حال أهل النار وما فيها من ألوان العذاب

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
اعلم – أجارني الله وإياك من النار – أن في النار ألوانا وأشكالا من العذاب، فطعام أهلها عذاب ، وشرابهم عذاب، ولباسهم عذاب، وفراشهم عذاب، وغطاؤهم عذاب، قال الله تعالى: { هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ. وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } (ص: 57، 58).
أما طعامهم : فالزقوم ، وغسلين ، وغساق ، وضريع ، وطعام ذو غصة ؛ والزقوم شجرة في النار، وهي الشجرة الملعونة في القرآن ، وصفها الله تعالى فقال : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ. ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ } (الصافات: 64: 67) ، وقال تعالى: { إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ. طَعَامُ الْأَثِيمِ.كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ } (الدخان: 43: 46) .
وروى أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اله عليه وسلم قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (آل عمران: 102) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اله عليه وسلم : " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَهُ ؟!" .
التقوى التقوى ، فإن أجسادنا على النار لا تقوى ... اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ، اللهم أجرنا من النار ... آميييين ... إنك سميع الدعاء .
 
مُنْذُ أَيَّامٍ كُنْتُ أُرَاجِعُ فِعْلَ زَقَمَ و إِعْتَرَضَنِي هَذَا الحَدِيثُ.

- أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ و الحَاكِمُ و التَّرْمَذِيُّ و إِبْنُ مَاجَهْ و الطَّبَرَانِيُّ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدَ عَنْ إِبْنِ عَبَّاسَ عَنِ النَّبِيِّ.

-أَوَّلًا: هَذَا الِإسْنَادُ هُوَ رِوَايَةُ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدَ
و إِتِّفَاُق الأَئِمَّةِ المُتْقِنِينَ عَلَى تَجَنُّبِ حَدِيثِ الأَعْمَشِ إِذَا لَمْ يُصَرِّحْ بالسَّمَاعِ بِسَبَبِ تَدْلِيسِهِ.
-ثَانِيًا: إِتِّفَاقُ الأَئِمَّةِ المُتْقِنِينَ عَلَى قِلَّةِ سَمَاعِ الأَعْمَشِ مِنْ مُجَاهِدَ.
-ثَالِثًا: هَذَا هُوَ الأَقْوَى: إِخْفَاءُ الأَعْمَشِ لِعِلَلِ الحَدِيثِ.

مَثَلًا: أَخْرَجَ أَحْمَدٌ الحَدِيثَ:
حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، جَالِسٌ مَعَهُ مِحْجَنٌ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ...

مَا رَأَيْنَا أَنَّ الحَدِيثَ كَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدَ عَنْ إِبْنِ عَبَّاسَ عَنِ النَّبِيِّ.

و كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ الحِجْرِ وعِنْدَهُ مِحْجِنٌ يَضْرِبُ بِهِ الحَجَرَ ويُقَبِّلُهُ فَقَالَ قَاَلَ رَسُولُ الَلَهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

الطَّرِيقَانِ َسَلِيمَانِ مُسْتَقِيمَانِ لَوْلَا عَنْعَنَةُ الَأَعْمَشِ

لَكِنْ أُنْظُرْ هُنَا:

-
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ حَنْبَلَ ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ..
(حَدِيثُ 3173 مُسْنَدُ أَحْمَدَ ط الرِّسَالَةِ جُزْءُ5 ص237)

ثُمَّ هُنَا:

-
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي يَحْيَى عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ زَقُّومِ جَهَنَّمَ
(حَدِيثُ 28 كِتَابُ ذِكْرِ النَّاِر-مُصَنَّفُ إِبْنُ أَبِي شِيبَةَ جُزْءُ8 ص94)

فِي الحَقِيقَةِ, يَظْهِرُ الحَدِيثَانِ الآخَرَانِ عِلَلَ الحَدِيثِ المَخْفِيَّةِ أَعْلَاهُ.
الأُولَى: الرَّاوِي المَخْفِيُّ بَيْنَ الأَعْمَشِ و مُجَاهِدَ و هُوَ أَبُو يَحْيَى القَتَّاتُ
و إِسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ دِينَارٍ القَتَّاتُ و هُوَ مَجْرُوحٌ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ و قِيلَ فِيهِ ضَعْفٌ و لَيِّنُ الحَدِيثِ
الثَّانِيَةُ: أَنَّ الحَدِيثَ مَوْقُوفٌ عَلَى إِبْنِ عَبَّاسَ.

حَقِيقَةً أَنَا لَمْ أَنْتَبِهْ لِلْعِلَّةِ الثَّانِيَةِ و هِي الرَّاوِي الخَفِيِّ
وَ لَمْ أَكُنْ أَنَا مَنْ أَعْثَرَ عَلَيْهَا بَلِ الشَّيْخُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللّهُ هُوَ الذِّي حَكَمَ عَلَى الحَدِيثِ بِالضَّعْفِ فِي تَحْقِيقِهِ لِجَامِعِ التَّرْمَذِيِّ و تَحْقِيقِهِ لِلَتَّرْغِيِبِو التَّرْهِيبِ و تَخْرِيجِ مِشْكَاةِ المَصَابِيحِ و فِيِهِ عَلَّقَ و قَالَ:"صَحِيحٌ ثُمَّ تَبَيَّنَ أَنَّهُ فِيهِ عَنْعَنَةُ الأَعْمَشِ وأَنَّ بَيْنَهُ و بَيْنَ مُجَاهِدَ أَبَا يَحْيى القَتَّاتُ وَهُوَ ضَعِيفٌ"
(لِأَنَّ الأَلْبَانِي قَالَ بِأَنَّ الحَدِيثَ صَحِيحٌ فِي صَحِيحِ الجَامِعِ ثُمَّ عَادَ عَنْ قَوْلِهِ فِي بَقِيَّةِ التَّحْقِيقَاتِ) و ذَكَرَهُ كَذَلِكَ فِي السِّلْسِلَةِ الضَّعِيفَةِ.
 
عودة
أعلى