عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن البحث عن النجاة من أي خطر أمر فطري، وكلما كان الذي يدلك على المخارج الآمنة أصدق حديثاً، وأكثر صدقاً، زادت طمأنينتك به، فكيف إذا كان المخبر عن هذه المخارج هو الله تعالى، ومن أصدق من الله حديثاً ! وكذلك ما أخبرنا به الصادق المصدوق فيما صح عنه.
وإن حقاً على العاقل أن يبحث عما ينجيه، فإن السلامة ذلك اليوم تعني السلامة الأبدية، والعكس صحيح.
وسأركز في هذه المقالة على ما ورد ذكره من أسباب النجاة في القرآن الكريم ـ ولا أزعم الاستيعاب لكنها محاولة ـ ومن أول هذه الأسباب:
1- الإيمان بالله والتقوى: لنتأمل هذه الآيات الكريمة:
قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62 - 64]
وقال تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف: 68، 69]
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]
وقال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر: 60، 61].
إذا تأملتَ في هذه الآيات الكريمة وجدتّ التنصيص على الإيمان والتقوى إما على سبيل الاجتماع أو التفرد، وأنهما أعظم الضمانات التي ينجو بها العبد من مضائق هذه الدنيا، ومن أهوال ذلك اليوم العظيم.
كنتُ أتمنى أن المقام يتسع لبيان بعض اللمسات البيانية على هذه الآيات التي توضح هذه المعاني العظيمة، لكن حسبي أن تكون هذه الأسطر منبهةً على تدبرها، وما الجامع بينهما، وما حقيقة البشائر التي تتضمنها هذه الآيات؟.
لقد أدرك سلف هذه الأمة هذا المعنى جيداً، فكانوا يتواصون به، ويتذاكرون به، ولعل وصية عمر بن عبد العزيز : إلى بعض عماله نموذجٌ واضح لتقرير هذه الحقيقة، حينما كتب لبعض عماله ـ وهم أمراؤه على المدن ـ: "أما بعد: فاني أوصيك بتقوى الله ولزوم طاعته والتمسك بأمره والمعاهدة على ما حملك الله من دينه واستحفظك من كتابه فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه وبها رافقوا أنبياءه وبها نضرت وجوههم ونظروا إلى خالقهم وهي عصمة في الدنيا ومن الفتن ومن كرب يوم القيامة"([1]).
2- صحبة الصالحين:
قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:67-68]
"فكل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله، عز وجل، فإنه دائم بدوامه. وهذا كما قال إبراهيم، عليه السلام، لقومه: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [العنكبوت: 25] "([2]).
في ذلك اليوم العصيب الشديد تتقطع كل الأواصر والقرابات، وينسى كل خليل خليله، إلا خليلاً أحب خليله على تقوى من الله تعالى، فذلك الناجي من هول المطلع، وشدة الكرب، فمن كان له خليلٌ فلينظر ما الذي جمع بينه وبينه، فإن كان التقوى فليشدد عليه اليدا، وإن كان غير ذلك من حطام الدنيا فيا حسرته في يوم الردى، ويا غبنه في يوم فرار الصديق من صديقه والخليل من خليله.
3- الوفاء بالنذر، والخوف من يوم القيامة، وإطعام الطعام، والإخلاص :
قال تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 7 - 12] فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على أربعة أسباب عظيمة يكون بها النجاة يوم القيامة:
· الوفاء بالنذر.
· الخوف من ذلك اليوم العصيب: وهذا الخوف ليس خوفاً مجرداً عن العمل، بل ما قبله من الآية وما بعده يبين أنه خوف عملي، قد نقلهم من حيز السكون إلى حيز العمل، فوفوا بنذرهم، وأطعموا كل محتاج وفقير ومسكين ويتيم وأسير، ثم هذه الأعمال لم تكن رياء ولا سمعة إنما كما قالوا : إنما نطعمكم لوجه الله ، وما زال الخوف من ذلك اليوم العصيب يتابعهم فهاهم يقولون: إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا .
· إطعام الطعام، مع حبه والحاجة إليه، للمسكين واليتيم والأسير.
· الإخلاص في كل عمل يعملونه .
4- سلامة القلب:
يقول سبحانه وتعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89] فبعد أن ذكر الله تعالى أن المال والبنون لا تنفع المنحرف في ذلك اليوم العصيب، بين الله تعالى ما هو الذي ينفع في ذلك اليوم، وهو سلامة القلب من الأدواء التي تهلك أصحابها من شرك وكفر وغير ذلك، وإنما خص القلوب بالذكر؛ لأن القلب إذا صلح صلح سائر الجسد وإذا فسد القلب فسد سائر الجسد، فسلامة القلب من أعظم أسباب النجاة في ذلك اليوم العصيب .
والعبد الموفق ـ جعلنا الله كذلك ـ هو الذي يصرف جهده لإصلاح قلبه، وتطهيره من كل شائبة تحول بينه وبين النجاة في ذلك اليوم العظيم، الذي تنسف فيه الجبال نسفا، وتزلزل الأرض فيه زلزالا رهيبا، ومن هوله تشيب مفارق الولدان، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، يوم شديد على كل مخلوق في الأرض والسموات، لكن رغم هوله هناك أناس قد سلموا من تلك المزعجات والمفزعات، إنهم أصحاب القلوب السليمة .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الناجين في ذلك اليوم، وأن يرحمنا برحمته، والحمد لله رب العالمين.
([1]) الإبانة الكبرى لابن بطة (7/48).
([2]) تفسير ابن كثير (7/237).
http://vb.tafsir.net/tafsir31443/
فإن البحث عن النجاة من أي خطر أمر فطري، وكلما كان الذي يدلك على المخارج الآمنة أصدق حديثاً، وأكثر صدقاً، زادت طمأنينتك به، فكيف إذا كان المخبر عن هذه المخارج هو الله تعالى، ومن أصدق من الله حديثاً ! وكذلك ما أخبرنا به الصادق المصدوق فيما صح عنه.
وإن حقاً على العاقل أن يبحث عما ينجيه، فإن السلامة ذلك اليوم تعني السلامة الأبدية، والعكس صحيح.
وسأركز في هذه المقالة على ما ورد ذكره من أسباب النجاة في القرآن الكريم ـ ولا أزعم الاستيعاب لكنها محاولة ـ ومن أول هذه الأسباب:
1- الإيمان بالله والتقوى: لنتأمل هذه الآيات الكريمة:
قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62 - 64]
وقال تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف: 68، 69]
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72]
وقال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر: 60، 61].
إذا تأملتَ في هذه الآيات الكريمة وجدتّ التنصيص على الإيمان والتقوى إما على سبيل الاجتماع أو التفرد، وأنهما أعظم الضمانات التي ينجو بها العبد من مضائق هذه الدنيا، ومن أهوال ذلك اليوم العظيم.
كنتُ أتمنى أن المقام يتسع لبيان بعض اللمسات البيانية على هذه الآيات التي توضح هذه المعاني العظيمة، لكن حسبي أن تكون هذه الأسطر منبهةً على تدبرها، وما الجامع بينهما، وما حقيقة البشائر التي تتضمنها هذه الآيات؟.
لقد أدرك سلف هذه الأمة هذا المعنى جيداً، فكانوا يتواصون به، ويتذاكرون به، ولعل وصية عمر بن عبد العزيز : إلى بعض عماله نموذجٌ واضح لتقرير هذه الحقيقة، حينما كتب لبعض عماله ـ وهم أمراؤه على المدن ـ: "أما بعد: فاني أوصيك بتقوى الله ولزوم طاعته والتمسك بأمره والمعاهدة على ما حملك الله من دينه واستحفظك من كتابه فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه وبها رافقوا أنبياءه وبها نضرت وجوههم ونظروا إلى خالقهم وهي عصمة في الدنيا ومن الفتن ومن كرب يوم القيامة"([1]).
2- صحبة الصالحين:
قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الزخرف:67-68]
"فكل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله، عز وجل، فإنه دائم بدوامه. وهذا كما قال إبراهيم، عليه السلام، لقومه: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [العنكبوت: 25] "([2]).
في ذلك اليوم العصيب الشديد تتقطع كل الأواصر والقرابات، وينسى كل خليل خليله، إلا خليلاً أحب خليله على تقوى من الله تعالى، فذلك الناجي من هول المطلع، وشدة الكرب، فمن كان له خليلٌ فلينظر ما الذي جمع بينه وبينه، فإن كان التقوى فليشدد عليه اليدا، وإن كان غير ذلك من حطام الدنيا فيا حسرته في يوم الردى، ويا غبنه في يوم فرار الصديق من صديقه والخليل من خليله.
3- الوفاء بالنذر، والخوف من يوم القيامة، وإطعام الطعام، والإخلاص :
قال تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 7 - 12] فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على أربعة أسباب عظيمة يكون بها النجاة يوم القيامة:
· الوفاء بالنذر.
· الخوف من ذلك اليوم العصيب: وهذا الخوف ليس خوفاً مجرداً عن العمل، بل ما قبله من الآية وما بعده يبين أنه خوف عملي، قد نقلهم من حيز السكون إلى حيز العمل، فوفوا بنذرهم، وأطعموا كل محتاج وفقير ومسكين ويتيم وأسير، ثم هذه الأعمال لم تكن رياء ولا سمعة إنما كما قالوا : إنما نطعمكم لوجه الله ، وما زال الخوف من ذلك اليوم العصيب يتابعهم فهاهم يقولون: إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا .
· إطعام الطعام، مع حبه والحاجة إليه، للمسكين واليتيم والأسير.
· الإخلاص في كل عمل يعملونه .
4- سلامة القلب:
يقول سبحانه وتعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89] فبعد أن ذكر الله تعالى أن المال والبنون لا تنفع المنحرف في ذلك اليوم العصيب، بين الله تعالى ما هو الذي ينفع في ذلك اليوم، وهو سلامة القلب من الأدواء التي تهلك أصحابها من شرك وكفر وغير ذلك، وإنما خص القلوب بالذكر؛ لأن القلب إذا صلح صلح سائر الجسد وإذا فسد القلب فسد سائر الجسد، فسلامة القلب من أعظم أسباب النجاة في ذلك اليوم العصيب .
والعبد الموفق ـ جعلنا الله كذلك ـ هو الذي يصرف جهده لإصلاح قلبه، وتطهيره من كل شائبة تحول بينه وبين النجاة في ذلك اليوم العظيم، الذي تنسف فيه الجبال نسفا، وتزلزل الأرض فيه زلزالا رهيبا، ومن هوله تشيب مفارق الولدان، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، يوم شديد على كل مخلوق في الأرض والسموات، لكن رغم هوله هناك أناس قد سلموا من تلك المزعجات والمفزعات، إنهم أصحاب القلوب السليمة .
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الناجين في ذلك اليوم، وأن يرحمنا برحمته، والحمد لله رب العالمين.
الجمعة 21/5/1433هـ
([1]) الإبانة الكبرى لابن بطة (7/48).
([2]) تفسير ابن كثير (7/237).
http://vb.tafsir.net/tafsir31443/