جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها

إنضم
17/04/2005
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم.
معرفة جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها ، من آداب قراءة القرآن، ونوع من أنواع علوم القرآن التي يذكرها المصنفون في علوم القرآن أو في فضائل القرآن.
والمقصود من هذه المعرفة:
الآيات التي يطلب فيها البارئ سبحانه وتعالى شهادة لحكمه، أو جوابا لسؤاله، أو ردا على قوله.
وقد تكون الآيات طلباً أو استفهاماً.
وقد تكون وعدا أو وعيدا.
وقد تكون قصة أو خبراً.

من أمثلة ذلك المشهورة:
الاستعاذة بالله من النار إذا ورد ذكرها.
وسؤاله الجنة إذا ورد ذكرها.
وقول: آمين بعد قوله تعالى (ولا الضالين)
وقول: الله رب العالمين بعد قوله تعالى (فمن يأتيكم بماء معين)على ما ذكر السيوطي ولم أجد مستنده إلى الآن.
وقول: بلى ، بعد قوله تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى) ..الخ.

وقد كان أول من علمتُه نوه بذكر هذه الآداب، ودعا للأخذ بها، ونبه على فضيلتها - من المصنفين - الإمام الجامع لأشتات الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي رحمه الله تعالى ، حيث أفرد هذه المعرفة باباً على حيالها في كتابه المشهور: فضائل القرآن.
ثم اقتدى به من جاء بعده ممن صنّف في الفضائل وعلوم القرآن وآداب القراءة.
كالحافظ أبي العباس جعفر المستغفري في فضائل القرآن من تصنيفه، والشيخ محي الدين النووي في مصنفه المسمى: التبيان في آداب حملة القرآن، والعلامة السيوطي في كتابه الحافل: الإتقان في علوم القرآن، وغيرهم كثير .
ولأهل الحديث والأثر مشاركة في ذلك، إذ خرجوا هذه الأحاديث في مصنفاتهم، غالباً ضمن كتاب الصلاة.
وللفقهاء تنبيه وإرشاد إلى هذه الفضائل في كتبهم في الأبواب التي تختص بالقراءة وأحكامها.

وقد سمى الإمام أبو عبيد هذا النوع من علوم القرآن في كتابه فضائل القرآن: الجواب عند الآية والشهادة لها، حيث قال: باب ما يستحب لقارئ القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها .
وتبعه على هذه التسمية الحافظ المستغفري في فضائله، فقال: باب ما يستحب للقارئ من الجواب والشهادة.
وأما البيهقي فقد ذكر هذه الآداب في كتابه العجاب الجامع لشعب الإيمان ، وسمى هذه المعرفة: فصل في الاعتراف لله تعالى بما يخبر به عن نفسه .

ولا أعلم بحسب اطلاعي المتواضع من أفرد هذه الآيات في كتاب مستقل ، اللهم إلا رسالة لمحدث الهند سيد نذير حسين الملقب : (بشيخ الكل في الكل) لا تتجاوز أربع ورقات ذكر فيها المشهور من هذه الآيات، لم أطلع عليها لكن أخبرني بها بعض مشايخ الهند الثقات، فيكون قصب السبق في تأليف ههذا الفضائل امتيازا له.

وقد فسر بعض أهل العلم ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره - بسند ضعيف -
: من قرأ القرآن فليسأل الله به، أنه التزام هذه الآداب، والأخذ بتلك الفضائل، في قول آخر في تفسيره.

قال ابن العربي: ( من قرأ القرآن فليسأل الله به )، أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة ، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، أو بآية عقوبة فيتعوذ إليه بها منها، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة، وينبغي أن يكون الدعاء في أمر الآخرة وإصلاح المسلمين في معاشهم ومعادهم اهـ.
وقال العلامة المناوي في فيض القدير: (من قرأ القرآن فليسأل الله به) بأن يدعو بعد ختمه بالأدعية المأثورة، أو أنه كلما قرأ آية رحمة سألها أو آية عذاب تعوذ منه ونحو ذلك ، (فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس) قال النووي : يندب الدعاء عقب ختمه وفي أمور الآخرة آكد أهـ.
وقد قيل ايضا إن الاتيان بهذه المسنونات من تلاوة القرآن حق تلاوته:
فذكر القرطبي وابن كثير في تفسير قوله(يتلونه حق تلاوته): عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: هم الذين إذا مروا بآية رحمة سألوها من الله، وإذا مروا بآية عذاب استعاذوا منها أهـ.
وقد وجدت هذا الخبر مسندا في تفسير ابن أبي حاتم : حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، وعبد الله بن عمران الأصبهاني، قالا: ثنا يحيى بن يمان، ثنا أسامة بن زيد، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب: ( يتلونه حق تلاوته) ، قال: إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار.


والله الموفق
 
مناسبة هذا المقال وقوفنا على عتبات شهر القرآن والصيام.
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، وأعاننا فيه على الصيام والقيام، ومن علينا الرحمن بعتق من النيران، وعلى جميع المسلمين.
آمين.
 
ذكر في الجلالين أن من السنة إذا قرأ القارئ آخر سورة تبارك (فمن يأتيكم بماء معين ) أن يقول: الله رب العالمين كما ورد في الأثر.
فمن وقف على هذا الاثر من الاخوة فليطلعنا عليه بارك الله في الجميع.
 
عودة
أعلى