وأعني بسؤالي في كتاب مكتوب أني لا أريد تفسيرا لقول متقدم بأنه يفيد الإثبات بل من هو أول عالم صرّح بأن السلف "يثبتون" ظاهر الصفات؟ لأن معرفة من هو أول من قال ذلك في كتاب مكتوب تخلصنا من إسقاطات تفسير المتأخرين على أقوال السلف والمطابقة بينها.
وجدت نقولات تفيد ما طلبت حضرتك في كتاب " خلق أفعال العباد " لمحمد بن إسماعيل بن بردزبة المعروف بالبخاري صاحب صحيح البخاري .
ذكر لأقوال محمد بن إسماعيل البخاري صاحب " صحيح البخاري " رحمه الله ، في كتابه المعروف باسم " خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل " ، والتي - أي هذه الأقوال المُقتَبَسة بالنص من هذا الكتاب - فيها نصرة لعقيدة السلف الصالح التي يتبعها السلفية الذين يُطلَق عليهم " الوهابية والتيمية والحشوية " ، وذلك رداً على أصحاب العقيدة الأشعرية الماتريدية الباجورية في ادَّعائهم أن عقيدتهم هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وسأذكر هذه الأقوال المقتبسة من كتاب البخاري السابق ذكر اسمه تباعاً بالترتيب الوارد في هذا الكتاب ذاكراً رقم القول بحسب الترقيم الوارد في هذا الكتاب ، وخوفاً من أن يختلف الترقيم من طبعة لأخرى - وهو احتمال لا أعرف إن كان وارد أم غير وارد - ، فسأقوم بإذن الله بذكر الباب الذي ورد فيه هذا القول ، ذلك أنني إن كنت لا أدري ما إذا كان ترقيم الأقوال من فعل الإمام البخاري في كتابه أم هو داخل عليه ، إلا أنني متأكد تماماً أن التبويب في هذا الكتاب هو من فعل البخاري ، لذلك لن أكتفي بذكر رقم القول في الكتاب لكن أذكر قبله الباب الوارد فيه اعتماداً على تبويب البخاري، ولن أذكر الباب قبل كل قول ، بل أذكره مرة واحدة ، بمعنى أنه لو ورد عدة أقوال متتالية تحت باب واحد فلن أذكر الباب قبل كل قول منهم على حدة بل أذكر اسم الباب ثم أسرد ما ورد تحته من أقوال بحسب أرقامهم كما ورد في الكتاب فاذكر اسم الباب وتحته القول رقم (97) و القول رقم (101) والقول رقم (115) فرغم أن هذه الأقوال ليست متتابعة بل بينها أقوال لم أذكرها - لأنها لا تعنيني في موضوعنا الآن - إلا أن كلها وردت تحت نفس الباب ، بحسب تبويب البخاري كما قلت سابقاً، ونبدأ إن شاء الله :
باب ما ذكر أهلُ العلم للمُعَطِّلة الذين يريدون أن يُبَدِّلوا كلام الله عز وجل :
1) القول رقم (13) : وقال ابن المبارك : لا نقول كما قالت الجهمية : إنه في الأرض هاهنا ، بل على العرش استوى
2) القول رقم (14) : وقيل له : كيف نعرف ربنا ؟ قال : فوق سماواته على عرشه
3) القول رقم (18) : وقال سعيد بن عامر : الجهمية شَرٌّ قولاً من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان : أن الله تبارك وتعالى على العرش ، وقالوا هم : ليس على العرش
4) القول رقم (61) في إثبات صفة النزول : وقال الفُضَيْل بن عياض : إذا قال لك جهمي : أنا أكفُر بربٍّ يزول عن مكانه ، فقل : أنا أُؤمِن بربٍّ يفعل ما يشاء .
5) القول رقم (64) وقال ضَمْرة بن ربيعة عن صَدَقة : سمعت سليمان التيمي يقول : لو سُئِلتُ عن الله تبارك وتعالى لقلتُ : في السماء . فإن قال : فأين كان عرشه قبل السماء ؟ لقلت : على الماء . فإن قال : فأين كان عرشه قبل الماء لقلت : لا أعلم .
6) القول رقم (67) : وقال محمد بن يوسف - من شيوخ البخاري - : مَن قال : إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومَن زعم أن الله لم يُكَلِّم موسى فهو كافر
7) القول رقم (98) : وقال ابن عباس رضي الله عنه : لما كَلَّم اللهُ موسى كان النداءُ في السماء، وكان الله في السماء
8) القول رقم (105) : وقال جُبَيْر بن مُطعِم عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله على عرشه فوق سماواته، وسماواتُه فوق أرضِه مثلُ القبة "
9) القول رقم (106) : وقال ابن مسعود في قوله : (ثم استوى على العرش) السجدة : 4 ، قال : العرشُ على الماء ، والله فوقَ العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه
باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بكلمات الله لا بكلام غيره :
10) القول رقم (477) على لسان البخاري نفسه : " وأن الله عز وجل ينادي بصوت يسمعه مَن بَعُد كما يسمعه مَن قَرُب، فليس هذا لغير الله جل ذكره "
11) القول رقم (480) : قال رسول الله : " يحشر اللهُ العبادَ فيُناديهم بصوت يسمعُهُ مَن بَعُد كما يسمعُهُ مَن قَرُب : أنا الملك أنا الديان ، لا ينبغي لأحد مِن أهل الجنة أن يدخل الجنة ، وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمَة "
قال عبد الله بن المبارك (المتوفى 180 هجري): «نعرف ربنا عز وجل فوق سبع سمواتٍ على العرش، بائن من خلقه بِحَدٍّ، ولا نقول كما قالت الجهمية: ها هنا، وأشار بيده إلى الأرض»
رواه عبدالله بن الإمام أحمد في السنة(1/111، 175، 307)، والبيهقي في الأسماء والصفات(2/335)، وابن عبدالبر في التمهيد(7/142)، وابن قدامة في إثبات صفة العلو(ص/117-118)، والذهبي في العلو(ص/149) وإسناده صحيح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية-كما في مجموع الفتاوى(5/184)-: «وهذا مشهور عن ابن المبارك، ثابتٌ عنه من غير وجه».
انظر تفسير الطبري: جامع البيان ت شاكر (21/ 23) في آية " بل عجبت ويسخرون " قال الطبري:
" والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيبا القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟ قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكل واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركون بما قالوه.
فإن قال: أكان التنزيل بإحداهما أو بكلتيهما؟ قيل: التنزيل بكلتيهما. فإن قال: وكيف يكون تنزيل حرف مرتين؟ قيل: إنه لم ينزل مرتين، إنما أنزل مرة، ولكنه أمر صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يقرأ بالقراءتين كلتيهما، ولهذا مَوضع سنستقصي إن شاء الله فيه البيان عنه بما فيه الكفاية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. " انتهى كلام الطبري
أرجو ألا أكون أسأت فهم حضرتك وأتيت بشئ يغاير ما طلبت .