حاجتنا إلى تأديب النفس

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
مما لا شك فيه أن إصلاح النفوس من المقاصد الهامة لبعثة الأنبياء والرسل ، قال U : ] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [ [ إبراهيم : 1 ] . وقال Y : ] وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ [ [ إبراهيم : 5 ] . وقد قام الأنبياء والرسل بذلك خير قيام ، حتى ختموا برسول الله محمد e ، ومنهجه في إصلاح النفوس هو المنهج الأمثل ، إذ هو المنهج الرباني الذي أنزله خالق النفوس ، وهو أعلم بما يصلحها وما يفسدها ؛ ] أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ [ [ الملك : 14 ] .
وقد عانى الصالحون عبر التاريخ تهذيب نفوسهم ، فمن آخذ نفسه بالشدة ، ومن آخذها بالرفق ، وبعضهم وافق زمانًا كان أقل فتنة ، ومجتمعًا أكثر التزامًا ، وبيئة مساعدة على الطاعة ، وإخوانًا متعاونين على البر والتقوى ؛ وبعضهم كانوا في زمانٍ شابَههُ بعض الفتن ، وقلَّ فيه الأعوان ، ورقَّ فيه الدين ؛ وهم قدوة لمن أراد أن ينتهج طريق صلاح النفس ، ولله در القائل :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالرجال فلاح
وحاجة الناس إلى علاج نفوسهم وتأديبها وترويضها ، كحاجتهم إلى علاج أبدانهم إذا اعتلت لتصل إلى عافيتها بإذن ربها ؛ فالنفس تتأثر بكثرة ما يتكرر على أدوات الإحساس لها من مسموعات ومرئيات ومقروءات وملموسات ومشمومات ، وقديما قال العلماء : ما يتكرر على الحس يتقرر في النفس ؛ فإذا تكرر على وسائل الإحساس والإدراك خير زكت النفس ونما الخير فيها ؛ وإن تتابع عليها سموم الشر - وإن كانت بجرعات قليلة – فإنها توشك أن تقتلها ، وإن كان ذلك ببطء . فالنفس كما يقول العلماء : تخلق ناقصة قابلة للكمال ، وإنما تكمل بالتربية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم ؛ فكل مولود يولد معتدلا صحيح الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ؛ أي بالاعتياد والتعليم تكتسب الرذائل ؛ وكذلك بالتربية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم تُكتسب الفضائل .
 
عودة
أعلى