حـمايةُ النبي صلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد وتجفيف منابِع الشرك

إنضم
18/04/2012
المشاركات
3,483
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
جدة
حـمايةُ النبي صـلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد
وتجفيف منابِــع الشرك



[FONT=&quot]تأليف


[FONT=&quot]أ.د. أحـمد بن عثمان المزيد

[FONT=&quot] أ.د. عادل بن علي الشدي
[/FONT][/FONT][/FONT]

DJiLuihWsAEysO0.jpg:medium


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين ،
أما بعد ..
فقد أرسل الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم،
وأمره بالبلاغ المبين،

فقال له :
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }


[ المائدة : 67 ].

فبلَّغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين ،
وأوضح الحُجة للمستبصرين،
وبيَّن للناس أصول الدين وفروعه،

عقائده وعباداته ومعاملاته،

ولم يترك شيئاً مما يحتاج إليه الناس في دينهم
إلا بيَّنه ووضحه أتمَّ بيان وتوضيح ،

كما قال صلى الله عليه وسلم :
" قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها،
لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك " [1]
وقد حظيت العقيدة والتوحيد

بالنصيب الأكبر من دعوته صلى الله عليه وسلم،

فقد ظلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة في مكة
يدعو إلى التوحيد،
ويبين أصوله ولوازمه وشروطه ونواقضه

وينهى عن الشرك ووسائله،

وفي المدينة أيضًا استمر النبي صلى الله عليه وسلم في
الدعوة إلى التوحيد
وحماية جنابه

والنهي عن الشرك ووسائله

حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى .



============


[1] - أخرجه ابن ماجه ( 43 ) وصححه الألباني .


 
قال ابن القيم رحمه الله :

" وقد نظر الله سبحانه حينئذٍ إلى أهل الأرض،
فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا على آثارٍ من دين صحيح،
فأغاث الله به البلاد والعباد،
وكشف به تلك الظُّلَم،

وأحيا به الخليقةَ بعد الموت .



فهدى به من الضلالة،
وعلَّم به من الجهالة،
وكثَّر بعد القلة، وأعزَّ بعد الذلة،

وأغنى به بعد العَيلةِ،
وفتح به أعينا عميا، وآذاناً صمًّا، وقلوبًا غلفا.



فعرَّف الناس ربهم ومعبودهم

غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة .



وأبدأ وأعاد، واختصر وأطنب في ذكر أسمائه وصفاته وأفعاله،
حتى تجلَّت معرفتُه سبحانه في قلوب عباده المؤمنين،
وانجابت سحائب الشك والريب عنها،
كما ينجاب السحاب عن القمر ليلة إبداره،

ولم يدَع لأمته حاجةً في هذا التعريف
لا إلى مَن قبلَه ولا إلى من بعده،
بل كفاهم وشفاهم وأغناهم عن كل من تكلم في هذا الباب



{ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }


[ العنكبوت : 51 ] .
 
وعرَّفهم الطريق الموصل لهم إلى ربهم ورضوانه ودار كرامته،

ولم يدع حَسَنًا إلا أمرهم به،
ولا قبيحًا إلا نهى عنه،

كما قال صلى الله عليه وسلم:

" ما تركتُ من شيءٍ يُقرِّبُكم إلى الجنة إلا وقد أمرتكم به،

ولا من شيءٍ يُقرِّبُكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه " [1]

قال أبو ذرٍّ رضي الله عنه :

لقد تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وما طائرٌ يُقلِّبُ جناحيه في السماء إلا أذكَرَنا منه علمًا [2] .

=================
[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] أخرجه البغوي في شرح السنة ( 4111 ) .[/FONT]

[FONT=&quot][2][/FONT][FONT=&quot] أخرجه أحمد في المسند ( 21361 ) .[/FONT]
 
وعرَّفهم حالهم بعد القدوم على ربهم أتمَّ تعريف ،
فكشف الأمر وأوضحه،

ولم يَدَع بابًا من العلم النافع للعباد المقرب لهم إلى ربهم إلا فتحه ،
ولا مشكلاً إلا بيَّنه وشرحه،

حتى هدى الله به القلوب من ضلالها،
وشفاها به من أسقامها،

وأغاثها من جهلها،


فأي بشرٍ أحقُّ بأن يُحمد
منه صـلى الله عليه وسلم ؟!
وجزاه عن أمته أفضل الجزاءِ " [1]

وفي هذا الكتاب سنبين- بمشيئة الله تعالى –

كيف حمى النبي صـلى الله عليه وسلم جَناب التوحيد ،
وكيف حافظ على صفاء العقيدة،

وكيف سدَّ جميع الذرائع المؤدية إلى الشرك،


حتى تركنا على المحجة البيضاء

ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
===============
[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] جلاء الأفهام ص ( 181،180 ).

[/FONT]
 
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي :


" من تأمَّل نصوص الكتاب والسنة في هذا الباب،
رأى نصوصًا كثيرة تحثُّ على القيام بكل ما يقوي التوحيد وينميه ويغذيه،
من الحثِّ على الإنابة إلى الله،

وانحصار تعلُّقِ القلب بالله؛ رغبةً ورهبةً،
وقوة الطمع بفضله وإحسانه،

والسعي لتحصيل ذلك .
وإلى التحرر من رق المخلوقين

وعدم التعلق بهم بوجهٍ من الوجوه،
أو الغلو في أحدٍ منهم،


والقيام التام بالأعمال الظاهرة والباطنة وتكميلها،
وخصوصًا حث النصوص على روح العبودية
وهو الإخلاص التام لله وحده.
ثم في مقابلة ذلك :



نهى عن أقوال وأفعال فيها الغلو بالمخلوقين ،

ونهى عن التشبه بالمشركين؛
لأنه يدعو إلى الميل إليهم،



ونهى عن أقوال وأفعال

يُخشى أن يُتوسَّل بها إلى الشرك،


كل ذلك حمايةً للتوحيد،

ونهى عن كل سببٍ يوصلُ إلى الشرك،



وذلك رحمةً بالمؤمنين،

ليتحققوا بالقيام بما خُلقوا له من عبودية الله الظاهرة والباطنة
وتكميلها لتكمُل لهم السعادة والفلاح [1] .


==============
[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot] القول السديد شرح كتاب التوحيد ( 6 / 821 ) موسوعة السعدي .[/FONT]
 
"التعلق بالماديات يجلب للإنسان التعاسة" الشيخ عبدالعزيز الطريفي وهو يشرح (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ..) الحديث، فقلت بل جلب ويجلب التعاسة لكل العالم، للناس والحيوان والشجر والحجر أو البيئة عموما .. وهذا لأن الـسـوق أفيون الشعوب في عصرنا الحالي، بل هو الإله، هو المعبود، الذي لا يشغله شأن عن شأن الطلب بالمزيد من الهيمنة والسيطرة؛ فهو واحد وإن لم يتفرد، لكنه أقانيم متعددة .التنافس. .الإقتصاد السياسي. .البنك الدولي. .صندوق النقد. وهلم جرا، ومخلفاته تدمير لكل شيء، يأتي على الأخضر واليابس، فهل سنتعاون مع Greenpeace فنعتصم ونضرب عن المشاركة ونفعّل الأنشطة الثقافية ونحرك الهم السياسي، أم نتراجع مطبلين مزمرين ونحن ننادي "أما غابة الأمازون فلها رب يحميها"؟ ستقوم البرازيل أمام المجتمع الدولي معلنة "أتأمرون بالخير وتنسون أنفسكم ؟" كلنا للسوق عابدون، أما Greenpeace فلها دينها ولنا ديننا، ولا تهتم. ولسان حاله: تبا للهند بما فيها من تعدد ديني ولساني وثقافي وسياسي! هكذا يأتيها الإله المعاصر، الإله السوق، أو السوق الإله، لا يهم، فالمهم The God Market (الإله السوق) كما كتبت السيدة الكاتبة القومية الهندية الهندوسية Meera Nanda أن السوق أو العولمة كما يقال، تضيف هي، تفضي إلى تضعيف وتهديد التقاليد الدينية، فهل يهدد "الهندوسية" أيضا؟ تعترف السيدة ميرا أن الإجابة على هذا السؤال سيؤكد تميّز المسلمين، وهذا صحيح، لكن للأسف أنها نظرت نظرة مصلحية أو نفعية إنتهازية إلى الإله العصري، فذكرتني بقصة جحا حاجب الضريح و وارث سر الشيخ الحمار، إلا أن الحقيقة الموضوعية الميدانية تنذر بعكس ما تتمنى هي (لتعصبها الديني-القومجي ؟!!)، لأن تهور السوق في الهند قد جلب معه مشاكل جديدة خطيرة وفتاكة، لا يتغافل عنها إلا الطبقة المتحكمة البورجوازية والإقطاعية الحديثة، فهي "ردة ولا غوتاما بودا لها" على فكرة أن بوذا صام أثناء ثورته عن الخوض في اللاهوت والإلهيات بحكم واقع عرف شرعنة الأحوال الوضعية باسم الآلهة إذ كانت الطبقية السوسيواقتصادية مرآة للطبقية اللاهوتية الدينية، أي هذه تعكس تلك، والعكس صحيح، فكيف تزعم السيدة ميرا أن المسلمين وأمثالهم (تقصد المسيحيين والسيخ ..) ضد الحداثة؟ لاشك أنها تبالغ في التمييز ضد المسلمين من حيث الموقف السوسيوسيكولوجي من العولمة، لأن السوق أفيون كل الشعوب رغم تميز مسلمي الهند وآسيا الشرقية البعيدة، وهذا إختلاف نسبي لا يجوز بأي حال من الأحوال إطلاقه، وهي تعلم ذلك، لو لم تنطلق من موقف آيديولوجي معروف ..

وفي نفس الوقت لا نسمح لأنفسنا الإدعاء بأن الهندوس جعلوا هذا الإله في الجوانب الطقوسية الشعائرية، لأننا نميز بين (الشرك العملي) و (الشرك العلمي) كما نميز بين الإلحاد العملي والإلحاد الفكري، وكذلك في النفاق؛ هذا وينسب لابن مسعود رضي الله عنه قوله "لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إلي من أن أحلف بغيره وأنا صادق"، والعبرة دائما بالنتائج الملموسة.

هنا يجب التفكير بجد وببحوث علمية شاملة عميقة في نصوص الدين المتعلقة بالتوحيد والشرك، مع كبار المتخصصين في العولمة، والمذاهب الفكرية المعاصرة، وعلم النفس، والإقتصاد، والمالية، والعلوم السياسية، وعلم مقارنة الأديان والثقافات، والانثروبولوجيا، وو... وذلك بالتركيز على السؤال المحرج: كيف نوفق بين الحديث الشريف (أخوف ما أخاف عليكم الشرك) والحديث النبوي الآخر (..وإني لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها كما تنافس من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم) ؟!! سؤال محرج لكل من يهتم بشكليات وسطحيات جعلته يدمج الفقهيات في العقائد لشرعنة التكفير، كما يتعمد خلط ما هو ديني بما هو ثقافي شعبي فلكلوري لشرعنة التبديع والتفسيق، فخرجوا إلينا بخطاب ديني لا يصل إلى عقول الشباب المعاصر، لأنه خطاب يغني خارج السرب. وقد حصل هذا معي في نقاش مع صديق ينتمي لتصوف طرقي، عندما قلتُ له: كيف تجمع بين تعلقك بشيخك حفظه الله، ونشاطك النضالي من أجل المطالبة بتغيير سياسي دستوري جذري .. هذا تناقض، ترفض الملكية الدستورية وتناضل معنا من أجل ملكية برلمانية؟ كيف؟ وشخص ثالث أقحم نفسه في المناقشة، فطلبت منه عدم التدخل إذ لا فرق بينه وبين الطرقي، وكلهم أصدقائي، لكن الثاني متطرف في التعلق بشخصية سياسية .. ووصلت الرسالة مباشرة لأن الرسالة واقعية، فموقع الطريقة الصوفية من الإعراب الإجتماعي السياسي كموقع وزارة الأوقاف كموقع الخطاب الديني الذي يغني خارج السرب، لا فرق.

هذا هو التحدي الأكبر والواقعي، ولن يكتب في الشرك مظاهره وأشكاله وتلوناته وآثاره.. في هذا العصر، إلا صاحب نظرة شمولية تنطلق مباشرة من القرآن الكريم وحقيقة اقتران (توحيد الله) بـ (العمل الصالح) لأن العكس (الشرك بالله) <> (الفساد في البر والبحر والجو) .. وواقع الناس يعرف تناقضات، فمن المشركين الهندوس من يعارض السيدة ميرا على طول الخط، ويواجه السوق الإله مع نبيه العولمة مواجهة شرسة حماية للبلاد والعباد من شر الصراع الطبقي، والطائفية، والتلوث، والإستهلاك المتطرف، والإستغلال، وإستعباد المستضعفين، والتحكم في رقاب الناس، وبرمجة العقول وتغسيل الأدمغة لتقبل الوضع الإقتصادي السياسي القائم، وتأجيج نار الطائفية لإلهاء العباد والبلاد وصرف النظر عن الإشكاليات الهدامة، وعدم اتزان أو توازن النمو الديموغرافي، والتلاعب بالممتلكات العامة، ونهب المال العام، والغطرسة، والاستبداد، والهوة الخيالية بين الفقير والغني، وقتل الطفولة، والاحتباس الحراري، وتبييض الاجرام (white collar crime)، وهلم جرا.
 
- معنى التوحيد وبيان أنه أول الواجبات



التوحيدُ : هو إفرادُ الله تعالى بما يختصُّ به

من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .



فدخل في هذا: توحيد الربوبية :
وهو اعتقاد انفراد الرب تعالى بالخلق والرزق وأنواع التدبير .




- وتوحيد الألوهية والعبادة :

وهو إفراده وحده بأجناس العبادة وأنواعها

من غير إشراك به في شيءٍ منها

مع اعتقاد كمال ألوهيته .



- وتوحيد الأسماء والصفات:
وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه
وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم

من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا
من غير تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ،

ومن غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ.



وقد بيَّن القرآن الكريم هذه الأنواع الثلاثة في قوله :



{ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا

فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ

هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا }

[ مريم : 65 ]
 
أخي محمد حفظك الله؛
عندك سلسلة في التوحيد - كما تتصوره وتفهمه وتكتب عنه - في الملتقى الحر، لكن هذا الملتقى إسمه: ملتقى الانتصار للقرآن الكريم.

إذن الكلام عن التوحيد هنا، يجب أن يكون من باب الإنتصار للقرآن الكريم، وهذا شيء غير ممكن إلا بمعرفة الإستشكالات المعاصرة، والإعتراضات الجارية، والشبهات المستحدثة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر: هل التوحيد شعار ديني-ديني مجاله الطقوس واللإلهيات الدينية، وبالتالي لا يتدخل ولا يتأثر لا سلبا ولا إيجابا في الأسئلة الراهنة، وفي مشاكل العصر.. أم طاقة حيوية ووقود لتحريك الفكر والثقافة والنفس نحو مواجهة المشاكل الفكرية الثقافية الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي يعاني منها العالم ؟

ومثال آخر من خلال ما يسمى ( توحيد الأسماء والصفات ) هذا القسم المبتدع هو توحيد منتزع من سياقه القديم، لأنه كان عبارة عن رد فعل، في بيئة جدلية داخلية مع المعتزلة بالإشارة ثم بالتصريح لاحقا مع الجهمية وغيرهم؛ لكن المعتزلة التي جعلت التوحيد الأصل الأول تفرع عنه الكلام في العدالة الإجتماعية وحرية الإنسان بالضرورة فوظفوا سلاحين: دنيوي الثورة (الأمر بالمعروف..) وغيبي (المنزلة بين المنزلتين) .. أما رد الفعل فقد قام إلى الفصل كي لا ينشغل بالمشكل الواقعي، وجعلوا باقي الأصول تتحرك في نطاق فقهي حتى تم إختزاله في الطاعة بل في فقه الحاكم المتغلب، ولقرون مضت، كان الإعتزال قد إندثر ثم إندمج جزئيا في أصول الدين عند الشيعة، مما أدى مع مرور الوقت إلى الثورة الخمينية.. وحاليا الثورة الحوثية (شيعة زيدية)، وسيستمر هذا الوضع.. مما نتج عنه - في المغرب مثلا - توزيع كتاب (وجاء دور المجوس) مجانا مع تكفير الخميني من طرف أعلى سلطة في البلاد، بدل إعادة النظر في (ثورة الملك والشعب) هل هي معية من حيث الواقع، أم ثورة الملك على الشعب، أم ماذا؟

طبعا لا أحد نجح ولا أحد سينجح بهذا الأسلوب ، حتى لو أضفنا إليه إنكم تقدسون فلانا وعلانا، وتقولون يا حسين! بل الشيعة الإمامية أنفسهم لا يعرفون مغزى الحسينيات واللطميات.. فكيف تم تلقيح الفكر السياسي الشيعي بحسين عليه السلام وثورته؟

أظن هذا السؤال لابد منه لأن الشباب الآن يميل إلى إتجاهين: العلمانية والحركة الإسلامية، والمؤسف أن الناشط في الإتجاه الثاني يميل إلى النهج الخوارجي وهو نهج يؤدي إلى نفس النتيجة لكن يضيف التكفير (تكفير من لا يبايع) إلى التدجين، والنتيجة الحتمية إنتشار التشيع بين كثير من الشباب.

ونحن علينا أن نتصدى لهذه وتلك بالتوحيد، ونشرح أن التوحيد هو كل ما يحتاجون إليه لإشباع رغباتهم الفكرية والنضالية، وأن العلمانية هي المهيمنة الآن على المستوى العالمي، فهي المسؤولة عن المشاكل الكبرى التي يعاني منها العالم، وأنها الشرك، دون أن نتهم أحدا بالشرك (العلمي) الإعتقادي لأن العبرة بالنتائج الملموسة كما تقدّم.

قلتُ: ( توحيد الأسماء والصفات ) هذا القسم المبتدع، وأقصد البدعة في الممارسة العلمية، وليس في الدين.. وقد تم إبراز هذا القسم لأسباب دينية (التطرف في التأويل) وأخرى سياسية.. كما تم إبراز (توحيد الحاكمية) لأسباب دينية (التطرف في حب الدنيا) وأخرى سياسية.

كيف يتم ذلك ، والسؤال يبقى: أين يتجلى الشرك وبقوة في عصرنا الحالي؟ وكيف مواجهته ؟

ومثال ثالث يدور حول الإعتراضات اللادينية والمتطرفة في الحداثة، كما كتب العفيف الأخضر (ذلك الكلب المسعور كما وصفه الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله، انظر هنا https://vb.tafsir.net/tafsir48750/#.Wc5wwMb1gy4) في مقال عنون له بسؤال (ما الفرق بين إله الأديان و إله العلماء؟)

سأعود إلى سؤاله فهو المهم في ملتقى الإنتصار، لاشك.. بعد أن لاحظت إنتشار طريقة تفكيره بين الشباب، عبر أحمد القبانجي من المشرق، وسعيد ناشيد من المغرب، وغيرهم. والله المستعان.
 
عودة
أعلى