جنات عدن /الدلالة القياسية

إنضم
17/02/2006
المشاركات
59
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
بسم1
يقول الله تبارك وتعالى:
{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}. سورة التوبة الآية 72.
ورد في تفسير القرطبي عن هذه الآية ما يلي : في جنات عدن أي في دار إقامة. يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، ومنه المعدن. وقال عطاء الخراساني : جنات عدن هي قصبة الجنة، وسقفها عرش الرحمن جل وعز. وقال ابن مسعود: هي بطنان الجنة، أي وسطها. وقال الحسن : هي قصر من ذهب لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، ونحوه عن الضحاك . وقال مقاتل و الكلبي : عدن أعلى درجة في الجنة، وفيها عين التسنيم، والجنان حولها محفوفة بها، وهي مغطاة من يوم خلقها الله حتى ينزلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن يشاء الله.
وورد في تفسير الطبري : وقيل: جنات عدن ، لأنها بساتين خلد وإقامة، لا يظعن منها أحد،وقيل: إنما قيل لها جنات عدن ، لأنها دار الله التي استخلصها لنفسه، ولمن شاء من خلقه، من قول العرب: ((عدن فلان بأرض كذا))، إذا أقام بها وخلد بها، ومنه ((المعدن))، ويقال: ((هو في معدن صدق))، يعني به: أنه في أصل ثابت.
كنت أتساءل وأنا أقرأ هذه الآية وما ورد في تفسيرها : إذا كانت كلمة عدن تعني الإقامة الدائمة والخلود من قول العرب عدن بأرض كذا إذا أقام بها ، فما الحاجة لعبارة ( خالدين فيها)، أم أن هناك معنى آخر يضاف إلى ما ورد في التفسير ؟!
هناك أمران في وصف الجنة، الأمر الأول هو وصف حالة المؤمنين فيها وأن لهم الخلود فيها وهذه عبارة( خالدين فيها)، والأمر الثاني : هو وصف حالة الجنة؛ وإذا أخذنا بالدلالة القياسية لمفردات اللغة العربية ،فإن كلمة عدن تعنى ثبات الشيء على جوهره وأصله ، ومنها سميت المعادن بالمعادن لأنها لا تتغير حالها بعد أن تتجوهر وتصبح معدنا، والمعنى أن جنة (عدن) بكل مافي كلمة عدن من دلالات لغوية قياسية تعني أن الجنة لا تتبدل ولا تتغير ولا تفنى فهي خالدة في هيئتها وخالدة في وجودها وخالدة في نعيمهاإلى ما شاء الله ولذلك هي دار لخلود المؤمنين لأنها هي دار خالدة؛ وهذا معنى آخر يؤسس لمعنى خلود المؤمنين بالجنة ونعيمها المقيم أبد الآبدين لأنها جنة عدن.
والله تعالى أعلم.
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا أخي، قال صاحب مختار الصحاح:" [ عدن ] ع د ن : عَدَنْتُ بالبلد توطنته وبابه ضرب و عَدَنَتِ الإبل بمكان كذا لزمته فلم تبرح ومنه { جنات عَدْنٍ } أي جنات إقامة"، و في معجم الوسيط:"( عدن ) بالمكان عدنا وعدونا أقام به قيل ومنه جنة عدن جنة إقامة لمكان الخلد فيها "،و قال الراغب في مفرداته:" عدن : { جنات عدن } أي استقرار وثبات ، وعدن بمكان كذا استقر ومنه المعدن لمستقر الجواهر "...
و لعل الحكمة في ذكر الخلود مع أن عدن تعني كما ذكر أهل اللغة المكث في مكان و لزومه، الإشارة إلى حقيقة المكث و الخلود الحقيقي الذي لا يفنى، فإن الاستقرار في مكان في هذه الدار الدنيا مهما طال لا بد أن يعقبه زوال فهي دار فناء لا بقاء و دار عبور لا اسقرار، و نحو هذا نجده في وصف خلود أهل الجنة بالأبدية، مع أن الخلود في لغة العرب يعني الدوام أو المكث الطويل، و لذلك سموا الأحجار التي يوضع عليه القدر الكبير -أي الأثافي- بالخوالد لدوامها، مع هذا فقد أكد الله تعالى خلود أهل الجنة بأنه أبدي:" خادين فيها أبدا" و ذلك ليخرج من المكث الطويل إلى البقاء الدائم الذي لا يزول، و الأبد كما يقول الراغب:" عبارة عن مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان ، وذلك أنه يقال : زمان كذا ، ولا يقال أبد كذا ".
و الله أعلم و أحكم.
 
الأخ الكريم /ناصر عبدالمقصود
لقد أصبت المقصود؛ بارك الله فيك.
هناك خلود المؤمنين في الجنة أي عدم موتهم.
وهناك خلود الجنة بعدم فنائها؛ فلو أن الجنة تفنى لهلك من فيها؛ ولذلك جاء وصف الجنة في كثير من الآيات بجنات عدن لوصف تلك الجنات بالخلود أيضا.
والله تعالى أعلم.
 
عفوا أخي اسمي عبد الغفورو ليس عبد المقصود، و هذا الاسم لعله لا يثبت كاسم لله تعالى، و كما تعلم فإن باب الأسماء توقيفي، لا نثبت منها إلا ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم، و كثير من الأسماء للأسف تذكر و كأنها أسماء لله جل و علا و ليست كذلك كاسم المنتقم و العاطي و غيرهما.
و هذا للفائدة، و جزيت خيرا.
 
عودة
أعلى