حالة ثالثة من تقدم الناسخ على المنسوخ

علي سبيع

New member
إنضم
01/04/2015
المشاركات
280
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
59
الإقامة
مصر
بسم1
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن نسخ الحكم دون التلاوة فى القرآن الكريم لا يعنى إبطال الآية بنسخ النص فهو توقيفى كما ورد و يعنى أيضا تخصيص لزمن الحكم .وسبب النزول لا خلاف فيه بين أهل العلم فى الآية (93) من سورة المائدة وعلى هذا المعنى واضح فى رفع الجناح عن الصحابة رضوان الله عليهم فى شربهم للخمر قبل التحريم القطعى له وتبقى الآية شاهدة على ذلك إلى قيام الساعة فالحكم باقى قبل التحريم لكن بعده توقف أى أن الحكم يكون معمولا به فى زمن ثم يتوقف ليبدأ حكم جديد فلماذا عوقب الصحابى لأن التحريم القطعى نقل الحكم (نسخه) من اللاجناح إلى الجناح .أما إذا اخذنا بظاهر الآية دون الرجوع إلى سبب النزول ودون العمل بالنسخ فالحكم ظاهر فى رفع الجناح عن أهل التقوى والإحسان فى شرب الخمر وغيره ويكون التحريم القطعى مجرد دعوى مشكوك فيها ويكون التحريم فى الشرائع الأخرى إلا عندنا ولابد من تصادم الأدلة وكيف وقد حرم ربى الأثم تحريما صريحا وانظر قوله تعالى{قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ} وقوله تعالى{قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ} فيكون التناقض مرة أخرى ويستحيل الجمع بين التحريم القطعى فى الخمرفى الآية (90) ورفع الجناح عن أهل التقوى والإحسان فى الآية (93) إلا بنسخ الآية (90) اللاجناح قبل التحريم إلى الجناح بعده فهل نكون بذلك أمام حالة ثالثة من تقدم الناسخ على المنسوخ ؟ . هذا والله أعلم


 
قال الزركشي رحمه الله في البرهان وهو يتكلم عن النسخ :
أَفْرَدَهُ بِالتَّصْنِيفِ خَلَائِقُ لَا يُحْصَوْنَ مِنْهُمْ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ وَأَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَمَكِّيٌّ وَابْنُ الْعَرَبِيِّ وَآخَرُونَ.
ثم قال فيما قال :
الضَّرْبُ الثَّانِي: مَا نُسِخَ حُكْمُهُ وَبَقِيَ تِلَاوَتُهُ وَهُوَ فِي ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سُورَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ منكم ويذرون أزواجا} الْآيَةَ فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا مَاتَ زَوْجُهَا لَزِمَتِ التَّرَبُّصَ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ حَوْلًا كَامِلًا وَنَفَقَتُهَا فِي مَالِ الزَّوْجِ وَلَا مِيرَاثَ لَهَا وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: {مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} الْآيَةَ فَنَسَخَ اللَّهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} وَهَذَا النَّاسِخُ مُقَدَّمٌ فِي النَّظْمِ عَلَى الْمَنْسُوخِ .
قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي: وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ نَاسِخٌ تَقَدَّمَ عَلَى الْمَنْسُوخِ إِلَّا فِي مَوْضِعَيْنِ: هذا أحدهما والثاني قوله: {يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك} الْآيَةَ فَإِنَّهَا نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ من أزواج} .
قُلْتُ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ مَوْضِعًا آخَرَ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قبلتهم التي كانوا عليها} هِيَ مُتَقَدِّمَةٌ فِي التِّلَاوَةِ وَلَكِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} .
............................
فلعنا يا أخ علي سنتكلم عن حالة رابعة والله أعلم ....
 
عودة
أعلى