حب الله جل ذكره

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قال ابن القيم : فالمؤمنون أشد حبًّا لربهم ومعبودهم تعالى من كل محب لكل محبوب؛ هذا مقتضى عقد الإيمان الذى لا يتم إلا به؛ وليست هذه المسألة من المسائل التي للعبد عنها غنى أو منها بد، كدقائق العلم والمسائل التي يختص بها بعض الناس دون بعض، بل هذه مسألة تفرض على العبد، وهى أصل عقد الإيمان الذي لا يدخل فيه الداخل إلا بها ، ولا فلاح للعبد ولا نجاة له من عذاب الله إلا بها، فليشتغل بها العبد أو ليعرض عنها، ومن لم يتحقق بها علمًا وحالًا وعملًا لم يتحقق بشهادة أن لا إِله إلا الله، فإنها سرها وحقيقتها ومعناها، وإن أبى ذلك الجاحدون وقصر عن علمه الجاهلون ؛ فإن الإِله هو المحبوب المعبود الذى تؤلهه القلوب بحبها ، وتخضع له ، وتذل له ، وتخافه وترجوه ، وتنيب إليه فى شدائدها ، وتدعوه في مهماتها ، وتتوكل عليه في مصالحها ، وتلجأ إليه ، وتطمئن بذكره ، وتسكن إلى حبه ، وليس ذلك إلا الله وحده، ولهذا كانت ( لا إله إلا الله ) أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداؤه، وأهل غضبه ونقمته.
فهذه المسألة قطب رحى الدين الذي عليه مداره، وإذا صحت صح بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصححها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله، وأحواله وأقواله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ... ( طريق الهجرتين وباب السعادتين ، ص 319 ، 320 ) .
 
عودة
أعلى