أحمد بزوي الضاوي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )
جُرادة تفسير " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "
لأبي جعفر محمدبن جرير الطبري ( ت 310هـ) .
مهداة إلى روح شيخنا محمود محمد شاكر ــ رحمه الله ـ
لأبي جعفر محمدبن جرير الطبري ( ت 310هـ) .
مهداة إلى روح شيخنا محمود محمد شاكر ــ رحمه الله ـ
تمهيد :
( جرد) جرد الشيء يَجْرُدُه جَرْداً و جَرَّدَه: قَشَرَهُ .
واسم ما جُرِدَ منه : الجُرادَةُ .
وجرَّدَ الكتاب و المصحف: عَرَّاه من الضبط، و الزيادات، و الفواتح.
كل شيء قشرته عن شيء، فقد جَرَدْتَهُ عنه، و المقشور مجرود، و ما قُشِرَ عنه : جُرادَةٌ .
واسم ما جُرِدَ منه : الجُرادَةُ .
وجرَّدَ الكتاب و المصحف: عَرَّاه من الضبط، و الزيادات، و الفواتح.
كل شيء قشرته عن شيء، فقد جَرَدْتَهُ عنه، و المقشور مجرود، و ما قُشِرَ عنه : جُرادَةٌ .
" لسان العرب لابن منظور( ت 711هـ )، مادة ( جرد)، ج1،ص587/589 "
تدخل هذه الجُرادة التفسيرية ضمن مشروع " مدونة التفسير" ، و هي عبارة عن جرد تاريخي للتفسير، حيث عملنا على استخراج تفاسير المفسرين من كتب التفسير، فاجتمع لدينا البيان النبوي، وتفاسير الصحابة، والتابعين، وأتباع التابعين، و أعلام المفسرين الذين لم تصلنا تفاسيرهم كاملة و مدونة. و كذلك تفاسير المفسرين الذين وصلتنا تفاسيرهم كاملة، و لكنها مزيج من أقوالهم و أقوال غيرهم، فعملنا على تجريدها و جردها، لتكون بين أيدينا ـ في نهاية المطاف ـ مدونة تفسيرية تعتمد الترتيب التاريخي لأقوال المفسرين، و آرائهم، واجتهاداتهم، و اختياراتهم، و انتقداتهم، مما يشكل إضافة نوعية إلى مجال التفسير، و ليست اجترارا لتفاسير سابقة، وبذلك يمكننا الوقوف على المعنى القرآني المستفاد في كل عصر، أو المعاني القرآنية التي سادت في كل عصر، بناء على الأنموذج المعرفي السائـد و المهيمن في ذلكم العصر. مما يجعل معرفتنا بالتطور التاريخي لأقوال المفسرين ـ تجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التمييز بين التفاسير و أقوال المفسرين ـ معرفة دقيقة، و موضوعية، بحيث تصبح لدينا القدرة العلمية والمنهجية على التمييز بين الثابت و المتطور في التفسير، كما أنه سيكون بمقدورنا وضع اليد على منطقة الفراغ التفسيري، الذي يدخل ضمن قول عبد الله بن عبــــــــــــاس ( ت 68 هـ ) :
" من القرآن ما يفسره الزمان ".
مما سبق يتبين لنا أمران :1. نسبية أقوال المفسرين باعتبارها مجهودا بشريا محدودا في الزمان و المكان .
2. أهمية ربط التفاسير بالواقع الثقافي : "قراءة التفاسير في إطار الأنموذج المعرفي السائد والمهيمن".
تفسير سورة الفاتحة :
القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب :
القول في تأويل أسماء فاتحة الكتاب :
وسمّيت " فاتحة الكتاب "، لأنها يُفتتح بكتابتها المصاحف، ويُقرأ بها في الصلوات، فهي فَواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة .
وسمّيت " أم القرآن " لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها، وتأخُّر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة. وذلك من معناها شبيهٌ بمعنى فاتحة الكتاب. وإنما قيل لها ــ بكونها كذلك ــ أمَّ القرآن، لتسمية العرب كل جامع أمرًا ـــ أو مقدِّمٍ لأمر إذا كانت له توابعُ تتبعه ، هو لها إمام جامع ـــ " أمًّا ".
فتقول للجلدة التي تجمع الدّماغ : " أم الرأس ". وتسمى لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش " أمًّا ".
وقد قيل إن مكة سميت " أمّ القُرى "، لتقدُّمها أمامَ جميعِها، وجَمْعِها ما سواها. وقيل: إنما سُميت بذلك، لأن الأرض دُحِيَتْ منها فصارت لجميعها أمًّا.
وأما تأويل اسمها أنها " السَّبْعُ "، فإنها سبعُ آيات، لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك. وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات: فقال عُظْمُ أهل الكوفة : صارت سبع آيات ب ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [ ورُوي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين .
وقال آخرون : هي سبع آيات ، وليس منهن ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ ،ولكن السابعة " أنعمت عليهم". وذلك قول عُظْم قَرَأةِ أهل المدينة ومُتْقنيهم .
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهن مَثان، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة . وكذلك كان الحسن البصري يتأوّل ذلك .
وليس في وجوب اسم " السبع المثاني " لفاتحة الكتاب، ما يدفع صحة وجوب اسم "المثاني" للقرآن كله . ولما ثَنَّى المئين من السور . لأن لكلٍّ وجهًا ومعنًى مفهومًا، لا يَفْسُد ـــ بتسميته بعضَ ذلك بالمثاني ـــ تسميةُ غيره بها .
" يتبع "