حصر الإستشهاد بالآيات في معنى واحد دون غيره

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع سلسبيل
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

سلسبيل

New member
إنضم
18/06/2004
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثيرا ما يكون لآية من كتاب الله معنين أو عدة معاني فيُشتهر معنى دون غيره من المعاني الأخرى الصحيحة التي ربما تكون أصح من المعنى المشتهره به في الإستشهاد .
فهل يعد ذلك من الإخلال بفهم هذه الآية عند الكثير أوترجيحا للمعنى المشتهر أو جهلا بالآخر ؟ وهل يلزم توضيح المعنى الآخر أو التحمس لنشر المعنى الغير مستخدم في الإستشهاد في مقابل ذلك ؟
أمثلة على ذلك :
1- قوله تعالى في سورة القصص " وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا "
فقد اشتهر الإستشهاد بهذه الآية في موضع الحث على التمتع بما أباح الله في الدنيا من المآكل والمشارب وغيرها وخاصة في النصح لمن يبالغ في الزهد فيها .
ويكاد من لا إطلاع له على كتب التفسير وأقوال المفسرين أن يجزم بأن ليس للآية غير هذا المعنى مع أن لها معنى يكاد يكون مغاير للمعنى السابق ومن ذلك :
1- وقوله: وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْـيا يقول: ولا تترك نصيبك وحظك من الدنـيا, أن تأخذ فـيها بنصيبك من الاَخرة, فتعمل فـيه بـما ينـجيك غدا من عقاب الله.
عن عون بن عبد الله وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْـيا قال: إن قوما يضعونها علـى غير موضعها. ولا تنس نصيبك من الدنـيا: تعمل فـيها
بطاعة الله
- عن مـجاهد وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْـيا قال: أن تعمل فـي دنـياك لاَخرتك. تفسير الطبري
- "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، قال مجاهد، وابن زيد: لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة...... تفسير البغوي
- ولا تنس) تترك (نصيبك من الدنيا) أي أن تعمل فيها للآخرة..... تفسسير الجلالين
فيتبين لنا من أقوال السلف السابقة أن نصيبك من الدنيا هو ما ينفعك في الآخرة، وليس على ظاهره أنه حظوظك من الدنيا
وشهواتك. ثم إن هذه الآية وردت بعد ذكر قصة قارون وقارون كان متمتعا في الدنيا ولم ينس نصيبه الظاهري منها من زينة ومال فلم يكن زاهدا في الدنيا بحاجة لمن يذكره بحظوظ نفسه منها قال تعالى " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
والسؤال لماذا يكاد يُحصر الإستشهاد بها في معنى دون غيره ؟؟؟
المثال الثاني :
" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)
كثيرا ما يورد البعض هذه الآية في معرض مدح المال والبنون مع أن الله عز وجل ذكرها بعد قوله تعالى " وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)
فلم يعتبر الكثير هذه الآية أنهامدحا لزينة الحياة الدنيا مع أنها للذم أقرب ؟
قال القرطبي في تفسيره :
"ولأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة فلا تتبعوها نفوسكم.."
وفي أضواء البيان :
- والمراد من الآية الكريمة ـ تنبيه الناس للعمل الصالح. لئلا يشتغلوا بزينة الحياة الدنيا من المال والبنين عما ينفعهم في الآخرة عند الله من الأعمال الباقيات الصالحات.... "
-
المثال الثالث :
قال تعالى في سورة البقرة :
" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا "
. وسئل سفيان بن عيينة عن قوله عز وجل " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " قال: إلا يسرها ولم يكلفها فوق طاقتها، وهذا قول حسن لأن الوسع ما دون الطاقة. ....تفسير البغوي

كثيرا ما يورد الناس هذه الآية للإستدلال بها عند العجز عن إكمال عمل ما ومع أن المعني صحيح إلا أننا قلما نجد من يستشهد بالآية في علو الهمه وضرورة إكمال الأعمال وإتقانها فبما أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها إذن فهي تستطيع أن تأتي بما كلفها الله به على أكمل وجه لأنه في وسعها إن اتخذت الأسباب واستعانت برب الأسباب ... أن تصل إلى ماتريد وتطمح إليه فليس هناك مستحيل وعليها فقط تحرير طاقتها الكامنه .
هذا وما كان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله أعلم
 
الأخت المحترمة

يدور كلامك حول ما ينتشر بين ألسنة الناس من فهم مباشر لآيات الكتاب بحسب قواعد ليست علمية كما أظن---الأولى أن يندفعوا وبقوة إلى تدبر وفهم آيات الكتاب من مظانها وهي كتب التفسير المعتبرة كالقرطبي والطبري والرازي وإبن عاشور وغيرهم

وأحببت أن أشاركك بجزئية على شاكلة كلامك

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ وَلاَ يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)الممتحنة12

فالعامي يدور في ذهنه أن النساء كن يسرقن بمعنى السطو على مال غير الزوج--مع أن المقصود أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما بينه عليه الصلاة والسلام لهند إذ قال(خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)
 

===================
أقول:
===================


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أعتقد يا أختنا الفاضلة

أن المشكلة تكمن في تجاهل السياق القرآني الرباني المعجز

و هذا ما أواجهه مع البعض في حواراتي - للأسف

فهم يبترون النصوص من سياقها - ليستشهدوا بأشياء أخرى لا توافق السياق الذي جاءت بها هذه النصوص ( الآيات )

و الله أعلم


جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الجميلة

/////////////////////////////////////////////////
 
جزاكما الله خيرا وأحسن إليكما
ولكن لدى استفسار للأخ الكريم جمال الشرباتي :

هل يمكن أن نقول بأن السرقة المذكورة في الأية التي أوردتها تعم أخذ مال الزوج زيادة على الكفاية كما هو ثابت وكذلك السرقه بمفهومها العام ؟
 
أختاه

قوله (وَلاَ يَسْرِقْنَ ) شامل لأية سرقة---إلا أن المنتشر أو الأظهر بين النساء هو السرقة من مال الزوج---والله أعلم
 
عودة
أعلى