أبو فهر السلفي
New member
- إنضم
- 26/12/2005
- المشاركات
- 770
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..
فسبيل تقرير ما تضمنه عنوان هذا الموضوع يرجع إلى بابين:
الأول : بيان مرادنا بالعربية والحديث..
والثاني: تعليل كونهما في المنزلة التي وصفنا..
أما العربية فتُدرس كما يقول المحدثون عبر أربعة مستويات وإن شئت فقل: محاور...
المستوى النحوي.
المستوى الصرفي.
المستوى الصوتي.
المستوى الدلالي.
وهجر العربية والتقصير في رعايتها في زماننا هذا وفي الأزمنة قبله بصورة أقل =يُمثله حصر العربية –اهتماماً واشتغالاً-في المستويين النحوي والصرفي..والاهتمام بالمستوى الصوتي من قبل علماء التجويد فحسب..
أما المستوى الدلالي فهُجر أيما هجران وقصر الناس في رعايته أيما تقصير..
والمراد بالمستوى الدلالي هو النظر في ألفاظ العربية وما تدل عليها من المعاني عند المتكلمين بها..
وهذا المحور من محاور دراسة العربية هو أجل ما يعتني به المجتهد والباحث عن تفسير كلام الله وكلام رسوله،والبون من جهة الأهمية بينه وبين باقي محاور دراسة العربية= شاسع جداً وأقرب المحاور إليه من جهة الأهمية هو الصرف لا النحو كما يظن الناس..
والفقه في العربية عبر مستواها الدلالي هو جناح المجتهد الذي لا ينبغي أبداً أن يهيض أو يضعف؛إذ هو الاشتغال بلسان العرب قوم النبي (ص) وما كانت تدل عليه الألفاظ عندهم من المعاني والاستعانة بذلك على تفسير كلام الله وكلام رسوله..
وللتمكن من هذه الآلة طريقان لابد من سلوكهما معاً:
الأول: إدامة النظر في كتب المعاجم مع التنبه إلى التالي:
في المعاجم رواية ورأي فاحذر أن تضع أحدهما موضع الآخر
ليس أئمة العربية المنقول عنهم على درجة واحدة من الثقة والضبط.
المعاجم تخلط المعاني المولدة للفظ بغيرها من المعاني ولا تُمحض معاني الألفاظ عند العرب قوم النبي (ص) وحدها،بل تخلطها بمعاني تلك الألفاظ عند غيرهم ممن بعدهم.
الثاني: إدامة الاطلاع والاستكثار من النظر في شعر عرب الجاهلية ومن بعدهم إلى رأس المائة الهجرية،وأن يكون هذا الاطلاع بعين يقظة وبصر نافذ.يعرف الألفاظ والمعاني التي كانت العرب قوم النبي (ص) تستعمل هذه الألفاظ للدلالة عليها...
واعلم أن هذا هو السبيل إلى تمحيص كثير من ركام التقريرات الأصولية واللغوية المتصلة بمنهج الاستنباط والتشريع وغير ذلك من الأبواب المتصلة بتفسير كلام الله وكلام رسوله.
واعلم أنه بمقدار استكثار الواحد منا من العربية بهذا المعنى بمقدار ما يحسن ويصيب في تفسير كلام الله وكلام رسوله..
أما الحديث..
فمرادنا به هنا أصول نقد الروايات وتمحيصها ،والبصر بالحكم على الأسانيد والمتون جميعاً...حتى يكاد يدخل في ذلك قراءات القرآن نفسها وأصول نقدها..
ولعلك قد أنكرت نفسُك أنا عددنا هذا مما قصر فيه طلبة العلم،وأنت إنما جرك إلى هذا الإنكار ما تراه من الكثرة الكاثرة المتزرين بإزار علم الحديث..
وأقول لك : لا تُنكر علي يا صاحبي..
ففي هذه الكثرة الكاثرة من الخلل المنهجي في دراسة هذا العلم ما لم ينج منه إلا أقلهم ،ومن صور هذا الخلل:
قلة الاحتفال بالتفريق بين مناهج أهل العلم في نقد المروايات،وأحسنهم حالاً من يُفرق بين طبقة سماها هم (المتقدمين)وطبقة سماهم (المتأخرين) وهل سلم هذا المفرق (؟؟) لا والله ما سلم على الرغم من كونه لم يبلغ غاية الإصابة في ذلك...
قلة الاحتفال بنقد الإسناد ورعايته في المنقولات غير المرفوعة وقد أفردنا هذا بموضوع.
قلة الاحتفال بنقد المتون والرجوع في نقدها غالباً إلى علل تُلتمس في الاسناد..فأصبح نقد المتن عندهم شئ نظري ليس له في واقعهم العملي إلا أمثلة قليلة وعندي أنه لولا وقوفهم على من علل هذا المتن قبلهم لما عللوه..
قلة الاحتفال بتحرير اللفظ المعين الذي قاله النبي (ص) من بين الألفاظ التي رواها الثقات مادام ليس في هذه الألفاظ لفظ شاذ وليس بينها تضاد في المعنى..وعندي أن الاشتغال بتتحرير ذلك باب عظيم من أبواب العلم والأمانة في نقل الدين.
الجرأة على الحكم على الروايات قبل استيفاء جمع طرقها وقبل النظر في فقهها،وعندي أن معرفة أقوال الفقهاء في فهم الحديث مما يعين على الحكم على إسناده ومتنه..
الظن أن كل رواية قالها النبي (ص) قد وصلتنا في زماننا هذا ، وأن كل قول عالم قد وصلنا في زماننا هذا ،وهذا يجر إلى خلل كبير في العلم وفي الفهم عن أهل العلم..
قلة الاحتفال بالموقوفات والمقطوعات،والاستعانة بمضامينها في معرفة عرف التشريع وما هو الأليق بنسبته للنبي (ص)..
وبين ظاهر أنه ما كل الناس يجمع كل هذا الخلل في نفسه ،وإنما هي سمات توجد في البعض وتخفي في البعض وتوجد واحدة وتغيب أخرى..
أما لماذا كان هذان الجناحان هما الجناحان لا غيرهما(؟؟)
فاعلم –هديت للرشد-أن الخطأ العلمي والمنهجي إنما يدخل على المجتهد من بابين اثنين:
الأول: أن يدخل عليه الخلل بسبب تصديق الكذب،والكذب هنا هو كل مالم يكن...
الثاني: أن يدخل عليه الخلل بسبب الخطأ في تفسير الصدق.
ولا عصمة –إن طلبت العصمة-من تصديق الكذب إلا بالحديث واتقان أصول نقد الأخبار..
ولا عصمة من الخطأ في تفسير الصدق إلا بمعرفة العربية على الوجه الذي ذكرناه قبل..
فإذا استوفى الناظر هذان فقد استوفى جناحي الاجتهاد ولايبقى عليه بعد ذلك إلا حسن التأتي في الاستدلال وموافقة الدليل للدعوى ،وهو الذي يطلب له البعض علم المنطق ..وعندنا أنه لا المنطق ولا غيره ينفع في هذا فهذا خلل لا ينجو منه أحد حتى أئمة الفقه ويحتاج إلى قدر كبير من الذكاء الشخصي المحلى بالصبر والأناة والروية مجلل كل ذلك بتوفيق الله عز وجل...
فسبيل تقرير ما تضمنه عنوان هذا الموضوع يرجع إلى بابين:
الأول : بيان مرادنا بالعربية والحديث..
والثاني: تعليل كونهما في المنزلة التي وصفنا..
أما العربية فتُدرس كما يقول المحدثون عبر أربعة مستويات وإن شئت فقل: محاور...
المستوى النحوي.
المستوى الصرفي.
المستوى الصوتي.
المستوى الدلالي.
وهجر العربية والتقصير في رعايتها في زماننا هذا وفي الأزمنة قبله بصورة أقل =يُمثله حصر العربية –اهتماماً واشتغالاً-في المستويين النحوي والصرفي..والاهتمام بالمستوى الصوتي من قبل علماء التجويد فحسب..
أما المستوى الدلالي فهُجر أيما هجران وقصر الناس في رعايته أيما تقصير..
والمراد بالمستوى الدلالي هو النظر في ألفاظ العربية وما تدل عليها من المعاني عند المتكلمين بها..
وهذا المحور من محاور دراسة العربية هو أجل ما يعتني به المجتهد والباحث عن تفسير كلام الله وكلام رسوله،والبون من جهة الأهمية بينه وبين باقي محاور دراسة العربية= شاسع جداً وأقرب المحاور إليه من جهة الأهمية هو الصرف لا النحو كما يظن الناس..
والفقه في العربية عبر مستواها الدلالي هو جناح المجتهد الذي لا ينبغي أبداً أن يهيض أو يضعف؛إذ هو الاشتغال بلسان العرب قوم النبي (ص) وما كانت تدل عليه الألفاظ عندهم من المعاني والاستعانة بذلك على تفسير كلام الله وكلام رسوله..
وللتمكن من هذه الآلة طريقان لابد من سلوكهما معاً:
الأول: إدامة النظر في كتب المعاجم مع التنبه إلى التالي:
في المعاجم رواية ورأي فاحذر أن تضع أحدهما موضع الآخر
ليس أئمة العربية المنقول عنهم على درجة واحدة من الثقة والضبط.
المعاجم تخلط المعاني المولدة للفظ بغيرها من المعاني ولا تُمحض معاني الألفاظ عند العرب قوم النبي (ص) وحدها،بل تخلطها بمعاني تلك الألفاظ عند غيرهم ممن بعدهم.
الثاني: إدامة الاطلاع والاستكثار من النظر في شعر عرب الجاهلية ومن بعدهم إلى رأس المائة الهجرية،وأن يكون هذا الاطلاع بعين يقظة وبصر نافذ.يعرف الألفاظ والمعاني التي كانت العرب قوم النبي (ص) تستعمل هذه الألفاظ للدلالة عليها...
واعلم أن هذا هو السبيل إلى تمحيص كثير من ركام التقريرات الأصولية واللغوية المتصلة بمنهج الاستنباط والتشريع وغير ذلك من الأبواب المتصلة بتفسير كلام الله وكلام رسوله.
واعلم أنه بمقدار استكثار الواحد منا من العربية بهذا المعنى بمقدار ما يحسن ويصيب في تفسير كلام الله وكلام رسوله..
أما الحديث..
فمرادنا به هنا أصول نقد الروايات وتمحيصها ،والبصر بالحكم على الأسانيد والمتون جميعاً...حتى يكاد يدخل في ذلك قراءات القرآن نفسها وأصول نقدها..
ولعلك قد أنكرت نفسُك أنا عددنا هذا مما قصر فيه طلبة العلم،وأنت إنما جرك إلى هذا الإنكار ما تراه من الكثرة الكاثرة المتزرين بإزار علم الحديث..
وأقول لك : لا تُنكر علي يا صاحبي..
ففي هذه الكثرة الكاثرة من الخلل المنهجي في دراسة هذا العلم ما لم ينج منه إلا أقلهم ،ومن صور هذا الخلل:
قلة الاحتفال بالتفريق بين مناهج أهل العلم في نقد المروايات،وأحسنهم حالاً من يُفرق بين طبقة سماها هم (المتقدمين)وطبقة سماهم (المتأخرين) وهل سلم هذا المفرق (؟؟) لا والله ما سلم على الرغم من كونه لم يبلغ غاية الإصابة في ذلك...
قلة الاحتفال بنقد الإسناد ورعايته في المنقولات غير المرفوعة وقد أفردنا هذا بموضوع.
قلة الاحتفال بنقد المتون والرجوع في نقدها غالباً إلى علل تُلتمس في الاسناد..فأصبح نقد المتن عندهم شئ نظري ليس له في واقعهم العملي إلا أمثلة قليلة وعندي أنه لولا وقوفهم على من علل هذا المتن قبلهم لما عللوه..
قلة الاحتفال بتحرير اللفظ المعين الذي قاله النبي (ص) من بين الألفاظ التي رواها الثقات مادام ليس في هذه الألفاظ لفظ شاذ وليس بينها تضاد في المعنى..وعندي أن الاشتغال بتتحرير ذلك باب عظيم من أبواب العلم والأمانة في نقل الدين.
الجرأة على الحكم على الروايات قبل استيفاء جمع طرقها وقبل النظر في فقهها،وعندي أن معرفة أقوال الفقهاء في فهم الحديث مما يعين على الحكم على إسناده ومتنه..
الظن أن كل رواية قالها النبي (ص) قد وصلتنا في زماننا هذا ، وأن كل قول عالم قد وصلنا في زماننا هذا ،وهذا يجر إلى خلل كبير في العلم وفي الفهم عن أهل العلم..
قلة الاحتفال بالموقوفات والمقطوعات،والاستعانة بمضامينها في معرفة عرف التشريع وما هو الأليق بنسبته للنبي (ص)..
وبين ظاهر أنه ما كل الناس يجمع كل هذا الخلل في نفسه ،وإنما هي سمات توجد في البعض وتخفي في البعض وتوجد واحدة وتغيب أخرى..
أما لماذا كان هذان الجناحان هما الجناحان لا غيرهما(؟؟)
فاعلم –هديت للرشد-أن الخطأ العلمي والمنهجي إنما يدخل على المجتهد من بابين اثنين:
الأول: أن يدخل عليه الخلل بسبب تصديق الكذب،والكذب هنا هو كل مالم يكن...
الثاني: أن يدخل عليه الخلل بسبب الخطأ في تفسير الصدق.
ولا عصمة –إن طلبت العصمة-من تصديق الكذب إلا بالحديث واتقان أصول نقد الأخبار..
ولا عصمة من الخطأ في تفسير الصدق إلا بمعرفة العربية على الوجه الذي ذكرناه قبل..
فإذا استوفى الناظر هذان فقد استوفى جناحي الاجتهاد ولايبقى عليه بعد ذلك إلا حسن التأتي في الاستدلال وموافقة الدليل للدعوى ،وهو الذي يطلب له البعض علم المنطق ..وعندنا أنه لا المنطق ولا غيره ينفع في هذا فهذا خلل لا ينجو منه أحد حتى أئمة الفقه ويحتاج إلى قدر كبير من الذكاء الشخصي المحلى بالصبر والأناة والروية مجلل كل ذلك بتوفيق الله عز وجل...