الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
والصلاة والسلام علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.أما بعد
تحدي الله عز وجل الذين قالوا بأن القرآن مفتري من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}وفي قوله تعالي{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}وفي قوله تعالي{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}ولم يأت التحدي من قبل الله عز وجل في آية ولكن تم حسم التحدي في الإتيان بآية من القرآن في سورة البقرة ايضاً في قوله تعالي{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}فقد بين الله عز وجل في هذه الآية أن الإتيان بمثل آية من القرآن يكون بحوله وقدرته عز وجل وهذا مايستحيل علي خلقه بالقطع.وهذا مايدعم الانتصار لظاهر الآية في مسألة النسخ في القرآن هذا والله أعلم.
محاولة جميلة أخي علي لكن قولك هذا ظاهر الآية قول غير صحيح فظاهر الآية ان المراد بالآية هو الآيات البرهانية حسية أو عقلية كانت، ولا يجوز تعطيل المناسبة (السياق) ثم تفعيلها بلا دليل كأن تحدثني عن السوق ثم فجأة تنتقل إلى هيجان البحر وأحواله ثم تعود إلى أحوال السوق . لنفترض جواز تقطيع السياق، فهل نستفيد من تأويلك هذا أن آيات الأنبياء (مثل عصا موسى وناقة صالح) لم تكن مستحيلة على الخلق ؟
قال تعالى في سورة الفرقان :{{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً }
قال في محاسن التأويل :
فيه دليل على فرط مجاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوتهم ، وبذل قصارى الوسع والطاعة في استعطافهم ، مع عرض الآيات والمعجزات عليهم ، حتى شارفوا بزعمهم ، أن يتركوا دينهم إلى دين الإسلام ، لولا فرط لجاجهم واستمساكهم بعبادة آلهتهم : { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } جواب منه تعالى لأخر كلامهم . وفيه وعيد ودلالة على أنهم لا يفوتونه وإن طالت مدة الإمهال . ولا بد للوعيد أن يلحقهم ، فلا يغرنهم التأخير .
الأخ شايب نفعنا الله بعلمك
السياق موجود وسوف نتكلم فيه فيما بعد إن شاء الله ولكن الأهم في الموضوع الإجابة عن الأسئلة الآتية هل تحدى الله عز وجل بالإتيان بمثل آية في القرآن؟وهل لديك آية تحسم هذه المسألة فأقل سورة في القرآن ثلاث آيات فهل الإتيان بآية من القرآن أو آيتين ممكن ؟ فعند بحثي في المسألة لم أجد إلا هذه الآية وهي آية النسخ وهي تحمل دلالة واضحة في حسم التحدي بالإتيان بآية من القرآن .هذا والله اعلم
أقوال علماء السلف والخلف في جواز النسخ ووقوعه وبقائه : بسم الله الرحمن الرحيم ..................... هذا كلام سلفنا الصالح وطبقات العلماء الكبار في مسألة جاءت صريحةً في كتاب الله - فهذا أحد طرفي الميزان ... وعلى الطرف الآخر اليهود--- ومحمد بن بحر الأصفهاني المفسر المعتزلي ... وقيل أن خلافه لفظي فقط وأضف إلى ذلك العقلانيين الجدد من هنا وهناك .............. وجاء التفسير بظاهر الآية عن مجاهد رحمه الله - وغيره.............. قال الطبري رحمه الله : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يَقُولُ : إِذَا جَاءَكَ التَّفْسِيرُ عَنْ مُجَاهِدٍ ، فَحَسْبُكَ بِهِ. قال القرطبي رحمه الله : وأَنْكَرَتْ طَوَائِفُ مِنَ الْمُنْتَمِينَ لِلْإِسْلَامِ الْمُتَأَخِّرِينَ جَوَازَهُ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِإِجْمَاعِ السَّلَفِ السَّابِقِ عَلَى وُقُوعِهِ فِي الشَّرِيعَةِ. وَأَنْكَرَتْهُ أَيْضًا طَوَائِفُ مِنَ الْيَهُودِ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِمَا جَاءَ فِي تَوْرَاتِهِمْ . وَلَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ الْبَدَاءِ بَلْ هُوَ نَقْلُ الْعِبَادِ مِنْ عِبَادَةٍ إِلَى عِبَادَةٍ، وَحُكْمٍ إِلَى حُكْمٍ، لِضَرْبٍ مِنَ الْمَصْلَحَةِ، إِظْهَارًا لِحِكْمَتِهِ وكمال مملكته. ومَعْرِفَةُ هَذَا الْبَابِ أَكِيدَةٌ وَفَائِدَتُهُ عَظِيمَةٌ، لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهِ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يُنْكِرُهُ إِلَّا الْجَهَلَةُ الْأَغْبِيَاءُ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ النَّوَازِلِ فِي الْأَحْكَامِ، وَمَعْرِفَةِ الْحَلَالِ مِنَ الْحَرَامِ. قال أبو السعود رحمه الله : والنصُّ كما ترى دالٌّ على جواز النسخ كيف لا وتنزيلُ الآيات التي عليها يدور فلَكُ الأحكام الشرعية إنما هو بحسب ما يقتضيه من الحِكَم والمصالح وذلك يختلف باختلاف الأحوال ويتبدّل حسب تبدل الأشخاص والأعصار كأحوال المعاش ، فرب حكمٍ تقتضيه الحكمةُ في حال تقتضي في حالٍ أخرى نقيضَه ، فلو لم يُجزِ النسخُ لاختل ما بين الحِكمة والأحكام من النظام . قال في فتح القدير : وَقَدِ اتَّفَقَ أَهْلُ الْإِسْلَامِ عَلَى ثُبُوتِهِ سَلَفًا وَخَلَفًا، وَلَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِ وَلَا يُؤْبَهُ لِقَوْلِهِ. وَقَدِ اشْتُهِرَ عَنِ الْيَهُودِ- أَقْمَاهُمُ اللَّهُ- إِنْكَارُهُ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ. قال في التحرير والتنوير : وَقَدْ دَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ النَّسْخَ وَاقِعٌ، وَقَدِ اتَّفَقَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ عَلَى جَوَازِ النَّسْخِ وَوُقُوعِهِ وَلَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ إِلَّا أَبُو مُسْلِمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ فَقِيلَ: إِنَّ خِلَافَهُ لَفْظِيٌّ وَتَفْصِيلُ الْأَدِلَّةِ فِي كُتُبِ أُصُولِ الْفِقْهِ. قال السعدي رحمه الله : النسخ: هو النقل، فحقيقة النسخ نقل المكلفين من حكم مشروع، إلى حكم آخر، أو إلى إسقاطه، وكان اليهود ينكرون النسخ، ويزعمون أنه لا يجوز، وهو مذكور عندهم في التوراة، فإنكارهم له كفر وهوى محض. ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ، عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده، وإيصالهم إلى مصالحهم، من حيث لا يشعرون بلطفه. قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان وهو يتكلم عن اليهود : وإذا كان الربُّ تعالى لا حجرَ عليه، بل يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، ويبتلى عباده لما يشاء، ويحكم ولا يحكم عليه. فما الذى يحيل عليه ويمنعه أن يأمر أمة بأمر من أوامر الشريعة، ثم ينهى أمة أخرى عنه أو يحرم محرما على أمة ويبيحه لأمة أخرى؟. بل أى شيء يمنعه سبحانه أن يفعل ذلك فى الشريعة الواحدة فى وقتين مختلفين، بحسب المصلحة، وقد بين ذلك سبحانه وتعالى بقوله: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) } فأخبر سُبحانه أن عمومَ قدرته وملكه وتصرفه فى مملكته وخلقه لا يمنعه أن ينسخَ ما يشاء، ويُثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية ما يشاء، ويثبت فهكذا أحكامه الدينية الأمرية، ينسخ منها ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء. فمن أكفر الكفر وأظلم الظلم: أن يعارَض الرسولُ الذى جاء بالبينات والهدى وتدفع نبوته، وتجحد رسالته: بكونه أتى بإباحة بعض ما كان محرما على من قبله، أو تحريم بعض ما كان مباحا لهم. وبالله التوفيق، يضل من يشاء ويهدى من يشاء. ومن العجب أن هذه الأمةَ الغضبية تحجرُ على الله تعالى أن ينسخَ ما يشاء من شرائعه، وقد تركوا شريعةَ موسى عليه السلامُ فى أكثر ما هم عليه، وتمسكوا بما شرعه لهم أحبارهم وعلماؤهم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى : كُلُّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ فَإِنَّهُ يَكُونُ مَنْصُوصًا عَنْ الرَّسُولِ فَالْمُخَالِفُ لَهُمْ مُخَالِفٌ لِلرَّسُولِ كَمَا أَنَّ الْمُخَالِفَ لِلرَّسُولِ مُخَالِفٌ لِلَّهِ - وَلَكِنْ هَذَا يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ قَدْ بَيَّنَهُ الرَّسُولُ؛ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. فَلَا يُوجَدُ قَطُّ مَسْأَلَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا إلَّا وَفِيهَا بَيَانٌ مِنْ الرَّسُولِ وَلَكِنْ قَدْ يَخْفَى ذَلِكَ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ وَيَعْلَمُ الْإِجْمَاعَ. قال العثيمين رحمه الله تعليقا على آية النسخ : تنبيه : من هذا الموضع من السورة إلى ذكر تحويل القبلة في أول الجزء الثاني تجد أن كل الآية توطئة لنسخ استقبال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؛ ولهذا تجد الآية بعدها كلها في التحدث مع أهل الكتاب الذين أنكروا غاية الإنكار تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة.. قال العثيمين رحمه الله : من فوائد الآية: ثبوت النسخ، وأنه جائز عقلاً، وواقع شرعاً؛ وهذا ما اتفقت عليه الأمة إلا أبا مسلم الأصفهاني؛ فإنه زعم أن النسخ مستحيل؛ وأجاب عما ثبت نسخه بأن هذا من باب التخصيص؛ وليس من باب النسخ؛ وذلك لأن الأحكام النازلة ليس لها أمد تنتهي إليه؛ بل أمدها إلى يوم القيامة؛ فإذا نُسِخت فمعناه أننا خصصنا الزمن الذي بعد النسخ . أي أخرجناه من الحكم .؛ فمثلاً: وجوب مصابرة الإنسان لعشرة حين نزل كان واجباً إلى يوم القيامة شاملاً لجميع الأزمان؛ فلما نُسخ أخرج بعض الزمن الذي شمله الحكم، فصار هذا تخصيصاً؛ وعلى هذا فيكون الخلاف بين أبي مسلم وعامة الأمة خلافاً لفظياً؛ لأنهم متفقون على جواز هذا الأمر؛ إلا أنه يسميه تخصيصاً؛ وغيره يسمونه نسخاً؛ والصواب تسميته نسخاً؛ لأنه صريح القرآن: { ما ننسخ من آية أو ننسها }؛ ولأنه هو الذي جاء عن السلف.. قال الشعراوي رحمه الله في تفسيره : نأتي للنسخ في القرآن الكريم . . قوم قالوا لا نسخ في القرآن أبدا . . لماذا؟ لأن النسخ بداء على الله . . ما معنى البداء؟ هو أن تأتي بحكم ثم يأتي التطبيق فيثبت قصور الحكم عن مواجهة القضية فيعدل الحكم . . وهذا محال بالنسبة لله سبحانه وتعالى . . نقول لهم طبعا هذا المعنى مرفوض ومحال أن يطلق على الله تبارك وتعالى . . ولكننا نقول إن النسخ ليس بداء ، وإنما هو إزالة الحكم والمجيء بحكم آخر . . ونقول لهم ساعة حكم الله الحكم أولا فهو سبحانه يعلم أن هذا الحكم له وقت محدود ينتهي فيه ثم يحل مكانه حكم جديد .. ولكن الظرف والمعاجلة يقتضيان أن يحدث ذلك بالتدريج .. وليس معنى ذلك أن الله سبحانه قد حكم بشيء ثم جاء واقع آخر أثبت أن الحكم قاصر فعدل الله عن الحكم . إن هذا غير صحيح .لماذا؟ . . لأنه ساعة حكم الله أولا كان يعلم أن الحكم له زمن أو يطبق لفترة . ثم بعد ذلك ينسخ أو يبدل بحكم آخر . إذن فالمشرع الذي وضع هذا الحكم وضعه على أساس أنه سينتهي وسيحل محله حكم جديد . . وليس هذا كواقع البشر . . فأحكام البشر وقوانينهم تعدل لأن واقع التطبيق يثبت قصور الحكم عن مواجهة قضايا الواقع . . لأنه ساعة وضع الناس الحكم علموا أشياء وخفيت عنهم أشياء . . فجاء الواقع ليظهر ما خفى وأصبح الحكم لابد أن ينسخ أو يعدل . . ولكن الأمر مع الله سبحانه وتعالى ليس كذلك . . أمر الله جعل الحكم موقوتا ساعة جاء الحكم الأول .
بالنسبه لمسألة السياق قد يكون مقطوعا مثل قوله تعالي{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}فنجد أن الآية تأمر بالحفاظ علي الصلاة وتخص الصلاة الوسطي والقيام لله قانتين والحرص علي ذلك وهذا دون النظر إلي السياق أما بالنظر إلي السياق فنحاول تقيد المعني ونقول إن الحفاظ علي الصلوات تحد من المشكلات الإجتماعية ومنها الطلاق ولكن ليس هذا كل شيئ عن قيم الحفاظ علي الصلوات ولتوضيح الأمر نخرج من السورة إلي باقي سور القرآن فالقرآن يفسر بعضه البعض قال تعالي{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)} نجد أن المحافظ علي صلاته خاشعا فيهامبتعدا عن اللغو فاعلا للزكاة حافظا لفرجه ولأماناته يكن مستقرا من الناحية الإجتماعية فالحا في الدنيا والآخرة وإذا إبتلي يكن صابرا غيرجازع قال تعالي{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} فالعبره بعموم اللفظ وليس خصوص السبب وإرتباط الآية بغيرها في القرآن .وبالنسبة إلي موضوع حسم التحدي في آية النسخ في سورة البقرة قال تعالي{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} هنا تم حسم التحدي في الإتيان بسورة بموجب قوله تعالي{وَلَنْ تَفْعَلُوا} وأقل سورة ثلاث آيات ولم يتم التحدي في الإتيان بآية من القرآن وبالقطع لم يكن هذا ممكنا لأحد ولكن أين الدليل؟.وبالنظر إلي قوله تعالي{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}فبين الله عز وجل أن الإتيان بمثل الآية خاصته وهو وحده القادر علي ذلك وهو المتصرف في ملكه كيف يشاء وحسم بذلك الأمروهذا المعني في غاية الأهمية لأن الذي يأتي بآية يأت بغيرها .وبالنظر إلي آيات التحدي جاءت في سياق الرد علي الشك والتكذيب لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وكذلك آية النسخ وانظر قوله تعالي{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)} وبالنظر إلي قوله تعالي {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}وفي قوله تعالي {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }وفي قوله تعالي{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}نجد السياق هونفي الإتيان بمثل القرآن كله أو بعضه أوسورة منه أما في قوله تعالي{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}إثبات الإتيان بمثل الآيةوبين أن هذا ليس بالشيئ الهين وزيل الآية بصفته القدير وتم بذلك حسم التحدي ومن هنا تصبح الآية ركيزة في تمام هذا المعني والله أعلم
فإذا كانت آية النسخ قرينة في اثبات الإتيان بمثل الآية بدليل قوله تعالي{نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ونفي ذلك في آيات التحدي بدليل قوله تعالي{لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ}وقوله تعالي{وَلَنْ تَفْعَلُوا}لم يتبقي لنا إلا أخذ الآية علي ظاهرهاوتخصيص الآية من آيات القرآن لأن التحدي كان فيهاويكون النسخ في القرآن هوالبيان العملي لمسألة الإتيان بآيةحيث تجد مكانهابين الآيات في إطار من قوة البيان والإحكام من جهه, ومن جهه اخري مناسبة ذلك لمصلحة الانسان في كل زمان ومكان, لاشك امر معجز للإنس و الجان و يبينه ويبرهن عليه النسخ في احكام القرآن. وهذه المسألة لاشك تحسم التحدي ليس في النص القرآني فقط ولكن عند التطبيق ايضا فمن يخالف احكام القرآن يقع في البداء و التخبط.وقد تعهد الله عز وجل بأن يرينا الحق في آياته مع مرورالزمن وهذا تحدي آخر في الآية القرآنية بينه الله عز وجل في نسخ الأحكام قال تعالي{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.هذا والله أعلم
قال تعالي{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
ذهب سلفنا الصالح إلي أخذ الآية علي ظاهرها كدليل علي النسخ في القرآ ن وفي هذه الحالة تكن {من} في قوله تعالي{من آية} تبعيضية . أما إذا قلنا بأن{من} لجنس الآيات تقع آيات القرآن حتما ضمن الآيات ولا مفر يقع النسخ عليها .ويكون للفعل المضارع دلالة في الماضي في عهد رسول اللهصلى الله عليه وسلم حيث ينتهي النسخ في القرآن بعده صلى الله عليه وسلم بمعناه الشرعي ويكون للفعل المضارع دلالته علي النسخ في الحال والاستقبال في الآيات الحسية بمعناه اللغوي. هذا والله أعلم
أخي المعتزبالله أين التكلف؟ وقد أخذت بقول سلفنا الصالح في المقام الأول وهم الأصل بالنسبه لنا و قد اخذوا بظاهر الآية . أما القول الآخر بأن المقصود هي الآيات الحسية قاله الإمام محمد عبده رحمه الله وقاله أيضاً المخالفين لمسألة النسخ في القرآن وأعتقد أن محاولة التوفيق بين الرأيين لا تكلف فيها والشواهد لدينا ولاحظ أن الآية هنا نكرة والنكرة تفيد العموم.ودعك مني ومن تكلفي وأظهر الحق أنت وتحمل التبعات بإجتهاد لا سلف لك فيه.
بسم الله الرحمن الرحيم :
وكأن الأخ المعتز سقط علينا من السماء فجأة وشارك في الموضوع .
ولم ير إلا هذه الفقرة الأخيرة ...
وردك هذا هو عين التكلف إذ هو كلام بلا دليل ...
فليتك تثبت لنا صدقك أنت وتحريك الحق في ما هو معروض .
أليس الحق في أن يكون لنا نسب .... أم الحق أن يكون المرء بلا نسب .
نحن ننقل كلام السلف إذ هم نسبنا وكلامهم هو ميراث لنا .. نقتسمه بحسب توفيق الله لنا .
أما غيرنا فينقولون مُقلدين .... وإن تعجب فعجب قولكم وفعلكم ... تريدون أن نصدقكم ونثق في فهمكم أنتم ونرد كلام السلف ... سبحان الله .
أهي نظرية علمية ثبت عكسها وأخفقت في نتائجها ..أم هو كلام قرون فازت بالخيرية وثبت لها التفضيل بلا تفصيل ؟؟!!
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)}
اللهم اهدنا صراطك المستقيم ...
جاء في كتاب غاية السُّول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي حفص عمر بن علي الأنصاري الشهير بابن الملقن . لما خير عليه الصلاة والسلام زوجاته كافأهن الله على حسن صنيعهن بالجنة فقال { إن الله أعد للمحسنات } أي المختارات منكم { أجرا عظيما } أي الجنة ومن للبيان لا للتبعيض وبأن حرم على رسوله التزوج عليهن والاستبدال بهن فقال تعالى { لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج } الآية . لكن نسخ ذلك لتكون المنة لرسول الله {صلى الله عليه وسلم} بترك التزوج عليهن بقوله تعالى { يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك } الآية قالت عائشة رضي الله عنها ( ما مات رسول الله {صلى الله عليه وسلم} حتى حل له النساء ) رواه الشافعي وأحمد والترمذي وقال حسن صحيح وصححه ابن حبان والحاكم وعائشة بهذا الشأن أخبر . قال أصحابنا وأبيح له التبدل بهن ولكنه لم يفعل وخالف أبو حنيفة رحمه الله فقال دام التحريم ولم ينسخ واستدل بأوجه . أ - أحدها أن قوله من بعد يدل على التأبيد والجواب أنه لا دلالة في ذلك على عدم النسخ . ب - وثانيها أنه تعالى جعل جزاء لاختيارهن فلا يحسن الرجوع فيه . قلت لا تحسين إلا بالشرع لأن التحريم إنما كان بصبرهن على الضيق وقد زال بفتح الفتوح . ج - وثالثها أنه لما كان يحرم طلاقهن وجب أن يكون تحريم النكاح عليهن باقيا لأنهما جميعا جزاء . والجواب بالفرق بينهما بأن الطلاق يخرجهن أن يكن أزواجه في الآخرة بخلاف التزوج عليهن . واعترض على هذا الاستدلال بالآية بأنها متقدمة في التلاوة على آية التخيير والناسخ لا يكون متقدما على المنسوخ فوجب حملها على أن المراد أنه أحل النساء اللاتي اخترنه وهو قول مجاهد والجواب أن الآية وإن تقدمت في التلاوة فهي متأخرة في النزول كما وقع ذلك في قوله تعالى { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا } الآية إلى قوله {عشرا} فإنه ناسخ لقوله تعالى {متاعا إلى الحول غير إخراج } وإن كان متأخرا عنه في التلاوة وإنما قدمت الآية الناسخة في التلاوة لأن جبريل عليه السلام كان إذا نزل إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} بآية قال إجعلها في موضع كذا من سورة كذا فقدمت في التلاوة لسبق التالي إلى معرفة الحكم الذي استقر حتى لو لم يعرف المنسوخ بعده لم يضره وأما حمل الآية على اللاتي اخترنه فلا يصح لوجهين : أحدهما أنهن كن حلالا قبل نزول الآية فلم تفده هذه الآية ولأن قوله {إنا أحللنا لك } تقتضي تقدم حظره . والثاني أنه قال فيها {وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك} ولم يكن من المخيرات أحد من هؤلاء كما قاله الشافعي في الأم.
كنت قد طرحت سؤالا بخصوص إنكار النسخ في القرآن وكان ذلك ضمن مشاركة بعنوان مطارحات في القرآن الكريم والسؤال ما حكم شارب الخمر بعد العشاء؟ من خلال قوله تعالي{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} ولم أتلقي ردا من أحد رغم أنني لم أهاجم أحدا علي فكره وبعد فوجئت بسلسلة للإخوة لإبطال دعاوي النسخ في القرآن وذكروا براءة الآية من النسخ بحجة أن السكر يبطل الصلاة للآن والآية لم تحمل معني الإباحة في غير وقت الصلاة وأن الخمر حرام أصلا في الشرأئع الأخري وتم رد أقوال السلف والخلف غيرة علي كتاب الله عز وجل والحق أنكم زهلتم عن قوله تعالي{ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وسبب نزولها وإليكم سبب النزول كما ذكر في حديث ابن عباس ؛ فيرويه ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه عن
سعيد بن جبير عنه قال :
نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار ، شربوا حتى إذا نهلوا ؛ عبث
بعضهم ببعض ، فلما صحوا ؛ جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته ،
فيقول : قد فعل بي هذا أخي- وكانوا إخوةً ليس بينهم ضغائن-! والله ! لو كان
بي رؤوفاً رحيماً ما فعل بي هذا ! فوقعت في قلوبهم الضغائن، فأنزل الله عز
وجل: " إنما الخمر والميسر" إلى قوله : "فهل أنتم منتهون" .
فقال ناس : هي رجس ، وهي في بطن فلان قتل يوم بدر ، وفلان قتل يوم أحد؟! فأنزل الله عز وجل : "ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات" .
أخرجه النسائي في «الكبرى» (11151) ، والحاكم (2/ 141- 142)، والبيهقي
(8/ 285- 288) ، والطبراني في «الكبير» (12/ 56 ـ 57/12459) .
وصححه الحاكم ، وقال الذهبي في «تلخيصه» :
«قلت : على شرط مسلم» .
وقال الهيثمي (7/18) :
«رواه الطبراني ، ورجاله رجال (الصحيح)» .
قلت: وهو كما قالا ؛ لكن في ربيعة بن كلثوم بن جبر وأبيه كلام يسير لا ينزل به حديثهما عن مرتبة الحسن . وصححه الحافظ في «الفتح ( السلسلة الصحيحة للألباني))» والأحاديث كثيرة يمكن الرجوع إليها في أسباب النزول ومما سبق يثبت بالدليل القاطع أن من الصحابة من كان يشرب الخمر حتي نزول آية التحريم وبالقطع بعد نزول قوله تعالي{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي} وذلك فهما منهم إباحة شرب الخمر في غير وقت الصلاة ولا يعقل أن يكونوا شربوها عصيانا و منهم من شهد بدر ومنهم من شهد احد وقد برأتهم الآية (93 )من سورة المائدة وعلى هذا تكون الآية (43) من سورة النساء حملت معنى إباحة شرب الخمر في غير وقت الصلاة و تم نسخ الحكم منها بموجب آية التحريم وبهذا يثبت النسخ من الآية (43) من سورة النساء بالآية(90 ) من سورة المائدة وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم الحد في شارب الخمر بعدها وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم ولا يمكن العودة إلى الحكم الأول بأي حال من الأحوال لعدم وجود قرينة في هذا الامر هذا والله اعلم
إن مسألة النسخ في القرآن من المسائل الخطيرة نظراً لتعلقها بالأحكام ولابد فيها من الرجوع إلي السنة قال تعالي {وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا} . فالرسول صلى الله عليه وسلم له حق التشريع بتفويض من اللهعز وجل فهل يحق لنا العودة في حكم شارب الخمراليوم من بعدهصلى الله عليه وسلم؟بحجة أنه لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن وأنه يستحيل الجمع بينهم في القرآن هذه مغالطة لأن سلفنا الصالح أخذوا النسخ في أحكام القرآن علي عمومه وأدخلوا المطلق والمقيد والعام والخاص والمبهم والمفسر وعلي هذا تجدوا ماتطلبون.ولابد أن نفرق بين الآية القرآنية ودلالتها فكل آيات القرآن محكمة قال تعالي {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }.أما إذا رجعنالشروط أهل العلم وعلم الأصول أكتفي الدلهوي بخمس آيات وفي كتاب الآيات المنسوخة في القرآن للدكتور عبد الله الشنقيطي أقر النسخ في تسع آيات وقال تكفيني آية علي هذه الشروط والمسألة فيها إجتهاد لايفسد للود قضية إذا أشارت الآية إلي نقل الحكم (النسخ) من الإيجاب إلي الندب أو العكس سميه ما شئت (تخصيص لزمن الحكم ) كما قال الأصفهاني فهو الوحيد الذي اختلف علي التسمية لا علي المضمون وارجو من أصحاب السلسلة ألا يضربوا الثوابت لدينا وليست هذه دعوة مني للكف عن البحث فإني اخترت مسألة لتطبيق شروط النسخ(تخصيص زمن الحكم) أعتبرها ركيزه للحسم في هذه المسألةوهو ماحكم شارب الخمر بعدصلاة العشاء ؟ من خلال الآية (43) من سورة النساء
وسؤال آخر ماهي دلالة العطف في قوله تعالي[TABLE="width: 95%, align: right"]
[TR]
[TD]
كتب في النسخ جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي (المتوفى: 794هـ) : النَّوْعُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ: مَعْرِفَةُ نَاسِخِهِ مِنْ مَنْسُوخِهِ : وَالْعِلْمُ بِهِ عَظِيمُ الشَّأْنِ وَقَدْ صَنَّفَ فِيهِ جَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السُّدُوسِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ وَهِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ الضَّرِيرُ وَابْنُ الْعَرَبِيِّ وَابْنُ الْجَوْزِيِّ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَمَكِّيٌّ وَغَيْرُهُمْ . جاء في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (المتوفى: 911هـ): النَّوْعُ السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ: فِي نَاسِخِهِ وَمَنْسُوخِهِ : أَفْرَدَهُ بِالتَّصْنِيفِ خَلَائِقُ لَا يُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَمَكِّيٌّ وَابْنُ الْعَرَبِيِّ وَآخَرُونَ قَالَ الْأَئِمَّةُ: لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يُفَسِّرَ كِتَابَ اللَّهِ إِلَّا بَعْدَ أَنْ يَعْرِفَ مِنْهُ النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ وقد قال علي لقاض: أَتَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ قَالَ: لَا قَالَ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ وَفِي هَذَا النَّوْعِ مَسَائِلُ: الْأُولَى: يَرِدُ النَّسْخُ بِمَعْنَى الْإِزَالَةِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ}. وَبِمَعْنَى التَّبْدِيلِ وَمِنْهُ: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ}. وَبِمَعْنَى التَّحْوِيلِ كَتَنَاسُخِ الْمَوَارِيثِ بِمَعْنَى تَحْوِيلِ الْمِيرَاثِ مِنْ وَاحِدٍ إِلَى وَاحِدٍ . كتب في النسخ - الناسخ والمنسوخ في كتاب الله لقتادة بن دعامة المقدسي المتوفي سنة 117هـ . - الناسخ والمنسوخ لمحمد بن مسلم الزهري المتوفي سنة 124 هـ . - الناسخ والمنسوخ لعبدالله بن وهب المصري المتوفي سنة 197هـ . - الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام الهروي.سنة الوفاة : 224هـ. - الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل للنحاس المتوفي سنة 328هـ . - الناسخ والمنسوخ لهبة الله سلامة المقريء المتوفي سنة 410 هـ . - الناسخ والمنسوخ في القرآن لعبد القاهر بن طاهر البغدادي المتوفي سنة 429هـ. - الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفي سنة 437هـ . -الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لعلي بن أحمد بن حزم الأندلسي المتوفي سنة 465هـ . - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمحمد بن عبدالله بن العربي المتوفي سنة 543هـ . -عمدة الراسخ لعبدالرحمن بن علي الجوزي المتوفي سنة 597هـ . -المصفى بأكف أهل الرسوخ من علم الناسخ والمنسوخ .لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) - نواسخ القرآن لعبدالرحمن بن علي الجوزي المتوفي سنة 597هـ . - قبضة البيان في ناسخ ومنسوخ القرآن لأبي القاسم بن عبدالرحمن البذروي المتوفي في القرن السادس الهجري . - الطود الراسخ لعلم الدين السخاوي المتوفي سنة 643هـ . - صفوة الراسخ في علم المنسوخ والناسخ لمحمد بن أحمد الموصلي المتوفي سنة 656هـ . - ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه لهبة الله بن عبدالرحمن بن البارزي المتوفي سنة 738هـ . - الناسخ والمنسوخ لأبي منصور البغدادي المتوفي سنة المتوفي سنة 751هـ . - قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ من القرآن لمرعي الكرمي المتوفي سنة 1033هـ . -الناسخ والمنسوخ لابن المتوج . -الناسخ والمنسوخ لعبدالرحمن العتائقي . -الناسخ والمنسوخ لمحمد بن عبدالله الإسفراييني . -الناسخ والمنسوخ للمظفر بن الحسين بن زيد الفارسي . -الآيات المنسوخة في القرآن الكريم لعبدالله محمد الأمين الشنقيطي . - دراسات الإحكام والنسخ في القرآن الكريم لمحمد حمزة رسالة ماجستير . - فتح الرحمن في بيان النسخ في القرآن لعلي حسن محمد سليمان . - فتح المنان في نسخ القرآن لعلي حسن العريض . - النسخ في القرآن لمحمد محمود ندا . - النسخ في القرآن لمصطفى زيد . - النسخ في القرآن الكريم لمحمد صالح علي مصطفى . - منظومة الناسخ والمنسوخ للسيوطي. - الموجز في الناسخ والمنسوخ، لابن خزيمة، المطبوع مع الناسخ والمنسوخ للنحاس. -معرفة الناسخ والمنسوخ، المطبوع على هامش تنوير المقياس.- - الإيجاز في الناسخ والمنسوخ، المخطوط، لمحمد بن بركات بن هلال، المتوفى سنة 525هـ. - النسخ بين الإثبات والنفي، للدكتور محمد محمود فرغلي . - نظرية النسخ في الشرائع السماوية، للدكتور شعبان محمد . - النسخ في الشريعة الإسلامية، لعبد المتعال الجبري . وهذه الكتب تتباين في عرضها للمبحث - هذا بالإضافة الى أن جميعَ كتب علوم القرآن .. فلا يخلو كتاب من إفراده لبحث كامل لهذا العلم . وهناك من أنكر مثل : الرأي الصواب في منسوخ الكتاب لجواد موسى عفانة ... ينكر النسخ .
قال منكرو النسخ بأن المقصود بالآيات في قوله تعالي{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌْ} هي الآيات الحسية وهذا القول لا يقوي امام نقده وسرعان ما يتهافت قبل صداه. فلو قلنا هل نسينا عصا موسي أوناقة صالح؟فيكون الرد لا فهي تتلي علينا آناء الليل وأطراف النهار ويذكرها الصغير قبل الكبير وهي محفوظة بحفظ كتاب الله عز وجل لها لأن قصص هذه الآيات هي دليل من دلائل النبوة وبالتالي لايمكن أن تنسي قال تعالي{تِلْكَمِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } ولو قلنا علي قراءة أخريهل تنسأ؟فيكون الرد لا فهذه الآيات الحسية اختص بها اهل شرائع مضت ولا بد أن تكون وقعت فيهم وبالقطع انتهت معهم. وعلي هذا يقع النسخ فقط علي الآيات الحسية دون النسيان أو النسأ وتصبح (أو) في الآية دون معني وعلي هذا يسقط هذا التخصيص ولم يتبقي غير الآيات القرآنية بلا تعارض في المعني وتكون الآية علي ظاهرها في النسخ ويكون النسخ في حكم منها أو يكون النسيان ( النسأ) فيها برفعها وبقاء حكمها أو رفعها وحكمها وهذا ماذهب إليه سلفنا الصالح وعلماء الأمة.
ملاحظات ذات صلة : - قوله صلى الله عليه وسلم :{ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ ..}.. انظر قوله { لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ ..} فأفادت معنى آخر يتماشى تماما مع حقيقة القرآن في تقرير الرجم . - انظر قولَ ابن مسعود رضي الله عنه :{ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ } ولم يقل ... لعن رسول الله .... وكأن اللهَ أنطقَه بالحق .... ليوافق الأمرُ حقيقةَ القرآن . - قول الفاروق رضي الله عنه :{ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ لاَ نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ..} هل هذا أمر عابر بالله عليكم .. أم هو الفاروق الذي صدَّق القرآنُ كلامَه في أكثر من موضع .