عبدالرحمن النور
New member
بسم1
يقول الله تبارك وتعالى:
{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}. سورة التوبة الآية 72.
ورد في تفسير القرطبي عن هذه الآية ما يلي : في جنات عدن أي في دار إقامة. يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، ومنه المعدن. وقال عطاء الخراساني : جنات عدن هي قصبة الجنة، وسقفها عرش الرحمن جل وعز. وقال ابن مسعود: هي بطنان الجنة، أي وسطها. وقال الحسن : هي قصر من ذهب لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، ونحوه عن الضحاك . وقال مقاتل و الكلبي : عدن أعلى درجة في الجنة، وفيها عين التسنيم، والجنان حولها محفوفة بها، وهي مغطاة من يوم خلقها الله حتى ينزلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن يشاء الله.
وورد في تفسير الطبري : وقيل: جنات عدن ، لأنها بساتين خلد وإقامة، لا يظعن منها أحد،وقيل: إنما قيل لها جنات عدن ، لأنها دار الله التي استخلصها لنفسه، ولمن شاء من خلقه، من قول العرب: ((عدن فلان بأرض كذا))، إذا أقام بها وخلد بها، ومنه ((المعدن))، ويقال: ((هو في معدن صدق))، يعني به: أنه في أصل ثابت.
كنت أتساءل وأنا أقرأ هذه الآية وما ورد في تفسيرها : إذا كانت كلمة عدن تعني الإقامة الدائمة والخلود من قول العرب عدن بأرض كذا إذا أقام بها ، فما الحاجة لعبارة ( خالدين فيها)، أم أن هناك معنى آخر يضاف إلى ما ورد في التفسير ؟!
هناك أمران في وصف الجنة، الأمر الأول هو وصف حالة المؤمنين فيها وأن لهم الخلود فيها وهذه عبارة( خالدين فيها)، والأمر الثاني : هو وصف حالة الجنة؛ وإذا أخذنا بالدلالة القياسية لمفردات اللغة العربية ،فإن كلمة عدن تعنى ثبات الشيء على جوهره وأصله ، ومنها سميت المعادن بالمعادن لأنها لا تتغير حالها بعد أن تتجوهر وتصبح معدنا، والمعنى أن جنة (عدن) بكل مافي كلمة عدن من دلالات لغوية قياسية تعني أن الجنة لا تتبدل ولا تتغير ولا تفنى فهي خالدة في هيئتها وخالدة في وجودها وخالدة في نعيمهاإلى ما شاء الله ولذلك هي دار لخلود المؤمنين لأنها هي دار خالدة؛ وهذا معنى آخر يؤسس لمعنى خلود المؤمنين بالجنة ونعيمها المقيم أبد الآبدين لأنها جنة عدن.
والله تعالى أعلم.
يقول الله تبارك وتعالى:
{وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}. سورة التوبة الآية 72.
ورد في تفسير القرطبي عن هذه الآية ما يلي : في جنات عدن أي في دار إقامة. يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، ومنه المعدن. وقال عطاء الخراساني : جنات عدن هي قصبة الجنة، وسقفها عرش الرحمن جل وعز. وقال ابن مسعود: هي بطنان الجنة، أي وسطها. وقال الحسن : هي قصر من ذهب لا يدخلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، ونحوه عن الضحاك . وقال مقاتل و الكلبي : عدن أعلى درجة في الجنة، وفيها عين التسنيم، والجنان حولها محفوفة بها، وهي مغطاة من يوم خلقها الله حتى ينزلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن يشاء الله.
وورد في تفسير الطبري : وقيل: جنات عدن ، لأنها بساتين خلد وإقامة، لا يظعن منها أحد،وقيل: إنما قيل لها جنات عدن ، لأنها دار الله التي استخلصها لنفسه، ولمن شاء من خلقه، من قول العرب: ((عدن فلان بأرض كذا))، إذا أقام بها وخلد بها، ومنه ((المعدن))، ويقال: ((هو في معدن صدق))، يعني به: أنه في أصل ثابت.
كنت أتساءل وأنا أقرأ هذه الآية وما ورد في تفسيرها : إذا كانت كلمة عدن تعني الإقامة الدائمة والخلود من قول العرب عدن بأرض كذا إذا أقام بها ، فما الحاجة لعبارة ( خالدين فيها)، أم أن هناك معنى آخر يضاف إلى ما ورد في التفسير ؟!
هناك أمران في وصف الجنة، الأمر الأول هو وصف حالة المؤمنين فيها وأن لهم الخلود فيها وهذه عبارة( خالدين فيها)، والأمر الثاني : هو وصف حالة الجنة؛ وإذا أخذنا بالدلالة القياسية لمفردات اللغة العربية ،فإن كلمة عدن تعنى ثبات الشيء على جوهره وأصله ، ومنها سميت المعادن بالمعادن لأنها لا تتغير حالها بعد أن تتجوهر وتصبح معدنا، والمعنى أن جنة (عدن) بكل مافي كلمة عدن من دلالات لغوية قياسية تعني أن الجنة لا تتبدل ولا تتغير ولا تفنى فهي خالدة في هيئتها وخالدة في وجودها وخالدة في نعيمهاإلى ما شاء الله ولذلك هي دار لخلود المؤمنين لأنها هي دار خالدة؛ وهذا معنى آخر يؤسس لمعنى خلود المؤمنين بالجنة ونعيمها المقيم أبد الآبدين لأنها جنة عدن.
والله تعالى أعلم.