حروف أبي جاد في الميزان

إنضم
22/06/2010
المشاركات
176
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم​

الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد :
فهذا تلخيص في الكلام عن حروف أبي جاد من كتاب الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم (( فقه أشراط الساعة ))
لبيان حكمها لعل الله أن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون, إلا من أتى الله بقلب سليم, وقد كان عملي هو تلخيص من الكتاب مع بعض الزيادات وتنسيقها بطريقة سهلة وميسرة لحصول النفع
حروف أبي جاد
أرباب هذه الطريقة يزعمون أن لهذه الحروف علاقة ورابطة قوية بحياة الإنسان ومستقبله ، وبالكون وما يحدث فيه من الحوادث ، ويزعمون انهم يعرفون حوادث العالم من هذه الحروف
الطريقة
أنهم يكنبون حروف أبى جاد ، ويجعلون لكل حرف منها قدراً من العدد معلوما عندهم ، ويجرون على أسماء الآدميين والأزمنة والأمكنة وغيرها ثم يجرون على هذه الاعداد عملية حسابية من جمع وطرح بطريقة ما ، وينسب العدد الباقي إلى الأبراج الإثنى عشر ، ثم يقضون بالنحوس والسعود، وبأوقات الحوادث والملاحم ، وبمدد الملك وأعمار الناس ، إلى آخر ذلك من أمور الغيب
وهذه هي حروف ابي جاد
أ = 1 ، ب = 2 ، ج = 3 ، د = 4، هـ = 5 ، و = 6 ، ز = 7 ، ح = 8 ، ط = 9 ، ي = 10 ك = 20 ، ل = 30، م = 40 ، ن = 50، س = 60، ع = 70، ف = 80، ص = 90
ق = 100 ، ر = 200 ، ش = 300 ، ت = 400، ث = 500 ، خ = 600 ، ذ = 700 ض = 800 ، ظ = 900 ، غ = 1000
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
(( فلهذا تجد عامة من فساد يدخل في الأكاذيب الكونية ، مثل أهل الاتحاد ، فإن ابن عربي في كتاب عنقاء مغرب وغيره أخبر بمستقبلات كثيرة عامتها كذب ، وكذلك ابن سبعين ، وكذلك الذين استخرجوا مدة بقاء هذه الأمة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود،ومن حركات الكواكب الذي ورثوه من الصابئة ، كما فعل أبو نصر الكندي ، وغيره من الفلاسفة ، وكما فعل بعض من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب الرازي ، ومن تكلم في تأويل وقائع النساك من المائلين إلى التشيع .
وقد رأيت من أتباع هؤلاء طوائف يدعون أن هذه الأمور من الأشرار المخزونة والعلوم المصونة وخاطبت في لك طوائف منهم وكنت أحلف لهم أن ها مفترى ، وانه لا يجري من هذه الأمور شئ وطلبت مباهلة بعضهم ، لأن ذلك كان متعلقا بأصول الدين ))
الفتاوى الكبرى (82،81/4)
الرافضة أصل كل بدعة وشر
ويدخل ضمن هذه الصناعة ما يسميه الرافضة بعلم أسرار الحروف وأهم مؤلف فيه عندهم كتاب الجفر ، المنسوب كذبا وبهتانا إلى جعفر الصادق ، ونسبته إليه كذب عليه باتفاق أهل العلم به
وتارة يكذبون ويذكرون أن هذا العلم مأثور عن آدم عليه السلام كما ذكر في كتاب اليانبيع عن اليزيدي الحائري
ولقد قال شيخ الإسلام
((ونحن نعلم من أحوال أمتنا أنه قد أضيف إلى جعفر الصادق وليس هو بنبي من الأنبياء من جنس هذه الأمور ما يعلم كل عالم بحال جعفر -رضي الله عنه- أن ذلك كذب عليه فإن الكذب عليه من أعظم الكذب حتى ينسب إليه أحكام الحركات السفلية والعلماء يعلمون أنه بريء من ذلك كله))
الفتاوى الكبرى (332/1)
بل قد أورد بعضهم عنه أي جعفر الصادق أنه سئل عن النجوم فقال : (( هو علم قلت منافعه ، وكثرت مضراته ، لأنه لا يدفع المقدور ولا يتقى به المحذور وإن أخبر المنجم بالبلاء ، ولم ينجه التحرز من القضاء ، وإن أخبرهم بخبر لم يستطع تعجيله وإن حدث سوء لم يمكنه صرفه ، والمنجم ينازع اللهفي علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه )) مرآة العقول (462/4)
دلائل وضع الكتاب
والذي وضع الكتاب هو هارون بن سعيد العجلي وهو رأس الزيدية وكان له كتاب يزعم أنه يرويه عن جعفر الصادق
وهذا الكتاب لم تتصل روايته ولاعرف عينه وإنما تظهر منه شواهد من الكلمات التي لا يصحبها دليل
أنظر مقدمة ابن خلدون ص(334)
وليس لهم برهان على إثباته سوى القول المجرد عن الدليل
وأما نسبة هذا العلم إلى آدم غير صحيحة لأن كل ماروي عن آدم عليه السلام من انه كان عالما بحروف أبي جاد وأن الله أنزلها عليه ، نقلت من أخبار إسرائلية لا يوثق بها
وقد أجمع المسلمون على أن ما روي عن بني إسرائيل في الأنبياء المتقدمين لا يجعل عمدة في ديننا ولا بجوز التصديق يصحتها إلا بحجة صحيحة واضحة
مجموع الرسائل والمسائل (383/1)
ويتشبث الشيعة بما رواه الكليني عن أبي جعفر الصادق أنه قال : (( وإن عندنا الجفر ، وما يدريهم ما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ))
الإصول من الكافي (186/1)
وما رواه ايضا أن أبا عبد الله سُئل عن الجفر فقال : (( هو جلد ثور مملوء علماً))
وهذا مخالف لاصل التسمية إذ إن الجفر هو ولد الماعز لا الثور
الصحاح (615/2)
ويرجى الرجوع إلى اصول من الكافي (187/1) , إلزام الناصب (235،233/2)، رسالة شريفة للصنعاني ص(28،20)
الأحاديث المكذوبة
اولها
ما ذكره أبو بكر النقاش في تفسيره وغيره من المفسرين كما ذكره ابن جريرالطبري في آخر تفسيره ورد عليه
وفقد روى أبو بكر النقاش بسنده من طريق محمد بن زياد الجزري أن رسول الله صل1 قال
(( تعلموا حروف أبا جاد وتفسيرها ، ويل لعالم جهل تفسير أبي جاد ....)
وذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى ان ابن جرير الطبري قال بعد إراد الحديث لو كانت الأخبار التي رويت عن النبي صل1 في ذلك صحاح الأسانيد ، لم يعدل عن القول بها إلى غيرها ، ولكنها واهية الأسانيد ، غير جائز الإحتجاج بمثلها وذلك ان محمد بن زياد الجزري غير موثوق بنقله ))
وقال ابن تيمية رحمه الله بعد ذلك : (( الجدبث فيه فرات بن السائب ، وهو ضعيف لا يحتج به وهو فرات بن أبي الفرات ، ومحمد بن زياد الجزري ضعيف أيضا ))
مجموعة الرسائل والمسائل (1/386،384)
ثانيهما
فقد رواه الصدوق القمني الرافضي في التوحيد لابن بابويه القمي ص (237) بسنده عن الأصبغ بن نباته إن النبي صل1 قال (( تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعادجيب كلها ، ويل لعالم جهل تفسيره .....)))
والأصبغ بن نباتة الحنظلي المجاشعي الكوفي قال النسائي متروك الحديث وقال ابن معين ليس بشئ وقال عنه ليس بثقة وقال ابن حمدان متروك وقال أبو بكر ابن عياش كذاب وقال ابن عدي بين الضعف وقال بن سعد كان شيعيا وكان يضعف في روايته
بعض الذين أستخدموا هذه الحروف
اليهود أول من أدخل حساب الجمل في تأويل الحروف المقطعة في اوائل السور كيدا للإسلام واهله
ويروى أن حيي بن أخطب عد جملة السنين التي تدل على هذه الحروف وحسب عمر الأمة المحمدية طبقا لحساب الجمل ولكن الحديث ضعيف
رواه البخاري مختصرا في التاريخ الكبير (208/2/1) والطبري في التفسير (216/1) رقم (246) من طريق ابن إسحاق بأسانيد ضعيفة مضطربة
وقال ابن كثير هذا حديث مداره على محمد بن السائب الكلبي وهم ممن لا يحتج بما أنفرد به بل قد رمي بالكذب

يعقوب بن إسحق الكندي الذي عمل تسييراً لهذه الامة و زعم أنها تنقضي عام ثلاث وتسعين وستمائة وزعم بعض أتباعه أنه استخرج بقاء هذه الامة من حساب الجمل الذي للحروف التي في أوائل السور

فلاسفة اليونان الصابئة الذين يعبدون الأوثان مثل أرسطو في آخر كتاب السياسة فصلا في حساب الجمل وأدعى انها يعرف بها الغالب والمغلوب ونحو ذلك من الغيب
مقدمة ابن خلدون ص(114)

الرافضة كما ذكرت

بعض كتب التفسير للأسف والمفسرين

النصارى في إسكندرية ومصر وبلاد الروم و في سوريا أيام نزول القرآن وكانوا يستخدمون اللغة اليونانية قد أتخذوا الحروف رموزا دينية مثل أيسوس ، ثيو ،ايوث ، ثوتير
ومجموع هذه الكلمات هي يسوع المسيح ابن الله المخلص ويرمزون للجملة السابقة بكلمة اكسيس
ولفظ اكسيس يدل على معنى سمكة فأصبحت السمكة عند هؤلاء رمزا لإلههم (( تعالى الله عما يقولون الظالمون علوا كبيرا ))
ولذلك قال الحبر الانجليزي صموئيل مونتج (( أنه كان يوجد كثير في قبور روما صور اسماك صغيرة مصنوعة من الخشب والعظم وكان كل مسيحي يحمل سمكة إشارة للتعارف بينهم ))

أخطاء بعض المفسرين في إستخدام حروف إبي جاد وحساب الجمل
((قال العز بن عبد السلام عند تفسيره ( آلم ) هي حروف حساب الجمل ثم ذكر حكاية حيي بن أخطب مع النبي صل1
وقال السهيلي : لعل الحروف التي في أوائل السور مع حزف المكرر للإشارة إلى بقاء الامة ))
الإتقان في علوم القرآن (10/2)
((ونقل السيوطي عن أبي الفضل المرسي قوله في الحروف المقطعة (( وإن فيها ذكر مدد وأعوام لتواريخ أمم سالفة وإن فيها بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة ايام الدنيا وما مضي وما بقى مضروب بعضها في بعض ))
الإتقان في علوم القرآن (128/2)
وقال السهيلي (( وهذا القول من أخبار يهود ، وما تأولوه من معاني هذه الحروف محتمل حتى الآن أن يكون من بعض ما دلت عليه الحروف المقطعة ))
فتح الباري (352/11)
الزرقاني في مناهل العرفان (225،224/1)
حيث جنح إلى تفسير الحروف المقطعة إلى الرموز التي تعارفت عليها الطوائف اليهودية من جساب الجمل
((فإذا كان ذلك من طبائع الأمم التي أحاطت بالبلاد العربية وتغلغلت فيها ونزل القرآن لجميع الناس من عرب وعجم كان لا بد أن يكون على منهج يلذه الأمم ويكون فيه ما يألفون))
ثم ذكر حكاية حيي بن أخطب اليهودي الذي عد عمر الامة الإسلامية ولم يبين ضعفها
ومنهم ايضا الشيخ طنطاوي جوهري في كتابه الجواهر في تفسير القرآن (5/2)
الذي زعم إمكانية تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور عن طريقة حساب الجمل وأن القرآن نزل برموز اليهود والنصارى ليكون مفهوما لكل الطوائف
التحذير من إستخدام حروف إبي جاد والإعتماد عليها في معرفة الغيب وتفسير القرآن
حديث ابن عباس وهو ضعيف حيث روي أنه قال (( إن أقواما يحسبون أبا جاد وينظرون في النجوم ولا أرى لمن يفعل لك خلاق
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (26/11) وابن ابي شيبة في المصنف (240/5) والخرائطي في مساوئ الأخلاق ص(309) رقم (774) والبيهقي في السنن الكبرى (139/8) ورواه الطبراني في المعجم الكبير (10980) مرفوعا
قال الهيثمي في مجمع الزوائد فيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/351)
وقد ثبت عن بن عباس الزجر عن عد أبي جاد والإشارة الى أن ذلك من جملة السحر وليس ذلك ببعيد فإنه لا أصل له في الشريعة
وقال معلقا عل كلام السهيلي الفتح ( 11/352)
ولم اذكر ذلك ((اي تطبيق حساب الجمل على الحروف المقطعة)) ليعتمد عليه الا لابين ان الذي جنح اليه السهيلي لا ينبغي الاعتماد عليه لشدة التخالف فيه
وقال ايضا في الفتح (8/211)
والمراد التحذير من الاصغاء إلى الذين يتبعون المتشابه من القرآن وأول ما ظهر ذلك من اليهود كما ذكره بن إسحاق في تأويلهم الحروف المقطعة وأن عددها بالجمل مقدار مدة هذه الأمة
وقال عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في فتح المجيد (2/492)
وكتابه أبي جاد وتعلمها لمن يدعى بها علم الغيب هو الذي يسمى علم الحرف ، وهو الذي جاء في الوعيد ، فأما تعلمها للتهجي وحساب الحمل فلا بأس به .
وقال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله
(( وزعم بعضهم أن الساعة تقوم سنة 1407 هـ بناء على أحرف بغتة في قوله (( لا تأتيكم إلا بغتة )) 1407 ))
تفسير المنار (9/401)
وقال رحمه الله
(( واما عدد أبي جاد فليس بلغوي , ولا شرعي بل هو إ صطلاح يهود )) تفسير المنار (9/397)
يجوز إستعمال حروف أبي جاد في حالات محددة معينة
وقال عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في فتح المجيد (2/492)
((وكتابه أبي جاد وتعلمها لمن يدعى بها علم الغيب هو الذي يسمى علم الحرف ، وهو الذي جاء في الوعيد ، فأما تعلمها للتهجي وحساب الحمل فلا بأس به .))

كما في في التأريخ للمعارك والوفيات والابنبة ونحو ذلك كما شاع عند بعض المسلمين
ومن أمثلة للتأريخ للوفاة

أمثلة
عندما توفي السلطان برقوق وهو من سلاطين المماليك قاموا بصياغة عبارة تحدد وفاته (في المشمش )وقيمته العددية طبقا لحساب الجمل 108 هـ

وفي وفات الشاعر الدلنجاوي
عبارة (( مات الشعر بعده ))تشير إلى وفاة الشاعر الدلنجاوي
فمجموع
م ا ═ 140 ت ا ═1400 ل ═30 ش═300 ع ═70 ر═ 200
ع ═ 70 د═4 هـ═ 5
يساوي 1123
وكثيرا ما يستعمل في التأريخ من نظم المتون وتصنيف الكتب ومثاله ناظم تحفة الاطفال قوله (تاريخها بشرى لمن يتقنها) اي 1198هـ
ومن لطائف قول الشيخ ابراهيم بن عبد الرحمن السرائي ((كان أول خروج
( تمرلنك) في سنة (عذاب ) يشير إلى ظهوره سنة 773 )) كما في شذرات الذهب (4/13)
أنتهي
والله أعلم .
المصدر :فرسان الحق.........فرسان السنة
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهناك رسالة ماجستير بعنوان أسرار الحروف وحساب الجمل عرض ونقد للباحث طارق سعيد القحطاني من قسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى , وهي رسالة قيمة تبين أصل هذا المنهج , ومَن استخدمه مِن الفرق المنسوبة للإسلام , كما توضح المحاذير التي أُخذت على هذه المذاهب في استخدامها حساب الجمَّل .

والرسالة يمكن تحميلها من مكتبة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرقمية على هذا الرابط
http://staff.uqu.edu.sa/lib/dilib/pages.php?DSP=allmsg&page=6
 
عودة
أعلى