د محمد الجبالي
Well-known member
محاورة نحوية لطيفة مع الدكتور: محمد الشُّرباني
موضوعها:
هل يجوز الفصل بين اسم الاستفهام (ما، مَن، أين) وبين ما بعده بضمير الفصل كمثل قول البعض:
- ما هو مقدار الزكاة؟
- من هو رئيس القرية؟
- أين هو ذلك الرجل؟
رأى د. الشرباني: أنه أسلوب ركيك،
وأنا أتفق معه في ذلك.
وكانت نقطة البحث والمناقشة:
أيجوز إقحام الضمير بعد (ما، من، أين) أم لا يجوز؟
ورأى د. الشرباني أن البعض يقولون: لا يجوز، وكأنه يميل لهذا الرأي.
وانتهينا على أن نبحث في هذه المسألة:
يجوز الفصل بالضمير أم لا يجوز
ولقد نظرتُ في كثير من كتب النحو، قديمها وحديثها فلم أجد منهم من اِلْتَفَتَ لإقحام الضمير بعد (ما، مَن، أين).
وإني سأجتهد برأيي وأسأل الله السداد:
أولا: لقد مَرَّ بي حادثة لطيفة:
حَدَثَتْ معي منذ ما يقرب من 30 سنة، كنتُ معلما جديدا للغة العربية بمدرسة إعدادية، حيث اجتمع بنا نحن معلمي اللغة العربية مُوَجِّهُ المادة المسئول، وكان ذا خبرة وعلم بالنحو، فقال: لقد لاحظتُ أن بعضكم يفصل بين (ما) وما بعدها بالضمير (هو)، وهذا ليس من الفصاحة، الأفصح ترك الضمير.
قال: الأفصح، ولم يقل خطأ، أو لا يصح.
ثانيا: تأملوا معي حين تسأل شخصا ما:
- ما هو؟
- من هو؟
- أين هو؟
لا أحد يستطيع أن يقول هذا أسلوب ركيك لوجود الضمير؛ وذلك لأن الشخص المسئول يعلم عَمَّاذا تسأل، ولعلكم تلاحظون أن الأسئلة الثلاثة السابقة فيها لفظ محذوف مُقَدَّر يعود عليه الضمير ويعرفه الشخص المسئول.
فإن صَحَّت هذه الأسئلة فهذا يبيح لنا أن نجيز إظهار اللفظ المحذوف المقدر في مواطن أخرى.
ثالثا: في بعض الأحوال:
قد يحتاج المستمع لهذا الضمير الذي بعد (ما، من) مثل:
- إذا كان المخاطب ضعيفا في اللغة العربية، ويحتاج إلى وضوح المسئول عنه فالضمير يفعل ذلك، ويُعين على تقريب المعنى له.
رابعا: أحد أحكام ضمير الفصل أنه حرف زائد لا محل له من الإعراب:
وهذا يقع على الضمير بعد (ما، من).
خامسا: عدم التفات علماء النحو قُدَامَى ومُحدَثين* -بحسب علمي- لتلك المسألة:
ومِن غير المعقول أنها لم تَمُر على أسماعهم خاصة المحدثين.
سادسا: الاحتجاج بآيات من القرآن:
أما نحو ما جاء في القرآن من مثل قول الله تعالى:
ومن هنا فإني أرى أن ذكر الضمير بعد اسم الاستفهام (ما، من، أين) جائز، لكن الأفصح هو عدم ذكره.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
موضوعها:
هل يجوز الفصل بين اسم الاستفهام (ما، مَن، أين) وبين ما بعده بضمير الفصل كمثل قول البعض:
- ما هو مقدار الزكاة؟
- من هو رئيس القرية؟
- أين هو ذلك الرجل؟
رأى د. الشرباني: أنه أسلوب ركيك،
وأنا أتفق معه في ذلك.
وكانت نقطة البحث والمناقشة:
أيجوز إقحام الضمير بعد (ما، من، أين) أم لا يجوز؟
ورأى د. الشرباني أن البعض يقولون: لا يجوز، وكأنه يميل لهذا الرأي.
وانتهينا على أن نبحث في هذه المسألة:
يجوز الفصل بالضمير أم لا يجوز
ولقد نظرتُ في كثير من كتب النحو، قديمها وحديثها فلم أجد منهم من اِلْتَفَتَ لإقحام الضمير بعد (ما، مَن، أين).
وإني سأجتهد برأيي وأسأل الله السداد:
أولا: لقد مَرَّ بي حادثة لطيفة:
حَدَثَتْ معي منذ ما يقرب من 30 سنة، كنتُ معلما جديدا للغة العربية بمدرسة إعدادية، حيث اجتمع بنا نحن معلمي اللغة العربية مُوَجِّهُ المادة المسئول، وكان ذا خبرة وعلم بالنحو، فقال: لقد لاحظتُ أن بعضكم يفصل بين (ما) وما بعدها بالضمير (هو)، وهذا ليس من الفصاحة، الأفصح ترك الضمير.
قال: الأفصح، ولم يقل خطأ، أو لا يصح.
ثانيا: تأملوا معي حين تسأل شخصا ما:
- ما هو؟
- من هو؟
- أين هو؟
لا أحد يستطيع أن يقول هذا أسلوب ركيك لوجود الضمير؛ وذلك لأن الشخص المسئول يعلم عَمَّاذا تسأل، ولعلكم تلاحظون أن الأسئلة الثلاثة السابقة فيها لفظ محذوف مُقَدَّر يعود عليه الضمير ويعرفه الشخص المسئول.
فإن صَحَّت هذه الأسئلة فهذا يبيح لنا أن نجيز إظهار اللفظ المحذوف المقدر في مواطن أخرى.
ثالثا: في بعض الأحوال:
قد يحتاج المستمع لهذا الضمير الذي بعد (ما، من) مثل:
- إذا كان المخاطب ضعيفا في اللغة العربية، ويحتاج إلى وضوح المسئول عنه فالضمير يفعل ذلك، ويُعين على تقريب المعنى له.
رابعا: أحد أحكام ضمير الفصل أنه حرف زائد لا محل له من الإعراب:
وهذا يقع على الضمير بعد (ما، من).
خامسا: عدم التفات علماء النحو قُدَامَى ومُحدَثين* -بحسب علمي- لتلك المسألة:
ومِن غير المعقول أنها لم تَمُر على أسماعهم خاصة المحدثين.
سادسا: الاحتجاج بآيات من القرآن:
أما نحو ما جاء في القرآن من مثل قول الله تعالى:
- (القارعة ما القارعة)
- (الحاقة ما الحاقة)
- (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة)
- (وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة)
ومن هنا فإني أرى أن ذكر الضمير بعد اسم الاستفهام (ما، من، أين) جائز، لكن الأفصح هو عدم ذكره.
والله أعلم
د. محمد الجبالي