خالد محمد ناصر
New member
سورة : طه
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ(62) قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ(64) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70)
حقيقة الـسحــر
تعريف السحر : هو عبارة عن حيل والآعيب و مكر وخداع يقوم بها أشخاص معينون تخصصوا في هذا المجال و يسمون بالسحرة : ومفردها ساحر وقد يقوم الساحر بالعمل لوحده ، واحياناً يستخدم معه أعوان ، وفي بعض الأحيان يقوم الساحر بعمل يعتمد فيه على الخداع البصري وهو ما يسمى (سحر العين ) أي يقوم بخداع عين المشاهد بعمل أدوات وترتيبات تعتمد على الحيلة والتضليل البصري مثل ما يعمله السحرة الآن على المسارح وطريقة عمل ذلك موجودة بكثرة على شبكة (ألإنترنت ) ، أما ما يقوم به الساحر بين الناس في المجتمع فهو يقوم بإتخاذ أعوان من النساء والرجال يدفع لهم مقابل الحصول على المعلومات التي يستخدمها في إثبات إن له كرامات ومعجزات ويكونون له أعواناً لنشر شروره ولعمل دعاية لنفسه بأن له قدارت بالتعامل مع الجن لخداع الناس الجهلاء والمغفليين .
حقيقة السحر مثل ما أخبرنا الله سبحانه
الأحزاب: 4 ( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سورة طه : قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) من المعروف أن الحبال والعصي جمادات لا تتحرك ولكن السحرة بحيلتهم وخداعهم جعلوا الناس يرون أن الحبال و العصي تسعى ، كيف ذلك الجواب : يقول الله سبحانه : وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) ما صنعوا أي ان السحرة قاموا بتصنيع ما يُمكنهم من خداع الناس والله يقول عن نوح عليه السلام (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ) والصناعة هي ما يصنعه الناس بأيديهم ، فقد قام السحرة بنسج حبال مجوفة أدخلوا فيها أفاعي وحيات كما قاموا بتصنيع عصي من قطع صغيرة تتداخل مع بعضها تربطها ببعض حلق ومفصلات بحيث تكون مرنة الحركة ومجوفة من الداخل أيضاً وأدخلوا فيها حيات وأفاعي فلما ألقوها جعلت الحيات والأفاعي تتحرك بداخلها فخٌيل للناس أن الحبال والعصي هي التي تتحرك بينما في الحقيقة إن الذي يحركها هي الأفاعي والحيات التي بداخلها وقد أستوحوا فكرة هذه الخدعة من آية موسى في العصى حينما يلغيها تتحول إلى حية تسعى ثم يمسكها فتعود عصى ، أما آية اليد فلم يجدوا فكرة بتقليدها ، والله سبحانه كرر لنا الكلمة مرتين لنتنبه أن العملية هي صناعة الخدعة فقال تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وكلمة كيد تعني خدعة مثل ما قال الله سبحانه عن حيلة يوسف التي عملها ليستبقي اخاه معه ، (وكذلك كدنا ليوسف) وقصة يوسف معروفة ،، ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ) - نُلاحظ إن الله سبحانه قال (فَأُلْقِيَ) السحرة ولم يقُل فسجد السحرة لأن الله سبحانه زيادة على أن جعل عصى موسى تلقف ما صنعوا من حبال وعصي أدخلوا فيها الحيات فأصبحوا في محل مهزوم مستهزأ به قد أُكلت عصاة موسى كل ماصنعوا ، أيضاً جعل الله السحرة يسجدون بأن أنزل الإيمان في قلوبهم إنزالاً حتى لا يبقوا لفرعون وجنوده وقومه شك بأن موسى صادق وإن الله معه وهو الذي أرسله ،، فإذاً قصة السحرة والسحر هذه هي حقيقتها كما أعلمنا الله سبحانه ونلاحظ هنا أنه ليس هناك ذكر للجن وليس للجن علاقة بهذا الموضوع إطلاقاً ، والآن نورد مفهوم الأيات التي وردت في سورة البقرة تتحدث عن الجن والسحر وما تتلوا الشياطين وقصة الملكين وما يعلمانه للناس حسب وطبق ما قاله الله سبحانه ،
سورة البقرة : وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(102) ، الأية (101) تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم والمقصود به القرآن الكريم والآية (102) تتحدث عن هؤلاء المجرمين إذاً فليكن في ذهننا دائماً أن الأية تتحدث عن المجرمين المكذبين من اليهود ولا تتحدث عن عموم الناس يقول الله عنهم واتبعوا ما تتلوا الشياطين ما هي تلاوة الشياطين لنعلم أن الشياطين هم عبارة عن مجرمين فكلمة شيطان في القرآن تعني مجرم عاصي لله سواء كان إنسي أم جني والآية تتحدث هنا عن شياطين الجن فماذا يتلوا هؤلاء المجرمين الأفاكين كانوا يعلمون المجرمين من البشر أمثالهم كلام عبارة عن كلمات لا تعني شيئ عبارة عن سخافات مثل (طينبقعمس هثتسمم سمبتسع) هذه الكلمات أنا طبعتها عشوائيا بدون تركيز لأن هذه حقيقة تلاوتهم ومعها بعض الجمل والأسماء التي يدعون أنها أسماء الجان التي تخدمهم ، ويقومون بترديدها في الظلام مع إطلاق البخور والدخان في الغرفة ليوهمون المغفلين والأغبياء بأنها تحضر الجن وتسخرهم ((علماً بأن الجن لم يسخرهم إلا الله لنبيه سليمان عليه السلام وقد إستجاب الله دعاء سليمان بأن هذا لن ينبغي لأحد من الناس من بعده إذاً كل من يدعي ذلك فهو كذاب أفاق )) سورة ص : (( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ(36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)) كما يقومون بكتابة هذه الخزعبلات على أوراق ويقومون بخياطتها داخل الجلود يلبسونها للمخبولين والمغفلين الذين يعتقدون بها بحجة أنها تجلب الحظ وتحمي من الأمراض ومن الجن إلى آخره من كذب وأباطيل وبعضهم وصل به الأمر أن يقوم بكتابة آيآت من القرآن وكأن القرآن الكريم نزل للشعوذة والخرافات وليس للتدبر ومعرفة الحقائق والعمل بما فيه ، ثم يقول الله سبحانه وما كفر سليمان لأن اليهود غضب الله عليهم يقولون أن نبي الله سليمان كافر وساحر ويسخر الجن بسحره والله يرد عليهم ويكذبهم ، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر والسحر هو ما أوضحناه في قصة موسى مع السحرة بأنه عبارة عن خدع أو ما يٌسمى صناعة الخدعة وهو ما يمارسه الآن السحرة على المسارح لتسلية الناس ليس أكثر ولم يقل الله سبحانه أن الشياطين يعلمون الناس تسخير الجن ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ ، الواو هنا هي واو الأبتداء أي بداية جملة جديدة ليس لها علاقة بالشياطين والسحر ولنلاحظ أن الشياطين جمع والله قال يعلمون أما هنا فالله سبحانه قال يعلمان وهي مثنى مما يعني أن الشياطين كانوا يعلمون السحر والتلاوات الفاسدة ، أما الملكين فهما يعلمان الناس الأمور المنهي عنها من الخديعة والوقيعة بين الزوجين لتفرقتهما عن بعضهما حتى يتجنبها الناس ومعنى إنما نحن فتنة فلا تكفر أي أن هذه الأمور التي نقولها لكم والتي تفرق بين الأزواج العمل بها كُفر ونحن نعلمها لكم لتتجنبوها لا لتعملوا بها وهي في الأصل موجودة بين الناس ولكن هؤلاء المجرمين يتعلمونها لعمل المكائد والحيل والدسائاس للتفريق بين الأزواج ولنعطي مثل للتوضيح ، لو إفترضنا أن واعضاً مُصلحاً يقول للناس إن عمل كذا وكذا من المكائد والدسائس بين الزوجين هو كفر فتجنبوه وهذه المكائد والدسائاس موجودة بالأصل في المجتمع وإنما الواعظ المصلح يقولها ويٌعلمها للناس ليحذروا منها لأنها كفر وحرام ، وسمع هذا الواعظ مجموعة من الناس فيهم الصالح والمجرم فالصالح تعلمها من الواعظ ليحذر من الوقوع في مثل هذه الأمور ويتجنبها أما المجرم فإنه سيقوم بعمل هذه الأمور وممارستها لذلك قال الله عن هؤلاء المجرمين بأنهم تعلموا ما يضرهم ولا ينفعهم لأنهم مجرمين وعلمهم بها أدى بهم لممارستها بدل تجنبها بعكس الصالحين والله سبحانه يقول إن هذه المكائد والدسائس التي يمارسونها للتفريق بين الأزواج لن تضر أحد إلا بإذن الله (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، وقد يتسآل بعض الناس لمذا جائت هذه الأمور السحر والشياطين وما تتلوا الشياطين وما تعلمه المجرمين من هاروت وماروت للتفريق بين الأزواج في آية واحدة ويتخيل أن هناك رابط وعلاقة بين هذه الأمور ومن هذا المنطلق وهذا التصور الخاطئ ظل وضاع كثير من الناس في فهم هذه الآية وتفسيرها ، وفي الحقيقة إن هذا الرابط والعلاقة بين هذه المواضيع والنقاط لها إرتباط وعلاقة بالآية التي قبلها وهي التي تتحدث عن المجرمين من أهل الكتاب وهم اليهود الذين نبذوا كتاب الله وهو القرآن الكريم وإتبعوا هذه الأباطيل والكفريات والأعمال الإجرامية المذكورة سابقاً فهذه هي العلاقة والإرتباط الذي يجمع بين السحر وتلاوة الشياطين وتعلم التفريق بين المرء وزوجه وهي علاقة هذه المواضيع بالمجرمين من أهل الكتاب وممارستهم لها .
سورة الفلق : وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
يتوهم كثير من الناس نظراً للمفاهيم الخاطائة التي سمعوا بها أو قرأوها بأن النفاذات في العقد هم الساحرات أو السحرة الذين يمارسون السحر ويقرأون على خيوط أو حبال ويعقدونها للتأثير على من يريدون أن يٌأثروا عليه بالسحر وهذا قمة الجهل والتخلف العقلي ولو كان ألأمر كذلك لحكم السحرة العالم ولم يلجؤا إلى التكسب من المغفلين بحيلهم وكذبهم ، ولقد شرحنا فيما سبق وبينا ما هو السحر الذي هو عبارة عن خداع بصري وحيل ليس إلا ، إذاً ما معنى الآية ، المعنى : يقول الله سبحانه في سورة البقرة الأية (235) (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) ويقول الله سبحانه في سورة البقرة أيضاً الآية (237) ( أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) فالعقدة وجمعها عقد تعني ما يعقد بين الزوجين من عقد الزواج وقد شبهها الله بالعقدة التي تكون بين حبلين تربط بينهما والذين ينفثون في هذه العٌقد الزوجية للتفريق بين الأزواج شبههم الله بالأفاعي التي تنفث السم لخبث فعلهم وقولهم وأمرنا بأن نتعوذ بالله من شرورهم ونفذهم وأن نحذر منهم وأن لا يٌصدق الزوج ولا تٌصدق الزوجة ما يقال لهم بدون تأكد وتحري وإن ظهر لهم هذا النافث الخبيث بمظهر صديق أو صديقة أو قريب ، والعٌقد ليست خاصة بالأزواج فقط وإنما تشمل عقد الشراكة بين شريكيين في تجارة أو عمل يأتي من يحسدهم أو يريد أن يفرق بينهم لينهي شركتهم ليخلوا له الجو لترويج بضائعة وقد تكون عقود إتفاقيات بين دول وتأتي دول معادية تتظاهر بالصداقة لهما وتقوم بعمل الدسائس والمكائد للإيقاع بينهم لإضعافهما فهي شاملة لكل أنواع الإرتباطات لذلك قال الله سبحانه العٌقد ولم يقل عقدة وقال سبحانه نفاثات ولم يقل نفاثين لأن الأكثرية الغالبة من من يسعى للتفريق بين الأزواج هم من النساء .
التلبٌس أو دخول الجني في الأنسي
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) _
الآية تتحدث عن الربا ولا تتحدث عن المس والله سبحانه ضرب لنا مثلاً بأن الذين يقولون أن ألبيع مثل الربا ولا يفرقون بين الإثنين ((وهذا مثل)) مثلهم مثل الذي يتخبطه الشيطان من المس وهذا المثل يعني بالضبط ، أن المخبول هو الممسوس والمس هُنا تعني الخبل أو الجنون وليس دخول الشيطان في الإنسان كما يزعم الذين لم يفهموا هذا المعنى ، فالمس سابق على التخبط أي أن هذا الإنسان يتخبطه الشيطان لأنه ممسوس فهو في الأصل ممسوس أي مخبول لذلك يتخبطه الشيطان ولو كان عاقلاً وميز بين البيع والربا لما تخبطه الشيطان ، والتخبط هنا يعني الضلال وعدم الفهم ، ونحن نقول فلان يتخبط ومتخبط أي أنه لا يعلم الحقيقة ويقول أقوالاً خاطئة بدون دليل وهذا هو المقصود في الآية فما يقول له الشيطان من تخبطات بالوسوسة يردده بدون تفكير منطقي ، فالأنسان الذي يقول بغير قول الله ظناً منه بأنه على حق فهذه هي حاله بسبب وسوسة الشيطان وهو متبع له بدون تفكير ، وفي الواقع المشاهد والمعروف فهناك يوجد فعلاً ناس مجانين بكل معنى الكلمة أي لا عقل لهم وهؤلاء المجانين نرى أن هناك من شياطين الأنس من يقوم بالسخرية من هذا المجنون وضربه وتوجيهه ليعمل أعمال تضره أو تضر الآخرين ليضحك عليه ، والمثل هنا مقارب لمثل آكل الربا الذي يقول بأن البيع مثل الربا فمثل ما يتخبط شيطان الأنس هذا المجنون يتخبط شيطان الجن هذا الضال ،
والله سبحانه يقول :
في سورة الأعراف:
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
فهل هذا يعني أن المتقين يدخل فيهم الشيطان وكل المتقين ممسوسين ومخبولين ومسيطر عليهم من الجن الذين دخلوا فيهم أم ماذا يعني ، ولا يقول بذلك إلا من ليس له عقل ، فالآية تعني أنه إذا وسوس الشيطان للمتقين تذكروا أي إنتبهوا أن الخواطر التي تشجع وتحث على الشر هي من وساوس الشيطان فتعوذوا بالله منها فأصبحوا على بصيرة ولم يتبعوها فهؤلاء هم العقلاء بعكس المذكورين في آية الربا .
والشيطان يقول يوم القيامة (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) ولم يقل دخلت فيكم ووجهتكم حسب مأ اريد ولو كان ذلك كذلك فمن المفروض إذاً أن لا نحاسب يوم القيامة لأنه لم يكن لنا إختيار فيما عملنا .
الحسد أو ما هو شائع (الإصابة بالعين)
مع الأسف الشديد لقد شاعت عند الناس مفاهيم خاطئة بأن من رأى شيئ أعجبه وقال عنه أنه ما أحسنه فإنه يصيبه بعينه فيحدث شر لذلك الشيئ ، وفي الحقيقة أن العين هي من يتلقى الصور من الخارج عن طريق الأشعة المنعكسة من الأشياء ولو أدخلت أي إنسان في غرفة مظلمة لا يدخلها نور فلن يرى شيء ، ويستدلون بقوله تعالى : وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ولقد تم فهم هذه الآية فهماً خاطئاً ، والآية تعني بالضبط إن هذا الحاسد الذي لا يخاف الله إذا وقع الحسد في نفسه لإنسان فهو يندفع لعمل شر ضد هذا الإنسان بأن يقوم بتروييج الشائعات المضرة عنه أو بالسعاية بالنميمة عليه لدى حاكم أو مسئول وإلصاق التهم به والإفتراء عليه بما لم يقله ، أو القيام بالإضرار المادي لما يملكه بحرق ممتلكات أو تسميم ماشية وخلافه ، وهذا هو الشر الذي أمرنا الله بأن نستعيذ به من الحاسد ، أما المؤمن فإنه لو جاء في نفسه شيئ من حسد فإنه يستعيذ بالله من الشيطان ولا يقوم بعمل الشر لإيمانه وخوفه من الله ونظافة سريرته ، ولو إتخذنا من كتاب الله منهج لنا فإننا سنتحرر من هذه الخرافات التي تمرض قلوب الناس ، وإننا نجد في كتاب الله أن إبليس اللعين عندما حسد آدم لم يقل الله أنه عانه يعني أعطاه عين فسقط او مرض ولكن رفض السجود لأدم وتعهد بأن يضل بني آدم ويغويهم ويزين لهم الفساد والشرور بوسوساته ، وقابيل عندما حسد هابيل قام بقتله ولم يقل الله أنه عانه واعطاه عين فسقط أرضاً ، وإخوان يوسف عندما حسدوه ألقوه في الجب ولم يقل الله انهم عانوه عطوه عين فسقط وضربته كارثة مرضية أو ما شابه ، وما يرويه الناس من حكايات أما ان تكون اقدار قدرها الله او بلاوي يضربهم الله بها بسبب إعتقادهم الفاسد ، وعبدت الأصنام والصليبيين لديهم الكثير من أمثال هذه الروايات بأن أصنامهم تصيب وتعمل وأهل الصليب بأن صليبهم يفعل ويفعل هذا لمن يجري وراء مثل هذه القصص الباطلة أما من يتوكل على الله ويستعيذ به فلن يصيبه إلا ما قدر الله له ، وهناك آية من القرآن ليس لها علاقة بالموضوع الذي يقولونه من قريب أو بعيد وهي : ((وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون )) فهذه الآية الكريمة تتحدث عن الكفار ينظرون لرسول الله ص بحنق وغظب ويقولون أنه لمجنون والإصابة بالعين يجب عندهم أن يعجب الشخص بالشيئ ويقول عنه كلام يبين إعجابه وحسده لهذه النعمة أو الميزة فكيف يتفق ذلك مع ما يقوله الكفار للرسول ص بأنه مجنون .
((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّىٰ فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَىٰ (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ(62) قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ(64) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَىٰ (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَىٰ (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70)
حقيقة الـسحــر
تعريف السحر : هو عبارة عن حيل والآعيب و مكر وخداع يقوم بها أشخاص معينون تخصصوا في هذا المجال و يسمون بالسحرة : ومفردها ساحر وقد يقوم الساحر بالعمل لوحده ، واحياناً يستخدم معه أعوان ، وفي بعض الأحيان يقوم الساحر بعمل يعتمد فيه على الخداع البصري وهو ما يسمى (سحر العين ) أي يقوم بخداع عين المشاهد بعمل أدوات وترتيبات تعتمد على الحيلة والتضليل البصري مثل ما يعمله السحرة الآن على المسارح وطريقة عمل ذلك موجودة بكثرة على شبكة (ألإنترنت ) ، أما ما يقوم به الساحر بين الناس في المجتمع فهو يقوم بإتخاذ أعوان من النساء والرجال يدفع لهم مقابل الحصول على المعلومات التي يستخدمها في إثبات إن له كرامات ومعجزات ويكونون له أعواناً لنشر شروره ولعمل دعاية لنفسه بأن له قدارت بالتعامل مع الجن لخداع الناس الجهلاء والمغفليين .
حقيقة السحر مثل ما أخبرنا الله سبحانه
الأحزاب: 4 ( وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سورة طه : قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ (66) من المعروف أن الحبال والعصي جمادات لا تتحرك ولكن السحرة بحيلتهم وخداعهم جعلوا الناس يرون أن الحبال و العصي تسعى ، كيف ذلك الجواب : يقول الله سبحانه : وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ (69) ما صنعوا أي ان السحرة قاموا بتصنيع ما يُمكنهم من خداع الناس والله يقول عن نوح عليه السلام (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ) والصناعة هي ما يصنعه الناس بأيديهم ، فقد قام السحرة بنسج حبال مجوفة أدخلوا فيها أفاعي وحيات كما قاموا بتصنيع عصي من قطع صغيرة تتداخل مع بعضها تربطها ببعض حلق ومفصلات بحيث تكون مرنة الحركة ومجوفة من الداخل أيضاً وأدخلوا فيها حيات وأفاعي فلما ألقوها جعلت الحيات والأفاعي تتحرك بداخلها فخٌيل للناس أن الحبال والعصي هي التي تتحرك بينما في الحقيقة إن الذي يحركها هي الأفاعي والحيات التي بداخلها وقد أستوحوا فكرة هذه الخدعة من آية موسى في العصى حينما يلغيها تتحول إلى حية تسعى ثم يمسكها فتعود عصى ، أما آية اليد فلم يجدوا فكرة بتقليدها ، والله سبحانه كرر لنا الكلمة مرتين لنتنبه أن العملية هي صناعة الخدعة فقال تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وكلمة كيد تعني خدعة مثل ما قال الله سبحانه عن حيلة يوسف التي عملها ليستبقي اخاه معه ، (وكذلك كدنا ليوسف) وقصة يوسف معروفة ،، ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ) - نُلاحظ إن الله سبحانه قال (فَأُلْقِيَ) السحرة ولم يقُل فسجد السحرة لأن الله سبحانه زيادة على أن جعل عصى موسى تلقف ما صنعوا من حبال وعصي أدخلوا فيها الحيات فأصبحوا في محل مهزوم مستهزأ به قد أُكلت عصاة موسى كل ماصنعوا ، أيضاً جعل الله السحرة يسجدون بأن أنزل الإيمان في قلوبهم إنزالاً حتى لا يبقوا لفرعون وجنوده وقومه شك بأن موسى صادق وإن الله معه وهو الذي أرسله ،، فإذاً قصة السحرة والسحر هذه هي حقيقتها كما أعلمنا الله سبحانه ونلاحظ هنا أنه ليس هناك ذكر للجن وليس للجن علاقة بهذا الموضوع إطلاقاً ، والآن نورد مفهوم الأيات التي وردت في سورة البقرة تتحدث عن الجن والسحر وما تتلوا الشياطين وقصة الملكين وما يعلمانه للناس حسب وطبق ما قاله الله سبحانه ،
سورة البقرة : وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(102) ، الأية (101) تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم والمقصود به القرآن الكريم والآية (102) تتحدث عن هؤلاء المجرمين إذاً فليكن في ذهننا دائماً أن الأية تتحدث عن المجرمين المكذبين من اليهود ولا تتحدث عن عموم الناس يقول الله عنهم واتبعوا ما تتلوا الشياطين ما هي تلاوة الشياطين لنعلم أن الشياطين هم عبارة عن مجرمين فكلمة شيطان في القرآن تعني مجرم عاصي لله سواء كان إنسي أم جني والآية تتحدث هنا عن شياطين الجن فماذا يتلوا هؤلاء المجرمين الأفاكين كانوا يعلمون المجرمين من البشر أمثالهم كلام عبارة عن كلمات لا تعني شيئ عبارة عن سخافات مثل (طينبقعمس هثتسمم سمبتسع) هذه الكلمات أنا طبعتها عشوائيا بدون تركيز لأن هذه حقيقة تلاوتهم ومعها بعض الجمل والأسماء التي يدعون أنها أسماء الجان التي تخدمهم ، ويقومون بترديدها في الظلام مع إطلاق البخور والدخان في الغرفة ليوهمون المغفلين والأغبياء بأنها تحضر الجن وتسخرهم ((علماً بأن الجن لم يسخرهم إلا الله لنبيه سليمان عليه السلام وقد إستجاب الله دعاء سليمان بأن هذا لن ينبغي لأحد من الناس من بعده إذاً كل من يدعي ذلك فهو كذاب أفاق )) سورة ص : (( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ(36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)) كما يقومون بكتابة هذه الخزعبلات على أوراق ويقومون بخياطتها داخل الجلود يلبسونها للمخبولين والمغفلين الذين يعتقدون بها بحجة أنها تجلب الحظ وتحمي من الأمراض ومن الجن إلى آخره من كذب وأباطيل وبعضهم وصل به الأمر أن يقوم بكتابة آيآت من القرآن وكأن القرآن الكريم نزل للشعوذة والخرافات وليس للتدبر ومعرفة الحقائق والعمل بما فيه ، ثم يقول الله سبحانه وما كفر سليمان لأن اليهود غضب الله عليهم يقولون أن نبي الله سليمان كافر وساحر ويسخر الجن بسحره والله يرد عليهم ويكذبهم ، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر والسحر هو ما أوضحناه في قصة موسى مع السحرة بأنه عبارة عن خدع أو ما يٌسمى صناعة الخدعة وهو ما يمارسه الآن السحرة على المسارح لتسلية الناس ليس أكثر ولم يقل الله سبحانه أن الشياطين يعلمون الناس تسخير الجن ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ ، الواو هنا هي واو الأبتداء أي بداية جملة جديدة ليس لها علاقة بالشياطين والسحر ولنلاحظ أن الشياطين جمع والله قال يعلمون أما هنا فالله سبحانه قال يعلمان وهي مثنى مما يعني أن الشياطين كانوا يعلمون السحر والتلاوات الفاسدة ، أما الملكين فهما يعلمان الناس الأمور المنهي عنها من الخديعة والوقيعة بين الزوجين لتفرقتهما عن بعضهما حتى يتجنبها الناس ومعنى إنما نحن فتنة فلا تكفر أي أن هذه الأمور التي نقولها لكم والتي تفرق بين الأزواج العمل بها كُفر ونحن نعلمها لكم لتتجنبوها لا لتعملوا بها وهي في الأصل موجودة بين الناس ولكن هؤلاء المجرمين يتعلمونها لعمل المكائد والحيل والدسائاس للتفريق بين الأزواج ولنعطي مثل للتوضيح ، لو إفترضنا أن واعضاً مُصلحاً يقول للناس إن عمل كذا وكذا من المكائد والدسائس بين الزوجين هو كفر فتجنبوه وهذه المكائد والدسائاس موجودة بالأصل في المجتمع وإنما الواعظ المصلح يقولها ويٌعلمها للناس ليحذروا منها لأنها كفر وحرام ، وسمع هذا الواعظ مجموعة من الناس فيهم الصالح والمجرم فالصالح تعلمها من الواعظ ليحذر من الوقوع في مثل هذه الأمور ويتجنبها أما المجرم فإنه سيقوم بعمل هذه الأمور وممارستها لذلك قال الله عن هؤلاء المجرمين بأنهم تعلموا ما يضرهم ولا ينفعهم لأنهم مجرمين وعلمهم بها أدى بهم لممارستها بدل تجنبها بعكس الصالحين والله سبحانه يقول إن هذه المكائد والدسائس التي يمارسونها للتفريق بين الأزواج لن تضر أحد إلا بإذن الله (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) ( وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، وقد يتسآل بعض الناس لمذا جائت هذه الأمور السحر والشياطين وما تتلوا الشياطين وما تعلمه المجرمين من هاروت وماروت للتفريق بين الأزواج في آية واحدة ويتخيل أن هناك رابط وعلاقة بين هذه الأمور ومن هذا المنطلق وهذا التصور الخاطئ ظل وضاع كثير من الناس في فهم هذه الآية وتفسيرها ، وفي الحقيقة إن هذا الرابط والعلاقة بين هذه المواضيع والنقاط لها إرتباط وعلاقة بالآية التي قبلها وهي التي تتحدث عن المجرمين من أهل الكتاب وهم اليهود الذين نبذوا كتاب الله وهو القرآن الكريم وإتبعوا هذه الأباطيل والكفريات والأعمال الإجرامية المذكورة سابقاً فهذه هي العلاقة والإرتباط الذي يجمع بين السحر وتلاوة الشياطين وتعلم التفريق بين المرء وزوجه وهي علاقة هذه المواضيع بالمجرمين من أهل الكتاب وممارستهم لها .
سورة الفلق : وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
يتوهم كثير من الناس نظراً للمفاهيم الخاطائة التي سمعوا بها أو قرأوها بأن النفاذات في العقد هم الساحرات أو السحرة الذين يمارسون السحر ويقرأون على خيوط أو حبال ويعقدونها للتأثير على من يريدون أن يٌأثروا عليه بالسحر وهذا قمة الجهل والتخلف العقلي ولو كان ألأمر كذلك لحكم السحرة العالم ولم يلجؤا إلى التكسب من المغفلين بحيلهم وكذبهم ، ولقد شرحنا فيما سبق وبينا ما هو السحر الذي هو عبارة عن خداع بصري وحيل ليس إلا ، إذاً ما معنى الآية ، المعنى : يقول الله سبحانه في سورة البقرة الأية (235) (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ) ويقول الله سبحانه في سورة البقرة أيضاً الآية (237) ( أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) فالعقدة وجمعها عقد تعني ما يعقد بين الزوجين من عقد الزواج وقد شبهها الله بالعقدة التي تكون بين حبلين تربط بينهما والذين ينفثون في هذه العٌقد الزوجية للتفريق بين الأزواج شبههم الله بالأفاعي التي تنفث السم لخبث فعلهم وقولهم وأمرنا بأن نتعوذ بالله من شرورهم ونفذهم وأن نحذر منهم وأن لا يٌصدق الزوج ولا تٌصدق الزوجة ما يقال لهم بدون تأكد وتحري وإن ظهر لهم هذا النافث الخبيث بمظهر صديق أو صديقة أو قريب ، والعٌقد ليست خاصة بالأزواج فقط وإنما تشمل عقد الشراكة بين شريكيين في تجارة أو عمل يأتي من يحسدهم أو يريد أن يفرق بينهم لينهي شركتهم ليخلوا له الجو لترويج بضائعة وقد تكون عقود إتفاقيات بين دول وتأتي دول معادية تتظاهر بالصداقة لهما وتقوم بعمل الدسائس والمكائد للإيقاع بينهم لإضعافهما فهي شاملة لكل أنواع الإرتباطات لذلك قال الله سبحانه العٌقد ولم يقل عقدة وقال سبحانه نفاثات ولم يقل نفاثين لأن الأكثرية الغالبة من من يسعى للتفريق بين الأزواج هم من النساء .
التلبٌس أو دخول الجني في الأنسي
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) _
الآية تتحدث عن الربا ولا تتحدث عن المس والله سبحانه ضرب لنا مثلاً بأن الذين يقولون أن ألبيع مثل الربا ولا يفرقون بين الإثنين ((وهذا مثل)) مثلهم مثل الذي يتخبطه الشيطان من المس وهذا المثل يعني بالضبط ، أن المخبول هو الممسوس والمس هُنا تعني الخبل أو الجنون وليس دخول الشيطان في الإنسان كما يزعم الذين لم يفهموا هذا المعنى ، فالمس سابق على التخبط أي أن هذا الإنسان يتخبطه الشيطان لأنه ممسوس فهو في الأصل ممسوس أي مخبول لذلك يتخبطه الشيطان ولو كان عاقلاً وميز بين البيع والربا لما تخبطه الشيطان ، والتخبط هنا يعني الضلال وعدم الفهم ، ونحن نقول فلان يتخبط ومتخبط أي أنه لا يعلم الحقيقة ويقول أقوالاً خاطئة بدون دليل وهذا هو المقصود في الآية فما يقول له الشيطان من تخبطات بالوسوسة يردده بدون تفكير منطقي ، فالأنسان الذي يقول بغير قول الله ظناً منه بأنه على حق فهذه هي حاله بسبب وسوسة الشيطان وهو متبع له بدون تفكير ، وفي الواقع المشاهد والمعروف فهناك يوجد فعلاً ناس مجانين بكل معنى الكلمة أي لا عقل لهم وهؤلاء المجانين نرى أن هناك من شياطين الأنس من يقوم بالسخرية من هذا المجنون وضربه وتوجيهه ليعمل أعمال تضره أو تضر الآخرين ليضحك عليه ، والمثل هنا مقارب لمثل آكل الربا الذي يقول بأن البيع مثل الربا فمثل ما يتخبط شيطان الأنس هذا المجنون يتخبط شيطان الجن هذا الضال ،
والله سبحانه يقول :
في سورة الأعراف:
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
فهل هذا يعني أن المتقين يدخل فيهم الشيطان وكل المتقين ممسوسين ومخبولين ومسيطر عليهم من الجن الذين دخلوا فيهم أم ماذا يعني ، ولا يقول بذلك إلا من ليس له عقل ، فالآية تعني أنه إذا وسوس الشيطان للمتقين تذكروا أي إنتبهوا أن الخواطر التي تشجع وتحث على الشر هي من وساوس الشيطان فتعوذوا بالله منها فأصبحوا على بصيرة ولم يتبعوها فهؤلاء هم العقلاء بعكس المذكورين في آية الربا .
والشيطان يقول يوم القيامة (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ) ولم يقل دخلت فيكم ووجهتكم حسب مأ اريد ولو كان ذلك كذلك فمن المفروض إذاً أن لا نحاسب يوم القيامة لأنه لم يكن لنا إختيار فيما عملنا .
الحسد أو ما هو شائع (الإصابة بالعين)
مع الأسف الشديد لقد شاعت عند الناس مفاهيم خاطئة بأن من رأى شيئ أعجبه وقال عنه أنه ما أحسنه فإنه يصيبه بعينه فيحدث شر لذلك الشيئ ، وفي الحقيقة أن العين هي من يتلقى الصور من الخارج عن طريق الأشعة المنعكسة من الأشياء ولو أدخلت أي إنسان في غرفة مظلمة لا يدخلها نور فلن يرى شيء ، ويستدلون بقوله تعالى : وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) ولقد تم فهم هذه الآية فهماً خاطئاً ، والآية تعني بالضبط إن هذا الحاسد الذي لا يخاف الله إذا وقع الحسد في نفسه لإنسان فهو يندفع لعمل شر ضد هذا الإنسان بأن يقوم بتروييج الشائعات المضرة عنه أو بالسعاية بالنميمة عليه لدى حاكم أو مسئول وإلصاق التهم به والإفتراء عليه بما لم يقله ، أو القيام بالإضرار المادي لما يملكه بحرق ممتلكات أو تسميم ماشية وخلافه ، وهذا هو الشر الذي أمرنا الله بأن نستعيذ به من الحاسد ، أما المؤمن فإنه لو جاء في نفسه شيئ من حسد فإنه يستعيذ بالله من الشيطان ولا يقوم بعمل الشر لإيمانه وخوفه من الله ونظافة سريرته ، ولو إتخذنا من كتاب الله منهج لنا فإننا سنتحرر من هذه الخرافات التي تمرض قلوب الناس ، وإننا نجد في كتاب الله أن إبليس اللعين عندما حسد آدم لم يقل الله أنه عانه يعني أعطاه عين فسقط او مرض ولكن رفض السجود لأدم وتعهد بأن يضل بني آدم ويغويهم ويزين لهم الفساد والشرور بوسوساته ، وقابيل عندما حسد هابيل قام بقتله ولم يقل الله أنه عانه واعطاه عين فسقط أرضاً ، وإخوان يوسف عندما حسدوه ألقوه في الجب ولم يقل الله انهم عانوه عطوه عين فسقط وضربته كارثة مرضية أو ما شابه ، وما يرويه الناس من حكايات أما ان تكون اقدار قدرها الله او بلاوي يضربهم الله بها بسبب إعتقادهم الفاسد ، وعبدت الأصنام والصليبيين لديهم الكثير من أمثال هذه الروايات بأن أصنامهم تصيب وتعمل وأهل الصليب بأن صليبهم يفعل ويفعل هذا لمن يجري وراء مثل هذه القصص الباطلة أما من يتوكل على الله ويستعيذ به فلن يصيبه إلا ما قدر الله له ، وهناك آية من القرآن ليس لها علاقة بالموضوع الذي يقولونه من قريب أو بعيد وهي : ((وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون )) فهذه الآية الكريمة تتحدث عن الكفار ينظرون لرسول الله ص بحنق وغظب ويقولون أنه لمجنون والإصابة بالعين يجب عندهم أن يعجب الشخص بالشيئ ويقول عنه كلام يبين إعجابه وحسده لهذه النعمة أو الميزة فكيف يتفق ذلك مع ما يقوله الكفار للرسول ص بأنه مجنون .
((وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)