حقيقة الوجود في اليوم الموعود {12}

إنضم
17/08/2004
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
(((المسيرة الكبرى)))
تبدا المسيرة الكبرى من ساحة العرض والحساب الى الصراط المستقيم ,والمسيرة الكبرى هذه تضم المؤمنين والكافرين .الاولين والآخرين..يقول الله عزوجل((وإن منكم الا واردها كان على ربِك حتما مقضيَا*ثم ننجِي الذين اتَقوا ونذر الظالمين فيها جثيا*)) {مريم آية:71-72}
عن ابن مسعود والحسن وقتادة:((وان منكم الا واردها ))هو الجواز على الصراط لان الصراط ممدود على النار ...
وعن ابن عباس يقول:قد يرد الشيء الشيءلا يدخله كقوله تعالى((ولما ورد ماء مدين )).تفسير الزمخشري
كل البشر ,المؤمنون والكافرون سيساقون من ساحة العرض الى الصراط...!!والكل سيرى جهنم ..!!
والمعلوم ان المؤمنين سبَاقون الى الصِراط المستقيم لانهم يسيرون (الكل)في ظلام.اما المؤمنون فان نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم ,وقد ذكر الله هذه الحقيقة فقال عزوجل:((يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم))
{الحديد آية:12}
الكل يسير في ظلام دامس ليس هناك من نور يضيء الطريق لهذه الجحافل السائرة ...الكل يسير!!الى اين...؟؟الى الصراط...؟؟
ولكن المؤمنين تاتيهم النجدة ..من اين..!من الرحمن الرحيم...!!
لان الله تعالى وعد المؤمنين ان يستجيب لهم اذا التزموا اوامره ,يقول عزوجل ((ياأيُها الَذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفِر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنَات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والَذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربَنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير ))
{التحريم آية:8}
فإذا بالنور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم .نور أعمالهم في الحياة الدنيا ,الاعمال الصالحة تقلب هناك الى نور يستضيء به المؤمنون والمؤمنات ,وهذا النور هو الََََََََذي يحفظهم من السقوط من على الصراط لانهم يبصرون الطريق بكل وضوح..
روى ابن جرير الطبري بسنده عند تفسير الآية {12}من سورة الحديد عن مجاهد قوله ((ربَنا أتمم لنا نورنا))قال:قول المؤمنين حين يطفأ نور المنافقين .وقال الطبري في تفسير((ربَنا اتمم لنا نورنا ))يقول جل ثناؤه مخبرا عن قيل المؤمنين يوم القيامة :يقولون((ربَنا أتمم لنا نورنا))يسألون ربَهم ان يبقي لهم نورهم فلا يطفئه حتَى يجوزوا الصِراط وذلك حين ((يوم يقول المنافقون والمنافقات للَذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ))
وقال ابن كثير في تفسير ((ربَنا أتمم لنا نورنا ))قال مجاهد والضَحَاك والحسن البصري وغيرهم.هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفيء...قوَة النور أو قلَته بحسب الاعمال الصَالحات (الحسنات)
فكلَما كانت الاعمال الصالحة كثيرة ,كلما كان النور مضيئا ,وكلَما قلَت هذه الاعمال كلما قل النور ,ولا نور للكافرين أو الظالمين ,بل ظلام في ظلام...!!
يتبع((( جسر جهنَم)))
 
المرور على الصراط

ذكر ابن لجوزي في زاد المسير عند تفسير قوله تعالى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } في الكلام إضمار تقديره: وما منكم أحد إلا وهو واردها.
وفيمن عني بهذا الخطاب قولان.
أحدهما: أنه عام في حق المؤمن والكافر، هذا قول الأكثرين. وروي عن ابن عباس أنه قال: هذه الآية للكفار. وأكثر الروايات عنه كالقول الأول. قال ابن الأنباري: ووجه هذا أنه لما قال: لنحضرنهم وقال: أيهم أشد على الرحمن عتياً كان التقدير: وإن منهم، فأبدلت الكاف من الهاء، كما فعل في قوله: {إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء } [الانسان: 22] المعنى: كان لهم، لأنه مردود على قوله: {وَسَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } [الانسان: 21] وقال الشاعر:
شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا علي طلابك ابنة مخرم

قوله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاًثُمَّ نُنَجِّى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}.
اختلف العلماء في المراد بورود النار في هذه الآية الكريمة على أقوال:
الأول: أن المراد بالورود الدُّخول، ولكن الله يصرفُ أذاها عن عباده المتقين عند ذلك الدخول.
الثاني: أن المراد بورود النار المذكور: الجواز على الصراط، لأنه جسر منصوب على متن جهنم.
الثالث: أن الورود المذكور هو الإشراف عليها والقرب منها.
الرابع: أن حظ المؤمنين من ذلك الورود هو حر الحمى في دار الدنيا.
وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله مجموع فتاواه
ومما يدخل في الإيمان باليوم الآخر: الصراط، وهو عبارة عن جسر ممدود على النار يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، على حسب أعمالهم كل من كان أسرع في الدنيا لقبول الحق والعمل به كان على الصراط أسرع عبوراً، وكلما كان الإنسان أبطأ لقول الحق والعمل به كان على الصراط أبطأ، فيمر أهل الجنة على هذا الصراط فيعبرون،
أما الكفار فلا يمرون عليه، لأنه يصار بهم إلى النار والعياذ بالله، فيأتونها ورداً عطاشاً.
 
عودة
أعلى