محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قد يحكم البعض على آية نزلت بعد الهجرة بمكة ، بأنها مكية ، على خلاف المشهور ؛ ثم يحكم على السورة كلها بأنها مكية ، فيوهم ؛ قال السيوطي : ( سورة النساء ) زَعَمَ النَّحَّاسُ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ[1]، مُسْتَنِدًا إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ [ الآية ، نَزَلَتْ بِمَكَّةَ اتِّفَاقًا ، فِي شَأْنِ مِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ ، وَذَلِكَ مُسْتَنَدٌ وَاهٍ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ نُزُولِ آيَةٍ أَوْ آيَاتٍ مِنْ سُورَةٍ طَوِيلَةٍ ، نَزَلَ مُعْظَمُهَا بِالْمَدِينَةِ ، أَنْ تَكُونَ مَكِّيَّةً ، خُصُوصًا أَنَّ الْأَرْجَحَ أَنَّ مَا نَزَلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَدَنِيٌّ ، وَمَنْ رَاجَعَ أَسْبَابَ نُزُولِ آياتها عرف الرَّدَّ عَلَيْهِ ؛ وَمِمَّا يَرُدُّ عَلَيْهِ - أَيْضًا - مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدَهُ . وَدُخُولُهَا عَلَيْهِ كَانَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ اتِّفَاقًا ؛ وَقِيلَ : نَزَلَتْ عِنْدَ الْهِجْرَةِ .ا.هـ .
قال مقيده - عفا الله عنه : وقوله : ( نزلت عند الهجرة ) لا دليل عليه.
قال الزركشي - رحمه الله : وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : هِيَ مَدَنِيَّةٌ إِلَّا آيَةً واحدة ، نزلت في مكة في عثمان ابن طَلْحَةَ ، حِينَ أَرَادَ النَّبِيُّ e أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ ، وَيُسَلِّمَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَنَزَلَتْ: ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أهلها [، ونزولها هناك لا يخرجها عن المدني بالاصطلاح الثَّانِي ، أَنَّ مَا نَزَلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَدَنِيٌّ ، سَوَاءٌ كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا [SUP][2] [/SUP].
[1] لا أدري من أين نقل السيوطي عن النحاس هذا القول ؛ فقد قال النحاس في ( معاني القرآن : 2 / 5 ) : سورة النساء : مدنية ؛ وكذا قال في ( الناسخ والمنسوخ ) ، ص 416 : وَمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّوَرِ فَهُنَّ مَدَنِيَّاتٌ ؛ أَعْنِي سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ .
[2] البرهان في علوم القرآن: 1 / 188.
قال مقيده - عفا الله عنه : وقوله : ( نزلت عند الهجرة ) لا دليل عليه.
قال الزركشي - رحمه الله : وَقَالَ الْمَاوَرْدِيُّ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ : هِيَ مَدَنِيَّةٌ إِلَّا آيَةً واحدة ، نزلت في مكة في عثمان ابن طَلْحَةَ ، حِينَ أَرَادَ النَّبِيُّ e أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُ مَفَاتِيحَ الْكَعْبَةِ ، وَيُسَلِّمَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ ، فَنَزَلَتْ: ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أهلها [، ونزولها هناك لا يخرجها عن المدني بالاصطلاح الثَّانِي ، أَنَّ مَا نَزَلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَدَنِيٌّ ، سَوَاءٌ كَانَ بِالْمَدِينَةِ أَوْ بِغَيْرِهَا [SUP][2] [/SUP].
[1] لا أدري من أين نقل السيوطي عن النحاس هذا القول ؛ فقد قال النحاس في ( معاني القرآن : 2 / 5 ) : سورة النساء : مدنية ؛ وكذا قال في ( الناسخ والمنسوخ ) ، ص 416 : وَمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّوَرِ فَهُنَّ مَدَنِيَّاتٌ ؛ أَعْنِي سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ .
[2] البرهان في علوم القرآن: 1 / 188.