أبو فهر السلفي
New member
- إنضم
- 26/12/2005
- المشاركات
- 770
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله والحمد لله..
من أساطير الصحوة: انتظار الجيل النقي الذي تمت تنشئته في بيئة إسلامية ولم يعاني مما عانيناه من التربية الممسوخة والمفاهيم المغلوطة ، وأن هذا الجيل هو جيل النصر والتمكين المنشود.
وهذا ضرب من الوهم والمخدرات الفكرية وذلك لسببين أساسيين:
الأول: أن نوازع الخير والشر والإصلاح في نفوس الناس متشعبة جداً لا يكفي لتغليب جانب على جانب منها مجرد النشأة في بيت ملتزم كما يسمونه، ولن ينتج من هذه البيوت ولو كان ما كان : رجلاً لا يعصي ولا يفسق ولا يضل؛ فإن مسارب تلك الأدواء للنفوس متشعبة، خاصة مع طبيعة الواقع والمجتمع، وبرهان ذلك أنه قد خرج جيل أبناء جيل الصحوة الأول وفي هذا الجيل من العيوب والخلل ما لا يخفى على بصير، وجمهرة التيار الإسلامي من جيل الشباب الآن ليسوا من أبناء جيل الصحوة الأول أصلاً؛ وإنما نبت جيل الشباب الحالي بالدعوة لا بالولادة لأبوين ملتزمين.
الثاني: أن جيل التمكين الأول في الإسلام لم ينشأ هذه النشأة بل نشأ في بيئة منحرفة ضالة جاهلية فأصلحهم الله بالرسالة والنبوة، وختم النبوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم وترك لهم الوحي قرآناً وسنة يصلحون به أنفسهم لا يحجز الرجل عن أن يصلح نفسه ويهديها حاجز، ولا يحوجه صلاح النفس إلا إلى الصبر والعزيمة المحوطين بتوفيق الله.
لا أقول هذا لأقلل من أثر التنشئة الأسرية، وإنما لأقضي على أسطورة جعلها سبباً كافياً يقيمه الناس من أنفسهم مقام معصوم الشيعة ومهدي السنة يتلهون بانتظاره عن العمل للدين وإصلاح النفس ويغفلون بسببه عن أن الله يجري النصر على من أقام دينه سواء نشأ في بيت ملتزم أو في حانة سكارى.