حسن ظن الإمام ابن جني بقراء السلف وتبرئتهم من اختراع القراءات

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
بسم1
حسن ظن الإمام ابن جني بقراء السلف وتبرئتهم من اختراع القراءات​
يقول الإمام أبو الفتح عثمان بن جني (ت 392هـ) رحمه الله تعالى:
"ومن ذلك ما رواه الأعمش قال: سمعت أنَسًا يقرأ: "لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمِزون"، قيل له: وما يجمزون؟ إنما هي {يجمحون}، فقال : (يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد).
قال أبو الفتح: ظاهر هذا أن السلف كانوا يقرءون الحرف مكان نظيره من غير أن تتقدم القراءة بذلك؛ لكنه لموافقته صاحبه في المعنى.
وهذا موضع يجد الطاعن به - إذا كان هكذا - على القراءة مطعنًا، فيقول: ليست هذه الحروف كلها عن النبي صلى الله عليه سلم، ولو كانت عنه لما ساغ إبدال لفظ مكان لفظ؛ إذ لم يثبت التخيير في ذلك عنه، ولما أنكر أيضًا عليه: "يجمزون".
إلا أن حُسْنَ الظن بأَنَس يدعو إلى اعتقاد تقدم القراءة بهذه الأحرف الثلاثة التي هي: {يجمحون} و(يجمزون) و(يشتدون)، فيقول: اقرأ بأيها شئت، فجميعها قراءة مسموعة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله عليه السلام: (نزل القرآن بسبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ).
فإن قيل: لو كانت هذه الأحرف مقروءًا بجميعها لكان النقل بذلك قد وصل إلينا.
قيل: أَوَلَا يكفيك أنس موصِّلًا لها إلينا؟
فإن قيل: إن أنسًا لم يحكها قراءة؛ وإنما جمع بينها في المعنى، واعتل في جواز القراءة بذلك لا بأنه رواها قراءة متقدمة.
قيل: قد سبق من ذكر حسن الظن ما هو جواب عن هذا".
(المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها: 1 / 296).
 
عودة
أعلى