أخذت كتابة المصحف تستكمل ما يلزمها مما يبتكره اللغويون : أبو الأسود ، ونصر ويحيى ، ثم الخليل حتى فشا ذلك فسأل بعضهم مالكا في جوازه في المصحف وخارجه ، وكان التمسك بالكتابة الأولى من هاهنا فقط ، فقد جرى نسخ المصاحف وكتابة الخطاطين المجوّدين على ما جدّ من صور الكتابة وما تحرَّج أحد من ذلك[/align]
 
لا خلاف في أن المعول عليه هم أهل الاختصاص ، إذا كان المسألة صرفة في علم ما .
لكن إذا كانت المسألة مشتركة ، فسيدخلها التنازع ، ولا يمكن أن يقال إن أهل الاختصاص هم هؤلاء دون أولئك .

السلام عليكم
نعم يعول علي أهل الاختصاص إذا كان المسألة صرفة في علم ما .

أما الشق الثاني (اشتراك المسألة)

ما الضابط في تحديد اشتراك الآخرين في المسألة ، من عدمه ؟

أضرب لكم مثالين :

"البسملة والتكبير " اختلف القراء والمحدثون والفقهاء في هذه المسألة .
فالقراء اختلفوا من حيث اختلاف القراء
والمحدثون اختلفوا من حيث اختلاف الأحاديث الواردة في المسألتين
والفقهاء اختلفوا بحسب ما استنبطوه من الأحاديث، وبما ثبت لديهم من خلاف القراء أو المحدثين .

ثم أحال الإمام مالك القضية علي القراء في البسملة . والشافعي بما وجده من قراء مكة في التكبير .
ألا يمكن أن نقول إن ثمة اشتراك بينهما كل بحسبه ثم أحالوا الأمر لمن له أحقية القول فيه ؟
المسألة قد تكون تفرعت ولكنها ستصب في نهايته لمسألتنا إن شاء الله .

أما تميز النص القرآني عن غيره ستكون في مداخلة أخري إن أذن الله وقدر .
ومعذرة للإطالة .
والسلام عليكم
 
علامات الترقيم التي تستعمل في إعانة القارئ على فهم الكتابة مأخوذة من حيث فكرتها وأصلها من علامات ضبط المصحف، ولعلكم تراجعون ما كتبه أحمد زكي باشا في كتابه (علامات الترقيم) وما كتبه غيره في ذلك وهو كثير .
ونقاش المسألة - كما فهمتُ من كلام الدكتور يوسف القرضاوي - ليس في كتابة المصحف كاملاً ، وإنما في الاستشهاد بالآيات القرآنية وما يشبهه من مقامات تعليمية .
وعلامات الترقيم مرتبطة بالمعاني أكثر من علامات الوقف والابتداء الموجودة حالياً فيما يظهر لي ، وذلك أن علامات الوقف والابتداء الموجودة في المصحف لا تكاد تلزم القارئ بفهم واحد في كثير من مواضعها ، وإنما يبقى المجالُ - مع وجود علامات الوقف -مفتوحاً لكل المعاني التي تحتملها الآية ، ويفسرها بها المفسرون .
أما علامات الترقيم فهي أكثر تحديداً للمعاني المقصودة من الكلام ، فعلامة التعجب (!) لها دلالتها ، وعلامة الاستفهام (؟) كذلك ، وعلامة القول (:)
فمثلاً قوله تعالى :(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53))
لو استعملنا علامات الترقيم لكانت هكذا برأيي :
(كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ؟! بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)
فقد دلت علامة الاستفهام وعلامة التعجب معاً على الاستفهام الاستنكاري في الآية .
ولا شك أن إيصال هذا المعنى للقارئ مفيد له في فهمه للآية .

وقد نتفق في أكثر مواضع علامات الترقيم كعلامات الاستفهام ومقول القول والتعجب ونحوها ، ولكن سيكون هناك خلاف في مواضع يصعب رفعها .
والذي يبدو لي أن الأمر في هذه المسألة ليس بتلك الخطورة التي يشير إليها الزملاء الشيخ عبدالحكيم والدكتور السالم الجكني، وإنما لو دُرِسَ الموضوعُ من كافة أبعاده وترجح جانب القبول أو المنع أن يكون مبنياً على أدلة مقنعة .
وأما التخوفات التي ذكروها فليست كافيةً للقول بالمنع، حيث لم تكن مانعةً لوجود النقط وعلامات الضبط وغيرها مما أصبح اليوم محلَّ قَبول من الجميع ، مع أنها عورضت في بداية أمرها كذلك .

ولا أحب لإخواني الفضلاء الذي يدافعون عن علم القراءات السخرية من زملاءهم الذين لا يقلون عنهم تخصصاً ومعرفة بما يدور الكلام حوله، فعندما نتحدث عن تحزيب القرآن أو إضافة بعض الأفكار حوله، أو نتحدث هنا عن علامات الترقيم ومشروعية استعمالها في كتابة القرآن الكريم فنحن نتحدث عن تخصصٍ قريب، وارتباط الموضوع هنا بالتفسير أشد من ارتباطه بطريقة أداء القرآن وما فيها من خلاف، إلا إذا كان هناك أسرار دقيقة لم تبلغنا بعدُ فليتنا نتعلمها منكم على صفحات الملتقى فغايتنا علمية بحتة . وأما رفع هذه العصا في وجه كل من يخالف في كل مسألة فليست من أساليب البحث والمناظرة المقبولة عند طالب العلم المتجرد .

ومسألة أخرى أحب أن أنبه لها ، وهي أن الله سبحانه وتعالى قد تولى حفظ كتابه، وليس بالضرورة أن يكون حفظه سبحانه لكتابه بالمانعين من كُلِّ إضافةٍ بحجة الدفاع والتصدي والمنافحة عن كتاب الله، وأمثال هذه العبارات التي تُوحي بأنَّ المخالفَ مُحرِّفٌ لكتاب الله، عدوٌّ لهُ ، جاهل به، وإِنَّما قد يكون حفظهُ بالأفكار العلميَّةِ القيمة التي تُعين على حفظ القرآن بطريقةٍ أو بأُخرى من الطرقِ المشروعةِ التي تثبت الدراسة المتأنيَّةُ جدواها وفائدتَها ، والتي لا يزال أهل العلم يذكرون ويقترحون الكثير منها قديماً وحديثاً .

وأرجو من زملائي الفضلاء الذين ينتسبون لعلم القراءات أن يترفقوا بإخوانهم ومحاوريهم والسائلين الذين يرغبون في الاستفادة من علمهم، فإنَّ في عباراتهم من القسوةِ والغلظةِ ما ليس في عبارات غيرهم، وأخشى أن يصبحَ هذا شِعاراً لهم، وهم أَولى الناسِ بالرِّفق واللين وحُسنِ التعليم، والأخذ بيد المخالفين للحق، دون التهجم على نيته، وتعييرهِ بالجهل بعلم القراءات، وأَنَّهُ دخيلٌ عليه ونحو هذه العبارات المنفرَّةِ للمُقبلِ، والمهيجة للمعرض .

أسأل الله أن يجعلنا جميعاً إخواناً متحابين، وأن يجعلنا من أهل القرآن المتمسكين به والمتفقهين المتدبرين في معانيه، فنحن نشهد الله على محبتكم جميعاً فيه فأنتم أهل القرآن، وأهل العلم به، غير أنني مع كثرة مثل هذه الحوارات لم أشأ أن أغفل التعليق على الموضوع من باب المحبة في الله ، والرغبة الصادقة في أن تكون حواراتنا كلها محلَّ القدوةِ والأسوةِ مِمَّن يقرؤُها ويتعلم منها ، فنحن لا نكتب من أجل العلم فحسبُ، وإنما من أجل الأدب أيضاً .
 
الرفق في الرد وقبله حسن الظن

الرفق في الرد وقبله حسن الظن

[align=center]1 لا أحب لإخواني الفضلاء الذي يدافعون عن علم القراءات السخرية من زملاءهم الذين لا يقلون عنهم تخصصاً ومعرفة بما يدور الكلام حوله
2 وأما رفع هذه العصا في وجه كل من يخالف في كل مسألة فليست من أساليب البحث والمناظرة المقبولة عند طالب العلم المتجرد .
3 الله سبحانه وتعالى قد تولى حفظ كتابه ، وليس بالضرورة أن يكون حفظه سبحانه لكتابه بالمانعين من كُلِّ إضافةٍ بحجة الدفاع والتصدي والمنافحة عن كتاب الله ، وأمثال هذه العبارات التي تُوحي بأنَّ المخالفَ مُحرِّفٌ لكتاب الله ، عدوٌّ لهُ ، جاهل به
4 وأرجو من زملائي الفضلاء الذين ينتسبون لعلم القراءات أن يترفقوا بإخوانهم ومحاوريهم والسائلين الذين يرغبون في الاستفادة من علمهم ، فإنَّ في عباراتهم من القسوةِ والغلظةِ ما ليس في عبارات غيرهم ، وأخشى أن يصبحَ هذا شِعاراً لهم ، وهم أَولى الناسِ بالرِّفق واللين وحُسنِ التعليم ، والأخذ بيد المخالفين للحق ، دون التهجم على نيته ، وتعييرهِ بالجهل بعلم القراءات ، وأَنَّهُ دخيلٌ عليه ونحو هذه العبارات المنفِّرةِ للمُقبلِ ، والمهيجة للمعرض .[/align]

[align=center]هذه أربعة اقتباسات من مشاركة الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري وهي تعبر عن فكر صحيح وتوجيه مفيد في التعامل مع صاحب الرأي الآخر .
وأحسب أن لو اتبعها من يتناولون أحكام التجويد ومسائل القراءات لقلّ حجم الخلاف بينهم وبين من يعرضون أفكارا جديدة في هذين الموضوعين .
شكر الله للشيخ ونفع بما كتب .
[/align]
 
علامات الترقيم التي تستعمل في إعانة القارئ على فهم الكتابة مأخوذة من حيث فكرتها وأصلها من علامات ضبط المصحف، ولعلكم تراجعون ما كتبه أحمد زكي باشا في كتابه (علامات الترقيم) وما كتبه غيره في ذلك وهو كثير .
.

السلام عليكم
فضيلة د/ الشهري بارك الله فيكم

لو لا حظتم علامات الوقف فهي عبارة عن تنبيهات للمعاني غير ملزمة ، بخلاف علامات الترقيم فهي تفسير محض لمعني الآية ولا مجال فيه لرأي آخر والقرآن حمّال للوجوه .
ولقد أشرت من قبل إلي قوله تعالي " فلا اقتحم العقبة " فوضع أي علامة يصبح المعني حصريا بحسب العلامة الموضوعة ، بخلاف علامات الوقف .

هذا الفرق بينهما أعتقد أن له اعتبارا . والله أعلم .
والسلام عليكم
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين يصل الأمر إلى طرح الأمر للبحث يكون من الخير عرض الآراء وتحليلها وتخيُّر أقربها إلى القبول ، ومثل هذا واقع في اختيار علامات الضبط المعروفة في المصحف نفسه ؛ فاختيار علامات تعانق الوقف أو تركها ( كما في مصحف الأزهر ) ووضع رمز ( ج ) أو ( قلى ) أو ( صلى ) كل ذلك مبني على ترجيح معانٍ تُفهَم من النص الكريم .[/align]
 
قد نوقش مثل هذا الطرح في منتدى آخر
و شاركت بالرد
و أكرر ها هنا بعض ما كتبت هناك ببعض التصرف لاختلاف مكان و أشخاص الموضوع :
علامات الترقيم المقترحة لن تسهل و توضح ، بل الأرجح أنها قد تغير في القراءة وتخل بقواعد التجويد!!
فمثلا
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
توضع ثلاث نقط على/بعد (لاريب ) و مثلها بعد (فيه) بما يعني أن قراءة هذه الآية له ثلاثة أوجه

ذلك الكتاب لاريب ، فيه هدى للمتقين .
أو
ذلك الكتاب لا ريب فيه ، هدى للمتقين.
أو
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ .
فإذا وضعنا علامة الترقيم الدالة على الوقف و هي الفاصلة او النقطة، فإن ذلك يلزم القارئ بطريقة واحدة فقط ووجه واحد فقط من الأوجه الثلاثة !


كذلك مثلا :
نَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ
(قالوا) فيها مد على الواو بحيث عند النطق تظل الشفاه مضمومة عند نطق الواو و منها نفتح لنطق الهمزة في (أنى)
دون أن نقف بين الكلمتين
و
لكن عند وضع علامة الترقيم ستكون
قالوا: "أني يكون له الملك علينا و نحن أحق بالملك منه" ..فالنقطتان قبل التنصيص تجعل القارئ يقف بين الكلمتين كما اعتدنا أن نقرأها في كلامنا العادي


كذلك فإن بعض الآيات يختلف فيها الوقف أو الوصل بما قد يعطيها أكثر من معنى كآية آل عمران
: فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
فالبعض قرأها بالوقف على (و ما يعلم تأويله إلا الله) ثم كانت (الراسخون) مبتدأ لجملة جديدة ، و آخرون وصلوها فكانت (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) و لكل فريق رأي و اجتهاد في التفسير
فكيف يتم ترقيم هذه الآية ، الترقيم هنا يعطل وجه من وجوه التفسير التي تحتملها الآية

كذلك فإن علامات التنصيص في آية كآية آل عمران السابقة بعد يقولون مثلا ، لا تعطي المعني المطابق للآية ، لأن قول الراسخين في العلم ليس نصاً حرفيا يقولونه كلما قرأوا آية و تشابهت عليهم

والأمثلة كثيرة للاختلافات في القراءة التجويدية و المعنى و التفسير، التي قد تسببها علامات الترقيم الاملائية التي نستخدمها في كلامنا العادي

كتب القرآن أولا بدون تنقيط لكي تراعي القراءات المختلفة - فلما ظهرت الحاجة للتنقيط ووضع الحركات اقتصرت طباعة كل مصحف على قراءة واحدة ،ثم انتشرت قراءة حفص و أهملت قراءات أخرى ، فهل نضع علامات الترقيم لنضيع أيضاً بعض أوجه القراءة في الرواية الواحدة؟!
أرى أيضا أن الاشارات التجويدية الحالية الموجودة بالمصحف - و إن كانت موضوعة أيضا – فإنها تزيد من خصوصيته و تمييزه على غيره من الكلام ، يحضرني هنا ما قاله أحد متخصصي علم القراءات من أن القراءة التجويدية المنغمة و قواعدها جعلته كأنه لغة خاصة لا يقرأ كما يقرأ الكلام العادي في الجرائد و الكتب ,,مما أثار دهشة أحد علماء اللغة الأجانب
فكأن أيضا ً(صلي )و ( قلي) و (ج) و (م) و علامة القلقلة و المدود و غيرها ..هي علامات الترقيم الخاصة بالنص القرآني و لا تستخدم مع غيره و لا حاجة للقرآن لغيرها
..
 
جزاكم الرحمن أعالي الجنان يا كرام؛ على هذا الحوار الماتع المفيد!
ونقاش المسألة - كما فهمتُ من كلام الدكتور يوسف القرضاوي - ليس في كتابة المصحف كاملاً ، وإنما في الاستشهاد بالآيات القرآنية وما يشبهه من مقامات تعليمية .

ولكنني فهمت أن السائل يسأل عن المصاحف
بينما الإجابة جاءت عن الاستشهادات القرآنية...!
وإن جانبت الصواب فأرجو التوضيح
--------------------------
بصراحة خطر لي هذا السؤال من قديم؛ وسألت أستاذا فاضل متخصص في القراءات فأجابني: " لا يجوز؛ لأننا سنقيد المعنى القرآني بعلامات الترقيم"؛ فكانت إجابة شافية -بالنسبة لي- وزادني اقتناعا بها ما تفضل به الأخ (جيلان).
وأؤيده خاصة بما تفضل به هنا:
الإشارات التجويدية الحالية الموجودة بالمصحف - وإن كانت موضوعة أيضا فإنها تزيد من خصوصيته وتمييزه عن غيره من الكلام ...فكأن أيضا ً(صلي ) و( قلي) و(ج) و (م) وعلامة القلقلة والمدود وغيرها، هي علامات الترقيم الخاصة بالنص القرآني ولا تستخدم مع غيره ولا حاجة للقرآن لغيرها.

ونحن لكم من المتابعين
دمتم مع الرحمن
 
عودة
أعلى