أبو عبد الرحمن المدني
New member
- إنضم
- 19/07/2003
- المشاركات
- 268
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 18
[align=center] (حتى ننال البر) [/align]
البر صفة عظيمة وشيمة نبيلة وصف الله تعالى بها نفسه فقال: ( إنه هو البَر الرحيم) أي اللطيف الذي يبر عباده ويحسن إليهم .
ووصف الله المصطفين من خلقه فقال عن يحيى عليه السلام : (وبرا بوالديه ) وقال عن عيسى عليه السلام : ( وبرا بوالدتي) أي المحسن إليها, اللطيف بها..
والأبرار هم أهل الجنة نعيمهم فيها دائم كما قال تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم )
والبِر لغةً: الصلة والخير والجنة والاتساع في الإحسان.
والبر في القرآن: لفظ عام يشمل عرى الإسلام كلها والتقوى داخلة فيه كما قال تعالى: (ولكن البر من اتقى) فإذا اجتمع لفظ البر والتقوى دل لفظ البر على خصال الخير , والتقوى على ترك المنكرات.
وبهذا يتبين أن الإحسان ركن من أركان البر لا يتحقق إلا به.
ولما وجه الله تعالى عباده إلى البر وأرشدهم إلى شعائر الدين بأقسامه الثلاثة الإسلام والإيمان وخصال الخير في قوله : ( ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبَل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى .... ) الخ الآية الكريمة وقوله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ..) الآية
كان لزاما أن تكون هذه الخصال متضمنة للإحسان في ذاتها, داعية إلى تحسين الخلق والدعوة إلى مكارم الأخلاق في غاياتها ومقاصدها حتى بتحقق البِر, ولذلك لم يعلق المولى جل شأنه البر بمطلق الإنفاق حتى ينفق العبد من أحب ماله, وقل هذا في بقية شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وحج ومعاملة.
فإذا جمعنا بين هذه الآية وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق), ظهر لنا هذا المعنى واضحا جليا
وقد جاءت آيات القرآن الكريم مؤكدة على مبدأ الأخلاق في جميع شرائع الإسلام.
فحين أمر بالصلاة قال: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إذا مشينا إلى الصلاة وقد أقيمت أن نمشي وعلينا السكينة الوقار.
وحين أمر بالزكاة نهى عن خدشها أو إبطالها بسوء الخلق فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).ولما فرض الصيام جعل غايته التقوى كما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" , وقال: "والصيام جنة".
وحين أوجب على الناس حج البيت نهاهم عن سيء الأخلاق, وبين لهم ما يتزودون به فقال: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)وفي ضروب التعامل مع الناس على اختلاف مستوياتهم وتنوع أجناسهم أمر بالإحسان ووصى به فقال: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وقال في أمر الوالدين : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
وفي شأن الدعوة إليه تعالى أمر بالتي هي أحسن فقال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)بل وفي التعامل مع الحيوان رغب عليه الصلاة والسلام في الإحسان فقال: (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
هذا هو البر , فمن أراد ينال البر فلا بد وأن يسلك الطريق, والطريق حسن الخلق
فإذا وفق الله العبد أن يكون من أهل البر, فإنه قد حصّل ثمرات عظيمة في العاجل والآجل, ومن ذلك :
• الاتصاف بما يحب الله تبارك وتعالى لعباده الاتصاف به مما هو من صفاته, فكما أن الله رفيق يحب الرفق, وجميل يحب الجمال واشتق الرحم من اسمه (الرحمن) فهو جل شأنه (بَر) يحب البِر. – والله تعالى له الكمال المطلق في أسمائه وصفاته جل عن الشبيه والمثيل-
• التأسي بما وصف الله به ملائكته الكرام كما جاء في وصف الملائكة بالبررة في حديث (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
• الاهتداء بهدي الأنبياء وسننهم وقد قال تعالى: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
• تحقيق المقصد من العبادة والغاية منها.
• بلوغ منزلة الإحسان وهي أعلى مراتب الدين.
• حصول لذة العبادة.
• دخول المتصف بالبر بصفة من صفات أهل الجنة الذين أعلى الله كتابهم ورفع قدرهم كما قال: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين).
• التحلي بحسن الخلق الذي ضمن النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه بيتا في أعلى الجنة.
فهلم لنتعاون على البر كما أمرنا البر الرحيم حين قال: (وتعاونوا على البر والتقوى), حتى نكون من الأبرار
أسأل الله تعالى أن يُحَسِّن أخلاقنا ويجعلنا من أهل البر والإحسان الذين يَبَرون , ويُبَرون إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
البر صفة عظيمة وشيمة نبيلة وصف الله تعالى بها نفسه فقال: ( إنه هو البَر الرحيم) أي اللطيف الذي يبر عباده ويحسن إليهم .
ووصف الله المصطفين من خلقه فقال عن يحيى عليه السلام : (وبرا بوالديه ) وقال عن عيسى عليه السلام : ( وبرا بوالدتي) أي المحسن إليها, اللطيف بها..
والأبرار هم أهل الجنة نعيمهم فيها دائم كما قال تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم )
والبِر لغةً: الصلة والخير والجنة والاتساع في الإحسان.
والبر في القرآن: لفظ عام يشمل عرى الإسلام كلها والتقوى داخلة فيه كما قال تعالى: (ولكن البر من اتقى) فإذا اجتمع لفظ البر والتقوى دل لفظ البر على خصال الخير , والتقوى على ترك المنكرات.
وبهذا يتبين أن الإحسان ركن من أركان البر لا يتحقق إلا به.
ولما وجه الله تعالى عباده إلى البر وأرشدهم إلى شعائر الدين بأقسامه الثلاثة الإسلام والإيمان وخصال الخير في قوله : ( ليس البر بأن تولوا وجوهكم قبَل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى .... ) الخ الآية الكريمة وقوله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ..) الآية
كان لزاما أن تكون هذه الخصال متضمنة للإحسان في ذاتها, داعية إلى تحسين الخلق والدعوة إلى مكارم الأخلاق في غاياتها ومقاصدها حتى بتحقق البِر, ولذلك لم يعلق المولى جل شأنه البر بمطلق الإنفاق حتى ينفق العبد من أحب ماله, وقل هذا في بقية شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وحج ومعاملة.
فإذا جمعنا بين هذه الآية وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البر حسن الخلق), ظهر لنا هذا المعنى واضحا جليا
وقد جاءت آيات القرآن الكريم مؤكدة على مبدأ الأخلاق في جميع شرائع الإسلام.
فحين أمر بالصلاة قال: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) وقد أرشدنا النبي عليه الصلاة والسلام إذا مشينا إلى الصلاة وقد أقيمت أن نمشي وعلينا السكينة الوقار.
وحين أمر بالزكاة نهى عن خدشها أو إبطالها بسوء الخلق فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى).ولما فرض الصيام جعل غايته التقوى كما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)وقال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" , وقال: "والصيام جنة".
وحين أوجب على الناس حج البيت نهاهم عن سيء الأخلاق, وبين لهم ما يتزودون به فقال: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197)وفي ضروب التعامل مع الناس على اختلاف مستوياتهم وتنوع أجناسهم أمر بالإحسان ووصى به فقال: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وقال في أمر الوالدين : (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
وفي شأن الدعوة إليه تعالى أمر بالتي هي أحسن فقال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)بل وفي التعامل مع الحيوان رغب عليه الصلاة والسلام في الإحسان فقال: (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته)
هذا هو البر , فمن أراد ينال البر فلا بد وأن يسلك الطريق, والطريق حسن الخلق
فإذا وفق الله العبد أن يكون من أهل البر, فإنه قد حصّل ثمرات عظيمة في العاجل والآجل, ومن ذلك :
• الاتصاف بما يحب الله تبارك وتعالى لعباده الاتصاف به مما هو من صفاته, فكما أن الله رفيق يحب الرفق, وجميل يحب الجمال واشتق الرحم من اسمه (الرحمن) فهو جل شأنه (بَر) يحب البِر. – والله تعالى له الكمال المطلق في أسمائه وصفاته جل عن الشبيه والمثيل-
• التأسي بما وصف الله به ملائكته الكرام كما جاء في وصف الملائكة بالبررة في حديث (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة).
• الاهتداء بهدي الأنبياء وسننهم وقد قال تعالى: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
• تحقيق المقصد من العبادة والغاية منها.
• بلوغ منزلة الإحسان وهي أعلى مراتب الدين.
• حصول لذة العبادة.
• دخول المتصف بالبر بصفة من صفات أهل الجنة الذين أعلى الله كتابهم ورفع قدرهم كما قال: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين).
• التحلي بحسن الخلق الذي ضمن النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه بيتا في أعلى الجنة.
فهلم لنتعاون على البر كما أمرنا البر الرحيم حين قال: (وتعاونوا على البر والتقوى), حتى نكون من الأبرار
أسأل الله تعالى أن يُحَسِّن أخلاقنا ويجعلنا من أهل البر والإحسان الذين يَبَرون , ويُبَرون إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.