عبدالكريم عزيز
New member
يقول الشيخ الدكتور خالد السبت :
روى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلى -رضي الله تعالى عنه- قال: "كنت أصلي فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أجبه حتى صليت، قال: فأتيته فقال: ((ما منعك أن تأتيني؟)) قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ((ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال])) .
هناك فائدة خارجة عن موطن الاستشهاد من هذا الحديث وهي أن هذا الحديث يستدل به في أصول التفسير، وقواعده على أن الآية قد ترد لمعنى، ولكن تحتمل في ظاهرها وعمومها معانِيَ أخر، وإن لم يكن ذلك المعنى الذي وردت فيه من قبيل سبب النزول، لكنه معنى متبادر، فتحمل على هذه المعاني جميعاً إن لم يوجد معارض، فالذي يدل على هذا من السنة هذا الحديث، فالأصل المتبادر من قوله تعالى: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال] أن يستدل بها على أنها تدعو إلى طاعة الله -عز وجل- وعبادته وطاعة رسوله –عليه الصلاة والسلام- وهنا استدل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنه إذا ناداك باسمك فإن عمومها يشمل هذا.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [(54) سورة الكهف]، وذلك أنه لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- لعلي وفاطمة، ووجدهما نائمين، فقال: ((ألا تصليان؟)) فقال علي -رضي الله عنه-: إن أرواحنا بيد الله متى شاء أن يبعثها بعثها، فخرج –عليه الصلاة والسلام- ورجع وهو يلطخ فخذه ويقول: ((وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)) مع أن الآية إنما نزلت لبيان حال جدل الكافر بالبعث.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} [(108) سورة التوبة]، {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}، فقد وقع الخلاف بين الرجل الخدري والآخر الذي من بني عمرو بن عوف، فقال العوفي: إنه مسجد قباء، وقال الخدري: إنه مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه مسجدي هذا.
كذلك في قوله صلى الله عليه سلم: ((يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً))، ثم قال: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [(104) سورة الأنبياء])).
فالآية سيقت في الاستدلال بالنشأة الأولى على البعث، فالذي خلق الخلق قادرٌ على أن يعيدهم ثانياً، فساقها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام ليبين أنهم يبعثون كما ولدتهم أمهاتهم، فتعود إليهم أجزاؤهم التي فقدوها فقال: ((غرلاً))، وبين أيضاً أنه لا يكون معهم شيء من اللباس والنعل، وما أشبه ذلك. انتهى
ويقول ابن كثير في تفسيره :
*وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد (( يضل به كثيرا )) يعني الخوارج . وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال : سألت أبي فقلت : قوله تعالى : (( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه )) إلى آخر الآية ، فقال : هم الحرورية . وهذا الإسناد وإن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى لأن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على علي بالنهروان . فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما داخلون بوصفهم فيها مع من دخل لأنهم سموا خوارج لخروجهم على طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام *
إذا كان الأمر كذلك فما هي حدود التفسير على المعنى وعلاقته بالاستنباط في التفسير بالمأثور
روى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي سعيد بن المعلى -رضي الله تعالى عنه- قال: "كنت أصلي فدعاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم أجبه حتى صليت، قال: فأتيته فقال: ((ما منعك أن تأتيني؟)) قال: قلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، قال: ((ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال])) .
هناك فائدة خارجة عن موطن الاستشهاد من هذا الحديث وهي أن هذا الحديث يستدل به في أصول التفسير، وقواعده على أن الآية قد ترد لمعنى، ولكن تحتمل في ظاهرها وعمومها معانِيَ أخر، وإن لم يكن ذلك المعنى الذي وردت فيه من قبيل سبب النزول، لكنه معنى متبادر، فتحمل على هذه المعاني جميعاً إن لم يوجد معارض، فالذي يدل على هذا من السنة هذا الحديث، فالأصل المتبادر من قوله تعالى: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [(24) سورة الأنفال] أن يستدل بها على أنها تدعو إلى طاعة الله -عز وجل- وعبادته وطاعة رسوله –عليه الصلاة والسلام- وهنا استدل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- على أنه إذا ناداك باسمك فإن عمومها يشمل هذا.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [(54) سورة الكهف]، وذلك أنه لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم- لعلي وفاطمة، ووجدهما نائمين، فقال: ((ألا تصليان؟)) فقال علي -رضي الله عنه-: إن أرواحنا بيد الله متى شاء أن يبعثها بعثها، فخرج –عليه الصلاة والسلام- ورجع وهو يلطخ فخذه ويقول: ((وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)) مع أن الآية إنما نزلت لبيان حال جدل الكافر بالبعث.
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ} [(108) سورة التوبة]، {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}، فقد وقع الخلاف بين الرجل الخدري والآخر الذي من بني عمرو بن عوف، فقال العوفي: إنه مسجد قباء، وقال الخدري: إنه مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنه مسجدي هذا.
كذلك في قوله صلى الله عليه سلم: ((يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلاً))، ثم قال: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [(104) سورة الأنبياء])).
فالآية سيقت في الاستدلال بالنشأة الأولى على البعث، فالذي خلق الخلق قادرٌ على أن يعيدهم ثانياً، فساقها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام ليبين أنهم يبعثون كما ولدتهم أمهاتهم، فتعود إليهم أجزاؤهم التي فقدوها فقال: ((غرلاً))، وبين أيضاً أنه لا يكون معهم شيء من اللباس والنعل، وما أشبه ذلك. انتهى
ويقول ابن كثير في تفسيره :
*وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي عن إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد (( يضل به كثيرا )) يعني الخوارج . وقال شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال : سألت أبي فقلت : قوله تعالى : (( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه )) إلى آخر الآية ، فقال : هم الحرورية . وهذا الإسناد وإن صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فهو تفسير على المعنى لأن الآية أريد منها التنصيص على الخوارج الذين خرجوا على علي بالنهروان . فإن أولئك لم يكونوا حال نزول الآية وإنما داخلون بوصفهم فيها مع من دخل لأنهم سموا خوارج لخروجهم على طاعة الإمام والقيام بشرائع الإسلام *
إذا كان الأمر كذلك فما هي حدود التفسير على المعنى وعلاقته بالاستنباط في التفسير بالمأثور