ما الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى : حتى إذا جاؤوها (وفتحت) أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
وأما أصحاب النار فلم تأت الواو ( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
نأخذ من حياتنا الدنيا مثلا تتبين لنا منه الحكمة.
لو ذهبت إلى قصر رئيس أو ملك أطلب مقابلته فإنني سأجد حراس الأمن سيطلبون مني إبراز الهوية وبطاقة الدعوة وسيفتشونني خوفا أن أكون مسلحا وبعد ذلك يفتحون لي الأبواب.
وبعد انتهاء زيارتي فإنني لا أتعرض لنفس الإجراءات التي تعرضت لها أثناء الدخول وإنما تفتح لي الأبواب أوتوماتيكيا.
كذلك في الآخرة فإن الجنة ليست (وكالة بدون بواب) يدخلها أي إنسان. بل هي دار جزاء ، فلا بد لخزنتها أن يتأكدوا من هوية الشخص وهل ورد إسمه في لائحة الفائزين وشهادة إثبات الملكية، وبعد كل تلك الإجراءات تفتح الأبواب.
هذا مثل فهمنا منه الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى عن الجنة (حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
أما جهنم فهي ليست دار نعيم حتى يتعرض داخلوها لنفس إجراءات أهل الجنة وإنما هي نار وعذاب تفتح أبوابها أتوماتيكيا للأشقياء ، ولذلك لم تأت الواو في قوله تعالى عن جهنم (حتى إذا جاؤؤها فتحت أبوابها).
السلام عليكم وبعد / يا أخي ابو علي الظاهر لي ان في هذا المثل الذي ضربته لنا بعد ا عن سبب مجئ الواو ةعدم مجيئها .
والجنة دار إكرام ونعيم وقد اعدت للمتقين قبل قدومهم اليها ويستقبلون عند قدومهم بفتح الأبواب والتكريم
بخلاف النار نعوذ بالله منها فهي دار عذاب وإهانة وإذلال وتفتح في وجوههم لزيادة العذاب والنكال ولا يستقبلون بفتح الأبواب
وقارن بين كلام العلماء وبين ما قلته حفظك الله
وقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) لم يذكر الجواب ها هنا وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الابواب لهم إكراما وتعظيما وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم وإذا حذف الجواب ها هنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل ومن زعم أن الواو في قوله تبارك وتعالى ( وفتحت أبوابها ) واو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع (( ابن كثير 4 / 67 ))
وقد قيل إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة بدليل قوله جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وحذف الواو في قصة أهل النار لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله قال النحاس فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد وهو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مغلقة ولما قال في أهل الجنة حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها والله أعلم (( القرطبي 15 / 285 ))
والقول الثاني أن الواو الزائدة هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية وهي لغة عند العرب واحتج القائلون بهذا بآيات من القرآن راجع التفاسير وستجد الخلاف في هذا
[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
جاء في ملاك التأويل : " أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج الفعل بعدها إلى الجواب .. فوقع جوابها في الآية الأولى منطوقاً به وهو قوله : "فتحت أبوابها" .. وأما الآية الثانية فجوابها محذوف مقدر وقوله "وفتحت أبوابها" كلام معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده ، ولو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تفتح إلا عند مجيئهم ، كالحال في أهل النار ، وليس كذلك ، والله أعلم . ألا ترى قوله تعالى في سورة ص : "وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب" فانتصاب مفتحة إنما هو على الحال ، والحال قيد فيما قبلها .. فقد تبين أن قوله تعالى "فتحت أبوابها" معطوف على قوله "جاؤوها" وليس جواباً ، ومما يبيّن ما ذكرناه في معنى الآية ويشهد له إخباره صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه أول من يفتح وأول من يقرع باب الجنة ، فقد أوضح هذا أن الداخلين تالون له وبعده فيجدونها مفتوحة الأبواب .. فإن قيل فما جواب إذا؟ قلت : الجواب ، والله أعلم ، مقدر بعد ، يفسره المعنى ، كأن قد قيل : حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين أنسوا وأمنوا أو ما يرجع إلى هذا المعنى ويحرزه .." (انظر : ملاك التأويل للغرناطي ، ج2 ، ص992-997)
وإلى هذا المعنى ذهب أيضاً الخطيب الإسكافي في درة التنزيل (ص280) ..
وقد وضح الدكتور فاضل السامرائي - حفظه الله - ناحية بيانية أخرى فقال : إن جواب الشرط في حال جهنم "إذا جاؤوها" مذكور وهو: "فتحت أبوابها" ، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة ، والجواب يكون في الجنة نفسها . فسبحانه جلّ جلاله .. (من برنامج لمسات بيانية ، تلفزيون الشارقة)[/align]
عن الواو جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري :
هي زائدة أو هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية أو واو الحال أي جاؤوها و قد فتحت أبوابها قبل مجيئهم بخلاف أبواب النار فإنها إنما فتحت عند مجيئهم و السر في ذلك أن يتعجلوا الفرح و السرور إذا رأوا الأبواب مفتحة ..
وأهل النار يأتوها و أبوابها مغلقة ليكون أشد لحرِِِها .
أو أن الوقوف على الباب المغلق نوع ذل و هوان , فصِينَ أهل الجنة عنه .
أو أن الكريم يعجل المثوبة و يؤخر العقوبة أو اعتبر في ذلك عادة دار الدنيا . لأن عادة من في منازلها من الخدم إذا بًشروا بقدوم أهل المنازل فًتح أبوابها قبل مجيئهم استبشارا و تطلعا إليهم . وعادة أهل الحبوس إذا شًدد في أمرها ألا تًفتح أبوابها إلا عند الدخول إليها أو الخروج .
أما في التحرير و التنوير فقد رد الشيخ ابن عاشور على من ربط الواو بالرقم ثمانية :
والواو في جملة { وفتحت أبوابها } واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة.
وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله{ ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم }[الكهف: 22]، فقالوا في { وفُتحَت أبوابها } جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى: { التائبون العابدون } إلى قوله:{ والناهون عن المنكر }[التوبة: 112] فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، وقد زينه ابن هشام في «مغني اللبيب».
قال صلى الله عليه وسلم: ( وأنا أول من يقرع باب الجنة ) رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ قال: فأقول: محمد. قال: يقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك ) ، رواه مسلم .
ها نحن نقرأ في هذين الحديثين :(وأنا أول من يقرع باب الجنة ) وكذلك الحديث الثاني : (فأستفتح)، فهل يقال (أستفتح) لباب مفتوح !؟ وهل يقال (يقرع باب الجنة ) لباب مفتوح !؟.
إذن فالآية في سورة الزمر تتكلم عن الناس بعد أن قضي بينهم بالحق ، وهذا هو أول دخول لهم إلى الجنة، ومن الطبيعي أن تسأل خزنة الجنة قبل أن تفتح، وبعد ذلك ترحب (سلام عليكم ).
وقوله تعالى (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) ، لاحظ (لهم) ، أي أن الأبواب تفتح فقط لأصحابها .
مثلا :
إذا ذهبت لسوبر ماركت لتتسوق فستجد أبوابه مفتوحة، هل هي فتحت لك خصيصا أم هي مفتوحة لأي زبون؟
الجنة ليست كذلك وإنما تفتح أبوابها فقط لأصحابها ، أما الضيوف أو الزوار فلا يفتح لهم إلا بإذن صاحبها.