محمد محمود إبراهيم عطية
Member
روى الطبراني ( ت : 360 هـ ) من طريق سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ : ثَنَا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : نَزَّلَ الْمُفَصَّلُ بِمَكَّةَ ، فَمَكَثْنَا حِجَجًا نَقْرَؤُهُ ، لَا يَنْزِلُ غَيْرُهُ[SUP] [1] [/SUP].
قال الهيثمي ( ت : 807 ) في ( المجمع ) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ حُدَيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ [SUP][2] [/SUP]. قلت : ترجمه الحافظ في ( التقريب ) : صدوق يخطىء[SUP] [3] [/SUP].
وقد تابعه إسرائيل بْن يُونُس بن أبي إسحاق السبيعي ، وهو ثقة كما في ( التقريب )[SUP] [4] [/SUP]؛ قال ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ حُجَجًا وَنَحْنُ بِمَكَّةَ ، لَيْسَ فِيهَا : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ [SUP][5] [/SUP]. وهكذا رواه ابن المنذر والحاكم ، من طريق وكيع ، عن إسرائيل ، به . وقال الحاكم : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، ووافقه الذهبي .
قال ابن كثير ( ت : 774 هـ ) عند تفسير سورة ( ق ) : وهذه السورة هي أول الحزب الْمُفَصَّلِ على الصحيح ، وقيل : من الحجرات ؛ وأما ما يقوله العامة : إنه من ] عَمَّ [ فلا أصل له ، ولم يقله أحد من العلماء المعتبرين - فيما نعلم ؛ والدليل على أن هذه السورة هي أول المفصل ما رواه أبو داود في ( سُنَنِهِ ) ، بَابُ ( تَحْزِيبِ الْقُرْآنِ ) ... ثم ذكر حديث أوس بن حذيفة t بطرقه ، وفيه : قَالَ أَوْسٌ : سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ e : كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ فَقَالُوا : ثَلَاثٌ ، وَخَمْسٌ ، وَسَبْعٌ ، وَتِسْعٌ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ[SUP] [6] [/SUP].
إذا علم هذا ، فإذا عددت ثمانيًا وأربعين سورة ، فالتي بعدهن سُورَةُ ( ق ) ؛ بَيَانُهُ : ثَلَاثٌ : الْبَقَرَةُ ، وَآلُ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءُ ؛ وَخَمْسٌ : الْمَائِدَةُ ، وَالْأَنْعَامُ ، وَالْأَعْرَافُ ، وَالْأَنْفَالُ ، وَبَرَاءَةُ ؛ وَسَبْعٌ : يُونُسُ ، وَهُودٌ ، وَيُوسُفُ ، وَالرَّعْدُ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَالْحِجْرُ ، وَالنَّحْلُ ؛ وَتِسْعٌ : سُبْحَانَ ، وَالْكَهْفُ ، وَمَرْيَمُ ، وَطَهَ ، وَالْأَنْبِيَاءُ ، وَالْحَجُّ ، وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَالنُّورُ ، وَالْفُرْقَانُ ؛ وَإِحْدَى عَشْرَةَ : الشُّعَرَاءُ ، وَالنَّمْلُ ، وَالْقَصَصُ ، وَالْعَنْكَبُوتُ ، وَالرُّومُ ، ولقمان ، والم السَّجْدَةِ ، وَالْأَحْزَابُ ، وَسَبَأٌ ، وَفَاطِرٌ ، وَيس ؛ وَثَلَاثَ عشرة : الصافات ، وص ، والزمر ، وغافر ، وحم ، السجدة ، وحم عسق ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، وَالْأَحْقَافُ ، وَالْقِتَالُ ، وَالْفَتْحُ ، وَالْحُجُرَاتُ ؛ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْحِزْبُ الْمُفَصَّلُ كَمَا قَالَهُ الصَّحَابَةُ y ؛ فَتَعَيَّنَ أَنَّ أَوَّلَهُ سُورَةُ ( ق ) وَهُوَ الَّذِي قُلْنَاهُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ[SUP] [7] [/SUP].
قال مقيده - عفا الله عنه : لم يَعُدَّ سورة الفاتحة ، ومن عدَّها ، قال : إن أول المفصل من سورة ( الحجرات ) ، ولكن قول ابن مسعود المتقدم : ( لَيْسَ فِيهَا : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ ) يرجح قول ابن كثير - رحمه الله ؛ فإن أول الحجرات : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ ، وهي مدنية ، والعلم عند الله تعالى .
[1] المعجم الأوسط ( 6344 ) ، وانظر ( التفسير من سنن سعيد بن منصور ) : 2 / 392 ( 126) .
[2] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : 7 / 157 .
[3] تقريب التهذيب ، ص 154 .
[4] تقريب التهذيب ، ص : 104 .
[5] انظر مصنف ابن ابي شيبة ( 30143 ) ، و تفسير ابن المنذر : 2 / 717 ، ومستدرك الحاكم (2/ 244 ( 2888 ) .
[6] أحمد : 4 / 343 ، وأبو داود ( 1393 ) ، وابن ماجة ( 1345 ) ؛ ورواه الطيالسي ( 1108 ) ، وأبو بكر بن أبي شيبة ( 8583 ) ، والطبراني في الكبير : 1 / 220 ( 599 ) ، والبيهقي في الشعب ( 2176 ) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي ، عن جده أوس بن حذيفة t ، وحسنه ابن كثير في التفسير : 1 / 50 .
[7] تفسير ابن كثير : 7 / 392 ، 393 .
قال الهيثمي ( ت : 807 ) في ( المجمع ) : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ حُدَيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ [SUP][2] [/SUP]. قلت : ترجمه الحافظ في ( التقريب ) : صدوق يخطىء[SUP] [3] [/SUP].
وقد تابعه إسرائيل بْن يُونُس بن أبي إسحاق السبيعي ، وهو ثقة كما في ( التقريب )[SUP] [4] [/SUP]؛ قال ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ حُجَجًا وَنَحْنُ بِمَكَّةَ ، لَيْسَ فِيهَا : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ [SUP][5] [/SUP]. وهكذا رواه ابن المنذر والحاكم ، من طريق وكيع ، عن إسرائيل ، به . وقال الحاكم : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، ووافقه الذهبي .
قال ابن كثير ( ت : 774 هـ ) عند تفسير سورة ( ق ) : وهذه السورة هي أول الحزب الْمُفَصَّلِ على الصحيح ، وقيل : من الحجرات ؛ وأما ما يقوله العامة : إنه من ] عَمَّ [ فلا أصل له ، ولم يقله أحد من العلماء المعتبرين - فيما نعلم ؛ والدليل على أن هذه السورة هي أول المفصل ما رواه أبو داود في ( سُنَنِهِ ) ، بَابُ ( تَحْزِيبِ الْقُرْآنِ ) ... ثم ذكر حديث أوس بن حذيفة t بطرقه ، وفيه : قَالَ أَوْسٌ : سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ e : كَيْفَ تُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ فَقَالُوا : ثَلَاثٌ ، وَخَمْسٌ ، وَسَبْعٌ ، وَتِسْعٌ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ[SUP] [6] [/SUP].
إذا علم هذا ، فإذا عددت ثمانيًا وأربعين سورة ، فالتي بعدهن سُورَةُ ( ق ) ؛ بَيَانُهُ : ثَلَاثٌ : الْبَقَرَةُ ، وَآلُ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءُ ؛ وَخَمْسٌ : الْمَائِدَةُ ، وَالْأَنْعَامُ ، وَالْأَعْرَافُ ، وَالْأَنْفَالُ ، وَبَرَاءَةُ ؛ وَسَبْعٌ : يُونُسُ ، وَهُودٌ ، وَيُوسُفُ ، وَالرَّعْدُ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَالْحِجْرُ ، وَالنَّحْلُ ؛ وَتِسْعٌ : سُبْحَانَ ، وَالْكَهْفُ ، وَمَرْيَمُ ، وَطَهَ ، وَالْأَنْبِيَاءُ ، وَالْحَجُّ ، وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَالنُّورُ ، وَالْفُرْقَانُ ؛ وَإِحْدَى عَشْرَةَ : الشُّعَرَاءُ ، وَالنَّمْلُ ، وَالْقَصَصُ ، وَالْعَنْكَبُوتُ ، وَالرُّومُ ، ولقمان ، والم السَّجْدَةِ ، وَالْأَحْزَابُ ، وَسَبَأٌ ، وَفَاطِرٌ ، وَيس ؛ وَثَلَاثَ عشرة : الصافات ، وص ، والزمر ، وغافر ، وحم ، السجدة ، وحم عسق ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، وَالْأَحْقَافُ ، وَالْقِتَالُ ، وَالْفَتْحُ ، وَالْحُجُرَاتُ ؛ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْحِزْبُ الْمُفَصَّلُ كَمَا قَالَهُ الصَّحَابَةُ y ؛ فَتَعَيَّنَ أَنَّ أَوَّلَهُ سُورَةُ ( ق ) وَهُوَ الَّذِي قُلْنَاهُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ[SUP] [7] [/SUP].
قال مقيده - عفا الله عنه : لم يَعُدَّ سورة الفاتحة ، ومن عدَّها ، قال : إن أول المفصل من سورة ( الحجرات ) ، ولكن قول ابن مسعود المتقدم : ( لَيْسَ فِيهَا : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ ) يرجح قول ابن كثير - رحمه الله ؛ فإن أول الحجرات : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [ ، وهي مدنية ، والعلم عند الله تعالى .
[1] المعجم الأوسط ( 6344 ) ، وانظر ( التفسير من سنن سعيد بن منصور ) : 2 / 392 ( 126) .
[2] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : 7 / 157 .
[3] تقريب التهذيب ، ص 154 .
[4] تقريب التهذيب ، ص : 104 .
[5] انظر مصنف ابن ابي شيبة ( 30143 ) ، و تفسير ابن المنذر : 2 / 717 ، ومستدرك الحاكم (2/ 244 ( 2888 ) .
[6] أحمد : 4 / 343 ، وأبو داود ( 1393 ) ، وابن ماجة ( 1345 ) ؛ ورواه الطيالسي ( 1108 ) ، وأبو بكر بن أبي شيبة ( 8583 ) ، والطبراني في الكبير : 1 / 220 ( 599 ) ، والبيهقي في الشعب ( 2176 ) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي ، عن جده أوس بن حذيفة t ، وحسنه ابن كثير في التفسير : 1 / 50 .
[7] تفسير ابن كثير : 7 / 392 ، 393 .