جواهر ثمينة للشيخ عبدالعزيز بن باز ..تفسير آيات من سورة آل عمران الآية (100 إلى 115)

أسد الصمد

New member
إنضم
07/05/2004
المشاركات
25
مستوى التفاعل
0
النقاط
1

بسم الله الرحمن الرحيم

إكمالا للسلسلة الفريدة
نفح العبير من دروس الشيخ العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز في التفسير

ومع دراري مضيئة
و تحف نفيسة
تأملات قرآنية
من جواهر الشيخ العلامة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى
وأسكنه فسيح جناته
ومع درس من دروس سماحته

[glow=FF0099]درس في تفسير آيات من سورة آل عمران [/glow]
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ (108) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (109) كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112) لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)

قــــال اسد السنة رحمه الله ::


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن إهتدى بهداه
أما بعد
فاشكر الله جل وعلا على ما منّ به من هذا اللقاء مع أخوة في الله عز وجل للتناصح والتواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى وأسأله سبحانه أن يجعله لقاء مباركاً
وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا
وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شرور أنفسنا ومن سئيات أعمالنا
وأن ينصر دينه ويعلي كلمته
وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا
وأن يولي عليهم خيارهم وأن يصلح قادتهم
وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد إلى كل خير وأن يعينهم على كل خير
وأن يصلح لهم البطانة وأن ينصر بهم الحق
وأن يعيذهم من بطانة السوء إنه جل وعلا جواد كريم
وقد سمعنا جميعا هذه الآيات المباركات التي تلاها الأخ في الله من سورة آل عمران وفيها العضة والذكرى وكل كتاب الله فيه العضة والذكرى
يقول جل وعلا
( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
ويقول سبحانه
( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29) )
ويقول سبحانه قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء
ويقول جل وعلا وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
ويقول جل وعلا كتابا أنزلناه إليه لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد

وكتاب الله فيه إخراج الناس من الظلمات إلى النور
فيه توجيههم إلى الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة والسيرة والحميدة وتحذيرهم و ترهيبهم من ضد ذلك

فجدير بكل مؤمن وبكل مؤمنه أن يتدبر كتاب الله
وأن يتعقل كتاب الله
و أن يستفيد من كلام الله عز وجل
فإن في ذلك السعادة في الدنيا والآخرة وصلاح القلوب والأعمال
وهذه من نعم الله على العباد أن أنزل كتابه القرآن العظيم الذي فيه الهدى والنور في بيان طريق السعادة وطريق الشقاوة و طريق الهدى و طريق الضلال
فالواجب على المكلفين
أن يعنوا بهذا الكتاب
وأن يتدبروه
وأن يتعقلوه
وأن يمتثلوا أوامره
و ينتهوا عن نواهيه
وأن يقفوا عند حدوده
فإن فيه الهدى والشفاء

يقول جل وعلا في ما سمعتم (يا أيها الذين آمنوا ) يخاطب أهل الإيمان من رجال ونساء من عرب وعجم من جن وإنس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) أهل الكتاب هم اليهود والنصارى
كثير منهم كما عبر عنهم سبحانه بفريق
دعاء للضلالة ما يسكتون
دعاة للجحيم
فإذا أطاعهم المسلمين هلكوا فلهذا قال إن تطيعوا
وفي الآية الأخرى يقول جل وعلا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149)
جمهور الكفرة أعداء
طاعتهم فيها الهلاك
لكن إذا أمروا بشيء فيه مصلحه يقبل
شيء طيب ينفع الناس ويقبل ممن جاء به
ولكن الغالب عليهم أنهم دعاة للضلالة ودعاة للهلاك
ولهذا في آية آل عمران ( فَرِيقاً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) يدل على أن بعضهم ليس كذلك
وفي الآية الأخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا.. ) فعمم الكفرة لأن الغالب عليهم الدعوة إلى الباطل والغالب عليهم الدعوة ضد الحق
والواجب التحرز منهم
والحذر أن لا يستجاب لهم إلا في الشيء الذي يعلم أنه نافع ومفيد .....

......
إلى هنا ينتهي الجزء الأول
ومازال للمورد العذب ..بقية
نسأل الله أن يوفقنا إلى كل ما يحب و يرضى
يليه إن شاء الله الجزء الثاني


 
عودة
أعلى