حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع alheewar
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

alheewar

New member
إنضم
03/02/2005
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40
حقيقة الإعجاز في القرآن الكريم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :-

فأهلا ومرحبا مجدداَ بأحبتي وإخواني الكرام الذين غبت عنهم رغما عني للوعكة صحية ألمت بي وأسأل الله عزوجل أن يتمم علينا الشفاء كما اسأله سبحانه لكم جميعا بالصحة والعافية .

وكنت قد وعدتكم في لقائنا الماضي بالحديث عن وجوه الإعجاز في القرآن الكريم وأول ما يشغلنا في هذه القضية هو بيان حقيقة الإعجاز في القرآن وهي قضية جدا خطيرة وما أكثر الحديث عنها ما بين كتب مطبوعة وشرائط مسموعة وأحاديث مرئية وسأحاول بإذن الله تعالى أن أعرض القضية بشكل وأسلوب سهل وبسيط .

وتكمن الخطورة في هذه القضية في تلك المؤامرات الخبيثة التي يديرها أعداء الأمة الإسلامية التي تستهدف إبعاد المسلمين عن دينهم ( عقيدة وشريعة ) خاصة وأن علماء الإسلام قد فتحوا مجالا جديداَ بكتاباتهم عن الإعجاز العلمي للقرآن أمام التبشير بالقرآن بين هؤلاء المادين الذين يتمسحون بالعلم ويدعون أنه لا يتفق مع الإيمان فها هو ذا القرآن يدعو إلى العلم ، ويعالج خصائصه منهجاَ وموضوعاَ ، ولا تصادم بين القرآن والعلم وكما بينا ذلك في لقاء الماضي .

وقد بما كثر المطاعن في إعجاز القرآن الكريم فقد كتب ( ابن الرواندى ) الملحد كتابا خطيراَ بعنوان "الدامغ" طعن فيه على نظم القرآن وما يحتويه من معان ، كما طعن النظام المعتزلي في الإعجاز الذاتي للقرآن الكريم وادعى أن إعجازه كان بالصرفة وهي أن العرب كان بمقدورهم أن يؤلفوا مثل القرآن لكن الله صرفهم عن ذلك وهذا كذب وافتراء صارخ وأنى يكون هذا وقد تحداهم بصريح العبارة وأقواها فقال سبحانه (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) .

وقال تعالى (( قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات)) ، وقال تعالى (( قل فأتوا بسورة من مثله )) ، وأخيراً بالنداء القوى للتحدي أعلن قوله (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )) .

إذن أين الصرفة في كل هذا التحدي الصريح ؟!فهم لا يقصدوا بكلامهم هذا صفة وحال رجل ألقى بابنه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ؟! وحاشاه سبحانه أن يتحدى بقرآنه العزيز من يجهل البلاغة والبيان .

والعرب أنفسهم بتاريخهم المجيد نقلت إلينا الآثار والمدونات والمصنفات في هذا الأمر تحديهم للقرآن ومحاولة الإتيان بمثله وأشعارهم تشهد بذلك ناهيك عن شهادة الوليد بن المغيرة – وهو الفصيح البليغ الشاعر للقرآن بأنه يعلو ولا يعلى عليه وما هو بقول بشر .

لهذا كله كان لزاماً علينا أن نشمر عن سواعدنا ونمسك بأقلامنا لندلي بدلونا في هذه القضية الهامة ، وهي حقيقة الإعجاز فماذا نقصد بحقيقة الإعجاز ؟

إننا نقصد بهذه الحقيقة بيان هل الإعجاز في القرآن يتعلق ببيانه وبلاغته فحسب أم يتعلق بتأثيره على قلوب سامعيهم أم يتعلق بوفائه بحاجة البشر جميعا أم يتعلق بموسيقاه أم يتعلق بتشريعاته الفريدة ام يتعلق بأخباره عن الغيب ام يتعلق بقضاياه العلمية التي سبقت كل تطور علمي وتكنولوجي ام بكل ما سبق ام ماذا تحديداً ؟!

إن جل العلماء ذهبوا إلى أن إعجاز القرآن يكمن بيانه وفصاحته وأنه ما نزل إلا على قوم قد برعوا في هذا الأمر وتحداهم فيه وربما يكون هذا الرأي هو الأرجح عند الكثيرين من العلماء لكن أهل هذا العصر الذي نعيش فيه جاءوا وقد ضاعت منهم العربية الفصحى بل وأهملوها حتى أصبحنا نلوك بألسنتنا لهجات الغرب ولغاته وأصبح مقياس تقدمنا وتحضرنا هو كم من لغات العرب نعرف ونتقن ؟! .

جاءوا يقولون كيف يصلح القرآن لهذا الزمان الذي ازدهرت فيه العلوم وتطورت فيه شتى الفنون كالطب والهندسة والفلك وأسرار البيولوجيا والذرة ؟ إننا في إثناء حاجة ماسة إلى تفسير عصري للقرآن يواكب هذه التطورات المذهلة في شتى الفنون وبما أن الساحة العلمية تكاد تكون شبه خالية من هذه التفاسير الحديثة والثقافات المتحضرة إذا فالقرآن لا يصلح لهذا العصر وبالتالي ليس أهلاً للتحدي والإعجاز كما يدعي البعض أنه صالح لكل زمان ومكان ومعجزة في كل وقت وحين ، هذه وجهة نظر (التقدميين) على حد زعمهم أنهم كذالك .

وكنا قد أزلنا اللثام عن هذه النظرة المغرضة وأبطلناها بقوة وبحجة وبرهان وبينا في لقائنا الماضي أن القرآن والعلم لا يتناقضان أبداً بل يتحدان بل القرآن يدعوا للعلم والعلم يوصل إلى الإيمان بالقرآن والتصديق بكل ما جاء به .

وكأن هؤلاء التقدميين يقصدون أن إعجاز القرآن وتحديه كان في الماضي فقط لقوم اندثرت أخبارهم ومحيت آثارهم وما عاد منهم إلا النذر اليسير ومما لاشك فيه أن التحدي بالقرآن الكريم إنما كان لكل إنسان على هذه الارض عربيا كان أو أعجميا وذلك لعموم قوله تعالى (( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )) .

وقد يقول قائل كيف يتحدى القرآن أجناساً لا تتحدث العربية ولا تعرف عنها شيئا؟

وقد أجاب بعض العلماء على هذا الاعتراض بجواب ضعيف مضمونه أن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة وإن كان هؤلاء جاهلين باللغة العربية فهم عاجزون عن باقي الوجوه مثل الإخبار بالمغيبات أو وفاؤه بحاجات البشر أو الإعجاز العلمي أو غير ذلك مما ذكرنا من الوجوه سابقاً .

ووجه الضعف في هذا الجواب هو أننا لو سلمنا بصحة ذلك فنكون قد أسقطنا الإعجاز البياني للقرآني كوجه من وجوه التحدي وهذا مرفوض قولا واحداَ .

والجواب الصحيح هو أن القرآن الكريم إذا كان قد تحدى العرب وهم أهل البلاغة والفصاحة والبيان وقد عجزوا عن الإتيان بمثله فإن غيرهم من أهل الأجناس الأخرى ومن أتوا بعد العصر الأول أشد عجزاً .

وفي هذا أرد على أولئك الذين ينقصون من قدر الإعجاز البياني في العصر الحديث بحجة أن أذواق الناس قد ضعفت عن تذوق بلاغة القرآن الكريم يقول الإمام أبو الحسن الأشعري فيما ينقله عنه السيوطي في معترك الاقرآن ( والذي نقوله إن الأعجمي لا يمكنه أن يعلم إعجازه إلا استدلالاً ، وكذلك من ليس ببليغ – فأما البليغ الذي أحاط بمذاهب العرب وغرائب الصنعة فإنه يعلم من نفسه ضرورة عجزه وعجز غيره عن الإتيان بمثله )

ومن هنا نستطيع القول بأن الإعجاز البياني للقرآن الكريم ملازم له في كل وقت وحين منذ أن نزل به الوحي الأمين على قلب رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، هذا من جهة الإعجاز البياني .

أما بقية وجوه الإعجاز فحقيقة الإعجاز فيها أن كل وجه منها على حده يتعلق بالنص القرآني كنص إلهي بقطع النظر عن العصر الذي يستقى من القرآن مآربه ومشاربه ، وأقصد بذلك تفصيلاً أن تأثيره على القلوب مثلاً-كوجه إعجازي ملازم للقرآن على الدوام مهما اختلفت العصور ومهما اختلفت ظروف الناس وأحوالهم وطبائعهم فتأثيره على القلوب ثابت لا يتغير .

واما وفاؤه بحاجات البشر فهذا باتفاق أهل العلم أن القرآن لم يترك شيئا من أمر دين الناس ودنياهم من مصلحة وخير لهم إلا وحد تهم عنه إجمالا أو تفصيلا وإما تصريحاً أو تلميحاً وإذا كان الناس لا يدركون ذلك فالعيب فينا نحن الناس وليس في القرآن قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )

وكذلك الأمر في موسيقاه وهذا الأمر لا يدرك الإعجاز فيه إلا أرباب الصنعة كما هو الحال في الإعجاز البياني وعجز المختصين عن الإتيان بمثله خير برهان على عجز غير المختصين من باب الأولى .

أما الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم فهذا يشعر به ويلمسه أهل التشريع من البشر في كل عصر ومصر .

وقد يقول قال : كيف نثبت الإعجاز التشريعي للقرآن وقد نزل على قوم لاعلاقة لهم بالتشريع ونحوه ؟

ونجيب على ذلك بأنه لا يلزم من عدم إدراك الشيء والإحساس به عدم وجوده فقديما كان الناس لا يدركون ولا يشعرون بالجاذبية الأرضية بينما هي الحقيقة موجودة كانت وما زالت وستظل .

إذا فالقرآن يتحدى العرب ببيانه وكانوا أهل بيان .

وتحدي أهل هذا الزمان بسبقه العلمي وهم أهل علم وتقدم حضاري ،

وتحدى أهل التشريع في كل زمان وكانوا ومازالوا موجودين في عصور وأمصار مختلفة .



إذن نخلص من هذا كله أن حقيقة الأعجاز في القرآن هي ان تحدى القرآن للثقلين جميعا لا يقتصر على عصر بعينه ولا مصر مجدد وإنها إعجازه لازم له بلزوم وجوده على مدار العصور والدهور وفي كل محلة ومصر كل على حسب ظروفه واحواله وثقافته وفكره وتقدمه وحضارته .

هذا وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



د. حامد محمد عثمان

أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بجامعة الطائف

http://www.soutulhaq.com/ar/maqalat/Show_archiv.php?id=40
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك أخى " alheewar "

وأوجه الإعجاز القرآنى عديدة
منها
الإعجاز اللغوى
الإعجاز الغيبى - الإخبارى-
الإعجاز التشريعي
الإعجاز النفسي - التأثيرى
الإعجاز العلمى
الإعجاز العددى

ويمكنك الإطلاع على أنواعها هنا:
http://esmallah.org/sub/search/mgaz3ddy/0.html

فقط الإعجاز اللغوى هو الأوفر حظا ، والأكثر فهما والأكثر أنصارا ، لطول عهد الناس به
بينما بقية الإعجازات فهى حديثة العهد ما زالتى فى طور التكوين،

وستظل أنواع الإعجاز العلمى تظهر بمرور الوقت لتؤكد على أنه وحى من عند الله

والسلام عيلكم ورحمة الله وبركاته
 
هذه واحدة...

والثانية الطامة..
من مِن الصحابة -بعد النبي طبعا- تلفظ بما يسمى "الإعجاز"؟؟

على الاعتبار الحق, أنهم أعلم لسانا وقرآنا.. ولم "يصفوه" بهذه الوصفة المحدثة!.

أم ترانا نصبح متى نشاء أعلم منهم, ومتى نشاء هم أعلم؟؟

بل أقول: يسعنا ما وسع أبا بكر وعمر والمهديين..... ولا نستعمل البتة هذه اللفظة العاجزة المساة "الإعجاز", ولو قالت بها الأمة البعدية كلها!.

وكما اعتدنا.. فهم أعلم وأسلم!.
 
أخي الكريم المعظم ربه :
نعم هذا المصطلح لم يستعمل في القرآن ولا في السنة , وإنما المستعمل فيهما مصطلح الآية , ومصطلح الإعجاز جاء متأخراً واشتهر , فما المانع من استعماله , خاصة إذا عرف المراد منه .
 
عودة
أعلى