حريةُ حرفٍ بينَ ضفتيِّ نهرٍ أصيلٍ

إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم​



حينما كنتُ أقلبُ نظري بين صفحات المواقع الالكترونية ، لفتَ انتباهي عبارةٌ صغيرةٌ في أحدى المنتديات تقول في استحياء : (حرية حرف في نهر جار ) ثم شُرِحتْ هذه العبارةُ بهذه الكلماتِ : (تعتبر حرية الرأي من أهم الحقوق الفكرية ..التي فطر الله عليها الإنسان ، وتعد حقاً مكتسباً لأن الأصل في القول الجواز..بشرط أن لا يتعدى القول حدودالشريعة ) ورغم أن شرح هذه العبارة لم يستغرقْ أكثر من سطرين إلا أن العنوان هو ما أعجبني واستوقفني ...وتفتحتْ لي على إثره آفاقٌ فكرية شتى ... جعلتني أبحر في عمق الفكرة .. وأعماقٍ أخرى لا أدري لم خضتُها ؟ ولكنني خضتُها... ربما لأن شيئا فيها قد أثارَ أشجاني... فانفلتتْ أحرفي من أغلال صمتي ... آتيةً بآهةٍ من أعماقي ...ومترجمةً لبعض تأملاتي.​

لطالما وُلدتْ داخلي أفكارٌ مختلفةٌ ...شهدتُ ميلادها بعيني ... وهدهدتُ مهدها بيدي ... راقبتُ روعة طفولتها.. ومشاغبات صباها ... فلما استوتْ ثمارُها وقويَ عودُها ... هاجتْ عليّ وماجتْ ... وشرقتْ بي وغربتْ ... وتوالدتْ من بعضها البعضُ وتكاثرتْ ... واندلعتْ ثائرةً تطالبُ بحريةٍ خارج سجونها ... واصطفتْ تقاتلُني صفا لصف ... ويداً بيد , فإذا بمعارك دامية تدور رحاها خلف أسوار رأسي , وعلى أرصفةِ عقلي , محورُها : فرض سيادتي على أفكاري بالقمعِ ثم الدفنِ في عمليات وأدٍ جماعيةٍ .​

وكم هي مهمةٌ شاقةٌ ومؤلمةٌ ... مؤلمةٌ حد الموت , فالكاتب حينَ تنبثقُ داخلُه فكرةٌ ما , فهي تؤلمُه حتى يترجمَها حروفاً مكتوبةً, فتحتضنُ أوراقَهُ بنياتِ أفكاره .. فيراها بعينه بعد مخاضٍ طويلٍ مرهقٍ ... جعله في شوق وتلهفٍ لرؤيةِ فلذةِ عقله .​

قد ينتهي ألمُ هذا الكاتبِ بعد الكتابةِ حين يجد مَنْ يحترمُ سيلَ قلمه ... ويرقى للإطلاعِ على نتاجِ فكره ... ويرى انعكاسَ صفاءِ أعماقهِ على صفحةِ أوراقهِ .​

وحين لا يحظى الكاتبُ بذلك القارئِ فإن الألمَ لن ينتهيَ , بل سيتضاعفُ . لأن الكاتبَ سيعمدُ إلى عملياتِ القتلِ والقمع الداخليِّ لأفكاره بالصورةِ الآنفِ ذكرها , ومن ثمّ يُسلمُ نفسه للصمت ... فيصمتُ ويصمتُ حدَ اليأس , فيستسيغُ الصمتَ حتى الثمالة.​

هذا حال الكثيرين ممن يملكون قلماً لا أقولُ : لا سوقَ لرواجه , وإنما أقولُ : لامروّجَ له , وإن عُرضتْ كتاباتهم فالمحاربةُ والنقدُ والتجريحُ مصيرها ومآلها . وهؤلاءِ الكتّابُ ليسوا ـ كما قد يظنُ البعضُ ـ بأنهم أصحابُ أفكار شاذةٍ أو معتقداتٍ باطلةٍ , وإنما هم ـ ويالَ العجبِ ـ أصحابُ مبدأٍ قويمٍ , يعبرون عن رؤياهم ولكن بحريةٍ مقيدةٍ , مشكلتُهم تكمنُ في كونِهم في مجتمعٍ محافظٍ يُرادُ له الفسادُ لا الصلاحُ .​

فكأني بأصحابِ المبادئِ هؤلاء وأصحابهم ممن لا مبدأ لهم كمجموعةِ صيادينَ , بعضهم توجه إلى النهر , والآخرون توجهوا إلى البحر . فأما مَنْ توجهَ إلى النهِرِ فقد تفرقوا فرادى في مراكبَ صغيرةٍ متواضعةٍ , بين جنباتِ نهرٍ يتهادى بضفتيه في ديباجةِ وادٍ أخضرٍ , كلٌ يصيد بحريةٍ تامةٍ ما يحلو له من الطيبات . أتراهم يضيعون في عرضِ نهرٍ محددِ النهايات ؟؟ وإن ضاعوا أتراهم حين يبلغُ بهم العطشُ مبلَغه يموتون والماءُ العذبُ بين أيديهم ؟؟ وهل تَرى إن تعرضتْ قواربهم للهلاك استحالة نجاتهم في ماء لا موجَ فيه ولا عمقَ , مع علمِكَ المسبق بأنهم سباحون مهرةً ؟؟​

أين هم ممَنْ ألقى بنفسهِ في عرضِ بحرٍ هائجِ الأمواج , لا أول له ولا آخر , في قاربٍ بسيطٍ يسيّرُه وحده , بأدواتٍ متواضعةٍ تناسب قارباً صغيراً يصيد الأسماك الصغيرة , ولكنه رغم ذلك أرادَ أن يتحدى صيادي الأنهارِ ويأتي من أعماق البحارِ بأيِّ شيءٍ شاذٍّ لم يُؤْلَفَ . أتراه يُبصرُ ـ هذا الصيادُ ـ دربَه في عرضِ البحر وحده دونَ معينٍ ؟؟ وإن ضاعَ أتراه يصبرُ على العطشِ إن نفد الماء ؟؟ وإن هلكَ مركبه أتراهُ وهو السباح الماهر يستطيعُ أن يصلَ إلى شاطئٍ لا يَعرفُ اتجاهه , في عمقٍ لا يَعرفُ قراره ؟؟ وإن عاد لأهله فبأيِ خيرٍ سيعودُ به عليهم ؟؟ وهل إن سلمِ مرةً تلوَ المرةِ أيضمنُ أن السلامةَ تأتيه في كلِ مرةٍ؟؟​

فأيهما يختار الصيادُ العاقلُ ـ الذي عرف ما أعطاهُ الله من امكانيات بشرية ومادية محدودة ـ البحرَ أم النهرَ ؟؟؟!!!​

إن صحافَتنا العربيةَ بثوبها العلمانيِّ المهَلهلِ , الذي التقطَتْهُ من قمامةِ الفكر الغربيّ اللادينيّ , قد شمّرتْ ساعديها آنفاً لتصفقَ وبشدةٍ لكلِ مَنْ انحرف عن الجادة , ودأب دأباً غير دأبنا , وسلك درباً غير دربنا .
إنها تلمّعُ كلَ مَنْ حصرَ الدين في زاويةِ العادات والتقاليد , ثم مضى ينقضُ عرى تلك العادات عروة عروة , ليحرروا الإنسان من عبودية الله وحده إلى عبودية أيِّ شيء سوى الله . فتُنحر الفضيلةُ على أعتابِ الرذيلة , وتتعرى الغرائزُ البشرية , وتمضي معربدةً على أنقاضِ الأخلاق والمُثُل .​


إن صحافتِنا ـ التي احتكرتْ الرأيَ العامَ وزيفتْ صورَتَه ـ قلّما نراها تشجعُ حريةََ الحرفِ شريطةََ أن يكونَ في مجرى النهرِ العقائديِّ الإسلاميِّ الخالدِ . بل إن الخارجَ عن المألوفِ , الجاري خلفَ الحضارةِ الغربيةِ المضطربةِ العقائدِ هو من يُنْعَتُ بلقبِ الأديبِ , فإن زاد شطحه وعوَجه تُوِّجَ بلقبِ الفيلسوفِ والمفكرِ.​

هذا ـ أيُّها السادةُ الكرامُ ـ ما يكبلُ الكثيرَ مِن أقلامنا ـ من واقعي ومن وجهة نظري ـ حتى نألفَ خوضَ عملياتِ الإبادةِ الفكريةِ , ومشاريعَ قطعِ الألسنِ , وتجفيف مداد الأقلام , حتى لا نخوضَ عكسَ التيارِ .​

فهل مِن مُحْتَضَنٍ فكريٍّ إسلاميٍّ تجتمعُ فيه ثلةٌ من الأقلامِ الإسلاميةِ الحرةِ دونَ أنْ تحاربَ ؟؟؟!!! لتضعَ ذوقا فكرياً راقياً في جميعِ المجالاتِ الفكريّةِ والعلميّةِ , ولتَسْكُبَ أدباً جديداً يناسبُنا , شعارُهُ (أدبٌ دونَ قلةِ أدبٍ ) , لنحتضن كلِ ما هو جديدٌ في كلِ فنٍ , لا لتُأَسْلِمَهُ ونستشهدَ عليه بأدلةٍ ملويّةِ الأعناق . وإنما لنطرحَ فيه وجهاتِ نظرٍ معتدلةٍ وموزونةٍ في ميزان الفكرِ الإسلاميِّ الوسطيِّ . لأجلِ السوادِ الأعظمِ مِن شبابنا المحاصرِ بين أمجادِ حضارةٍ غربيةٍ مُلمعةٍ , وحضارتِه المطعونةِ الأمجادِ , بأيدي أعداءٍ متربصين .. وإعلامٍ فاسدٍ .. يتبناه أبناءٌ مُعَلْمَنِين ومُأَمْرَكِين .​


أرجو أن أجد لكلماتي هذه بينكم صدى مستساغا , ولمضمونها إما ناصراً ومؤيداً , أو مصححاً ومصوباً . فقد كسرتُ بها حاجزَ صمتي , فانسكبتْ هنا بين أيديكم أهل هذا الملتقى الإسلاميَّ الراقي والمميز . وكم أنا سعيدةٌ بوجودي هاهنا بين أمثالكم ممن أنار الله قلوبهم ووجوههم بالقرآن .
فشكر الله جهودكم جميعاً على هذا الصرح الرائع , وأخصُّ بالتقدير والشكر قائد هذه المسيرة المباركة الشيخ الفاضل د.عبد الرحمن الشهري .​

بارك الله في الجميع ووفقنا وإياكم لطاعته .​



بقلم​

بنت اسكندراني​
 
المعاناة

المعاناة

أختي الفاضلة
أشكر لك هذه الخواطر وإنا نشكو ما تشكين منه من الغاء للحريات الكتابية . وسيجعل الله بعد عسر يسرا. وانا أشد على يديك بالاستمرار في الكتابة رغم الضائقة التي تخص الحريات . وسينتصر قلم العلم والحلم على أحبار الطواغيت يوماً ما . فلا تحزني . وجزاك الله خيراً
 
الحقيقة انها مشاركة اولى جيدة
الاسلوب يشف عن ثقافة دسمة
التصوير الفني والربط الواقعي اضفى على النص لمسة شاعرية
هنات قليلة هنا وهنا
مثل:في السطر الاول احدى المنتديات والصحيح احد المنتديات
في الفقرة قبل الاخيرة:لا لتُأَسْلِمَهُ ...... وإنما لنطرحَ فيه وجهاتِ نظرٍ معتدلةٍ وموزونةٍ
فاما ان نقول:لتأسلمه .... لتطرح
أو لنأسلمه... لنطرح
ولو استبدلنا كلمة قمامة بكلمة مخلفات لكان وقعها اقوى
ورؤاهم بدل رؤياهم
ومن أجمل ما قرأت في هذا الموضوع العبارة التالية:
فإذا بمعارك دامية تدور رحاها خلف أسوار رأسي , وعلى أرصفةِ عقلي , محورُها : فرض سيادتي على أفكاري بالقمعِ ثم الدفنِ في عمليات وأدٍ جماعيةٍ
وفقك الله لكل خير
ويسر لك العلم النافع
وسخر لك المرشد الراشد
 
الأخ الفاضل : تيسير الغول
أشكر لك تشجيعك لي , وكذلك سبقك في التعليق على موضوعي
فبارك الله فيك , وحقق جميع أمانيك
 
الأخ الفاضل : محمد عادل عقل
أشكر لك مشاركتك المتفاعلة
فكلماتك الطيبة لها وقع التقدير في نفسي , وملاحظاتك هي محط نظر واعتبار
وأما بالنسبة للفقرة ما قبل الأخيرة في موضوعي , في استعمالي المفاجئ لنون المتكلم بعد المضارع الغائب , يرجع ذلك لشطح شديد في أحلام اليقظة . فقد رأيتني بين السطرين وقد تمادت بي الأحلام فإذا بي إحدى العضوات المحترمات في هذه اللجنة , وقد تناولت قلما أدق به سطح مائدة الاجتماعات المستديرة , ليصمت الجميع فأقرر بدوري : سنحتضن كلِ ما هو جديدٌ في كلِ فنٍ , لا لتُأَسْلِمَهُ وإنما ..................
لك مني خالص التقدير والشكر
 
بنت اسكندراني حفظك الله من كل سوء
وأيدها بالحق والصواب وجعل الله كلماتك كلها في ميزان حسناتك
إعلمي يرعاك الله أن كبار المثقفين والمفكرين والأدباء يقعون في هنات وزلات وهم من هم في منتصف الطريق أوآخره وليس في أوله
وأعرف شخصيا بعض الكتاب الذين يتقاضون أجورا عالية جدا هذه الايام الذين وهم لا يتقون كتابة الهمزة أو لا يعرفون غزل الكلمات في سبك جميل إنما أفكار يطرحونها بين أيدي صبيانهم ليعيدوا لهم صياغتها قبل أن تذهب إلى الصحيفة أو إلى الطباعة.
واعلمي ان الزاد الأهم فيمن يرغب في مقارفة الكتابة(!)هو في المطالعة الدائبة للكتب الادبية والفكرية لا سيما امهات دواوين الشعر والروايات
والقصص،
وأنصحك بمؤلفات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ففيها من الأدب والحكمة والعلم والذوق الرفيع الشئ الكثير
 
شُـكراً لكِ أيتها الكاتبةُ الفاضلةُ , وأنا أحـيي فيكِ هذا التمكُّـنَ الهائلَ من جـودة السَّـبكِ وإلهـامِ التَّـصويرِ وبراعته.
 
أهلًا بك أختي الكريمة بنت اسكندراني في أسرة هذا الملتقى المبارك.
أسلوب جميل ومعاني متدفقة وصور راقية معبرة لا تنبع إلا من عقل موزون متنوّر آتاه الله قدرة على التعبير لا يتمتع بها إلا قليلون فاستمري يرعاك الله وأتحفينا بالمزيد فتح الله لك وعليك.
 
أستاذي الفاضل : محمود الشنقيطي


سعدتُ بكلماتك التي طارتْ بي حتى كدتُ ألامس نجوم السماء فرحا



فجزاك الله خيرا وبارك فيك



بنت اسكندراني
 
أختي الغالية وأستاذتي الفاضلة : سمر
يشرفني أن أكون أنا المقصودة بكلماتك الرائعة هذه , وكم سعدت بثنائك العطر لي
وشكرا لترحيبك بي في الملتقى .
جمعنا الله وإياكم على طاعته
بنت اسكندراني
 
أرجو أن أجد لكلماتي هذه بينكم صدى مستساغا , ولمضمونها إما ناصراً ومؤيداً , أو مصححاً ومصوباً . فقد كسرتُ بها حاجزَ صمتي , فانسكبتْ هنا بين أيديكم أهل هذا الملتقى الإسلاميَّ الراقي والمميز . وكم أنا سعيدةٌ بوجودي هاهنا بين أمثالكم ممن أنار الله قلوبهم ووجوههم بالقرآن .
فشكر الله جهودكم جميعاً على هذا الصرح الرائع , وأخصُّ بالتقدير والشكر قائد هذه المسيرة المباركة الشيخ الفاضل د.عبد الرحمن الشهري .
بارك الله في الجميع ووفقنا وإياكم لطاعته .​


بارك الله فيك أختي الكريمة ، وزادك علماً وأدباً ومرحباً بك وبقلمك. فقد قرأتُ ما تفضلتم به، وأرجو أن يكون لقلمك هذا مستقبل في الكتابة الأدبية المتزنة بميزان الأدب والدين، وأحسب أن شبكة الانترنت اليوم أصبحت منبراً فيه قدر كبير من الحرية التي يمكن من خلالها بناء مشروعات أدبية هادفة للأمة ، وقراؤها يزيدون يوماً بعد يوم في حين يقل قراء الصحف الورقية يوماً بعد يوم، وقد أصبحت أمر على الصحف الورقية في الأسواق فلا أرى لها طالباً .
أرحب بكم مرة أخرى وأكرر شكري لكم وأدعو الله لكم بالتوفيق .
 
الأخ الفاضل الدكتور : عبد الرحمن الشهري
تشرفتُ باطلاعك على موضوعي , وأشكر لك ترحيبك بي وبقلمي , وإني لأدرك ـ ما تفضلتَ وأشرتَ إليه ـ أنّ المستقبل لمنبر شبكة الانترنت ، وأن الصحافة سيخبو نجمها اللامع يوما ما , وسيسحب البساط من تحت أقدامها قريبا ,
ولكن يظل اختياري لشبكة الانترنت كجوازٍ لمرور كتاباتي لشريحة واسعة من القراء ليس بالخيار الآمن , فقد اطّلعتُ على بعض النقاشات التي دارتْ بين بعض أعضاء الملتقى ممن تعرضوا لسرقة مواضيعهم وأبحاثهم فأدركتُ أبعادا لم أحسب لها حسابا .
فكم هو مرعب أن أجد نفسي بعد الخروج من مخاض الكتابة الطويل , وقد أمسكتُ بجذع النخلة أهزُّه إليّ ليتساقط عليّ ما يبرد نفسي ويريح قلبي , وقبل أن التقط الثمار إذا بطيور السراب وقد هاجمتني فخطفتْ صغيري وتلقفتْ الثمار بدلا عني , وحلّقتْ في الأفق البعيد , فهل سأقوى حينها على لملمة شتاتي لأركض خلفها مطاردة لها في الفضاء الشاسع ذاك ؟؟ أم أستسلم وأنا أعض أصابع الندم على نشري لشيء من كتاباتي في هذا العالم الحر؟؟
أكرر شكري وتقديري لمروركم
 
قد تطيش الحرية بمن ليس هم أهلاً للكتابة فيتجاوزون الحدود بلا رادع...وقتها تخرج الصرخات وتظل عالقة في الحناجر فتتقاطر العين دمعا ويئن القلب كمدا
وقتها نلهج بالدعاء بأن نرى كتابات أمثال ما كتبتيه أختي الفاضلة تناضل وتدافع
استمري بارك الله فيك وأحيّ قلمك الرائع
 
الأخت الفاضلة : أم الشهيد
شكرا لكلماتك الجميلة هذه
وأنا حقيقة أقدر لكِ مروركِ وتوقفك للتعليق على موضوعي
فبارك الله فيك
 
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl]
[gdwl]

ولكن يظل اختياري لشبكة الانترنت كجوازٍ لمرور كتاباتي لشريحة واسعة من القراء ليس بالخيار الآمن , فقد اطّلعتُ على بعض النقاشات التي دارتْ بين بعض أعضاء الملتقى ممن تعرضوا لسرقة مواضيعهم وأبحاثهم فأدركتُ أبعادا لم أحسب لها حسابا .

فكم هو مرعب أن أجد نفسي بعد الخروج من مخاض الكتابة الطويل , وقد أمسكتُ بجذع النخلة أهزُّه إليّ ليتساقط عليّ ما يبرد نفسي ويريح قلبي , وقبل أن التقط الثمار إذا بطيور السراب وقد هاجمتني فخطفتْ صغيري وتلقفتْ الثمار بدلا عني , وحلّقتْ في الأفق البعيد , فهل سأقوى حينها على لملمة شتاتي لأركض خلفها مطاردة لها في الفضاء الشاسع ذاك ؟؟ أم أستسلم وأنا أعض أصابع الندم على نشري لشيء من كتاباتي في هذا العالم الحر؟؟
[/gdwl]
أختي الفاضلة :
حتى وان اقتنصت طيور السراب شيئاً من الرطب فلن تستطيع هضمها ، وليس للحقيقة ان يختزلها الوهم . وأنَى للهمهمات أن تعلو الصهيل . واني لأجد فيما كتبت مفردات لا ينطق بها الا النخل الأصيل . النخل الذي لا يفتؤ يطرح آملاً أن يقتات بثمره جنودٌ يحلمون بكل شيء الا الهزيمة . ومحال على من يبث روحه في الكتابة أن ينكفئ في ذاته . مهما طغت المحاذير، أمضي أختاه.....
كلنا نؤول شتاتاً وتراباً وعظاماً .
وخير ما يعرف به كمال العقل علو الهمة .​
 
أختي الفاضلة :​


حتى وان اقتنصت طيور السراب شيئاً من الرطب فلن تستطيع هضمها ، وليس للحقيقة ان يختزلها الوهم . وأنَى للهمهمات أن تعلو الصهيل . واني لأجد فيما كتبتِ مفردات لا ينطق بها الا النخل الأصيل . النخل الذي لا يفتؤ يطرح آملاً أن يقتات بثمره جنودٌ يحلمون بكل شيء الا الهزيمة . ومحال على من يبث روحه في الكتابة أن ينكفئ في ذاته . مهما طغت المحاذير، أمضي أختاه.....
كلنا نؤول شتاتاً وتراباً وعظاماً .​

وخير ما يعرف به كمال العقل علو الهمة .​
أخي الكريم : أشكرُ سماءكَ التي جادتْ علينا بغيثٍ عُبابٍ !.
ولقد أسعدني ردك وفكركَ وحسنُ طرحكَ ..
فلكم تعجبني الفكرة التي لا يُلقيها صاحبها حتّى يُلبسها أحسن الثّياب , ويزينها بأجملِ الحللِ والخضابِ , فتُزَفُّ كما العروس .. لكنها بين أسطرٍ وكتابٍ .
فلك مني جزيل الشكر والتقدير ..
 
الأخت الكريمة (بنت إسكندراني)
من خلال المقال الذي كتبتِ يلمح القارئُ أن لديك أسلوباً مشرقاً، وقُدرةً على تطويع الحروف والكلمات لنسج
الخواطر والمقالات، وإيصال الأفكار بطريقة راقيةٍ تجمع بين العقل والعاطفة، وتؤاخي بين الدليل المقنع والإثارة المشوقة
وإذاً فقد امتلكت قدراً من البيان، يمكنك أن ترقَي به إلى فضاءات أعلى وأرحب، حتى نراك يوماً وقد حلّقت في مدارج
الرواد، ومقامات العمالقة.
لا أقول هذا (لجبر الخاطر، والمجاملة ) بل إنني على يقين ـ إذا أخذت بما قدم لك الإخوة والأخوات من نصائح ـ أن تطوري قدرتك الكتابية، لتصلي إلى مقامٍ كريمٍ بإذن الله تعالى.
وأُضيف هنا أن من كانت لديه هذه البداية المحرقة، ستكون له نهايةٌ مشرقة. وأن أمامك طريقاً حافلاً بالصعوبات والمعاناة، ولكنه الطريق الصحيح الذي يضمن بلوغ الغاية، والوصول إلى الهدف.
لن يفلح الأُدباء الطامحون إلى الشهرة، الراغبون إلى لفت الانتباه إلى ما يكتبون ويقولون، وإن حققوا جزءاً من النجاح فما هم إلا كنار الهشيم تشتعل وتعلو وتتوهج، ثم ما تلبث أن تخبو.
أما أهل الحق الذين جعلوا غايتهم مرضات الله ورسوله، ونصرة الإسلام والقرآن، فهم الذين يواجَهون بالقمع والمنع، ويُمارس ضدهم الاستبداد الفكري، ولكن كلماتهم تبقى من بعدهم خالدة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ويكفي المسلم فخراً أن يترك خلفه علماً يُنتفع به، أو عملاً أدبياً راقياً مما ينفع الناس (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال).
ما أكثر الذين اشتهروا وحققوا من المجد والجاه والمال ما لم يحققه غيرهم، ثم ذهبوا وتركوا ما خُولوا وراء ظهورهم، وصاروا إلى يومٍ يقول كل منهم فيه: (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه).
إن مهمة الأديب المسلم في الحياة أن يصوغ الكلمة الطيبة في أسلوبٍ أو قالبٍ يحتوي على النصيحة والتواصي بالحق وبالصبر، ليقدمه للناس الغارقين في هموم دنياهم، لعلهم يستيقظون من سبات غفلتهم، ويرجعون إلى ربهم.
وسواءٌ أنال الأديب المسلم حظه من الشهرة والجاه في هذه الدنيا، أو ادُّخر له أجره إلى يوم القيامة، فإن مدادَه موزون ـ بإذن الله ـ بدماء الشهداء، لأنه قدم كلماته نصحاً وإرشاداً ودعوةً إلى الخير، وسعى في تعبيد الناس لله الواحد القهار، وذلك جهادٌ أيُّ جهادٍ إذا خلصت فيه النية، وصدق فيه التوجه.
إنَّ فرَحنا ـ معشر المسلمين ـ بأديبٍ بارعٍ، أو شاعرٍ مُجيد، أو خطيبٍ مفلق، لا يقل عن فرحنا بمجاهدٍ بطلٍ، أو قائدٍ عبقري، لأنه كما نحتاج إلى القائد والمجاهد، نحتاج إلى الأديب والخطيب والشاعر..
وإذا عدا بعض أهل الضمائر الميتة على نتاج أديبٍ أو مفكرٍ، فسرقه واستحوذ عليه، فسرعان ما يُكشف ويُفتضح أمام الناس، ونحن في عصرٍ يشهد كشف خبايا وأسرارٍ كثيرة مثل (ويكي ليكس). فلا تفزعي من سرقات السارقين، وسطو العابثين، على نتاج العقول المبدعة.
ويمكنك التواصل مع بعض المنتديات الأدبية الملتزمة مثل (شبكة رواء للأدب) وغيرها.
ولا بد من بناء النفس علمياً وأدبياً بكثرة الدراسة والمطالعة، وقراءة دواوين الشعر والأدب، وكتب النقد، والقصص والروايات، فمن الكتب القديمة: ديوان الحماسة لأبي تمام، والمفضليات، والأصمعيات، وكتب الجاحظ، ومن الكتب الحديثة دواوين شعراء الدعوة الإسلامية مثل: عمر بهاء الدين الأميري ويوسف العظم .. وكتابات: الشيخ علي الطنطاوي، مصطفى صادق الرافعي، د. نجيب الكيلاني، د. عبد الرحمن رأفت الباشا، .. والاستفادة من ديوان الشوقيات..
وكذلك مطالعة ما يجدُّ من مقالات في الأدب والنقد لتكوين ملكةٍ أدبيةٍ راقية.

أرجو لك مستقبلاً طيباً، وعملاً مُتقبلاً خالصاً.
 
الأخت الكريمة (بنت إسكندراني)
من خلال المقال الذي كتبتِ يلمح القارئُ أن لديك أسلوباً مشرقاً، وقُدرةً على تطويع الحروف والكلمات لنسج
الخواطر والمقالات، وإيصال الأفكار بطريقة راقيةٍ تجمع بين العقل والعاطفة، وتؤاخي بين الدليل المقنع والإثارة المشوقة
وإذاً فقد امتلكت قدراً من البيان، يمكنك أن ترقَي به إلى فضاءات أعلى وأرحب، حتى نراك يوماً وقد حلّقت في مدارج
الرواد، ومقامات العمالقة.
لا أقول هذا (لجبر الخاطر، والمجاملة ) بل إنني على يقين ـ إذا أخذت بما قدم لك الإخوة والأخوات من نصائح ـ أن تطوري قدرتك الكتابية، لتصلي إلى مقامٍ كريمٍ بإذن الله تعالى.
وأُضيف هنا أن من كانت لديه هذه البداية المحرقة، ستكون له نهايةٌ مشرقة. وأن أمامك طريقاً حافلاً بالصعوبات والمعاناة، ولكنه الطريق الصحيح الذي يضمن بلوغ الغاية، والوصول إلى الهدف.
لن يفلح الأُدباء الطامحون إلى الشهرة، الراغبون إلى لفت الانتباه إلى ما يكتبون ويقولون، وإن حققوا جزءاً من النجاح فما هم إلا كنار الهشيم تشتعل وتعلو وتتوهج، ثم ما تلبث أن تخبو.
أما أهل الحق الذين جعلوا غايتهم مرضات الله ورسوله، ونصرة الإسلام والقرآن، فهم الذين يواجَهون بالقمع والمنع، ويُمارس ضدهم الاستبداد الفكري، ولكن كلماتهم تبقى من بعدهم خالدة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ويكفي المسلم فخراً أن يترك خلفه علماً يُنتفع به، أو عملاً أدبياً راقياً مما ينفع الناس (فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال).
ما أكثر الذين اشتهروا وحققوا من المجد والجاه والمال ما لم يحققه غيرهم، ثم ذهبوا وتركوا ما خُولوا وراء ظهورهم، وصاروا إلى يومٍ يقول كل منهم فيه: (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه).
إن مهمة الأديب المسلم في الحياة أن يصوغ الكلمة الطيبة في أسلوبٍ أو قالبٍ يحتوي على النصيحة والتواصي بالحق وبالصبر، ليقدمه للناس الغارقين في هموم دنياهم، لعلهم يستيقظون من سبات غفلتهم، ويرجعون إلى ربهم.
وسواءٌ أنال الأديب المسلم حظه من الشهرة والجاه في هذه الدنيا، أو ادُّخر له أجره إلى يوم القيامة، فإن مدادَه موزون ـ بإذن الله ـ بدماء الشهداء، لأنه قدم كلماته نصحاً وإرشاداً ودعوةً إلى الخير، وسعى في تعبيد الناس لله الواحد القهار، وذلك جهادٌ أيُّ جهادٍ إذا خلصت فيه النية، وصدق فيه التوجه.
إنَّ فرَحنا ـ معشر المسلمين ـ بأديبٍ بارعٍ، أو شاعرٍ مُجيد، أو خطيبٍ مفلق، لا يقل عن فرحنا بمجاهدٍ بطلٍ، أو قائدٍ عبقري، لأنه كما نحتاج إلى القائد والمجاهد، نحتاج إلى الأديب والخطيب والشاعر..
وإذا عدا بعض أهل الضمائر الميتة على نتاج أديبٍ أو مفكرٍ، فسرقه واستحوذ عليه، فسرعان ما يُكشف ويُفتضح أمام الناس، ونحن في عصرٍ يشهد كشف خبايا وأسرارٍ كثيرة مثل (ويكي ليكس). فلا تفزعي من سرقات السارقين، وسطو العابثين، على نتاج العقول المبدعة.
ويمكنك التواصل مع بعض المنتديات الأدبية الملتزمة مثل (شبكة رواء للأدب) وغيرها.
ولا بد من بناء النفس علمياً وأدبياً بكثرة الدراسة والمطالعة، وقراءة دواوين الشعر والأدب، وكتب النقد، والقصص والروايات، فمن الكتب القديمة: ديوان الحماسة لأبي تمام، والمفضليات، والأصمعيات، وكتب الجاحظ، ومن الكتب الحديثة دواوين شعراء الدعوة الإسلامية مثل: عمر بهاء الدين الأميري ويوسف العظم .. وكتابات: الشيخ علي الطنطاوي، مصطفى صادق الرافعي، د. نجيب الكيلاني، د. عبد الرحمن رأفت الباشا، .. والاستفادة من ديوان الشوقيات..
وكذلك مطالعة ما يجدُّ من مقالات في الأدب والنقد لتكوين ملكةٍ أدبيةٍ راقية.

أرجو لك مستقبلاً طيباً، وعملاً مُتقبلاً خالصاً.

أخي الكريم أحمد القضاة
عباراتك ـ يا سيدي ـ لها وقعُ التقديرِ في نفسي, وقد أدركتُ حين التهمتُ أسطرها أنني إنما أتلو شهادةَ تقديرٍ؛ أُقَلَّدُ بين أسطرها بوسام شرفٍ سأعتز به لا محالة. تماما كما أعتزُّ بجميعِ تعليقاتِ الأخوةِ والأخواتِ الأفاضلِ المثنيَةِ على نتاجِ قلمي وفكري. فجزاكم الله خيرا.
وأنا أوافقك الرأيَ يا سيدي أن الكاتبَ الذي أتقنَ وأجادَ سبكَ حروفه؛ ثم بثَّها روحَ عقلِه؛ وضمَّنها نورا من الوحيينِ؛ فلا يضرّه ناقلٌ أو سارقٌ أو مدعيٌ... فالأجرُ عائدٌ إليه لا محالة ـ إن كان تحصيلُ الأجرِ هو حقا غايَته ومبتغَاه ـ. فهو إنّما ينثرُ حبوبَ إبداعه في قلبِ ريحٍ عاصفٍ, فتذهبُ الريحُ حاملةً بذورَه حتى تحلّ ركابها؛ وتُفرغ حمولتها في وادٍ قصيٍّ, فتخالطَ البذورَ أرضُه, فتوافقَ أرضا خصبةً معطاءةً؛ تقدِّر نفائسَ ما حملتْ لها الرياحُ, فتَنبُتُ نبتةُ الفائدة ِعلى ربوةٍ في ذلك الوادي حتى تينعَ وتُثمرَ, فتعودُ بالنفعِ على أهلِ الوادي وما جاورَه, بينما صاحِبُها ـ وإن كان لا يُبصرُ ما كانَ من أمرِها إلا أنّه ـ يُبصرُ بركةَ مقالهِ في حياته انشراحاً وتوفيقاً؛ وغبطةً تخالطُ صدرَه؛ فتزيده سعادةً ورضىً.
ولكنّ النّفسَ تطمحُ أحيانا بأن ترى غراسها قد أينعَ, وترى ثمارَه قد نضجتْ وتدلّتْ, وترى الأيادي قد دنتْ تتهافتُ على قطفِه, وترى الأفواهَ قد تذوّقتْ حلاوتَه فاغتبطتْ, وإنما هي حظوة بالنفس نُغَالبُها ونجاهدها؛ فتغلِبُنا حينا ونغلبها أحيانا.
نسأل الله أن ينفع بنا وأن يسخّر أقلامنا في طاعته
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم...
 
الشبكة العنكبوتية مضمار مناسب لتلك الأقلام المبدعة..
فحرية الحرف بين ضفتي فيس بوك وتويتر بعيدا عن مقص رقابة إدارة المنتديات والمواقع والصحف ..
لنطلق العنان لأفكارنا .. وننهض بأمتنا..
خاطرة بديعة
بارك الله في نسجك المحكم للحرف والمعنى بثوب مسدوف يروق للقارئ ..
أستئذنك بنشرها في قائمتي البريدية ..
 
عودة
أعلى