بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الحادية والثلاثون
حذف وإثبات ألف القواعد
وردت "القواعد" ثلاث مرات؛ ثبتت الألف في اثنتين، وحذفت في الثالثة؛حذف وإثبات ألف القواعد
فثبتت في قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِـ(ي)ـمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَـاـعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَـاـنَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَـاـهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ(26) النحل.
القواعد في هذين الموضعين هما قواعد بنيان، وعليها يزاد البنيان ويرتفع؛ وعلى ذلك ثبتت الألف فيهما.
فالقواعد في الموضع الأول لبيت الله الحرام، التي زاد عليها إبراهيم عليه السلام ورفعها بما زاد عليها من البناء.
والقواعد في الموضع الثاني هي للبنيان الذي هدم وهو قائم على تلك القواعد.
وحذفت في قوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ الَّـاـتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَـاـتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(60) النور.
والقواعد من النساء هن اللائي قعدن عن الزواج، وتراجعن عن الرغبة فيه؛ لكبر سنهن، وعلى ذلك كان سقوط ألف المد منها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثانية والثلاثون
حذف وإثبات ألف مناسك
وردت "مناسك" مرتين؛ حذفت في المناسك المضافة إلى ضمير المتكلمين؛ الكلمة الثانية والثلاثون
حذف وإثبات ألف مناسك
في قوله تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَـاـسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا(200) البقرة.
طلب من الله تعالى بذكره في هذه الآية بعد قضاء المناسك؛ أي بعد الانتهاء منها، فكان الاهتمام بالذكر بعد قضاء المناسك؛ فعلى ذلك كان سقوط الألف منها.
وحذفت في المناسك التي أضيف إلى ضمير للمتكلم بصيغة الجمع التعظيم؛
في قوله تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَـاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(128) البقرة.
دعاء إبراهيم عليه السلام "أرنا مناسكنا"؛ أي أعلمنا بها لنقوم بأدائها، ونستمر عليها.
وما زالت هذه المناسك قائمة إلى يومنا هذا؛ في شهر الحج كل عام، وعند أداء مناسك العمرة؛ فعلى ذلك كان ثبات الألف فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الثالثة والثلاثون
حذف وإثبات ألف كبائر
وردت "كبائر" ثلاث مرات؛ حذفت الألف في موضعين، وثبت في موضع واحد؛الكلمة الثالثة والثلاثون
حذف وإثبات ألف كبائر
فثبتت في قوله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا(31) النساء.
التكفير عن السيئات مشروط باجتناب الكبائر، وهذا ما يدل على أن هناك من يرتكب الكبائر، وأن الكبائر قائمة وممتدة، فعلى ذلك كان ثبات الألف فيها.
وحذفت في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـاـئِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) الشورى.
وفي قوله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـاـئِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ(32) النجم.
المغفرة والجزاء الحسن من الله تعالى للذين اجتنبوا الكبائر، فهي ساقطة من صحف أعمالهم، ولم يكن لها امتداد عندهم؛ فسقطت على ذلك ألف المد منها.
وسقطت الألف من "أكابر" جمع أكبر؛
في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَـاـبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(123) الأنعام.
أكابر مجرمي كل قرية هم الذين يصدون عن سبيل الله، ويمكرون بالأنبياء والرسل والدعاة والمصلحين، لإفساد الناس وحبسهم عن الحق والهدى، وعلى ذلك كان سقوط الألف منها.
وأثبتت الألف في "كبراء"؛
في قوله تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا(67) الأحزاب.
يقصدون بالذين لهم امتداد وزيادة علينا، فأطعناهم قدمناهم على أنفسنا، وجعلناهم مرجعًا لنا؛ وعلى ذلك ثبتت ألف المد فيها.
كما ثبتت ألف سادتنا لأن لهم نفس الامتداد عليهم المكانة من الطاعة فيهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الرابعة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأعداد
الأعداد موضوعة للدلالة على المجموعة بكاملها، كقولنا؛ ثلاثة، خمسة، ثمانية. الكلمة الرابعة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأعداد
أو للدلالة على منزلة أحد أفردها بين المجموعة، الثالث، الخامس، الثامن.
وفي الأعداد الدالة على مجموعة؛ لا يحتفظ أي واحد من المجموعة بمنزلة خاصة،
فلو قلنا أن في البيت ثلاثة رجال؛
هم؛ أحمد ومحمد ومحمود،
أو نقول فيه؛ محمد ومحمود وأحمد،
أو نقول فيه؛ محمود، وأحمد، ومحمد،
فالعدد "ثلاثة" دل عليهم جميعًا، بأي واحد بدأت بذكره أو انتهيت إليه، فلا يدل ذلك على منزلة في المجموعة؛ وعلى ذلك فالألف تسقط منه.
وأما إذا قلت: أحمد هو الأول، ومحمد هو الثاني، ومحمود هو الثالث، فعند ذلك يحتفظ كل منهم بمنزلته، وعليه تثبت الألف فيه.
فكل من؛ "ثلاثة"، و"ثلاثون"، و"ثلاثين"، و"ثماني"، و"ثمانية"، و"ثمانين"، "آلاف" حذفت فيها الألف؛ لأنها دلت على جموع تساوت أفرادها.
وكل من؛ "ثاني"، "ثالث"، و"بثالث"، و"الثالثة"، و"رابعهم"، و"سادسهم" و"وثامنهم"، ثبتت فيها الألف؛ لأن كل واحد منها له المنزلة التي جاءت بعد منازل الذين من قبله.
والنظر إليها في الآيات الواردة فيها دال على ما أشرنا إليه وبيناه؛
في قوله تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَـاـحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة.
وفي قوله تعالى: (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) يس.
وفي قوله تعالى: (وَمَنَواةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) النجم.
وفي قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـاـثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) المائدة.
وفي قوله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَـاـثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ (7) المجادلة.
وفي قوله تعالى: (سَيَقُولُونَ ثَلَـاـثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ (22) الكهف.
وفي قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَـاـثَ وَرُبَـاـعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـاـنُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا (3) النساء.
وفي قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَـاـئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَـاـثَ وَرُبَـاـعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر.
وفي قوله تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَـاـثَةِ ءَالَـاـفٍ مِنَ الْمَلَـاـئِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَاَلَـاـفٍ مِنَ الْمَلَـاـئِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـاـثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ (196) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَـاـتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَـاـثَةَ قُرُوءٍ (228) البقرة.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَاَيَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَـاـثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا (41) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلَـاـثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَـاـنَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ (171) النساء.
وفي قوله تعالى: (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـاـثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّـاـرَةُ أَيْمَـاـنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (89) المائدة.
وفي قوله تعالى: (وَعَلَى الثَّلَـاـثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) التوبة.
وفي قوله تعالى: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَـاـثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) هود.
وفي قوله تعالى: (وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَـاـثَةً (7) الواقعة.
وفي قوله تعالى: (وَالَّـاـئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـاـثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّـاـئِي لَمْ يَحِضْنَ (4) الطلاق.
وفي قوله تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَـاـثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَـاـهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَـاـتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (142) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصَـاـلُهُ ثَلَـاـثُونَ شَهْرًا (15) الأحقاف.
وفي قوله تعالى: (ثَمَـاـنِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ (143) الأنعام.
وفي قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَـاـتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَـاـنِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَـاـدَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَـاـسِقُونَ (4) النور.
وفي قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَـاـتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَـاـنِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ (27) القصص.
وفي قوله تعالى: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأنْعَـاـمِ ثَمَـاـنِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَـاـتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَـاـتٍ ثَلَـاـثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر.
وفي قوله تعالى: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَـاـنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة.
وفي قوله تعالى: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَـاـنِيَةٌ(17) الحاقة.
وحذفت الألف في "الخامسة" في سورة النور، مع أن حقها أن تثبت على القاعدة،
في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَـاـدَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَـاـدَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّـاـدِقِينَ (6) وَالْخَـاـمِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَـاـذِبِينَ (7) النور.
وفي قوله تعالى: (وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَـاـدَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَـاـذِبِينَ (8) وَالْخَـاـمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّـاـدِقِينَ (9) النور.
وسبب حذفها؛ أن اللعنة لا تقع عليه من شهادته بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها.
وأن غضب الله عليها لا يقع من شهادتها بالخامسة، بل بها، وبالشهادات الأربعة التي قبلها، وعلى ذلك كان حذف الألف منها.
وأثبتت ألف "المثاني"؛ لأن كل اثنين شكلا ثنائيًا خاصًا بهما، تميزا به عن البقية؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ ءَاَتَيْنَـاـكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَاَنَ الْعَظِيمَ (87) الحجر.
وثبتت ألف الفعل "ثانيَ" لأن المعطوف غير المعطوف عليه، ومتفرد عنه؛
في قوله تعالى: (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَـاـمَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) الحج.
بسم الله الرحمن الرحيم
الكلمة الخامسة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأيام
وردت "الأيام" سبعًا وعشرين مرة؛ رفعت في موضع واحد، ونصبت في خمسة مواضع، وخفضت في واحد وعشرين موضعًا، وقد ثبتت ألف الأيام في الجميع إلا في واحدة؛الكلمة الخامسة والثلاثون
حذف وإثبات ألف الأيام
في قوله تعالى: (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّـاـمِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5) إبراهيم.
المقصود بالأيام في هذا الموضع؛ وقائع الله عز وجل بالكفار من الأمم السابقة، فهذه الأيام قد قطعت حياة الكفار وأهلكتهم، ولنا الخيار في التحدث عنها بغير ترتيب؛ فنتحدث عن هلاك قوم نوح عليه السلام، ثم عن فرعون، ثم نعود إلى عاد وثمود، أو ثمود وعاد، غير ملتزمين بترتيبهم حسب التسلسل الزمني لمجيئهم، وعلى ذلك سقطت ألفها.
أما إثبات ألف الأيام؛ فراجع إلى أن للأيام منازل محفوظة؛ فالأيام التي نؤرخ بها هي أيام تتوالي باستمرار، مع حفظ كل يوم لمنزلته بين الأيام، فلا يتقدم فيها الأحد على السبت، ولا الجمعة على الخميس، فلا يجوز التقديم والتأخير في الأيام مطلقًا، فلأجل ذلك صلحت لحساب الزمن، وعلى ذلك جري تثبيت ألفها.
كما في قوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ(80) البقرة.
وفي قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184) البقرة.
وفي قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(24) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَـاـرَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـاـهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ(18) سبأ.