حديث أمُّ سفيان وابنُ أمِّ سفيان..والمعادلة التثويرية !!

إنضم
08/02/2011
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
حديث أمِّ سفيان وابنُ أمِّ سفيان..والمعادلة التثويرية !!

يا الله! ما أنفع هذه المعادلة! وما أيسرها وأشد وضوحها !

ويالله كم يعاني طالب العلم بسبب إهمالها من الشقاء والعناء وقلة البركة في الأخذ والعطاء !!

منذ أشهر قليلة ألحت ومازالت تلح علي فكرة تقول: إن أعظم شقاء أهل هذا العصر إنما هو في غياب البدهيات!

وإن أخطر غياب للبدهيات هو ما يهد الأصول والمسلمات ويتسبب في ضياع الجهود والأوقات، ويعود على صاحبه بالحرمان ونسيان الأهداف الواضحة الجلية..

ومن أعظم البدهيات الغائبة في طلب العلم هي تلك البدهية التي لم تغب عن أم سفيان رحمها الله وهي توصي ابنها سفيان.. فإليك طرف المعادلة الأول:

3465alsh3er.jpg

إنها البدهية الأولى! فهل يراد العلم إلا للانتفاع به؟!..وأي فائدة من علم لم تبد عليك أبهته ولم تر له أثرا في روحك أو فكرك أو نطقك أو سلوكك؟!..

أما طرف المعادلة الثاني فهو الذي يصدقها أو يكذبها.. وما ظنك بابن أم سفيان رحمهما الله؟!

3466alsh3er.jpg

كفى بها موعظة والله للمقصرين من أمثالي؟!

وقبل أن أغادر هذه الخاطرة العجلى أسأل نفسي وبعض إخواني هذه الأسئلة:

كم قرأنا وتصفحنا في أسبوعنا الفائت؟ إني أعد نفسي موفقا إذا تذكرت فقط بعض العناوين!!

فما أعظم الغبن إذا كان السؤال: ماذا نفعك ماقرأته وتصفحته في أسبوعك الفائت؟! وأين محله وأثره في علمك وعملك؟!

إنها وقفة للانتفاع بما نقرأ وبما نزعم أنا نطلبه..

هي دعوة لوقفة محاسبة بعد كل قراءة..بعد كل مسألة..لننظر أين مجال تطبيقها..وكيف نطبقها..

وأضرب مثالاً واحدا في علم من أصعب العلوم عند كثير من طلبة العلم..ألا وهو علم النحو..هل لوطبقنا هذه المعادلة التثويرية عليه هل سيبقى هذا العلم في محله من الصعوبة الأولى؟!

إن أقل ما سنجنيه من هذه المعادلة المباركة هو تأثيرها المباشر في عملية الفهم فلن يكون المعيار بعد اليوم هو الكم، لن تجعلك هذه المعادلة تأخذ المعلومات مشلولة مبتورة، بل ستفرض عليك معرفة حالها ومكانها المناسب وارتباطها بالسياق وما الذي ينبني عليها، وسيمتعك ذلك لامحالة وسترى أثره العاجل!

إن هذه المعادلة ستجعلك تميز وتعرف قيمة الكتاب الذي تقرأه..وهل قدم ما ينبغي بالقدر الذي ينبغي..أم انه من قشور العصر؟!

سأكتفي بهاتين الفائدتين..وأقول:

إن تعويد النفس على هذه البدهية والصدق مع الله في الانتفاع بما علمنا كفيل بجعل هذه العادة عادة راسخة تحل كثير من الإشكالات والتخبطات ويحصل بها كثير من النفع والبركات..

كتبت هذه الخاطرة عفو الخاطر ولم اجتهد في تحبيرها وتعضيدها بالنقول والتجارب..أسأل الله ان يجعلني ممن ينتفع بها وأن يجعلني أول العاملين بها وأن ينفع بها كل قارئ لها..وأن يجزي عنا سلفنا الصالح خير الجزاء وأوفاه..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


المصدر :حديث أم سفيان وابن أم سفيان..والمعادلة التثويرية!! - ملتقى أهل الحديث
 
عودة
أعلى