حجج حسامية حاسمة نصرة للقرآن العظيم والوحي الكريم والنبي الرحيم

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,331
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
اتحفنا الدكتور حسام الدين حامد بمجموعة حجج ضد الإلحاد وضد من يقومون بمحاولات لتكذيب النبوة والنبي، الرسول والرسالة، القرآن والفرقان.
سنحاول هنا عرض ماتيسر لنا من الإطلاع عليه من حجج الدكتور وطريقته في بيان صدق النبي ورسالته العظيمة

يقول الدكتور حسام الدين حامد:
اقرأ معي ما يقول جان شارل سورنيه :
( كان مذهب أرسطو الذي تم تعديله قليلًا على يد سورانوس الإيفزي في القرن الثاني ما يزال مهيمنًا على مجال التكاثر الإنساني : تتكون نطفة الرجل من رجال صغار تم تشكيلهم بالفعل و لا يمثل رحم المرأة سوى مأوى غذائي لهم ، غير أن هارفي عمل على دراسة أنواع عديدة من الحيوانات في مراحل مختلفة من مراحل تطور الأجنة و استنتج ان الكائن الحي يولد من بويضة و أن هذا المبدأ العام ينطبق على الحيوانات الولودة أو التي تبيض ، و رغم ذلك و نظرًا لأن الفحص بالعين المجردة قاصر بالضرورة فقد شعر هارفي في أخريات أيامه بالندم لأنه لم يستطع أن يحل لغز التناسل مثلما فعل من قبل مع الدورة الدموية ) " تاريخ الطب : 184 "

معذور هارفي ... معذور فالبحث بالعين المجردة لم يكن كافيًا لكي يحل لغز التناسل ..

لكن النبي صلى الله عليه و سلم بلَّغ عن ربه ما عرفنا به كثيرًا عن لغز التناسل ..

فكيف عرف ذلك ؟!!

لقد كانت نظرية الإنسان القزم هي السائدة في ذلك الحين ..
و لم يتوصل هارفي لمعرفة لغز التناسل على ما حدث من تطور في العلوم على أيامه ..

كيف عرف النبي عن هذا اللغز ؟!!

بل كان ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم مخالفًا لما كان سائدًا عند الأطباء في ذلك الحين .. بل استمر الأطباء على خلاف ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم حتى سجل ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله والذي يقول ( و زعم كثير من أهل التشريح أن مني الرجل لا أثر له في الولد إلا في عقده و أنه إنما يتكون من دم الحيض ، و أحاديث الباب تبطل ذلك ) " فتح الباري 18\437 "...

رجل يخبرنا عن لغز التناسل بخلاف السائد في عصره ، و ليس عنده من الأدوات ما يكفي - و انظر حال هارفي - و يظل كلامه مخالفًا كلام أهل التشريح حتى بعد مضي قرون ..

رجل - بروحي هو صلى الله عليه و سلم - يتكلم هكذا ، ثم نجد ان كلامه حق كله صدق كله لا خطأ فيه ..

من أين جاءه هذا الخبر ؟!!

تعال أقص عليك الخبر ..

أولًا : قال تعالى ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )

ثانيا : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )

الآن سأنقل لك المعاني كما ذكرها أهل اللغة لا أهل التفسير :
* العلقة : ( كل دم غليظ علق و العلق دود أسود في الماء معروف ، الواحدة : علقة ، و علق الدابة علقًا : تعلقت به العلقة ) " لسان العرب "
فهذه العلقة : جامدة في طبيعتها - لونها أحمر بسواد - تتعلق بجدار الرحم - تمتص منه غذاءها كما يمتص العلق من الدابة غذاءه .
* المضغة : ( القطعة من اللحم ) " لسان العرب "
* ( قال ابن الأعرابي : مخلقة قد بدا خلقها و غير مخلقة لم تصور ) " لسان العرب "

ثالثا : قال صلى الله عليه و سلم ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات : رزقه و عمله و أجله و شقي أو سعيد ) " رواه مسلم "

قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( الذي يجمع هو النطفة ، و المراد بالنطفة هو المني ، و أصله الماء الصافي القليل ، و الأصل في ذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع و أراد الله أن يخلق من ذلك جنينًا هيأ أسباب ذلك )
رابعًا : قال صلى الله عليه و سلم ( إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة بعث الله ملكًا فصورها و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها ثم يقول يا رب : أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء و يكتب الملك ....... ) " رواه مسلم "
سأكتفي بالأربعة نصوص السابقة ، و نفهم منها :
1- الجنين يكون من ماء الرجل و المرأة .
2- يتم جمع الماءين إن قدر الله تكوين الجنين .
3- في خلال أربعين يومًا تتكون النطفة و العلقة و المضغة و كلها مجموعة الخلق تامته .
4- مكان حدوث ذلك هو الرحم .
5- العلقة : هو مرحلة بعد " جمع النطفة " تلتصق بجدار الرحم كما تلتصق العلقة بالدابة ، و تمتص منها الغذاء كما العلقة تمتص الغذاء من الدابة .
6- المضغة : مرحلة بعد العلقة تكون عبارة عن قطعة لحم ، و هذه المرحلة تكون فيها قطعة اللحم غير مخلقة ثم تكون مخلقة أي بدا خلقها و هو ما يعرف في علم الأجنة بظهور somites
7- بداية تصور السمع و البصر و الجلد و اللحم و العظم تكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا ..
8- أعضاء الذكر أو الأنثى التناسلية تبدأ في التكون من حوالي الأسبوع السابع فصاعدًا .. حتى لو كان الكروموسومات من نوع XY فإنه لابد من وجود إنزيمات معينة حتى تتكون الأعضاء التناسلية فقد يكون الكروموسوم y موجودًا و لا تتكون الأعضاء التناسلية الذكرية .. فتحديد الجنس من خلال الأعضاء التناسلية لا يكون إلا في الفترة المذكورة أعلاه ....
من أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الأمور ؟!!
لم يكن الناس حوله يقولون إلا بنظرية الإنسان القزم !!
هذه المعلومات الدقيقة لا تأتي صدفة ..
كيف وصل صلى الله عليه و سلم إليها ؟!!

... و تراه صلى الله عليه و سلم لا يجانب الصواب في أي شيء منها .. فمن أنبأه صلى الله عليه و سلم بهذا ؟!!

التفسير الإسلامي : قوله تعالى للنبي صلى الله عليه و سلم ( وَأَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )

التفسير الإلحادي : ......................... لن تجد .
 
حجة حسامية بليغة للدكتور حسام الدين حامد
هاهي
أريد منك أن تظل في قومك أربعين سنة صادقًا أمينًا ..
أريد منك أن تكون ( تصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق )
أريد منك أن تكون أميًّا لا تقرأ و لا تكتب ..
أريد منك أن تكون يتيمًا ليس لك والدٌ يطوف بك في البلدان .. ليس لك معلمٌ يخبرك عن أخبار اليونان و الرومان ..
أريد منك أن ترعى الغنم حتى تتعلم الحنو على المرعيّ ..
أريد منك ان تترك الوفود على عبادة الأوثان مع قومك ..

ثم فجأة .. في سن الأربعين .. تعلن - كاذبًا - " أنا رسول الله " ...

أهذا في حد المعقول عندك ؟
لا بأس ..


ثم أريد منك أن تخرج على قومك و هم على أصنامهم عكوف .. و تعلنها صريحة " إني رسول الله إليكم " ..
فيسخر منك قومك و ينهرك عمك و تسميك زوجة عمك " أبو الرمم " مكان " أبو الحكم " ..
أستصبر بعدها على دعوتك و أنت تعلم أنك كذاب ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريد منك أن تتحدى قومك ..
و يا ترى ما الذي تختاره لتتحداهم فيه و أنت تعلم أنك كذاب ؟!
لعلك تختار شيئًا لا يتقنوه .. تختار التنجيم مثلًا أو الفلك أو الطب أو استقصاء الأثر ..
لا بل أريد منك أن تختار أقوى شيء وصلوا إليه ..
نعم .. أريد منك أن تتحداهم فيما خطر في ذهنك ..
أريد منك أن تتحداهم في البلاغة و اللغة ..
تحداهم في أقوى ما عندهم و أنت تعلم أنك كذاب ..

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريد منك أن تأتي بكلام تتحداهم فيه .. ليس هذا فقط ..
بل تتكلم بأسلوبين من الكلام ..
أسلوب هو " القرآن الكريم " لا يوجد أبلغ منه في كلام البشر ..
و أسلوب هو " الحديث الشريف " لا يوجد أبلغ منه في كلام البشر لكن حاذر فالقرآن أبلغ منه ..
فتسير بين الناس تتكلم بأسلوبين .. أحدهما أبلغ من الآخر و كلاهما أبلغ من سائر الكلام ..

أهذا في حد المعقول عندك ؟
لا بأس ..


ثم يكون الكلام حسب الحوادث ..
فعندما يظلم أحد المسلمين يهوديًّا تتكلم بأسلوب بليغ لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه لتنتصر لليهودي من المسلم ..
و عندما يتركك أصحابك في حين من الأحايين تتكلم بأسلوب بليغ لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه لتحذر أصحابك ..
أوّه !! فكأنك لا تستطيع أن تعد هذا الكلام سلفًا في الأربعين سنة التي ظللت فيها قبل الكذب ؟!
إي نعم .. لن تستطيع إعداد الكلام سلفًا بل ستتكلم و تجاري الأحداث بكلامك ..
فعليك بهذا الكلام البليغ جدًّا و الذي يأتيك عند كل حادثة و في كل مرة يكون كلامًا لا يوجد في كلام البشر أبلغ منه .. بل و تتحدى بهذا الكلام أقحاح العرب و أساطين اللغة ..

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تصبر ..
نعم .. تصبر و أنت كذاب ..
عندما يسفهون عقلك فاصبر .. و عندما يقولون " كذاب " فاصبر .. و عندما يقولون " شاعر " فاصبر .. و عندما يقولون " كاهن " فاصبر .. و عندما يقولون " فيلسوف " فاصبر ..و عندما يخرجك قومك فاصبر .. و عندما يضعون على ظهرك سلا الجزور فاصبر .. و عندما يهجرك أهلك فاصبر .. و عندما يحاولون قتلك فاصبر .. و عندما يخنقونك خنقًا فاصبر .. و عندما يسيرون خلفك السفهاء فاصبر ..
أتستطيع الصبر على كل هذا و أنت كذاب ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تصمد ..
نعم .. تصمد و أنت كذاب ..
إن قالوا " نعبد ربك عامًا و تعبد آلهتنا عامًا " فارفض .. إن قالوا " لك ما تشاء من الملك " فارفض .. إن قالوا " نسكت عنك إن سكتَّ عن آلهتنا " فارفض .. إن قالوا " لك ما تشاء من التطبيب و الأموال و المغانم " فارفض .. إن قالوا " لك أموال التجارة كلها " فاصمد .. اصمد ..
أتستطيع الصمود أمام كل هذا و أنت كذاب ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تحذر ..
نعم .. احذر فلكل كذاب هفوة ..
احذر فقد قالوا " إذا كنت كذوبًا فكن ذكورًا " فعساك تنسى كلمة قلتها فتأتى بغيرها بعد حين تناقضها فيظهر كذبك ..
أريدك ان تظل ذَكورًا لا تنسى طول عمرك ..
لا يتناقض قولك ..و لا يختلف فهمك ..
أريدك أن تتكلم في آلاف الآيات و آلاف الألوف من الأحاديث فلا تتناقض و لا تضطرب و لا يظهر كذبك ..
أريدك ان تعامل أصحابك كلهم فلا يقف واحد منهم على كذبة لك فضلًا عن أن يقف مجموعهم على هذا الكذبة ..
أتستطيع أن تحذر هذا الحذر ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تحتاط لنفسك ..
لا تكتفي " بالتمثيل " و أنت أمام الناس .. بل أريدك أن تظل على حالك و أشد منها في بيتك ..
أريدك في بيتك أن تقوم بالليل و تترك أهلك .. تقوم لتصف قدميك بين يدي ربك - و أنت تعلم أنك كذاب !! ..
أريدك أن تترك الفراش ليلًا و تذهب إلى المقابر و تقول " إن ربي أمرني بهذا " - و أنت تعلم أنك كذاب ..
أريدك أن تبكي و عندما يسألك الداخلون عليك عن سبب بكائك " تقول أنزل علي آيات جعلتني أبكي " - لاحظ أنك لم تكن تعلم أنهم سيدخلون عليك ..
أريدك أن تحتاط لنفسك فتقوم في الليل لعبادة ربك حتى تتورم قدماك - مع علمك أنك كذاب ..
أريدك ان تحتاط لنفسك حتى تقول عنك زوجتك " كان قرآنًا يمشي " ..
أتستطيع بلوغ هذه الدرجة من الاحتياط و أنت كذاب ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


أريدك صادقًا مع نفسك و الناس - لكن كيف يكون ذلك و أنت كذاب ، لا أدري ؟!..
عندما تتكلم عن الأرض و الشمس و القمر و النجوم و الكواكب تتكلم بما تعلم أنه هو هو عين الموجود و إن خالفك قومك ..
عندما تتكلم عن البحار و الأنهار و الشجر و الدواب تتكلم بما تعلم أنه هو هو عين الموجود و إن خالفك قومك ..
و عندما تتكلم عن أخبار الأولين و قصصهم تتكلم بما تعلم أنه هو هو ما كان موجودًا و إن خالفك اليهود و النصارى من حولك ..
أتستطيع أن تبلغ هذا الدرجة من الصدق و العلم و أنت في الأصل كذاب ؟!!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك ان تتخلى عن كذبك في أفضل الظروف للكذب و تتكلم أحوج ما يلزم كذاب السكوت ..
إن سألك قومك عن موعد الساعة فقل " لا أدري " و قل " علمها عند ربي "..
إن سألك قومك عن موعد هزيمة الروم للفرس فقل " في بضع سنين " و لا عليك إن مرت السنون و لم يحدث ما قلت فكل ما سيحدث أن ينكشف كذبك و ينقلب عليك صحبك و يشمت بك عدوك و يهجرك أهلك و على اختلاف تصرفاتهم فسيُجمعون على وجوب قتلك .. لا عليك و ماذا إن قتلوك ؟! بسيطة هي !! بسيطة على كذاب !!
إن رأيت الشمس تنكسف يوم موت ولدك فلا تسكت و لا تؤكد أنها انكسفت من أجله بل أعلنها أنها لا تنكسف لموت أحد و لا حياته !!
أيستطيع دجال أن يفعل مثل هذا ؟!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تسلي نفسك بالكذب ..
عندما يحرسك أصحابك تذهب إليهم و تقول ( اذهبوا إلى مضاجعكم فسيحرسني ربي فقد أنزل عليّ " و الله يعصمك من الناس ") !!
و عندما يشمت بك عدو تسلي نفسك بالكذب فتقول " إنا أعطيناك الكوثر " !!
و عندما تقف في المعركة وحدك أمام جيش عرمرم تقول " أنا النبي لا كذب " !!
أتستطيع تسلية نفسك بالكذب و أنت تعلم أنك كذاب ؟!!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!
لا بأس ..


ثم أريدك أن تكون عالمًا علامة تأتي بما لم يأت به هارفي من بعدك بمئات السنين ..
تتكلم عن الأجنة و أنت لم ترها ..
تصف مراحلها و أنت لم تعلمها ..
تخبر بوصفها و لم يأتك عنها نبأ يقين ..
تخالف في كلامك من حولك و لا تبالي ..
أتستطيع ذلك و أنت كذاب ؟!!

أهذا في حد المعقول عندك ؟!!

أف لهذا يا صاحبي !!

لقد طفح الكيل ، و بلغ السيل الزبى ، و غلى المرجل ثم انفجر و لم يبق في قوس الصبر منزع ..

و الله إن هذا لعين اللامعقول ..

فكيف لصادق أربعين سنة أن يكذب و عندما يكذب يكذب على الله ؟!
و كيف لمن لا يقرأ و لا يكتب أن يأتي بما أعجز المتعلمين ؟!
و كيف لكذاب أن يصبر على أذيته في بداية دعوته ؟!
و كيف لكذاب أن يتحدى قومه في أقوى ما هم فيه من اللغة و البلاغة ؟!
و كيف لكذاب أن يأتي بكلام على البديهة هو من أبلغ الكلام ؟!
و كيف لبشر كذاب أو غير كذاب أن يتكلم بأسلوبين أحدهما أبلغ من الآخر و كلاهما أبلغ مما سواهما !؟
و كيف لكذاب أن يصبر كل هذا الصبر على دعوته ؟
و كيف لكذاب أن يصمد كل هذا الصمود أمام الإغراءات لترك دعوته ؟!
و كيف لكذاب ألا يقع - على كثرة كلامه - في التناقض أو الخطأ و لو مرة ؟!
و كيف لكذاب ألا يستغل الفرصة الذهبية للترويج لدجله ؟!
و كيف لكذاب أن يحتاط لنفسه حتى و هو في بيته وسط اهله ؟
و كيف لكذاب أن يقول الحق و إن كان في ذلك مخالفة قومه ؟!
و كيف لكذاب أن يسلي نفسه بالكذب ؟!
و كيف لبشر كذاب أو غير كذاب أن يتكلم عن الأجنة و لا يجانبه الصواب و لو مرة و ليس عنده الأدوات الكافية لذلك ؟!

تالله يا صاحبي إن المنطق الإلحادي لثقيل الظل .. سخيف القول .. عديم النفع .. لا يأتيه الحق ..
منطق بارد غير سديد .. خاوٍ غير رشيد ..
إنه لمنطق سخيف سخيف سخيف ..
منطق ..... دع عنا ذكره فقد والله مللته ..

و تعال إلى المنطق الحق و القول الصدق ..

تعال إلى التفسير السديد ..
قال الله تعالى " وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ "

تعال إلى الحق كله :
" قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ "

تعال إلى اليقين كله :
" وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا "

تعال إلى الفهم كله :
" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ "

تعال إلى الإيمان كله :
" فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ "

تعال إلى الفقه كله :
" فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا "

تعال إلى العلم كله :
" ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا "

تعال بعيدًا عن التناقض :
" قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ "

تعال إلى الخلق كله :
سألوا عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم - رضي الله عنها - عن خُلقه فقالت ( كان قرآنًا يمشي على الأرض ).

نعم .. نعم ..
هكذا تستقيم الأمور و تعتدل الأفهام و تتناسق الأحداث و ينسجم الكون ..
هكذا ..
هكذا يظهر كذب من قال " فيلسوف " ، فأشهد بالله أنه رسول الله بروحي هو نفسي صلى الله عليه و سلم ..

فلا أدري أزيدك أم تجيبني ؟!

أخشى أن تطلب مني الزيادة فأموت قبل أن أزيدك ..
و أخشى أن تؤخر الإجابة فتموت قبل أن تجيبني ..
 
عودة
أعلى