جواز وضع القرآن والأدعية نغمات للجوال

إنضم
22/03/2012
المشاركات
288
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
القاهرة
سئل الشيخ ابن جبرين كما ورد في كتاب "ثمرات التدوين من فتاوى سماحة الشيخ ابن جبرين"، خرج أحاديثه د. طارق بن محمد بن عبد الله الخويطر، ج2، ص330، دار كنوز إشبيليا-
عن موضوع يهم الكثيرين.

س226: ما حكم وضع القرآن والأدعية نغمات للجوال؟
‏‏الجواب: نرى أن ذلك جائز؛ لما فيه من الفائدة بسماع الآيات القرآنية أو الأدعية المفيدة ‏بدلا من ضربات الأجراس، وبدلا من نغمات الأغاني. وعلى الشخص إقفال الجوال إذا دخل به المراحيض وبيوت التخلي.
 
كيف ذلك وقد تقطع الكلمات القرآنية ، فضلا عن الوقوف الفاسدة ؟ ! !
 
لا ينبغي أن تجعل آيات القرآن الكريم المسجلة نغمات للهاتف الجوال، أو فواصل انتظار للمكالمات ؛ لأن هذا ينافي حرمة القرآن وما نزل لأجله،إلى جانب أنها يمكن أن تتلى في أماكن قضاء الحاجة، وربما كره المتصل سماعها في بعض الأوقات، أضف إلى ذلك أن هذه الآيات لا تسمع كاملة، بل قد تقطع على موضع يقبح الوقوف عليه([1]).

http://vb.tafsir.net/tafsir32274/#_ftnref1([1]) وبذلك أفتى مجمع الفقه الإسلامي" التابع لرابطة العالم الإسلامي، في دورته التاسعة عشرة.
 
فضلا عما ذكر في المداخلات السابقة من كون ذلك:
مظنة لامتهان القرآن الكريم.
ولمنافاته حرمة القرآن وما نزل لأجله.
إلى جانب أنها يمكن أن تتلى في أماكن قضاء الحاجة.
ولربما كره المتصل سماعها في بعض الأوقات.
كما أن هذه الآيات لا تسمع كاملة، بل قد تقطع على موضع يقبح الوقوف عليه.
إضافة إلى جميع هذا يقال:
إن انتباه المتَّصل عليه محصور حال الاتصال بالمُتصل من هو؟ بما يَجعلُه بعد ذلك غير منتبه، ولا مبال بما يُسمع من القرآن الكريم، وهذا خلاف المقصد الذي به أجاز الشيخ رحمه الله ذلك، ألا وهو الاستفادة من سماع الآيات، كما أنه مناف لعموم قوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
كما أن جواز ذلك فيه جواز جعل القرآن الكريم وسيلة للتنبيه على أمر دنيوي، وقد ذكر بعض الفقهاء كالنووي في التبيان، وغيرِه -أي غير التبيان-، وغيرِه -أي غير النووي-، كراهة قراءة القرآن الكريم لقصد تنبيه الآخرين إلى ما هم عليه من أحوال الدنيا، كم يقرأ قوله تعالى {خذ الكتاب بقوة} لمن أبصر مصحفا سيقع، أو يُعبث به، لتنبيه الجالس بجواره.
أو أن يرد على مستأذن بقوله تعالى {ادخلوها بسلام آمنين}، وغير ذلك.
وآخر كلام الشيخ رحمه الله عند قوله "وعلى الشخص إقفال الجوال إذا دخل به المراحيض وبيوت التخلي" دال على ما ذلك من امتهان للقرآن الكريم والأذكار باتخاذها في تلك المواضع، فإذا اتفقنا على ذلك فيقال:
إقفال الجوال في كل مرة غير متحصل إلا من مستذكر، واستدامة ذلك غير متأكدة.
ويتأزم الحال ما إن رن الهاتف حال قضاء الحاجة وذلك يشوش الحال، وهو مناف لمقصد قوله صلى الله عليه وسلم في حديث بول الأعرابي في المسجد (دعوه لا تزرموه)، فيخشى على من كان على تلك الحال أن يضطرب فيصيب ثوبه أو بدنه بشيء من النجاسة.
كما أن قوله صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) قاض بضرورة ترك هذا الأمر رأسا حذرا من الوقوع في ما يحظر، وترك الشبهات مما يصون العرض والدين لقوله صلى الله عليه وسلم (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.
 
عودة
أعلى