ابومعاذالمصرى
New member
- إنضم
- 04/09/2008
- المشاركات
- 64
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
السلام عليكم
يقول الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات )
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
اهل السنة والجماعة على ان المسلم مهما كان عاملا للمعاصى مرتكبا للسيئات وكانت له اعمال صالحة فهى فى صحيفة حسناته بل تكفر السيئات فالمعاصى لاتحبط الحسنة بل الحسنة هى التى تحبط السيئة وتكفرها وهذا بصريح القرآن كما سبق وفى السنة صح الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ) فالله تعالى يقبل العمل الصالح ممن غلب على حالهم المعاصى والذنوب
ولايحتج احد بقوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين
لان المعنى هنا المتقين للشرك فتقدير الآية انما يتقبل الله من المتقين للشرك فهو محبط للعمل 000
فإجماع اهل العلم ان الشرك بنوعيه اكبر واصغر محبط للعمل وكذا كل عمل صالح افتقد الاخلاص مردود غير مقبول كالعجب والمنّ
فخلاصة ماسبق مفهومه ان الله لايضيع اجر من احسن عملا وان كان مفرطا فى جوانب اخرى
ولكن يعكر على هذا كله ويشكل عليه الحديث الذى رواه ابن ماجة بسنده عن ثوبان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لأ علمن اقواما من امتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يارسول الله صفهم لنا لئلا نكون منهم ونحن لانعلم قال اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ماتأخذون ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )
ظاهر الحديث ان معاصيهم فى الخفاء احبطت اعمالهم الصالحة بما فيها قيام الليل
وهذه الظاهرية تناقض ماسبق قوله من صريح القرآن والسنة باحباط الحسنة للسيئة وليس العكس وان العمل لايحبط الا اذا كان افتقد الاخلاص
فإن طبقنا صريح الوحيين قرآن وسنة لنفهم بهما هذا الحديث نخرج بما يلى
1 هؤلاء ليسوا من المنافقين كما قال بعض الشراح فالنبى قال عنهم اخوانكم ____ من جلدتكم ____ ولايوصف المنافق بهذا
ايضا هؤلاء يأخذون من الليل وليس هذا من صفات المنافقين الذين كانوا لايأتون الصلاة الا وهم كسالى وكان اثقل الصلاة عليهم العشاء والفجر فمن تثقل عليه العشاء لايتصور انه يقيم الليل فمن قال انهم المنافقون جانبه الصواب
2 قال بعض الشراح انهم الذين كانوا يظهرون للناس انهم من اهل الصلاح فإن خلوا وبعدوا عن الانظار عصوا الله تعالى وهذا الشرح مردود عليه بما يلى
لم يقل النبى ان اعمالهم ومنه قيام الليل ضاع عليهم بالرياء والظهور بمظهر الصالحين
فالحديث يبين ان ضياع الحسنات وجعلها هباء منثورا كان بسبب انهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ثم ان الاعمال التى ضاع ثوابها لم تكن امام الناس بل قيام الليل وهو فيه مافيه من حسن مراقبة الله تعالى وتحرى الاوقات التى يختفون فيها عن انظار الناظرين
3 معلوم ان الاسلام استهجن وندد بمن يجاهر بالمعصية ففى الحديث الصحيح
(كل أمتى معافى الا المجاهرين ومن الاجهار ان يعمل المرء بالليل عملا ثم ينام وقد ستر الله عليه ثم يصبح ويقول يافلان انى عملت البارحة كذا وكذا يبيت يستره ربه ثم يصبح فيكشف ستر الله عليه )
فالحديث يندد وينكر على المجاهر جهره بالمعاصى ويتوعده بالبعد عن عفو الله وعافيته فالجهر فيه الاستخفاف بالشرع والدعوة للجرأة على محارم الله وبالتالى اتساع رقعة الفساد ونحوه
اما من جاء فى حديث ثوبان فلم ير الناس منهم الاخيرا بل كانت لهم اعمال صالحة فى السر ولكن لانهم غير معصومين كانت لهم زلات ورغم هذا اختفوا عن الانظار كما قال بعضهم (إذا بليتم فاستتروا ) وهؤلاء ابتلوا بمعاصى وزلات ولكنهم آثروا الستر
ايها الكرام
من يحل هذا الاشكال ؟
واقصد لما ضاعت عليهم اعمالهم الصالحة بمعاصى فعلوها فى السر ومن منا لايقع فى هذا خاصة نحن الذين يظن الناس بنا من خلال المظهر وبعض المعارف اننا صحابة العصر وحالنا لايخفى على الله
اتمنى ان اجد من يشفى غليلى بفهم حسن لهذا الحديث
بارك الله فيكم
يقول الله تعالى (إن الحسنات يذهبن السيئات )
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
اهل السنة والجماعة على ان المسلم مهما كان عاملا للمعاصى مرتكبا للسيئات وكانت له اعمال صالحة فهى فى صحيفة حسناته بل تكفر السيئات فالمعاصى لاتحبط الحسنة بل الحسنة هى التى تحبط السيئة وتكفرها وهذا بصريح القرآن كما سبق وفى السنة صح الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها ) فالله تعالى يقبل العمل الصالح ممن غلب على حالهم المعاصى والذنوب
ولايحتج احد بقوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين
لان المعنى هنا المتقين للشرك فتقدير الآية انما يتقبل الله من المتقين للشرك فهو محبط للعمل 000
فإجماع اهل العلم ان الشرك بنوعيه اكبر واصغر محبط للعمل وكذا كل عمل صالح افتقد الاخلاص مردود غير مقبول كالعجب والمنّ
فخلاصة ماسبق مفهومه ان الله لايضيع اجر من احسن عملا وان كان مفرطا فى جوانب اخرى
ولكن يعكر على هذا كله ويشكل عليه الحديث الذى رواه ابن ماجة بسنده عن ثوبان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لأ علمن اقواما من امتى يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان يارسول الله صفهم لنا لئلا نكون منهم ونحن لانعلم قال اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل ماتأخذون ولكنهم اقوام اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )
ظاهر الحديث ان معاصيهم فى الخفاء احبطت اعمالهم الصالحة بما فيها قيام الليل
وهذه الظاهرية تناقض ماسبق قوله من صريح القرآن والسنة باحباط الحسنة للسيئة وليس العكس وان العمل لايحبط الا اذا كان افتقد الاخلاص
فإن طبقنا صريح الوحيين قرآن وسنة لنفهم بهما هذا الحديث نخرج بما يلى
1 هؤلاء ليسوا من المنافقين كما قال بعض الشراح فالنبى قال عنهم اخوانكم ____ من جلدتكم ____ ولايوصف المنافق بهذا
ايضا هؤلاء يأخذون من الليل وليس هذا من صفات المنافقين الذين كانوا لايأتون الصلاة الا وهم كسالى وكان اثقل الصلاة عليهم العشاء والفجر فمن تثقل عليه العشاء لايتصور انه يقيم الليل فمن قال انهم المنافقون جانبه الصواب
2 قال بعض الشراح انهم الذين كانوا يظهرون للناس انهم من اهل الصلاح فإن خلوا وبعدوا عن الانظار عصوا الله تعالى وهذا الشرح مردود عليه بما يلى
لم يقل النبى ان اعمالهم ومنه قيام الليل ضاع عليهم بالرياء والظهور بمظهر الصالحين
فالحديث يبين ان ضياع الحسنات وجعلها هباء منثورا كان بسبب انهم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ثم ان الاعمال التى ضاع ثوابها لم تكن امام الناس بل قيام الليل وهو فيه مافيه من حسن مراقبة الله تعالى وتحرى الاوقات التى يختفون فيها عن انظار الناظرين
3 معلوم ان الاسلام استهجن وندد بمن يجاهر بالمعصية ففى الحديث الصحيح
(كل أمتى معافى الا المجاهرين ومن الاجهار ان يعمل المرء بالليل عملا ثم ينام وقد ستر الله عليه ثم يصبح ويقول يافلان انى عملت البارحة كذا وكذا يبيت يستره ربه ثم يصبح فيكشف ستر الله عليه )
فالحديث يندد وينكر على المجاهر جهره بالمعاصى ويتوعده بالبعد عن عفو الله وعافيته فالجهر فيه الاستخفاف بالشرع والدعوة للجرأة على محارم الله وبالتالى اتساع رقعة الفساد ونحوه
اما من جاء فى حديث ثوبان فلم ير الناس منهم الاخيرا بل كانت لهم اعمال صالحة فى السر ولكن لانهم غير معصومين كانت لهم زلات ورغم هذا اختفوا عن الانظار كما قال بعضهم (إذا بليتم فاستتروا ) وهؤلاء ابتلوا بمعاصى وزلات ولكنهم آثروا الستر
ايها الكرام
من يحل هذا الاشكال ؟
واقصد لما ضاعت عليهم اعمالهم الصالحة بمعاصى فعلوها فى السر ومن منا لايقع فى هذا خاصة نحن الذين يظن الناس بنا من خلال المظهر وبعض المعارف اننا صحابة العصر وحالنا لايخفى على الله
اتمنى ان اجد من يشفى غليلى بفهم حسن لهذا الحديث
بارك الله فيكم