إبتسام صالح عوقل
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر قراءةسورة الكهف يوم الجمعة نور بين الجمعتين
وفي آخرهاورد قول الله تعالى : (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْل َأَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)
و بما أنها من أكثر السور قراءة بعد الفاتحة فوجدت فيها من العلم الغزير ما لا أحصيه ولا أتذكره إلا حين قراءتها
و مما استوقفني فيها المقارنة التي دخلت في نفسي ببرنامج جوجل ايرث !
برنامج جوجل ايرث هو أيقونة في الكمبيوتر و الموبايل لا نعير لها الكثير من الاهتمام حاليا , لكن ربما استهوى هذاالبرنامج الكثيرين حين صدوره! ولكن عن أي شيء سأتحدث و بم سأقارنه , فهذا هو محورحديثي.
القصة :هي قصة موسى عليه السلام والخضر والغلام .
المكان : في محيط مجمع البحرين !
فلنعرض القصة الآن وقائلها هو الله عزو جل.
نبي الله موسى عليه السلام يقول لغلامه : ( لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ), و ما الجديد إذن؟!
الجديد أنه لم يكن يمتلك خريطة للموقع و الموقع ليس به علامات مميزة فهما على الشاطئ !
لم يعرف موسى عليه السلام أنه عندمجمع البحرين لأنه شخص واقف أمام شاطئ و الشاطئ منظره واحد على طول أي بحر أو محيط( و نحن نتحدث عن زمن قديم لم تكن فيه منشآت على الشواطئ) تماماً مثل رجل في صحراء شاسعة لا يعرف أين يتجه فالصحراء منظرها واحد لمن لا يعرف تعقب الأثر.
و ظل نبي الله موسى عليه السلام وغلامه يسيران حتى تعب موسى عليه السلام و لكنه كان قد تجاوز المكان الذي قال لاأبرح أسير حتى أبلغه .
أما قائل القصة وهو الله سبحانه و تعالى فقال : ( فلما جاوزا...
و حينها ارتدا على آثار أقدامهما يقصان الطريق! و لولا ذلك لما علما طريق الرجعة أيضاً!
حين سأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم جارية: أين الله ؟ قالت : في السماء ,فقال هي مؤمنة!
حين قرأت سورة الكهف كبَشَرٍ يعرف برنامج الجوجل ايرث و ملّ من كثرة استخدامه , عرفت أن الله أكبر !
لو سألت شخصا أين المكان الفلاني في البلد الفلاني لوصفه لك وصفاً دقيقاً بناءاً على أيقونة في موبايله أو كمبيوتره.
ولكن كيف يصف لنا البرنامج أي مكان ؟
- لعلكم لاحظتم أنكم تبدأون بالكرة الأرضية من الأعلى , والله أعلى و أجل.
- تبدأون بتضييق البحث عبر خاصية الزوم ان وأيضا تبقون في سماء البلد !
- الصورة ثابتة لا تتحرك و قد تكون منذ سنتين أو ثلاث.
- ستعرف البلد من شكل الخريطة المبرمجة في عقلك إن كنت متفوقاً سابقا في مادة الجغرافيا و لربما تعرف أيضا أين تتجه في داخل البلد ( أقصد شرقا غربا جنوبا أو شمالاً)
- و بعد كل ذلك سوف ترى مبنى و شوارع عليها أسماء قد يكون كثيرها صحيحاً, وقد يكون بعضه شتائماً و بعضه قديما و بعضه يصف ذكريات الماضي!
- لن ترى شخصاً تعرفه فهذا هو حد الزوم .
- لن تسمع شيئاً لأنها صورة ثابتة.
والآن أخي القارئ هل أنا بحاجة لأن أخبرك أني كنت أقارن بين تلك الأيقونة و بين كلمة "الله أكبر".
الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر
ليس للأسباب السبعة السابقة أقول الله أكبر , بل أقول الله أكبر لأنه سمع موسى عليه السلام و غلامه قبل و بعد تجاوزهمامجمع البحرين, وكان يرى الخضر في نفس الوقت عند مجمع البحرين , بل و كان يرى كل البشر في ذات اللحظة و يسمع كلام الجميع , ليس هذا فحسب , الله أكبر لأنه يعلم مابين أيدي الناس في كل لحظة , ويعلم ما خلفهم أيضا ً! الله أكبر!
الله أكبر هو في السماء بلا شك , الله أكبر ولا أقارن ذلك ببرنامج صغير في الموبايل. و لكني استصغرت نفسي وأنا أتخيل النظرةمن خالق هذا الكون لنا... كلنا لا شيء في ملكوته , و لكننا خلقه سبحانه و تعالى وهو القائل : ( و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون )