جنايات على العلم والمنهج ..(18) تضييع الغاية العظمى التي ترجى من البحث والنظر

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
جنايات على العلم.. والمنهج ..(18) تضييع الغاية العظمى التي ترجى من البحث والنظر وتعلم العلم..
بسم الله والحمد لله..
نعم فمن أعظم الجنايات على العلم والمنهج = تضييع الغاية والهدف السامي للبحث والنظر وطلب العلم .ولاشك أن هناك غاية عظمى هي الإطار الخارجي لكل عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه من طلب علم وغيره وهي: بلوغ مراضي الله ومحابه بحيث يوصل ذلك إلى الجنة والفرار من مساخط الله ومعصيته وما يبغضه وما يعقب ذلك من استحقاق النار.

لكن هناك لكل عبادة غاية عليا تختص بها ،كما إن غاية الصلاة العليا الإتيان بأركانها وواجباتها ومستحباتها على وجه التمام والكمال،وكذلك طلب العلم ليس بدعاً ،بل له غاية عليا تختص به إذا فهمتها وعقلتها أعانك ذلك أيما إعانة على طلبك للعلم وعلى فهم مرادنا بالتفنن.ولما أضاع الناس-إلا من رحم-تلك الغاية أضلتهم عن الاجتهاد والإبداع والابتكار ووقعت بهم في وهدة التقليد والتبعية والتقرير والشرح المجرد.

وهذا أوان الفحص عن تلك الغاية ؛كي لا نُسرف في وصف الباطل من غير أن ندل على الحق..

فالغاية العليا لطلب أي علم من العلوم الشرعية هي بلوغ الهدي الأول ،واللسان الأول،وأعني بالهدي الأول :معرفة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون وأتباعهم (القرون المفضلة) في هذا العلم ثم الأمثل فالأمثل بعد ذلك من الأئمة مالم يختلط كلامهم ومناهجهم بكلام ومناهج الفلاسفة والمتكلمين.

وأعني باللسان الأول: ذلك اللسان الذي عبر به الصدر الأول عن المعاني قبل أن يستبدل قوم الذي هو أدنى بالذي هو خير.

ولعل رجلاً يعجب فيقول: قد كان لمن سميتَ بعض كلام في أبواب العلم التي ندرسها اليوم ولكنهم لم يستوعبوا كل باب بالكلام وثمَ أبواب لم يطرقوها قط ..ثم هذا الصدر الأول ذاته قد اختلف أهله في كثير من مسائل العلم فأصاب بعضهم وأخطأ بعضُ،وإنما يَنْفُقُ قولك لو كانوا قد أجمعوا على شئ في أبواب العلم تلك ..أما وقد اختلفوا فأي هدي تأمرنا أن نطلب(؟؟)

ونكشف عجبه فنقول:
إن الله تبارك وتعالى بعث نبيَه بالهدى ودين الحق فكان فرقاناً فرق الله به بين الحق والباطل،فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم اشتد الناس في طلب الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فكان من هذا الحق أبواباً بُينت بياناً ظاهراً لا عذر لأحد في الإعراض عنه ،ولا زالت بينة إلى يوم الناس هذا.
وكانت منه أبواب هي أبين ما تكون عند السلف الصالح صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولازالت بينة عند من رزقه الله معرفتها إلا أنها خفيت على أقوام آخرين أو عرفوها وأعرضوا عنها.
وكان من هذا الحق أبواب اختلف السلف في تمييزها اختلافاً محفوظاً أذن الله به ؛ليبتليهم وليجعل فرض معرفة هذا الحق والاجتهاد في طلبه من أعظم وأجل أبواب عبوديته.وجعل الله هذا الحق مفرقاً في المسلمين فيصيب بعضه بعضهم ويخطئ بعضهم بعضه،ويصيب الذي أخطأ أخرى،ويخطئ الذي أصاب أخرى،ولم يجعل الله عليهم من حرج ولم يحرمهم من أجر ما آمنوا واتقوا ولزموا البينة متى ظهرت لهم ولم يبغ بعضهم على بعض.

فطلب الهدي الأول الذي هو غاية كل طالب علم: هو طلب أبواب الحق هذه بمراتبها الثلاث ،مع معرفة قدر كل مرتبة وما يتعلق بها من أحكام،وأن يكون هذا الطلب وفق منهاج الصدر الأول في معرفة الحق،فيكون همُك معرفة الحق ،وأن تسلك لمعرفة الحق نهج وسبيل الصدر الأول في طلب الحق.

وأنت إذا تأملتَ أحوال هذا الصدر الأول وجدت منهاجهم في طلب الحق منهاجاً فطرياً سوياً وقوامه أمران:
الأول: السُنن والآثار؛يعرفون بها ما بلغه نبيهم عن ربهم جل وعلا وما بلغه نبيهم لصحابته،وما حُفظ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من سنن وهدي يُعين على فهم الوحيين،ثم ما يُنقل بعض ذلك عن أئمة الدين من كلام يكون دليلاً على الحق.

والثاني: العربية؛ ومعرفة أحكامها وسننها الذي يُفهم به مراد القرآن العربي ولسان النبي العربي وكلام العرب الأقحاح الذين حملوا هذا الدين إلينا.
ذلك أن الباطل يدخلُ على الإنسان من بابين:
الأول: قبول الكذب.
الثاني: الخطأ في تفسير الصدق.
فكان الاعتصام بالسنن وضبط أحكام نقلها وأحوال نقلتها عاصماً من قبول الكذب إلا ما شاء الله.

وكان الفقه بالعربية واللسان الأول وكيف كانت العرب تتصرف في لسانها الذي جاء الوحي به ،ثم الفقه بلسان كل متكلم من بعدُ وضبط أحكام فهم كلام المتكلم =عاصماً من الخطأ في تفسير الصدق إلا ما شاء الله.
فالواجب على من طلب علماً من العلوم إذا كان يروم الهدي الأول واللسان الأول أمور:
1-أن يطلبَ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام الله وكلام رسوله .
2-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3- ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام التابعين وأتباعهم القرنين المفضلين بعد الصحابة.
4-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أئمة الهدى بعد القرون المفضلة وإلى زماننا هذا.
5-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم،وأن يُسميهم في ذلك بأسمائهم تلك فهم ما كتبوا في تلك العلوم إلا بمنهاج يتسق وأسماءهم تلك.
حتى إذا اجتمعت لديه مادة الباب وجب عليه أن يعلم:
6-أن اللسان الأول العربي الذي نزل به القرآن كان قد بدأ اختلاطه بألسنة المولدين وألسنة نقلة العلوم عن اليونانية في آخر دولة بني أمية.
7-وأن الهدي الأول الذي كانت عليه القرون المفضلة علماً وعملاً كان قد بدأ اختلاطه بما نقله المترجمون ونشرته المعتزلة وباقي الفرق الناقلة من مذاهب وآراء الفلاسفة.
8-ولازالت معاول الهدم تلك تعمل في بناء الهدي الأول قرناً من بعد قرن،فملأت المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم أبواب الإيمان والسنة ضلالاً وبدعاً.وأثرُ بدع المعتزلة والأشاعرة المولدة من الفلاسفة على أبواب الإيمان والسنة=ليس خافياً على جمهرة المشتغلين بالعلم من أهل السنة ولله الحمد.
9-إلا أنَّ الذي غفل أو تغافل عنه أكثر المشتغلين بالعلوم الإسلامية ودسوا رؤوسهم في التراب فراراً منه ،وزعموا عدم وجوده تارة،أو قلته تارة أخرى،أو انحساره في علوم معينة تارة ثالثة=هو أثر مولودي الفلسفة(الاعتزال والتمشعر) على باقي العلوم الإسلامية (النحو والصرف والبلاغة واللغويات وأصول الفقه وعلوم الحديث وعلوم القرآن) لم ينجُ علم من علوم الإسلام من هذا الأثر،وكيف لعلم أن ينجو وجمهرة علماء كل علم بداية من القرن الثالث الهجري(وهو القرن الذي كتبت فيه أصول كتب العلم التي يرجع إليها الناس اليوم)هم من المعتزلة وإخوانهم.

10-وأئمة المعتزلة لم يشغلوا أنفسهم بضبط منهج التلقي والاستدل كما كان عليه الصدر الأول ،وإنما شقوا لأنفسهم منهجاً علمياً ورثوه عن كتب الفلسفة اليونانية ،ومن البين اللائح : أنهم حين يكتبون في أبواب العلم المختلفة إنما يصدرون عن هذا المنهج الذي امتلأت به قلوبهم،فأنى لنا أن نزعم أن كتاباتهم هذه ستكون موافقة للهدي الأول(؟؟)

11-وهذا المنهج الذي ساروا عليه هو عين المنهج الذي سطروا وفقه مذاهبهم في الإيمان والسنة ،ومعركتهم مع مخالفيهم في الإيمان والسنة هي أم المعارك،وكانوا واعين متنبهين لذلك،فما كتبوا في علم من العلوم إلا وأصولهم ومذاهبهم في الإيمان والسنة أمام أعينهم يشدون بما يكتبون في كل علم تلك الأصول ويعضدونها.ومن كان منهم غافلاً عن هذا ،فيكفي وحدة المنهج العلمي المأخوذ عن الفلسفة اليونانية =ليُخرج ما يكتبه عن سنن الهدي الأول.

12-وبواسطة معبر المعتزلة هذا وقع الأشاعرة وإخوانهم فيما وقع فيه المعتزلة فمقل ومستكثر حتى كان قرن الرازي فلم يبق بين الأشاعرة والمعتزلة فروق كبيرة في المنهج،وكان الأشاعرة من القرن الخامس قد تسلموا راية التصنيف في العلوم من المعتزلة.

فباتت الغاية العليا لطالب العلم أن يُخلِّص المنهج الحق من المنهج الباطل في كل علم من العلوم ،وأن يعلم أن اتباع الهدي الأول في دراسة العلوم ليس هو فقط معرفة الحق في نفس الأمر في كل مسألة،بل هو قبل ذلك دراسة مسائل العلم وفق المنهج الإسلامي لصحيح..منهج الصدر الأول..وأن يُخلِّص هذا المنهج من كل قاعدة فلسفية، وأصل يوناني ،وطريقة اعتزالية ومسلك أشعري= في تلقي مسائل العلم ودراستها ومعالجتها.وأن يعلم أنه لن يسطيع بيان الحق الذي كان عليه الصدر الأول مالم يفقه الباطل الذي خرج إليه من حاد عن سنن الصدر الأول .

وإذاً: فالسلف وإن لم يتكلموا في كل علم وإن لم يتكلموا في كل مسألة من مسائل العلم =فقد كان لهم منهج فطري في تناول أبواب العلم وقد هدى الله لهذا المنهج من يشاء ممن بعدهم ومن الأئمة الأربعة ومن عاصرهم ومن بعدهم وضل عنه أكثر الناس،فكان الواجبُ طلبُ هذا المنهج والوقوف عليه ودراسة مسائل العلم على سننه ،ومحاولة تقيل طريقة السلف وقول وفعل ما كانوا ليقولوه وليفعلوه لو كانوا هم درسوه وتكلموا فيه.

ولن تعدمَ وأنت تقرأ في مناهج المحدثين والنحويين والأصوليين وغيرهم من يتقيل هذا المنهج ولكنهم قليل من قليل.
ولا يهولنك أو تغتر بأنك تجد أقواماً من أهل السنة واتباع السلف قد قالوا أو كتبوا أو وافقوا شيئاً مما يجري على أصول وقواعد الفلاسفة والمتكلمين،وأخطأوا إصابة نهج السلف،ولتعلم أن الباطل لا يأتي خالصاً قط بل لابد أن يكون مشوباً بشئ من الحق،ووأن الكذب لا يأتي صريحاً قط،بل لابد وأن يُزين بشئ من الصدق؛ولذا ربما راج على نفر ممن طلبوا منهج السلف وأعرضوا عن مناهج المتكلمين=شئ غير قليل من طرائق أولئك.

ولتعلم أن هذا الأمر الذي ندعو إليه جد صعب وأن طريقه شاق عسير،فنفض غبار اثني عشر قرناً بما فيها من ظلام كثير ونور قليل ومحاولة العودة للنور الغالب في الصدر الأول=من أشق ما يكون على فرد واحد ..ولكن إن كثر السالكون هان الوعر.

ولتعلم أن أقواماً ممن سبقونا من أهل العلم قد حاولوا هذا الباب حتى فتقوا فيه أشياء وهداهم الله إلى شئ غير قليل من الهدي الأول ،كأمثال شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم .

إلا أنهم ابتلوا برجلين:

الأول: من لا يزال مستمسكاً بزبالات الفلاسفة التي ورثها عن كتب النحو والبلاغة والأصول والحديث،يَعُدُ تحريرات هؤلاء الأئمة مجرد رأي خالفوا فيه من هو أقدم منهم وأعلم غافلاً عن أن هذا كان من هؤلاء الأئمة خرق وكشف لحجاب الظلام العائق عن تبين النور الأول،وإن أحسن هذا الرجل قبل ما أتى به الشيخان وأضرابهم في بعض الأبواب كالاعتقاد والسنة،كأن أئمته يلبسون ثوب السلفية إن تكلموا في النحو والبلاغة ثم يضعوه على المشجب مرتدين ثوب البدعة إن تكلموا في الاعتقاد والسنة.

الثاني: من يظن أن الشيخين وأضرابهما قد أصابوا من باب الكشف عن الهدي الأول=كل شئ،وأنهم ما أخطأوا منه شئ..فإن جئتَ تقول له: ليست المسألة الفلانية مما يجري على أصول السلف بل هي جارية على أصول المتكلمين صك وجهك بقوله: كيف وقد تكلم بها شيخ الإسلام(؟؟)

وكيف ولم يُنبه على ذلك شيخ الإسلام(؟؟)

وغفلوا أولئك عن أن الجبهة أعرض من أن يبلغ الصواب فيها ويملك زمام الحق منها واحد من الناس مهما بلغ كمال عقله ووفور علمه ورجاحة رأيه،وأن زمان عيش الشيخ وأضرابه كان حافلاً بآلاف المسائل التي ضل الناس فيها عن الهدي الأول،وأن أعمارهم محال أن تستوعب الكشف عن كل ضلالة أو حتى تبينها .

فباب الاجتهاد-لمن كان أهلاً له-مفتوح على مصراعيه لكل من رام درس العلوم درساً على منهاج السلف الصالح ،ولكل من رام أن يهدم لبنة في ذلكم البناء المتطاول الذي بناه المعتزلة والأشاعرة في النحو والبلاغة والأصول والحديث على أساس من المنهج الفلسفي اليوناني . وكل من تم له ما ندعوا إليه = تم له شرط التجديد في العلم.

يبقى سؤال مهم: ألا يكون أبداً في كلام أولئك العلماء المصنفين في العلوم =حق يستحق أن يُقبل(؟؟)
أم كل ما قالوه باطل يجب رفضه(؟؟).

والجواب: أن دينَنا علمنا أنه حتى إبليس يُجري اللهُ الحق على لسانه،وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق من يهودي وأقره عليه.

لكنَّ الواجبَ معرفتُه أنه ما من مسألة شرعية أو قدرية،من خلق الله أو أمره،إلا وبيانُها الشافي في الفرقان الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم،وطريق الوصول إليها وفق منهج الصدر الأول ممكن غير متعذر ولا ممتنع.

وهل يُمكن لأهل البدع والمناهج الفلسفية والطرق الكلامية أن يَصلوا لشئ من الحق إذا ساروا على مناهجهم تلك(؟؟)
نعم.هذا ممكن غير ممتنع .كما أن المقلد تقليداً محرماً أو المتعصب لشيخه وإمامه قد يُوافق القول الحق تبعاً لشيخه،وما إصابته للحق برافعة عنه إثم سلوكه لطريق غير شرعي في إصابة هذا الحق.فالواجب عدم الاغترار بالحق الذي في كلام أولئك اغتراراً يقود إلى الغفلة عن إعراضهم عن طريق السلف الصالح في التلقي والاستدلال.

فإن وجد منهم-وهو موجود-من يصيبُ الحقَ وفق الطريق الشرعي المأذون به=طريق الصدر الأول ومنهاجه=فأهلاً وحيهلا وهو خير فيهم يُحمد ولا يذم بل يُذكر فيُشكر.

وثم جهة أخرى للصواب في كلام أولئك ترجع لإصابتهم للحق بما بقي معهم من نور الإسلام ،وترجع لسلامة شيء من مناهجهم،وترجع لنوع من البحث الصناعي الذي لا يتعارض مع مع ما قررناه. ولكن لم يتم لي تحرير عبارتها بعدُ فأرجئها إلى حين..

والحمد لله وحده..
 
هذا كلام كبير يا أبا فهر، ودعوى عريضة رعاك الله.
لا أدري لماذا أَشعرُ بأَنَّك تُقسِّطُ علينا كلامَاً مهيأً، أو تنقل لنا كلام غيرك على دفعات، هكذا أشعرُ وأعرض عن التصريح به لكم .
إن عَرْضَ مثل هذه المشاركات المثيرة بِهذه الطريقة الاستعراضية أصبح مُمِّلاً؛ حيث لا يكفي هذا لتأييد منهجكم، يا صاحب المنهج الذي لم يفطن إليه أحدٌ من قبلك إِلا مَنْ حَظي بخاتَمكم على صواب منهجه، ولا أدري لماذا يذكرني هذا بخاتم البلدية على اللحوم الصحيَّة !
إننا مع تقديرنا لما تقوله لا نستطيع التخلي عن ما بين أيدينا من المناهج والتراث العلمي الذي تعلمناه خلال مراحل دراستنا التي نحسبها ليست بالقليلة لِمُجرَّد التشكيك فيه بهذه الصورة، وما ذكرتُموهُ ليس بغائبٍ عن العلماء، ولكنهم لا يتعاملون مع العلم بهذه الطريقة الناسفة للجهود والبدء من جديد على منهجكم، وإنما يضعون كل اجتهادٍ في موضعه ضمن منهج عام سار عليه العلماء في أخذ العلم وتَمحيصه ليس هذا مجال شرحه ، وليس المعتزلة أخطأوا في كل شيء لمجرد أنهم معتزلة، ولا الأشاعرة كذلك، ولا أهل السنة أصابوا في كل شيء لمجرد أنهم أهل سنة ، وإنما تجد عند هؤلاء وهؤلاء الصواب والخطأ والحق والباطل، والعلماء في مناهجهم وضعوا الأصول والقواعد التي تضبط الفهم الصحيح الذي يميز الحق من الباطل في كلام الجميع .
ودع عنك أخي الحبيب التهويل علينا بعبارات مثل (اللسان الأول) و(الفهم الأول) و(الصدر الأول) ، فإن معنى ما تدعو إليه هو الصدِّ عن فهوم هؤلاء الجمع الغفير بِحُجج غير مُسلَّمةِ وإن كانت رنَّانة، يعرض الكثير منا عن التوقف عندها لما فيها من الاحتمالات والخوف من الدخول في المجادلات غير المثمرة، والتساؤل القائم : ومن أنتم حتى نعتنق منهجَكُم يا أبا فهر وأنت تتخَفَّى عن الأعينِ صنيعَ مَن يَخافُ المؤاخذةَ؟ وليس هذا شأنُ أصحاب المنهج الذي يُراد له أن يُحتذى .
وينبغي أن يعرض هذا النقد مع الصواب والتطبيقات في موضع واحد حتى نرى الصورة كاملة دون تقسيطها لنا بهذه الطريقة .
سامحني فقد أَبَتْ هذه النَّفثةُ إِلا أَن تَخرجَ يا أخي الحبيب فقد أكثرتَ علينا، وإِنَّ لها لأخوات .
 
بارك الله فيك شيخنا..

هذا كلام كبير يا أبا فهر، ودعوى عريضة رعاك الله.
لا أدري لماذا أَشعرُ بأَنَّك تُقسِّطُ علينا كلامَاً مهيأً، أو تنقل لنا كلام غيرك على دفعات، هكذا أشعرُ وأعرض عن التصريح به لكم .

أما ما هاهنا فهو قطعة من مقدمة كتاب لي،وليس كلام غيري..

إن عَرْضَ مثل هذه المشاركات المثيرة بِهذه الطريقة الاستعراضية أصبح مُمِّلاً

الملل من كواذب الأخلاق يا سيدنا وصاحب العلم يصبر ويُفاتح ويستشكل ويطالب بالحجة،أو يُعرض..

حيث لا يكفي هذا لتأييد منهجكم.

لاشك أنه لا يكفي ،ولكنها خطوات على الطريق كنت آمل في أن تزيد من تسارعها المدارسة،ولكن الموضوع ثاو من شهور فلم نحس لمباحث ركزاً..
وما أطرحه لم أزعم أنه منهج تام قد استوفى حججه وبيناته وإنما هي أفكار ومذاكرات أطلب بها مدارسة أمثالكم وأنتفع بمخالفي فيها أكثر من انتفاعي بموافقي..

يا صاحب المنهج الذي لم يفطن إليه أحدٌ من قبلك

وهذا خطأ خالص بل منهج طلب ما كان عليه الصدر الأول فالأمثل فالأمثل منهج منصوص..

إِلا مَنْ حَظي بخاتَمكم على صواب منهجه، ولا أدري لماذا يذكرني هذا بخاتم البلدية على اللحوم الصحيَّة !

ليس لي خاتم كهذا لكن إن كان فلعل وجه الذكر هو أنه يقيك شر اللحوم الموبوءة :)
إننا مع تقديرنا لما تقوله لا نستطيع التخلي عن ما بين أيدينا من المناهج والتراث العلمي الذي تعلمناه خلال مراحل دراستنا التي نحسبها ليست بالقليلة لِمُجرَّد التشكيك فيه بهذه الصورة.
لم يطلب أحد منك التخلي لمجرد ما ذكر،ولكن ما ذكر غرضه تحريك الهمم لطلب ما ورائه،والالتفات إليه عند الدرس والقراءة فلعلك تلقى شواهده..
وما ذكرتُموهُ ليس بغائبٍ عن العلماء،

بل هو عن جلهم غائب مغيب..

ولكنهم لا يتعاملون مع العلم بهذه الطريقة الناسفة للجهود والبدء من جديد على منهجكم

وإنما يضعون كل اجتهادٍ في موضعه ضمن منهج عام سار عليه العلماء في أخذ العلم وتَمحيصه ليس هذا مجال شرحه ، وليس المعتزلة أخطأوا في كل شيء لمجرد أنهم معتزلة، ولا الأشاعرة كذلك، ولا أهل السنة أصابوا في كل شيء لمجرد أنهم أهل سنة ، وإنما تجد عند هؤلاء وهؤلاء الصواب والخطأ والحق والباطل،

لم نزعم غير هذا ولم ننازع فيه..
والعلماء في مناهجهم وضعوا الأصول والقواعد التي تضبط الفهم الصحيح الذي يميز الحق من الباطل في كلام الجميع .

الشأن في هذه،والقواعد التي وضعها أولئك تصيب الباطل حيناً ويفوتها حيناً ؛لما كان الباب الذي دخل منه بعض هذا الباطل باب مغفول عنه حيناً ومسلم بصوابه حيناً..
ودع عنك أخي الحبيب التهويل علينا بعبارات مثل (اللسان الأول) و(الفهم الأول) و(الصدر الأول)

ما كان ذلك تهويلاً أبداً بل هو نص ما أمرنا الله جميعاً أن ندعو به في خاتمة السبع المثاني..

، فإن معنى ما تدعو إليه هو الصدِّ عن فهوم هؤلاء الجمع الغفير
بل هي دعوى إلى إعادة النظر في أدوات النظر فيها وفق ما نلفتُ إليه من خلل المنهج الذي أصاب واضعي هذه العلوم..
بِحُجج غير مُسلَّمةِ وإن كانت رنَّانة، يعرض الكثير منا عن التوقف عندها لما فيها من الاحتمالات والخوف من الدخول في المجادلات غير المثمرة،
وكيف لم يتوقف ثم علم أنها غير مسلمة وأنها رنانة فحسب..
إنما هو دفع بالصدر لموضع الحجة وازورار عنها بمجرد الاستثقال وعدم الإساغة..
والتساؤل القائم : ومن أنتم حتى نعتنق منهجَكُم يا أبا فهر
واتباع مناهج الناس لأجل أسمائهم هو أحد الأبواب التي أغفل الباطل بسببها من أغفل،وإنما تُتبع البينات والحجج والقرائن..
وأنت تتخَفَّى عن الأعينِ صنيعَ مَن يَخافُ المؤاخذةَ؟ وليس هذا شأنُ أصحاب المنهج الذي يُراد له أن يُحتذى .

بل هو صنيع من يخفى مؤاخذة أخرى لا يرعاها ويعذر من فقدها كثير ممن بات آمناً في سربه لا تزعجه طوارق الأسحار، وقاك الله كل سوء..

وصنيع من لم يزعم قط أن ما يطرحه هو نظر منتهي يتحمله تحملاً يستأهل أن يجعله راية يقاتل من تحتها،بل أن مقر أنها مذاكرات ولبنات بناء قد أقضي اليوم بما أرجع عنه غداً ولا أستحي من ذلك قط..

وينبغي أن يعرض هذا النقد مع الصواب والتطبيقات في موضع واحد حتى نرى الصورة كاملة دون تقسيطها لنا بهذه الطريقة .​

ترى هذا مطبوعاً منشوراً إذا تم اطمئناني له،أما الآن فهو منجم في أفكار وأمثلة أقرأها على مكث وأفرِّقها تفريقاً ؛طلباً للنصح والمدارسة وتتميماً للبناء وتنقيحاً للأفكار،فلا أحب أن أقع فيما وقع فيه غيري من إجهاض الأفكار،خاصة وأنا أكتب في أبواب كبار لا سني ولا علمي يشهدان بأهليتي لإلقاء بيان تام فيها،كما أنهما لا يحجزانني عن المدارسة بهذه الطريقة التي أرتضيها..
سامحني فقد أَبَتْ هذه النَّفثةُ إِلا أَن تَخرجَ يا أخي الحبيب فقد أكثرتَ علينا، وإِنَّ لها لأخوات

خد راحتك خالص يا سيدنا فلا يثقل علي ذلك من البعيد فكيف يثقل من القريب،ولأخواتك إخوان وللذكر مثل حظ الأنثيين..
.

بارك الله في علمك وفقهك وحلمك وزادك الله رفعة وشرفاً...
 
أسأل الله أن يوفقك للصواب فيما تكتب، وإني لذلكَ منكَ ومِن غيركَ مُحبُّ يا أبا فهر، ولكنني لا أحب اللغة الاستعراضية التي لا تتناسب مع ما أبديته في ردودك . فالأنا عندك زايدة حبتين ! والنفوس نَافرَةٌ من ذلك غاية النفور، فأحسن التأتي بلغةٍ من لغة الصدرِ الأول - بتاعتك - حتى تسلك الأمور .

واسلم لمُحبك
 
والله يا سيدنا أنا أعلم موضع نفور تلك النفوس،ولكن الإشكال أني أكتب على سجيتي ولا أذكر مرة أني توقفتُ أمام كلمة لأبدلها بأخرى،والسبب ضيق وقتي وكثرة ما أكتب مع كوني صاحب عيال ووظائف..
وإن كان يستحب للكاتب أن يراعي عقول الناس ومواطن غِيَرِ نفوسهم=فإنه يستحب للقارئ أن يُحسن الظن بطلبة العلم،خاصة ونحن في منتديات علمية ولسنا في ساحة مسجد للعامة..
والله يوفقنا جميعاً لسنن الصدر الأول في الهدي واللسان..
 
تعقيب

تعقيب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين جعلنا الله منهم أجمعين آمين اللهم آمين، ثم أما بعد:
فأشكر أخي أبا فهر السلفي شكر الله له على هذا الجهد الطيب والبحث الشيق إلا أن لي معه وقفات أرجو أن يتأملها والقراء الكرام، ثم يأخذ منها بما شاء:
أولا لقد ضيقت الأمر على نفسك وعلى القارئ حتى يكاد يشك أنه لم يسلم أحد، وفي الحقيقة من جانب الوقوع في بعض الأخطاء لم يسلم أحد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.
ثانيا أوليس الأولى من هذه التشاؤمية أن تبذر بذرة الأمل أولا ثم تنبه إلى الشوكة، فتعطي ملامح منهج السلف في التلقي، ثم بعد ذلك تدخل إلى جانب تأثير الأفكار الضالة على التأليف ومناهجه، والنسبة التي تحتمل لكل عصر وكل جهبذ من المؤلفين، ثم تعطي أمثلة على تلك النسب لدى هؤلاء العلماء الأفاضل فتحقق بذلك العمل غرضين:
1- تدلل على ما تريد الوصول إليه من تأثر كل مؤلف من المؤلفين بهذه المنهجية الدخيلة على فكر الأمة، بنسب متفاوتة.
2- تنبه على ما يمكن أن يكون العلماء الأفاضل قد وقعوا فيه تحت تأثير هذا الفكر على مسار ومنهجية التفكير الإسلامي بصورة عامة، فيعلم القارئ ذلك ويجتنبه من أفكارهم ويأخذ ما عداه مما لم تمسسه رياح اليونان والاعتزال.
ثالثا وأخيرا أرجو أن تكون في مسلكك الكتابي هذا سلكت مسلك السلف الذين تمثلوا الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، ويصلح أن نمثل لهم ولأفكارهم بقطوفها دانية، وتخلقوا بأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام في القرب والبساطة والسهولة حتى ضرب به المثل فقيل خل البساط أحمدي، فإنك تصل إلى مراد الشافعي رحمه الله في أي فقرة من فقرات الرسالة من أول جملة فيها دون أي غموض ولا لف ولا دوران ولا سفسطة ولا إطالة فيما يزيد الفكرة ضبابية، أفليس لك في منهج السلف مثال ناصع يامن هو أدل الناس إليه وأقربهم إن شاء الله بحسب جهده الطيب وما ابتغاه من هذا البحث، فما اللف والتطويل إلا أثر من آثار السفسطة.
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأرجو لنا جميعا التوفيق أولا إلى منهج السلف ثم التوفيق إلى الثبات عليه.
 
فطلب الهدي الأول الذي هو غاية كل طالب علم: هو طلب أبواب الحق هذه بمراتبها الثلاث ،مع معرفة قدر كل مرتبة وما يتعلق بها من أحكام،وأن يكون هذا الطلب وفق منهاج الصدر الأول في معرفة الحق،فيكون همُك معرفة الحق ،وأن تسلك لمعرفة الحق نهج وسبيل الصدر الأول في طلب الحق.

وأنت إذا تأملتَ أحوال هذا الصدر الأول وجدت منهاجهم في طلب الحق منهاجاً فطرياً سوياً وقوامه أمران:
الأول: السُنن والآثار؛يعرفون بها ما بلغه نبيهم عن ربهم جل وعلا وما بلغه نبيهم لصحابته،وما حُفظ عن الصحابة والتابعين وأتباعهم من سنن وهدي يُعين على فهم الوحيين،ثم ما يُنقل بعض ذلك عن أئمة الدين من كلام يكون دليلاً على الحق.

والثاني: العربية؛ ومعرفة أحكامها وسننها الذي يُفهم به مراد القرآن العربي ولسان النبي العربي وكلام العرب الأقحاح الذين حملوا هذا الدين إلينا.
ذلك أن الباطل يدخلُ على الإنسان من بابين:
الأول: قبول الكذب.
الثاني: الخطأ في تفسير الصدق.
فكان الاعتصام بالسنن وضبط أحكام نقلها وأحوال نقلتها عاصماً من قبول الكذب إلا ما شاء الله.

وكان الفقه بالعربية واللسان الأول وكيف كانت العرب تتصرف في لسانها الذي جاء الوحي به ،ثم الفقه بلسان كل متكلم من بعدُ وضبط أحكام فهم كلام المتكلم =عاصماً من الخطأ في تفسير الصدق إلا ما شاء الله.
فالواجب على من طلب علماً من العلوم إذا كان يروم الهدي الأول واللسان الأول أمور:
1-أن يطلبَ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام الله وكلام رسوله .
2-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
3- ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام التابعين وأتباعهم القرنين المفضلين بعد الصحابة.
4-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أئمة الهدى بعد القرون المفضلة وإلى زماننا هذا.
5-ثم يطلبُ ما يتعلق بكل مسألة من مسائل هذا العلم في كلام أهل البدع من المعتزلة والأشاعرة وأضرابهم،وأن يُسميهم في ذلك بأسمائهم تلك فهم ما كتبوا في تلك العلوم إلا بمنهاج يتسق وأسماءهم تلك...

جزيت خيرا ابا فهر وبورك قلمك..
ومع حبنا لك .. فهو يزيدنا أن نضيف ..

أوافق الاخوة الأفاضل في تعليقهم السابق .. ذلك أن الكاتب الكريم بحسب ما ذكر يكتب بلغته دون تكلف أو إعادة صياغة الكلمة.. ولا نلومه على صنيعه .

لكن ربما يلام أن على - الكاتب - النزول إلى مستوى - لا أقول الأدنى - كلا فهنا جهابذة أكابر ولكن إلى مستوى الأقران إذا وفقت في قولي هذا..
فلا نكتب بقلمنا - صحائف أفكارنا - ثم نطالب غيرنا أن يرتفع لها ليفهمها بلغة ربما يستشعر فيها شيئا من العلو أو الفوقية..
- لقد كتب سيد قطب رحمه الله - على زلاته - بقلم أدبي رصين - رفيع العماد - قوي العطاء - بالغ التعبير - حسن التصوير والإيحاء - إلا أن القارئ سيستوحي روح الصدق فيه - القلم أو الكاتب - وتتجلى له المعاني الخفية كأنها عرائس تهدى. وتتصف فيه الحقيقة كأنها الشمس تتجلى. فمع علو كعبه الأدبي مع وضوحه الفكري.

- ولما نذهب إلى سيد - وعندنا بحر العلوم الجامع ونجمها الساطع - شيخ الإسلام ابن تيمية - لقد كانت الفكرة عنده جلية واضحة رابعة النهار يستخرج لها الدليل ويؤصل ويفصل ويشرق ويغرب ويقصر ويستطرد إلا أن القارئ المحب لا يكل ولا يمل وكأن الرجل كتاب آخر فتح أمامه يستظهره..

- وهذا علامة الزمان في عصرنا - الشيخ المبارك العثيمين - رحمه الله تعالى - من أعلى الناس كعبًا ومن أسهلهم عبارة حتى أن العوام يستمعون إليه ويفهمون مراده..

المقصود:
أن التنزل للعلم صفة الأكابر من العلماء .. فهلا نهجنا نهجهم وسلكنا سبيلهم..

وأما ما اقتبسته من كلام - أبي فهر - فهو كلام جيد وجليل ويستحق العناية ولا يهضم حقه بل إن كعبه عال ونفسه جيد.. ويا حبذا لو تنزل لنا لكان خيرًا..
 
ليت الدكتور عبد الرحمن يسلك طريق (النقد العلمي) لما في مقالات أبي فهر - وبذلك يستفيد أبو فهر والقراء - ، بدلاً من هذا الكلام الخطابي ، وهو يرمي أبا فهر بأنه صاحب دعاوى عريضة ، ولا أرى إلا أنه وقع في ما رماه به .
 
بارك الله فيك أخي محمد وبارك في جهودك ..

ما ذكره الشيخ عبد الرحمن فيه نقد إجمالي للمنهجية العامة التي أتبعها في المواضيع،وهو مصيب في بعض وجوه هذا النقد،كما أنه يرى أنه مؤتمن من قراء الملتقى فلابد له من إظهار رأيه في الذي أقول..
وكان رأيه مجملاً لأن كلامي نفسه ليس مفصلاً..
فالحاصل : أن ما كتبه الشيخ عن هذا المقال بالذات هو من جنس النقد العلمي فمقالي هذا هو عرض لفكرة أكثر من كونه تقرير لمسائل بحججها،فما كتبه الشيخ كان مناسباً لطبيعة المقال،أما كونه لم يُصب في بعض وجوه نقده= فهذه مسألة أخرى..
 
السلام عليكم
قرأت لابي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري مثل هذا التنظير وجعله منهجا سيلتزم به في شرحه للأحكام الصغرى لعبد الحق ولم نر شيئا حتى الآن مع أن الوعد منذ زمن طويل .
 
نعم كلام الدكتور نقد .. لكن هل هو (علمي) ؟ أم ((دفع بالصدر لموضع الحجة وازورار عنها بمجرد الاستثقال وعدم الإساغة)) ؟!
وإن كان ((ما كتبه الشيخ عن هذا المقال بالذات هو من جنس النقد العلمي)) ..
فهل رده على ردك عليه ( المشاركة 5) من جنس النقد العلمي لـ(ردك) ؟!
 
من دخل بين الدكتور عبد الرحمن، والشيخ أبي فهر، وهو لا يعلم ما بينهما من الود والمحبة، فقد أساء لنفسه.
اللهم ألف بين القلوب على طائعتك ومحبتك آمين..
جزاك الله خيرًا
 
من دخل بين الدكتور عبد الرحمن، والشيخ أبي فهر، وهو لا يعلم ما بينهما من الود والمحبة، فقد أساء لنفسه.

صدقت ..
وإن كانت المطالبة بالنقاش العلمي مفسدة للود ، فلنغلق الملتقى وننصرف إلى عمل آخر ينمي الود بيننا !!
 
ليت الدكتور عبد الرحمن يسلك طريق (النقد العلمي) لما في مقالات أبي فهر - وبذلك يستفيد أبو فهر والقراء - ، بدلاً من هذا الكلام الخطابي ، وهو يرمي أبا فهر بأنه صاحب دعاوى عريضة ، ولا أرى إلا أنه وقع في ما رماه به .
بارك الله فيكم أخي محمد، وأشكرك على حسن توجيهك، ولعل الله ييسر من الوقت ما يُمكنني من عمل ذلك، ومقصدي من التعقيب فهمه الأخ أبو فهر .
 
بارك الله فيكم أخي محمد، وأشكرك على حسن توجيهك، ولعل الله ييسر من الوقت ما يُمكنني من عمل ذلك، ومقصدي من التعقيب فهمه الأخ أبو فهر .
أحسن الله إليكم
لطالما وجهتنا يا شيخنا الفاضل إلى أهمية أدب الحوار ، وأنا طمعت في حوار بينك وبين الشيخ أبي فهر نستفيد منه :
- علماً .
- وأخلاقاً .
أما مجرد إبداء الرأي ثم الخروج ، - الذي أراكم تسلكونه في جميع ما قرأته لكم من المشاركات - فأراه يفوت تينك الفائدتين .
 
أما مجرد إبداء الرأي ثم الخروج ، - الذي أراكم تسلكونه في جميع ما قرأته لكم من المشاركات - فأراه يفوت تينك الفائدتين .
هل أنت متأكد يا أخي ؟
أما أنا فمتأكد أنني لا أفعل ذلك، وأنني أعلق كثيراً تعليقات علميَّة من وجهة نظري على الأقل، وعلى كل حال فلستُ متفرغاً لدراسة كل قضيةٍ تُطرح واستقصاء جوانبها، فهذا يقتضي مني التفرغ من كل أعمالي من أجل ذلك، ولكن حسبنا تقديم ما يَسمح به الوقتُ، والتعاون فيما بيننا لسد الحاجة والله المستعان . وليس هذا موضوعنا على كل حال هنا . ونقد ما يطرحه أخي أبو فهر لا بد له من وقت خاص بإذن الله.
 
راجع الرسائل الخاصة شيخنا الفاضل ..
 
عودة
أعلى