حكاية لابن مجاهد رحمه الله

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الجكني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
02/04/2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الكريم المنان ، الواسع العطاء ، المعبود في السراء والضراء ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد :
فهذا " جزء " لطيف ، فيه حكاية مروية بالإسناد عن إمام القراء والقراءات ، وأول من سبّع السبعة ، الإمام ابن مجاهد رحمه الله تعالى . تحكي جانباً من جوانب شخصيته وسلوكه ، وهو جانب التواضع والكرم والسعي في مصالح الضعفاء والفقراء ومساعدتهم في أزماتهم ، والشفاعة لهم لدى أهل اليسر والإفادة .
وهناك جانب آخر مهم جداً نلحظه في هذه الحكاية متعلق بشخصية هذا الإمام وهي بذل كل ما لديه في وقته مقابل إعفائه من سؤال غيره ، وهذا نجده في قوله لصاحب الحكاية : " خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفه عني العنا والسؤال " إلى غير ذلك مما هو مسطر في هذه الحكاية .
هذا ، ولما وقفت على هذا الجزء اختلست برهة من الزمن فنسخته ، متمنياً نشره بين أهل القراءات والأدب .ويسرني أن أتحف به قراء هذا الملتقى المبارك 0
النسخة الخطية : مصورة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،برقم (1505)وأصلها من "الظاهرية
والله الموفق 0
محب القراء والقراءات :
السالم محمد محمود الجكني الشنقيطي
المدينة المنورة :12/7/1427




جزء فيه حكاية أبي بكر



أحمد بن العباس بن مجاهد المقرئ رحمه الله برواية
أبي القاسم عمر بن عبدان بن القاسم بن محمد بن داود
بن عبد الغفار الثاني عن أبي بكر بن مجاهد برواية الشيخ الإمام
الصالح أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن فهد العلاف عنه .

برواية الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاعوني
سماع صاحبه إسماعيل بن عمر بن أبي بكر المقدسي نفعه الله برواية
الشريف أبي محمد يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي عنه .
وقف مستقره بالمدرسة(000)تقبل الله من واقفها
إجازة ليوسف بن عبد الهادي

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن

أخبرنا الشيخ الشريف يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي قراءة عليه ، وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن عبيد الله نصر بن الزاغوني قراءة عليه وأنا حاضر السمع فأقر به وأجازه ، قيل له : أخبركم الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قراءة عليه وأنا حاضر أسمع بجامع (القصر) من سنة سبع وسبعين وأربع مئة قال: سمعت أبا القاسم عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار الثاني في يوم السبت لست خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة وأربع مئة يقول : كنت حاضراً عند الشيخ / أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ نضر الله وجهه فجاء رجل فجلس في المسجد إلى أن فرغ أبو بكر من الإقراء وخلا المسجد فالتفت إليه الشيخ أبو بكر فقال له :
ألك حاجة ؟
قال: نعم .
قال: وما هي ؟
قال: قد جاءني مولود وما في الدار سوى المولود ومن ولد له والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان فقالت زوجتي أم المولود : امض إلى الشيخ أبي بكر فاشرح له حالنا وصورتنا واسأله أن يمضي إلى عند ابن كثير فليشرح له صورتنا وما نحن فيه ، فإن تفضل الله بشيء فالحمد لله وله . وقال لي ابن عمر : كان ابن كثير من بعض / من يقرأ على أبي بكر وكان موسراً .
فلما سمع أبو بكر بذلك وثب فدخل إلى منزله وأخرج له كيساً فيه مائة درهم ثم قال: يا هذا خذه واستعن بها على أمورك .
فقال له الرجل : أيها الشيخ ما لهذا جئتك ، فرجع أبو بكر فأخرج له مائة أخرى ، فرد عليه الرجل ما قال أولاًً ، فرجع فأخرج له مائة أخرى فقال له كقوله الأول ، فرجع فأخرج له مائة أخرى ثم قال له : يا هذا خذ هذه الأربع مائة درهم واستعن بها على أمورك ورفِّه عني العنا والسؤال ، ثم قال : اللهم إنك تعلم أن ابن مجاهد لا يملك في هذا الوقت غيرها . فقال له: يا أيها الشيخ ما جئتك لهذا ، وإنما جئتك لسبب ابن كثير ، قال : فاستحى أبو بكر / من تكريره فوثب ووثب الرجل ووثبت معهما حتى جئنا إلى ابن كثير ، وكان منزله في درب الآجر فوصلنا إلى باب الدار فدق أحدنا الباب ، فقال : من بالباب ؟ فقال: ابن مجاهد، فلما سمع باسمي خرج مهرولاً وهو يقول : لبيك وسعديك .. مراراً ففتح الباب ثم دخلنا إلى منزله ثم قال: هل من حاجة أيها الشيخ ؟
فقال : جاء إلي هذا الرجل ، وقص عليه القصة كلها ، وسألني أن أقصدك في ذلك فأبيت دفعة ودفعتين وثلاثة وأربعة وأخرجت له ما حضر عندي لأدفعه عن هذا 0
فقال: أيها الشيخ بئس ما فعلت / معي أردت أن تقطع عني ثواباً ساقه الله إلي ، وتأخذه لنفسك .
ثم وثب وقدّم المائدة وعليها من كل شيء فأكلنا فلما فرغنا أخذ ما كان على المائدة مما فضل فوضعه في منديل وشده ثم عمد إلى خازنة له فأخرج منها صرة فدفعها إليه فأخذها وأخذ المنديل وانصرف إلى منزله ولم أعلم ما فيها فحدثني الرجل أنه مضى إلى منزله ففتحها فإذا هي خمسمائة ديناراً جياداً .
فقالت امرأته : يا هذا لعل الرجل قد غلط عليك ، أراد أن يدفع إليك دراهم فدفع إليك دنانير ، قم فارجع إليه واسأله عن هذا حتى يجعل الله لنا فيها البركة ، فرجع الرجل إلى ابن /كثير فقال له : يا هذا ما الذي دفعت إلي ؟ دنانير أم دراهم ؟
فقال له : أرني الصرة ، فدفعتها إليه ففتحها فإذا فيها رقعة مكتوب فيها : من وصلت إليه هذه الصرة فله في كل حول مثلها ، فقال: يا هذا خذ هذه واحتفظ بهذه الرقعة ولك في كل سنة مثلها.
قال : فأخذت الصرة والرقعة ورجعت إلى منزلي ، وكان سبب عيالي بركة الشيخ ابن مجاهد رحمه الله.
آخر الجزء
وجدت بخط شيخي قال: وجدت بخط ابن كامل رحمه الله / وكان الشيخ بن عمر مائة سنة وثمان سنين ؛ لأن مولده كان في سنة عشر وثلاث مائة وثلاث سنين وكان ينزل في درب الديوان في جوار الشيخ أبي القاسم بن بسران رحمه الله .
والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً .
ووافق الفراغ منه في يوم السبت سادس عشر من شوال سنة أربع وسبعين وخمسمائة بالقاهرة حماها الله تعالى : وكتب إسماعيل بن عمر بن أبي بكر صاحبه نفعه الله .
سمع جميع هذه الحكاية ، وهي حكاية بن مجاهد المقرئ على الشيخ الأجل الشريف المحدث يونس بن يحي بن أبي الحسن بن أبي الحسن الهاشمي بروايته عن الزاعوني بقراءة معمر بن سالم بن نعمة الحميري ، فسمعه صاحبه أبو الفدا إسماعيل بن عمر بن أبي بكر والفقيه ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد ، ورضي الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار وعبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة وأحمد بن عبد الملك بن عثمان ، وعبد الرحمن بن الإمام الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي ومحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم وإبراهيم بن محمد بن خلف المفدسيون ، وجماعة آخرون وسمع بجميع الجزء كاتب الأسماء عيسى بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وصح ذلك في يوم الأحد السابع من شوال من سنة أربع وسبعين وخمسمائة والحمد لله وصلواته على سيدنا محمداً وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً
صحح ذلك وكتبه: يونس بن يحي بن أبي الحسن الهاشمي بخطه .
انتهى المخطوط ،ونسخته كما وجدته 0
والحمد لله رب العالمين 0
 
الجكني قال:
قال: قد جاءني مولود وما في الدار سوى المولود ومن ولد له والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان

هذا مخالف لاعتقاد أهل السنة والجماعة فليتنبه لذلك . قال تعالى : " الرحمن على العرش استوى " وقال تعالى : " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور "
وفي صحيح مسلم من حديث معاوية بن أبي الحكم السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية : " أين الله؟ " قالت : في السماء . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية : " أعتقها فإنها مؤمنة " .
والنصوص على ذلك متواترة .
 
أين عقلك يا أزهري ؟؟ يلزم من (تعليقك ) هذا أن المولى عز وجل -وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً -يخلو مكان عن علمه 0
أما استدلالك بالآيات الكريمة فليست من هذا الباب 0
وعلى كل حال:الكلام المنقول ليس لي ،ويكفي أسماء العلماء الذين سمعوا هذه الحكاية ولم يعترضوا هذا الاعتراض ،مع أني لا أحجر أحداً على الاعتراض والإنكار 0
 
الجكني قال:
أين عقلك يا أزهري ؟؟ يلزم من (تعليقك ) هذا أن المولى عز وجل -وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً -يخلو مكان عن علمه 0
أما استدلالك بالآيات الكريمة فليست من هذا الباب 0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور السالم وفقه الله
لم أكن أتوقع هذا الجواب خاصة ممن هو على درجة علمية تنأى به عن مثل هذه الردود وما زلت وأنا أسطر هذه السطور في عجب من أمري لما تقدم ولأن كاتبه في المدينة النبوية ـ مع ما يعلم عن أهل العلم في هذه البلاد من العمل على نشر التوحيد والدعوة إليه ـ .
أما ما ألزمتني به فليس بلازم ولا يقول به مسلم فإن الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى.
ثم ما تعليقي ؟ !!! أليس آيات من الذكر الحكيم وحديث خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ؟
وقل لي بربك كيف خرجت هذه الآيات من هذا الباب ؟
 
الجكني قال:
0
وعلى كل حال:الكلام المنقول ليس لي ،ويكفي أسماء العلماء الذين سمعوا هذه الحكاية ولم يعترضوا هذا الاعتراض ،مع أني لا أحجر أحداً على الاعتراض والإنكار 0
وهل كان في تعليقي تعرض للناقل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إنما ذكرت الكلام المخالف وبينت وجه مخالفته ونبهت عليه . فليرجع إلى تعليقي .

ثم احتجاجك بعدم اعتراض العلماء الذين سمعوا الحكاية احتجاج بما هو كبيت العنكبوت . أهذه حجة ؟؟؟؟؟
ثم أي حجر أعظم من قولك : أين عقلك يا أزهري ؟
ليت القائمين على هذا المنتدى الطيب ينظرون إلى الحجج العلمية وأدب الحوار . والله المستعان .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو فاطمة الأزهري حفظك الله :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً :أعتذر إليك من كل كلمة فهمتَ منها أنها جارحة لك ،فليس القصد كما تبادر إلى ذهنك حفظك الله 0
ثانياً : قولك :":"أي حجر أعظم من قولك " أين عقلك يا أزهري " أقول فيه :
هذه العبارة يستخدمها العلماء فيما بينهم لغرض التنبيه على وهم أو غفلة وقع فيها أحدهم ،ويحضرني الآن العبارة الشهيرة للإمام الذهبي رحمه الله في حق العقيلي رحمه الله عندما ذكر (جرحاً )في حق الإمام البخاري رحمه الله هذه العبارة هي قوله :"أين عقلك يا عقيلي " فهل يعني هذا الحط من مكانة العقيلي ؟ الجواب لك يا أخي الأزهري ،ووالله ما قصدت إلا اتباع الذهبي في التنبيه بهذا الأسلوب ،0
ثالثاً: قولك :"لم أكن أتوقع هذا الجواب 00الخ "أقول :
أما أن كاتبه في المدينة(النبوية ) فهو يحمد الله تعالى على أن جعله من أهل المدينة (المنورة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ،وأسأل الله الثبات على الإيمان والموت فيها ،وهذا لا دخل له في مسألتنا 0
وأما قولك :" مع ما يعلم في هذه البلاد من العمل على نشر التوحيد والدعوة إليه " فأقول :
نعم :نحمد الله تعالى أننا في هذه البلاد التي تنشر التوحيد وتدعو إليه ؛ ومن دعوتها إليه (صونه ) عن أن (يدخل )في كل شيء لا علاقة له به ، ومن الدعوة إليه :صحة الاستدلال على المستَدَل به 0
رابعاً : قلت :"أما ما ألزمتني به 000"لا أحد ألزمك بشيء ،كلامك هو الذي يلزمك لأنك اعترضت على عبارة :"وما في الدار سوى المولود ومن ولد له و(الجبار الذي لا يخلو منه مكان ) " لأنك عندما تأتي وتستدل على هذا الكلام بآيات العلو والاستواء فأنت واحد من اثنين:
1- إما أنك لا تفرق بين معية الذات والعلم والنصرة 000الخ
2-أو أنك لا تعرف ربط المستدَل به مع المستدَل عليه
أما أولا :فالرجل صاحب الحكاية لا يقصد بحال من الأحوال أن "الجبار جل جلاله " معهم في الدار بذاته حتى تستدل عليه بالآيات المذكورة 0
وأما ثانياً : كان المناسب في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى" وهو معكم أينما كنتم " وما وافقها من الأدلة ،فهي التي في مسألتنا هذه 0
وأما قولك :"ثم ما تعليقي ؟أليس آيات من الذكر الحكيم 0000
الجواب : المسألة ليست في "آيات من الذكر الحكيم " المسألة هي في (تنزيلك ) هذه الآيات الكريمة على غير محلها 0
أما قولك :" احتجاج بما هو كبيت العنكبوت " فلا تعليق لي عليه 0
وأما قولك :"ليت القائمين على هذا المنتدى الطيب ينظرون إلى الحجج العلمية وأدب الحوار "فإني أضم صوتي لصوتك ،وأطلب منهم إن كانت العبارة المذكورة جارحة أو خارجة عن أدب الحوار أن يزيلوها بتاتاً ،وهم في حل من كل ما أكتبه إن كان كذلك 0
ولولا أني آليت على نفسي عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن لفتحت النقاش معك ومع غيرك 0
وفي الختام أكرر اعتذاري لك مع تمنياتي لنا جميعاً بالعفو والستر من الله تعالى 0
 
تنبيه على هامش الموضوع

تنبيه على هامش الموضوع

الجكني قال:
ويحضرني الآن العبارة الشهيرة للإمام الذهبي رحمه الله في حق العقيلي رحمه الله عندما ذكر (جرحاً )في حق الإمام البخاري رحمه الله
هذا تنبيه على هامش الموضوع
الصواب أن العقيلي غمز ابن المديني رحمهما الله
نبهت على هذا حتى لا يُظن أن العقيلي ذكر (جرحًا) يغمز من قناة الإمام البخاري رحمه الله
 
جزاك الله عني كل خير أخي السائح ،فلقد صدق من قال :الذاكرة دائماً ما تخون 0
 
وجزاك خيرا وأحسن مثوبتك أخي الجكني
الجكني قال:
وكان ينزل في درب الديوان في جوار الشيخ أبي القاسم بن بسران رحمه الله .
الصحيح أنه ابن بشران (بالشين المعجمة)
وأبو القاسم هو: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ
 
فضيلة الدكتور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا عليك إن شاء الله تعالى وعذراً إن تبادر إلى ذهني خلاف ما قصدت كما تقول ونسأل الله أن يعفو عنا .


الجكني قال:
ومن دعوتها إليه (صونه ) عن أن (يدخل )في كل شيء لا علاقة له به ، ومن الدعوة إليه :صحة الاستدلال على المستَدَل به 0
رابعاً : قلت :"أما ما ألزمتني به 000"لا أحد ألزمك بشيء ،كلامك هو الذي يلزمك لأنك اعترضت على عبارة :"وما في الدار سوى المولود ومن ولد له و(الجبار الذي لا يخلو منه مكان ) " لأنك عندما تأتي وتستدل على هذا الكلام بآيات العلو والاستواء فأنت واحد من اثنين:
1- إما أنك لا تفرق بين معية الذات والعلم والنصرة 000الخ
2-أو أنك لا تعرف ربط المستدَل به مع المستدَل عليه
أما أولا :فالرجل صاحب الحكاية لا يقصد بحال من الأحوال أن "الجبار جل جلاله " معهم في الدار بذاته حتى تستدل عليه بالآيات المذكورة 0
وأما ثانياً : كان المناسب في هذه المسألة الاستدلال بقوله تعالى" وهو معكم أينما كنتم " وما وافقها من الأدلة ،فهي التي في مسألتنا هذه 0
0
ولولا أني آليت على نفسي عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن لفتحت النقاش معك ومع غيرك 0
0
وبم أن فضيلتكم قد آلى على نفسه عدم الخوض في المسائل (الكلامية والعقدية ) منذ زمن ـ مع أني لا أدري أهذا من عطف المترادفات أم المتغايرات ـ فإني أتوجه لإخواني من أعضاء المنتدى ممن هم على معرفة باعتقاد أهل السنة والجماعة أن يبينوا هل هذه العبارة الواردة في القصة مخالفة لاعتقاد أهل السنة أم لا ؟ وهل كنت مصيباً في تعليقي أم لا ؟ وهل كان الأولى التعليق بما ذكرت أم بآيات المعية ؟
ونسأل الله أن يهدينا للحق .
 
[align=center]( والجبار تعالى الذي لا يخلو منه مكان )

هذه من العبارات التي يحتاج الحكم عليها إلى تفصيل ، فإن كان المراد بها لا يخلو من علمه ومعيته مكان ؛ فلا إشكال في صحتها.

وإن كان المراد ما تبادر إلى فهم الأخ أبي فاطمة من أن المراد بها وجوده جل وعلا بذاته في ذلك المكان ؛ فلا شك في بطلانها بهذا المعنى. والله أعلم[/align]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبومجاهد فصل موقف أهل السنة في المسألة .
هذا إذا كان هناك في القصة ما يستدعي كل هذه الجلبة من الأخ الأزهري .
وإن أخذنا بكلامه أن قصد المرأة هو المعية الذاتية فيكون ابن مجاهد على قولها هذا لأنه لم ينكر ومثل هذا الأمر لا يترك بدون إنكار ؟
وتحميل الكلام ما لا يحتمل دندنة كثرت في زماننا ، فمال المرأة ومعية الذات ؟ ومن أين لها التفصيل فيه ؟
الحكاية عن أناس عاديين من سكان بغداد .
ولا يزال واحدنا في الحجاز يسمع أخاه أو أباه أو من يحبه يقول له الله معاك , وتركت عيالي ومعاهم الرحمن .
فنحن إذن في قمة الخطأ إذ لم نتثبت منهم ما يقصدون بهذا ؟
وكثير منهم أميون أو محدودوا التعليم ، فنفتح نحن الباب ونناقشهم أي معية تقصدون ؟ وينتهي الأمر أن معظمهم لن يستوعب كلامنا العلمي المقنن ؟ على أنهم كلهم إن حاققته يقول الله فوق عرشه وعلمه في كل مكان .
اعتراض الأخ الأزهري في محله إن كان سياق الكلام في كتاب للعقيدة أو في أثناء كلام لعالم حول مسألة وليس في قصة ؟
على كل جزاك الله خيراً على غيرتك ولكن رفقاً.
 
وهذه حكاية أخرى عنه رحمه الله :
روى الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله في كتابه الشيق الممتع "طبقات الشافعية الكبرى :7/113-114" عن طاهر بن سعيد قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن غالب ببغداد ،سمعت أبا القاسم عيسى بن علي الوزير يقول : كان ابن مجاهد يوماً عند أبي ،فقيل له :الشبلي على الباب ،فقال : يدخل ، فقال ابن مجاهد : سأسكته الساعة بين يديك ،وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئاً خرق فيه موضعاً ،فلما جلس قال ابن مجاهد : يا أبا بكر :أين في العلم إفساد ما ينتفع به ؟فقال له الشبلي :فأين في العلم :" فطفق مسحاً بالسوق والأعناق " فسكت ابن مجاهد ،فقال له أبي : أردتَ أن تُسكت أبا بكر فأسكتك 0ثم قال له الشبلي : لقد أجمع الناس على أنك مقرئ الوقت ،أين في القرآن :الحبيبُ لا يعذب حبيبه ؟ فسكت ابن مجاهد ،فقال أبي : قل يا أبا بكر ،فقال قوله تعالى :" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم " فقال ابن مجاهد : كأني ما سمعتها قط 0انتهى 0والله أعلم
 
ذكر ابن مهران عن ابن مقسم أن ابن مجاهد ذهب إلى أبي أيوب الضبي فقال له : كيف يقف حمزة على "أنبئهم " و "نبئهم " فقال :"أنبيهم " ؛خفف الهمزة والهاء ،فقال له ابن مجاهد :أخطأت ،وكان يقرأ على أبي أيوب الأجلاء من أولاد بني هاشم ، فأخذوا النعال وقصدوه بها ، فوثب ابن مجاهد وأخذ يعدو والهاشميون خلفه بالنعال حتى خرج المسجد ففلت – كذا- ثيابه واستخفى منهم حتى تخلص من أيديهم ،فوقع في أفواه الناس أن ابن مجاهد خطَأ أبا أيوب الضبي ،قال : فمن هنا ذكر في بغداد واشتهر اسمه عند الناس 0انتهى
مصدر القصة : شرح الكرماني على غاية ابن مهران (ق 37/ب)
والله أعلم
 
عودة
أعلى