حقيقة مهمة

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : وَالْأَنْبِيَاءُ جَاءُوا بِمَا تَعْجِزُ الْعُقُولُ عَنْ مَعْرِفَتِهِ ، وَلَمْ يَجِيئُوا بِمَا تَعْلَمُ الْعُقُولُ بُطْلَانَهُ ، فَهُمْ يُخْبِرُونَ بِمُحَارَاتِ الْعُقُولِ ، لَا بِمُحَالَاتِ الْعُقُولِ .... ( مجموع الفتاوى : 2 / 312 ) .
والمعنى أنهم - صلى الله عليهم وسلم - يخبرون بما تحتار العقول فيه وتندهش ، لا بما يستحيل في العقل .
 
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية :
[ولهذا الواجب أنّ المسائل الغيبية لا تُحكَّم عليها العقول لأن الله جل وعلا أخبر بها فيؤخذ بها على ظاهرها، وكما ذكر شيخ الإسلام وابن القيم وشارح الطحاوية وجماعة: بأنّ الشريعة تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي بما تُحيله العقول، وهذه قاعدة مهمة في نظرك فيما يلتبس عليك، فإن الشريعة تأتي بأخبار غيبية وبأشياء يحار فيها عقل الناظر لكن العقل الصريح الواضح الدليل من الأهواء والآفات الذي يطبق القواعد الصحيحة تطبيقا صحيحا يخرج بأن العقل لا يحيل هذه الأشياء؛ لكن يحار العقل في حقيقتها نعم، لأن العقل إنما نما لما شاهد العقل تنوعت إدراكاته ونما فيه أشياء بما شاهد { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ } [النحل:78]، هذه وسائل الإدراك فعقل الطفل لم يكن شيئا فنمت فيه الإدراكات لِما شاهد من القوانين، وأما ما لم يشاهد فإنه لم يدركه عقله لأنه لم يشاهده ولم يعرف حقيقته، فلهذا لا يسوغ له أن يحكم على ما لم ير بما رأى وبما حصّله من معلومات نشأت معه من صغره إلى أن وصل إلى ما وصل إليه.
وعالم الغيب ليست قوانين كعالم الشهادة خذ مثلا السموات وما فيها وبُعْدَها، وخذ مثلا الشمس وبُعْدها وكيف تنير الأرض إلى آخره والقمر وحاله والخسوف والكسوف وأنواع ما يحصل، فإن هذه عند من لا يعرف فإنه لا يدرك حقيقتها، وربما أدرك بعض الناس حقيقتها فأدركوا قوانين الرب جل وعلا وسنة الرب جل وعلا في بعض خلقه].
 
عودة
أعلى