جعلا له شركاء

سائد صبح

New member
إنضم
12/02/2018
المشاركات
115
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
60
الإقامة
الاردن
قال تعالى " فَلَمَّاۤ ءَاتَىٰهُمَا صَـٰلِحا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَاۤءَ فِیمَاۤ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا یُشۡرِكُونَ"ه
يخبرنا الله سبحانه ان ادم وزوجه دعوا الله اذا جاء المولود في حال حسنة سيكونان من الشاكرين فلما جاءهما الولد اشركا بالله سبحانه
السؤال هنا كيف يشرك ادم بالله وهونبي معصوم
 
الآية 189 من الأعراف وما بعدها فيها أسلوب "انتقال" من قصة آدم وحواء إلى الجنس البشري بشكل عام والكفار بشكل خاص.
أما قصة "عبد الحارث" إلخ فخطأ.
 
هذه شبهة منتشرة في مواقع الإنترنت التنصيرية
ونصها كما يلي:

قال البيضاوي: [SUP]([1])[/SUP] أي جعلا أولادَهما شركاء فيما أتى أولادَهما، فسمّوه عبد العزى وعبد مناف. وفي قوله "فتعالى الله عمّا يشركون. أيُشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون؟" يعني الأصنام. فمن أين جاءت هذه القصة الغريبة؟ وأين العزى ومناف آلهة العرب من آدم في الجنة، حتى تكون أصنام العرب آلهة لآدم يسمّي أولاده بأسمائها ؟ ".

والجواب عليها:
الجواب: زعمُ شرك سيدنا آدم عليه السلام ليس من الإسلام؛ فالروايات في ذلك من الإسرائيليات ـ وإن صح سندها عن قائلها جدلاً[SUP]([/SUP][SUP][SUP][2][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP] ـ لا يوجد فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وروايات بني إسرائيل التي تخالف عقيدتنا في عصمة الأنبياء ـ عليهم السلام ـ، يُحكَم ببطلانها وتكذيبها.
أما الشرك في قوله تعالى: " فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُون " [الأعراف: 190]. فالمقصود به: شرك عموم جنس الذكر والأنثى من أبناء آدم - عليه السلام - وزوجه، من باب الاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس. والدليل: قوله تعالى: " فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ " ولم يقل: " تشركان ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][3][/SUP][/SUP][SUP])

[/SUP]
وأضاف الصفدي في الوافي بالوفيات 2/377 (تقي الدين ابن تيمية): " هذا فاسدٌ من وجوه؛ لأنه تعالى قال في الآية الثانية: " فَتَعَالَى الله ُعَمَّا يُشْرِكُوْنَ " فهذا يدل على أن القصة في حق جماعة. الثاني: أنه ليس لإبليس في الكلام ذِكر، الثالث: أن الله تعالى علَّم آدم الأسماء كلها، فلا بد وأنه كان يعلم أن إبليس: الحارث. الرابع: أنه تعالى قال: " أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ "، وهذا يدل على أن المراد به الأصنام؛ لأن " ما " لِما لا يعقل، ولو كان إبليس لقال: " مَن " التي هي لمن يعقل ".

ويُستدَلُّ على براءة آدم عليه السلام من الشرك، اعتذاره في حديث الشفاعة يوم القيامة، حين يأتيه الناس يوم القيامة: " فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغنَا ؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي.. ".[SUP]([4])[/SUP]
ووجه الدلالة: أن آدم عليه السلام لم يقترف خطأً أشد من الأكل من الشجرة، ولو أشركَ بالله تعالى ـ وحاشاه ـ لذكَرَه.


[1]) انظر: أنوار التنزيل 3/83. ومن منهج كاتب الصفحة التنصيرية غير العلمي، أنه لم يذكر تعقيب البيضاوي على تلك الإسرائيليات، مبيناً بطلانها بقوله: " وأمثال ذلك لا يليق بالأنبياء ".

[2]) تتبَّع ابن كثير جميع طرق تلك الأحاديث وبيَّن أنها من الإسرائيليات، انظر تفسير القرآن العظيم، ص728.
ولا منافاة بين كون الإسرائيليات صحيحة السند وأنها من خرافات بني إسرائيل وكذبهم؛ فقد تكون صحيحة السند إلى قتادة أو مجاهد.. ومن جهة أخرى، ليس معنى أن هذه الإسرائيليات المكذوبات منسوبة إلى كعب الأحبار ووهب بن منبه.. وإنما معنى ذلك: أنهم هم رووها، وليسوا الذين اختلقوها، إنما اختلقها أهل الكتاب وليس لكعب ووهب إلا النقل. انظر: الإسرائيليات والموضوعات، د. محمد أبو شهبة، ص 96.

[3]) انظر فتح القدير، الشوكاني 3/133 والدراسة المستفيضة للمستفاد من الآية الكريمة، في تفسير المنار لمحمد رشيد رضا 9/429- 434.
أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ "، وهذا يدل على أن المراد به الأصنام؛ لأن " ما " لِما لا يعقل، ولو كان إبليس لقال: " مَن " التي هي لمن يعقل ".

[4]) متفق عليه، رواه البخاري في تفسير القرآن باب ذرية من حملنا مع نوح.. (4721) ومسلم في الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (194)، كلاهما عن أبي هريرة، واللفظ لمسلم.
 
القران الكريم هو كتاب الله سبحانه وليس كلام بشرقصد كذا او اراد كذا في كلامه او انه سها بهذه الكلمة او تلك
فالله سبحانه قال (جعلا له) اي ادم وزوجه وليس احدا غير فان كان هناك احتمال ب (جعلا) بعض ذرية ادم فاحتمال ان يكون ادم وزوجه هما القائلين آكد وادق
لم اقتنع بتفاسير مثل ابن كثير وغيره واراها بعيدة عن الصواب كما انني للاسف لم اقتنع بكلام الاخوة الذين قاموا بالتعليق اعلاه
ارجو من الله سبحانه ان يلهمنا تدبر اياته ومعرفة تفسيرها
 
من الطبيعي أن يُشكِل عليّ كثير من القرآن؛

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ:
" التفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ:
- وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها،
- وتفسير لاَ يُعذر أحدٌ بجهالته،
- وتفسير يعلمه العلماء،
- وتفسير لاَ يعلمه إلا الله تعالى ذكره ".

أخي سائد
لكل علم مسالكه التي ارتضاها المقعدون لقواعده والناظمون لأسسه،
ومن باب دخول البيوت من أبوابها: فعلينا أن نكيّف ما تفضلت أخي سائد بإثارته تكييفاً علمياً، ومن ثم نقوم بتخريج فروعه على أصوله.

إن ما استشكل عليكم يدرسه علماء التفسير وعلوم القرآن، فمنه ما يكون تحت مبحث (مشكل القرآن) ومنه ما يكون تحت مبحث (غريب القرآن)...

أما لمعرفة الحكمة من وجود الغريب والمشكل في القرآن الكريم فأرجو منك تأمل ما ورد في الموضوع الذي سأكتب لك رابطه
هنا
https://vb.tafsir.net/tafsir39771/


ووفقكم الله
 
الاية تقول هذا اي الله سبحانه يقول هذا لا انا
 
الاية تقول هذا اي الله سبحانه يقول هذا لا انا
ليس من الأدب في شيء أن نتألى على الله تبارك وتعالى، فكما أن لنصوص الوحيين (منطوقاً) فإن لها (مفهوماً)،
وقد يُراد من النص: " المفهوم " لا " المنطوق ".

والعلم بالتعلم، والحوار لا يكون بإهمال أدلة المحاور، بل بالرد عليها علمياً - لا بالهوى -.
ومن باب الإعذار إلى الله أذكرك بأن القرآن الكريم " كلام عربي مبين "
وما استشكل عليك في الآية فإنه نوع من البلاغة معروف ومشتهر من باب الاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس.
- كما سبق بيانه في الرد الذي لم يعجب حضرتك -

بل إن إعجاز القرآن الكريم البياني يقتضي أن لا يمكن أن يخلو كتاب ربنا من شيء من الاستعارات والكنايات والمجازات البلاغية.
فإذا نفيناها عن القرآن - وحاشاه - لصار أقل مرتبة من كلام أي بليغ من بلغاء العرب.

يا عزيزي أنا العبد الفقير عبدالرحيم الشريف حين أعطي دورات في الإصلاح الأسري، أتحدث عن أن الزوجين ينبغي لكل منهما أن يراعي الزوج الآخر ضمن قاعدة المحبة الذهبية: " إن أحببتَ شخصاً فأحبه بالطريقة التي يحب أن تحبه بها ".
وأقول لحضور الدورة حرفياً:
- آدم حين يعود من عمله مرهقاً فإنه لا يحب الحديث بل السكوت، وهذا ليصل بالتدريج إلى مرحلة السكون والراحة.
- حواء إذا عادت من عملها مرهقة تحب أن تتكلم عن مشاكلها بتفاصيل دقيقة، وهذا لتصل إلى مرحلة السكون والراحة.
* فعلى حواء أن لا تبادر زوجها المرهق بالسؤال عن سبب تعبه في العمل (فلا تظنه مثلها).
وعلى آدم أن يتفهم أن حواء حين تتكلم كثيراً بعد عودتها من عمل شاق فإنها في الحقيقة تحاول الوصول للراحة فلا ينبغي أن يعنفها ويحاول إسكاتها.

حضور تلك الدورات - وأكثرهم عوام ومنهم نصارى - لم يقل أي واحد منهم ليس بيننا آدم ولا حواء
لأنهم - بالبداهة - يعرفون بأنني حين أذكر (آدم) فإنني أريد به جنس الذكور، وحين أذكر (حواء) فإنني أريد جنس الإناث.
 
فهمك الخاطئ وقصورك في فهم اللغة العربية تقول أن آدم عليه الصلاة والسلام مشرك وليس الله تعالى حاشا لله آدم نبي فكيف لنبي أن يشرك ؟!!!!!
 
الله سبحانه وتعالى نهى ادم عن الشجرة وقال له ان الشيطان لكما عدو مبين لكن ادم عصى ربه فغوى وهو يعلم ان الاكل من الشجرة محرم عليه وعلى زوجه لكن الله سبحانه وتعالى تاب عليه
وفي سورة الاعراف اخبرنا سبحانه ان ادم وزوجه جعلا له شركاء فيما اتاهما فيمكن ان هذه الحادثة حدثت وادم في الجنة اي قبل هبوطهما الى الارض ويمكن ان تكون حدثت قبل ان يصبح ادم نبيا
ويمكن ان يكون ادم وزوجه فعلا ذلك بدون قصد منهما ومن غير علم اخبرهما به الله سبحانه
والله اعلم
 
في اول السورة تفصيل لقصة الشجرة فلو جعل له شركا في تلك الفترة لاحتج أبليس أنه جعل له شريكا وأنه لم يشرك به فيقول إنما عصيتك أفتلعنني بمعصيتك ولا تلعنه بشركه !!!!؟
 
قال تعالى " قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ"
هذه الاية الكريمة تبين ان الله سبحانه امر ادم وزوجه بالهبوط الى الارض واخبرهم انه سبحانه سيأتيهم بالهدى بعد ذلك ربما لهذا بقي ادم سنيين طوال على ارض بدون هدى وهذا ما سبب في شركه اي انه قام بعمل اشرك به ليس على علم انما جهلا وضلالة
فمحمد صل الله عليه وسلم بقي 40 عاما ضالا الى ان هداه الله قال تعالى "وَوَجَدَكَ ضَاۤلّا فَهَدَىٰ "
 
جعلا له شركاء

بالنسبة لسيدنا آدم عليه السلام
فقد نص القرآن الكريم على خلاف دعواك..
فبعد أن أكل آدم من الشجرة لأنه نسي:
" فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا " [طه: 115]، فقد بادر إلى التوبة هو وزوجه،

ثم جعله نبيًّا؛ بدليل قوله تعالى: " ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى " [طه: 122].

فلا يمكن أن نقول بأنه عليه الصلاة والسلام قد ارتد بعد أن اجتباه ربه وهداه!!
 
جعلا له شركاء

أما بالنسبة للزعم بأن الأنبياء الكرام كانوا كفاراً ثم أسلموا فلم يسبق أن تجرأ عليه أكثر أصحاب الملل والنحل المنحرفة ضلالاً

ولا أدري ما المسوغ لهكذا تفكير

وأحذر نفسي وإخوتي من أي سوء ظن بمسلم (فكيف بنبي)

قال أبو حاتم البستي: " صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومن خادن الأشرار لم يسلم من الدخول في جملتهم، فالواجب على العاقل أن يجتنب أهل الريب؛ لئلا يكون مريبًا، فكما أنَّ صحبة الأخيار تورث الخير كذلك صحبة الأشرار تورث الشرَّ ".


وقال المناوي: " ومَن أساءَ الظن بمن ليس محلاً لسوء الظن به، دل على عدم استقامته في نفسه ".

ولنعد لدعوى أن الأنبياء فعلوا أكبر الكبائر قبل النبوة (الشرك)
فهذا يخالف القرآن والسنة والإجماع والمعقول

ففي القرآن تكفيكم آية أخذ الله الميثاق من النبيين

وفي السنة تكفيك قصة بحيرا حين استحلف محمداً باللات والعزى (آلهة قومه) فأخبره بأنه لا يبغض أكثر منها

وفي الإجماع فإن طوائف المذاهب الإسلامية اختلفوا في وقوع النبيين في الصغائر قبل النبوة أو بعدها ولكنهم اتفقوا كلهم على استحالة فعلهم للأمور الشنيعة التي قد يعيّرون بها بعد النبوة كالكذب والزنا والسجود للأصنام.. الخ

وفي المعقول فإن قريشاً كانت تتهم النبي بأمور أقل بكثير من هذا كدعواهم التخبط في القبلة (من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام) فكيف لو علموا بأنه كان يعبد ما يعبدون؟!

أما الضلال في آية الضحى (وأرجو منك تصحيح الآية) فمحمول على المعنى المحوري للجذر ( ض ل ل) وهو الغيبة والخفاء

تقول العرب: ضلّ الماء في اللبن

وقد غاب عن النبي عليه السلام تفاصيل لقصص السابقين وتفاصيل فروع الشرائع كحكم الظهار مثلاً

ويعجبني من ذكر بأن ما غاب عنه عليه الصلاة والسلام هو أحسن وسائل الدعوة فهداه الله إليها وذلك بدليل الآيات الكريمة التي تلت ذلك

نسأل الله أن يرزقنا الأدب والتقوى والورع
وأن يعيذنا من علم لا ينفع وقلب لا يخشع

وأن لا يجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً
 
فمحمد صل الله عليه وسلم بقي 40 عاما ضالا الى ان هداه الله قال تعالى "وَوَجَدَكَ ضَاۤلّا فَهَدَىٰ "
اخي الكريم أتعي ما تقول ؟!!!!!
مرة تتهم آدم عليه الصلاة والسلام بالشرك
والآن تتهم النبي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم بالضلال حاشاه لا أدري فالعجب أراه هذه الآيام في الملتقى وكلٌّ يسرح ويمرح بما خطر له فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
استغفر الله تعالى الذي لا اله الا هو واتوب اليه
أخي بادر الى التوبة والاستغفار فما تقوله عظيم
يا أخي اتق الله تعالى فإنه من قال في القرآن بغير علم فمأواه النار حتى وإن أصاب ألم تسمع بقوله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم حين قال "[FONT=color=green][COLOR=green"]من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. ورواه [FONT=color=maroon][COLOR=maroon"]الترمذي[/COLOR][/FONT] في جامعه و قال عنه: [/FONT][/COLOR]هذا حديث حسن صحيح. وقد تكلم بعض أهل العلم في سنده.
 
قوله تعالى (ووجدك ضالاً) يفسره قوله تعالى في سورة الشورى (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) وقوله تعالى في سورة يوسف (وإن كنت من قبله لمن الغافلين)

أي غافلاً ليس عندك علم بأمر الشريعة وتفاصيل الإيمان.
ولم تكن تدري القرآن والشرائع، فهداك الله إلى القرآن وشرائع الإسلام

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: وجدك ضالاً عن معالم النعمة وأحكام الشريعة غافلاً عنها فهداك إليها.

قال سيد قطب رحمه الله:
[FONT=&quot](ووجدك ضالاً فهدى) نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد، منحرفة السلوك والأوضاع، فلم تطمئن روحك إليها. ولكنك لم تكن تجد لك طريقا واضحا مطمئنا. لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع [/FONT][FONT=&quot]موسى [/FONT][FONT=&quot]وعيسى [/FONT][FONT=&quot]الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا.. ثم هداك الله بالأمر الذي أوحى به إليك، وبالمنهج الذي يصلك به. [/FONT]


 
جعلا له شركاء

وما أجمل توجيه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله للضلال هنا بمعنى (عدم معرفة أفضل وسائل الدعوة إلى الله) وهداك الله إليها بالتدرج واللطف واللين ووسائل الدعوة الحكيمة
بدليل ما يقابله في اللف والنشر المرتب: " وأما السائل فلا تنهر ".
 
المستشكل الحقيقي هو اختيار إمام أهل التفسير كما نجده في جامع البيان بتحقيق أحمد بن محمد شاكر ومحمود محمد شاكر، عندما قال: "وأولى القولين بالصواب، قول من قال: عنى بقوله: (فلما آتاهما صالحًا جعلا له شركاء) في الاسم لا في العبادة، وأن المعنيَّ بذلك آدم وحواء، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك". وإذا صح هذا التفسير - وظاهره أصلا غير صحيح لتراكم الأدلة الدامغة وكثرتها على عصمة الأنبياء - فإن الشرك المقصود شرك خفي طارئ في لازمن إما أن يكون شركا خفيا في الاسم، وإما أن يكون في المعاني التي لها علاقة من نوع ما بما ذكر في السياق:
- أن تظن لبرهة وأنت في غفلة طارئة أنك تملك لنفسك ضرا أو نفعا، ونحن غالبا ما نقع في مثل هذه الشرك الخفي فنظن مثلا أننا نستطيع أن نُذهب الجوع بالطعام بينما الحقيقة أن الله هو الذي يطعمنا أي أن الله هو الذي يخلق عنده الشبع (=هذا مذهب المدرسة الكلامية في الخلق المستمر وفي العادة) أو ننسى في اللحظة أن الله هو الذي جعل خاصية الإشباع في الطعام (=هذا مذهب المدرسة التقليدية في السببية) فنباشر الطعام من غير أن نسمي الله ابتداء ولا نتذكر هذه الحقيقة فنحمد ونشكر ونقرأ ما تيسرمن الأدعية السنية.
- الإستكثار من الخير من غير أن تؤتى علما بالغيب، وهذا يحدث مثلا نتزوج فنمارس الجماع ثم نشاهد تغيرات أولية غالبا ما تقترن بإشارات تدل على الحمل فنبدأ نتخيل تخيلات ونتهيأ لمراسيم وأحداث وغير ذلك، وننسى الأصل ونحرق المراحل، فنسأل الله مباشرة أو عند زيارة قبر ولي من أولياء الله أو نتوسل بصالح من الصالحين نطلب منه أن يدعو لنا "يا رب لئن آتيتنا ذكرا لنكونن من الشاكرين ولننظمن عقيقة نوزع الهدايا ونطعم المحتاجين" علما أن أي شيء ممكن أن يحدث كأن لا تدل الإشارات على حمل، أو الإجهاض التلقائي أو المولود أنثى فتنسى ذكر الله يرزقك بما يشاء، أو يكون المولود ذكرا فتسبق إلى الزغردة والفرح وغير ذلك فتنسى عهدك أو تنسى إلى حين ..

والمهم خلاصة أن هناك مخرجا لاختيار الطبري رحمه الله إذ كان عالما وبحرا في فنه فلا يمكن بصورة من الصور الذهنية ولا التأويلية أن ندعي أنه كان جاهلا بشيء هو من المعلوم في الدين بالضرورة الشرعية والضرورة العقلية، ولعل المغزى مما يجب أن نتباحث فيه لنصل إلى حقيقة علاقة الإلكترونات التي تحيط بالنواة، فالنواة ((تعالى الله عما يشركون)) والالكترونات هاهنا (قل يا محمد) من جهة تقديمية و (عبادة الأوثان والأصنام) من جهة إستنتاجية، إذن: ما دور وظيفة القصة التي بدأت بالنفس المفردة وتنتهي بقوله تعالى ((جعلا له شركاء))؟ هنا التدبر.

وفي الأخير وجب التذكير بما علق به محقق جامع البيان إذ قال: "وسترى أن أبا جعفر قد رجح أن المعني بذلك آدم وحواء، قال: ((لإجماع الحجة من أهل التأويل علي ذلك)). وإجماع أهل التأويل في مثل هذا، مما لا يقوم الأول: لأن الآية مشكلة، ففيها نسبة الشرك إلى آدم الذي اصطفاه ربه، بنص كتاب الله، وقد أراد أبو جعفر أن يخرج من ذلك، فزعم أن القول عن آدم وحواء انقضى عند قوله: ((جعلا له شركاء فيما آتاهما))، ثم استأنف قوله: ((فتعالى الله عما يشركون))، يعنى عما يشرك به مشركو العرب من عبدة الأوثان. وهذا مخرج ضعيف جداً".
 
جعلا له شركاء

أخي شايب
من المؤكد بأنك عانيتَ مثل ما عانيتُ أنا من تحميل الطاعنين بالقرآن الكريم النصَّ القرآني وزر أخطاء سادتنا وعلمائنا البشر الذين يخطئون وسيخطئون ولا ريب.

وعندي عشرات الأمثلة من مواقع الإنترنت التنصيربة التي زعمت الخطأ في آية قرآنية، بسبب زلة قدم لأحد سادتنا الذين يخطئون كما سيخطئ مَن دونهم، والله يرحمنا برحمته.

إن خطأ السادة المفسرين في تأويلهم لهو من الأدلة على ربانية مصدر القرآن الكريم الذي لا زال يتحدى الناس كل الناس أن يكتشفوا فيه زللاً..
ولكن الزلل من المؤكد بأنه سيكون في ثنايا تفسير فلان وفلان؛ لأنهم من البشر.

وما أجمل ما قال القاضي الفاضل في رسالته للأصفهاني:
" إنّي رأيتُ أنّه ما كَتَبَ أحَدُهُم في يَومِهِ كِتاباً إلا قالَ في غَدِهِ:
لوغُيّرَ هذا لَكانَ أَحسن ولَو زُيِّدَ ذاكَ لَكانَ يُستَحسن، ولَو قُدِّمَ هذا لكانَ أفضل، ولو تُرِكَ ذاكَ لَكانَ أجمل!

وهذا مِن أعظَمِ العِبر، وهو دَليلٌ على استيلاءِ النّقْصِ على جُملَةِ البَشر ".

وفي النهاية فكلٌّ يؤخذ منه ويُرد، إلا صاحب هذا القبر.
 
أستاذنا الدكتور الشريف؛
من دكار إلى جاكرتا من العالم الإسلامي ملايين المدن، وفي كل مدينة ستجد من إن سألته عن أركان الإسلام قال لك صلاة وصيام والإيمان بالرسل والملائكة، وفي كل مدينة ستجد من إن سألته عن أسماء من يعرف من الصحابة قال لك أبوبكر وعلي وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي، وهكذا مما شابه، لكن هل يمكن أن تجد مسلما واحدا تسأله عن عصمة الأنبياء ويجيبك بجواب خاطئ؟ لا، وبالتالي هنا نحن لا نتحدث عن مسألة تأويلية أو مسألة من الفروع أو في مسألة علمية، بل عن شيء هو من المعلوم في الدين بالضرورة نقلا وعقلا، ولذا يجب البحث عن مخرج لتفسير الإمام الطبري رحمه الله، ومعه كل "أهل التأويل" الذين أشار إليهم وهم من كبار العلماء والرواة، وعليه أنا أرى أنه من غير المعقول أن يقع منهم الخطأ في مسألة كهذه، فما المخرج؟ أظن يا سيدي الكريم أنه في مسألة جواز وقوع الشرك الأصغر من الأنبياء، وهذه مسألة خلافية، وبعد بحث سريع قلت في نفسي إن اجماع الأئمة المتقدمين على عدم جوازه مما لا يخفى على المعاصرين من أمثال الدكتور مساعد الطيار، والشيخ ابن باز، وصالح الفوزان، وأبوبكر الجزائري، وعبد العزيز الراجحي، وغيرهم.

لكن لا يمكن تصور وقوع شيء من ذلك من الأنبياء عليهم السلام إلا في حالة استثنائية وخاصة جدا. وطبعا نحن في ملتقى علمي نتباحث في المسائل العلمية من حيث هي، فلا نقحم القناعات الذاتية في التدارس، وإلا فإني شخصيا لا أرى هذا الرأي، وأميل إلى تأويل ما يُتوهم منه الشرك الخفي تأويلا داخليا أي من داخل نفس المنظومة المعرفية، وكذلك نفعل مع من يقيم اعتراضه (أو شبهته) على قضية إسلامية بقول عالم مسلم من الأئمة الكبار فنبين له الصواب بنفس العالم ثم بالإجماع أو المشهور ثم بدليل خارجي (كلام عالم إمام خالفه على سبيل المثال)، وذلك لأن التنظير مقدم على الممارسة إذ يستند التنظير إلى فعل منهجي وهو في حاجة إلى طول تأمل وتعمق في البحث ومراجعات في التمحيص بينما تكون الممارسة بفعل ظرفي آني يحتمل الوهم والسهو والخلط والتعجل وغير ذلك، كما في المثال التالي:

هل أخطأ الإمام الطبري؟
نعم.
هل بسبب تعارض اختياره مع عصمة الأنبياء؟
لا، فالظاهر أن الشرك الذي قصده ليس شركا حقيقيا أي ليس في العبادة بتعيره.
فكيف أخطأ؟
أظن أنه وقع في الخطأ لسببين رئيسين: أولا لأنه لم يعمل قاعدة من قواعده الذهبية التي تنص على أن الكلام على اتصال السياق ما لم يدل دليل على انقطاعه، وثانيا لأنه لم يتعقب تلك الروايات التي اعتمد عليها في الترجيح بالنقد كما يفعل في مناسبات أخرى من تفسيره.

هذه طريقتي أقرأ الطبري بالطبري، المؤلف بالمنظر، التفسير بعلم التفسير (منهجه، قواعده،..)، فأصل إلى نتيجة أعضدها بكلام صريح له يخالف كلامه المستشكل ثم بما أجمع عليه العلماء من قواعد أو مما اشتهر منها، ثم بما أجمع عليه العلماء من أقوال أو مما اشتهر منها، ثم بالأدلة النقلية الصحيحة والعقلية الصريحة، كي لا تترك لصاحب الاعتراض مساحة يتحرك فيها ليقول "هذا عالم من أعلامكم فكيف يحق لك وصف كلامي بالتدليس أو الجهالة أو الكذب؟"، فتقول له: لا لأن هذا العالم نفسه قد نص على كذا وكذا، وقال في موضع آخر كذا وكذا، وهو يأخذ عن أعلام فلننظر إلى مذهب الجمهور قد قالوا كذا وكذا، وهكذا..
 
قال ابن كثير رحمه الله .......

وَهَذِهِ الْآثَارُ يَظْهَرُ عَلَيْهَا -وَاللَّهُ أَعْلَمُ -أَنَّهَا مِنْ آثَارِ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَدْ صَحَّ الْحَدِيثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا حَدَّثكم أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ"، ثُمَّ أَخْبَارُهُمْ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: فَمِنْهَا: مَا عَلِمْنَا صِحَّتَهُ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الدَّلِيلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ رَسُولِهِ. وَمِنْهَا مَا عَلِمْنَا كَذِبَهُ، بِمَا دُلَّ عَلَى خِلَافِهِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَيْضًا. وَمِنْهَا: مَا هُوَ مَسْكُوتٌ عَنْهُ، فَهُوَ الْمَأْذُونُ فِي رِوَايَتِهِ، بِقَوْلِهِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرج" وَهُوَ الَّذِي لَا يصدَّق وَلَا يُكَذَّبُ، لِقَوْلِهِ: "فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ". وَهَذَا الْأَثَرُ: هَلْ هُوَ مِنَ الْقِسْمِ الثَّانِي أَوِ الثَّالِثِ؟ فِيهِ نَظَرٌ. فَأَمَّا مَنْ حَدَّثَ بِهِ مِنْ صحَابي أَوْ تَابِعِيٍّ، فَإِنَّهُ يَرَاهُ مِنَ الْقَسَمِ الثَّالِثِ، وَأَمَّا نَحْنُ فَعَلَى مَذْهَبِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي هَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَأَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ آدَمُ وَحَوَّاءُ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ثم قال: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)}
قال في المنار معقبا على قول ابن كثير رحمه الله :

َقَدْ أَصَابَ كُنْهَ الْحَقِيقَةِ فِي قَوْلِهِ : إِنَّ هَذِهِ الْآثَارَ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، وَلَمَّا كَانَتْ طَعْنًا فِي عَقِيدَةِ أَبَوَيْنَا آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِمَا تُبْطِلُهُ عَقَائِدُ الْإِسْلَامِ ، وَجَبَ الْجَزْمُ بِبُطْلَانِهَا وَتَكْذِيبِهِمْ فِيهَا .

قال في اللباب :

قوله: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً} .
هذه الآيةُ من أقوى الدَّلائل على أنَّهُ ليس المراد بقوله تعالى: {فَتَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ} ما ذكره في قصَّة إبليس إذ لو كان المرادُ ذلك لكانت هذه الآية أجنبية عنها بالكليَّة، وكان ذلك النَّظْمُ في غاية الفسادِ، بل المرادُ ما ذكرناه في الأجوبة من أنَّ المقصود من الآية السابقة الرَّدُّ على عبدة الأوثان؛ لأنه أراد ههنا إقامة الحجَّة على أنَّ الأوثان لا تصلحُ للإلهيَّةِ فقوله: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} أي: أيعبدون ما لا يقدرُ على أن يخلق شيئاً؟ وهم يُخلقون، يعني الأصنام.

قال أبو السعود رحمه الله :

وأما ما قيل : من أنه لما حملت حواءُ أتاها إبليسُ في صورة رجل فقال لها : ما يُدريك ما في بطنك لعله بهيمةٌ أو كلبٌ أو خنزيرٌ وما يدريك من أين يخرج فخافت من ذلك فذكرته لآدمَ فأهمّهما ذلك ثم عاد إليها وقال : إني من الله تعالى بمنزلة فإن دعوتُه أن يجعله خلقاً مثلَك ويسهّل عليك خروجَه تسمّيه عبد الحارث وكان اسمُه حارثاً في الملائكة فقبِلت فلما ولدتْه سمتّه عبدَ الحارثِ فمما لا تعويلَ عليه ، كيف لا وأنه عليه الصلاة والسلام كان علَماً في علم الأسماءِ والمسميات فعدمُ علمِه بإبليسَ واسمِه واتباعُه إياه في مثل هذا الشأن الخطيرِ أمرٌ قريبٌ من المحال والله تعالى أعلم بحقيقة الحال .

قال في محاسن التأويل :
وقال القفال : إنه تعالى ذكر هذا القصة على تمثيل ضرب المثل ، وبيان هذا الحالة صورة حالة هؤلاء المشركين في جهلهم ، وقولهم بالشرك . وتقرير هذا الكلام ، كأنه تعالى يقول : هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة ، وجعل من جنسها زوجها إنساناً يساويه في الْإِنْسَاْنية ، فلما تغشى الزوج زوجته ، وظهر الحمل ، دعا الزوج والزوجة ربهما ، لئن آتيتنا ولداً صالحاً سوياً لنكونن من الشاكرين لآلائك ونعمائك ، فلما آتاهما الله ولداً صالحاً سوياً ، جعل الزوج والزوجة لله شركاء فيما آتاهما ، لأنهم تارة ينسبون ذلك الولد إلى الطبائع ، كما هو قول الطبائعيين ، وتارة إلى الكواكب ، كما هو قول المنجمين ، وتارة إلى الأصنام والأوثان ، كما هو قول عَبْدة الأصنام .
وقال الناصر في " الإنتصاف " - متعقباً على الزمخشري - : الأسلم والأقرب ـ والله أعلم ـ أن يكون المراد جنسي الذكر والأنثى ، لا يقصد فيه إلى معين ، وكأن المعنى - والله أعلم - خلقكم جنساً واحداً ، وجعل أزواجكم منكم أيضاً ، لتسكنوا إليهن ، فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر ، الجنس الآخر ، الذي هو الأنثى ، جرى من هذين الجنسين كيت وكيت ، وإنما نسب هذه المقالة إلى الجنس ، وإن كان فيهم الموحدون ، على حد بنو فلان قتلوا قتيلاً ، يعني من نسبة ما صدر من البعض إلى الكل .
وقد ذكر المفسرون ههنا أحاديث وآثاراً تفهم أن المراد بهذا السياق آدم وحواء . ولا حاجة بنا إلى روايتها لأنها واهية الإسناد معلولة ، كما بينه الحافظ ابن كثير في تفسيره .
وتقبُّل ثُلةٍ من السلف لها وتلقيها ، لا يجدي في صحتها شيئاً ، إذا أصلها مأخوذ من أقاصيص مسلمة أهل الكتاب ، كما برهن عليه ابن كثير .
وتهويل بعضهم بأنها مقتبسة من مشكاة النبوة ، إذا أخرجها فلان وفلان ، من تنميق الألفاظ لتمزيق المعاني ، فإن المشكاة النبوية أجلُّ من أن يقتبس منها إلا كل ما عرفت جودته .


وما أجمل وأروع ما قال ابن حزم رحمه الله وهو يرد على بعض المزاعم بشأن سيدنا يوسف عليه السلام – وقد نقله عنه صاحب المحاسن :

وأما قوله : { هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [ يوسف : من الآية 24 ] ، فليس كما ظن من لم يمعن النظر حتى قال من المتأخرين من قال : ( إنه قعد منها مقعد الرجل من المرأة ) ومعاذ الله من هذا أن يظن برجل من صالحي المسلمين أو مستوريهم ! فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم ! ! فإن قيل : إن هذا قد روي عن ابن عباس رضي الله عنه من طريق جيدة الإسناد ، قلنا : نعم ! ولا حجة في قول أحد إلا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط ! والوهم في تلك الرواية إنما هي بلا شك عمن دون ابن عباس ، أو لعل ابن عباس لم يقطع بذلك ، إذ إنما أخذه عمن لا يدرى من هو ، ولا شك في أنه شيء سمعه فذكره ؛ لأنه رضي الله عنه لم يحضر ذلك ولا ذكره عن رسول الله ، ومحال أن يقطع ابن عباس بما لا علم له به !

تأمل قوله رحمه الله :{ ومعاذ الله من هذا أن يظن برجل من صالحي المسلمين أو مستوريهم ! فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم ! !

فإن قيل : إن هذا قد روي عن ابن عباس رضي الله عنه من طريق جيدة الإسناد ، قلنا : نعم ! ولا حجة في قول أحد إلا فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط !

فبمثل هذا يمكن أن نستوعب هذه الآية وكل مثيلاتها ......

وهذا آدم عليه السلام أول الخليقة وأول خليفة وبداية التوحيد ...ولم نقرأ في كتاب من كتب المسلمين المعتبرة أن عليه السلام قد جانبه الصواب في أمر ربه إلا في مسألة الوسوسة المجمع عليها - وليس لها أخت أو أخ فيما نعلم ...والله أعلم .

فنقول في هذا الواقعة مثل ما قال ابن حزم رحمه الله .........
 
الاية واضحة ولا حاجة الى تاويلها الى غير ما ترمي اليه فادم وزوجه اشركا وهذا الشرك كان فقط في المولود الذي اتاهما وهذا الشرك لا يعني كفرا انما عدم انتباه وعدم علم فالانسان لا يستطيع معرفة الحق من الباطل بعقله فلا بد من رسالة سماوية تبين له الحق من الباطل حتى ان الانسان يمكن ان يشرك بعد نزول الرسالة عليه دون ان يدري فالرسول قال لاصحابه لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد لكن قولوا ما شاء ثم ما شاء محمد فالصحابة بدون هدى من الرسول ما كانول ليعلموا ان قولهم هذا من الشرك
وادم عندما هبط الى الارض لم يكن نبيا ولم ياتيه هدى الله بعد ومكث في الارض زمنا قبل النبوة فمن الطبيعي ان يخطىء ادم ويفعل ما فيه مخالفة لما اراده الله منا كبشر فكان لا بد من نزول الهدى والحق منه سبحانه الى عباده حتى يعرفوا الحق من الباطل والشرك من الايمان والحرام من الحلال
 
بسم الله الرحمن الرحيم .....
الأخ \ سائد .....

قَالَ فِي الْفُنُونِ :
مَا لِلَّهِ طَائِفَةٌ أَجَلُّ مِنْ قَوْمٍ حَدَّثُوا عَنْهُ ، وَمَا أَحْدَثُوا وَعَوَّلُوا عَلَى مَا رَوَوْا لَا عَلَى مَا رَأَوْا .
وأنت إن كنت تعتمد على عقلك .فليس عقلك فوق عقول الأخيار السالف ذكرهم ..
وإن كنت تعتمد على الرواية ...فلقد خالف الإمامَ الطبريَّ من هم خيرٌ منه - كالحسن وغيره ..
وأعيذك ونفسي من أن نكون من المتكلفين !!!!
فأنت طالبُُ موضع حقيقة...... لا واضعها ..
وباحثٌ لا مُرجحٌ ....

قال في صيد الخاطر .

ولقد رأيت لابن الرومي اعتراضاً على من يقول بتخليد الكفار في النار. قال: إن ذلك التأبيد مزيد من الانتقام ينكره العقل، وينبغي كل ما يقوله العقل، ولا يرد بعضه إذ ليس رد بعضه بأولى من رد الكل، وتخليد الكفار لا غرض فيه للمعذب ولا للمعذب فلا يجوز أن يكون.
فقلت العجب من هذا الذي يدعي وجود العقل ولا عقل عنده.
وأول ما أقول له: أصح عندك الخبر عن الخالق سبحانه أنه أخبر بخلود أهل النار أم لم يصح؟.
فإن كان ما صح عنه فالكلام إذن في إثبات النبوة وصحة القرآن، فما وجه ذكر الفرع مع جحد الأصل ؟.
وإن قال قد ثبت عندي فواجب عليه أن يتمحل لإقامة العذر، لا أن يقف في وجه المعارضة.
 
اخي العزيز
الله سبحانه وتعالى دعانا لتدبر كتابه العزيز والتدبر امعان العقل في فهم النصوص القرانية وفهم معاني كلمات القران من استقراء اياته ودرس القران اي تتبع اياته ولا نفرق بين احد من المسلمين فيما يقول به من تفسير القران فلا فرق بين الذي ولد قبل عشرين عاما واخر عاش قبل الف عام
والقضية ليست تكلف ولا تاثر بقول عالم القضية ببساطة قناعة وفهم وتفكر
واصلا اغلب المفسرين قالوا ان ادم وزجه اشركا ومع ذلك لا بد من التدبر
والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الأخ \ سائد ........
من هم أكثر المفسرين الذين تتكلم عنهم ؟
أكثر المفسرين يقولون أن في القرآن بعض إقحام وزيادة لبعض الحروف زيادة معنوية - وجاء الدكتور دراز في كتاب النبأ العظيم - ليرد كل هذا الافتراض ...

قال ابن القيم رحمه الله : في إعلام الموقعين عن رب العالمين :
مَنْ هُوَ الْعَالِمُ صَاحِبُ الْحَقِّ؟.........
وَاعْلَمْ أَنَّ الْإِجْمَاعَ وَالْحُجَّةَ وَالسَّوَادَ الْأَعْظَمَ هُوَ الْعَالِمُ صَاحِبُ الْحَقِّ، وَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ، وَإِنْ خَالَفَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ.الْجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ الْحَقَّ وَإِنْ كُنْت وَحْدَك، وَإِنَّ الْجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ طَاعَةَ اللَّهِ تَعَالَى.

جاء في الْجَوَابِ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي :
إِنَّ الْكَمَالَ الْإِنْسَانِيَّ مَدَارُهُ عَلَى أَصْلَيْنِ : مَعْرِفَةِ الْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَإِيثَارِهِ عَلَيْهِ .


أنت لم تعتمد في كل ما تقول إلا على الطبري رحمه الله - وهو بشر - وهذه ليست أول مرة يجانب فيها الطبري رحمه الله الصواب .

ولست أدري لماذا تصر على موقفك وهو ليس بالقوي متنا ولا سندا ؟
هل يذكر ربنا في قرآنه مخالفة أبينا من الشجرة ويتوب عليه منها في صريح القرآن ,
ويترك ربنا أمرا كالشرك الذي تزعمه من النص القرآني ؟
أليس الله قد قال {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى } أليس الاجتباء والهداية كافيين لمنع الشرك الذي تقوله ؟
كما قال ربنا عن يونس عليه السلام {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} هل ثبت عندك ليونس عليه السلام معصية بعد هذا الاجتباء ؟



قال السعدي رحمه الله :
وهذا انتقال من النوع إلى الجنس، فإن أول الكلام في آدم وحواء، ثم انتقل إلى الكلام في الجنس، ولا شك أن هذا موجود في الذرية كثيرا، فلذلك قررهم اللّه على بطلان الشرك، وأنهم في ذلك ظالمون أشد الظلم، سواء كان الشرك في الأقوال، أم في الأفعال، فإن الخالق لهم من نفس واحدة، الذي خلق منها زوجها وجعل لهم من أنفسهم أزواجا، ثم جعل بينهم من المودة والرحمة ما يسكن بعضهم إلى بعض، ويألفه ويلتذ به، ثم هداهم إلى ما به تحصل الشهوة واللذة والأولاد والنسل.
ثم أوجد الذرية في بطون الأمهات، وقتا موقوتا، تتشوف إليه نفوسهم، ويدعون اللّه أن يخرجه سويا صحيحا، فأتم اللّه عليهم النعمة وأنالهم مطلوبهم.
أفلا يستحق أن يعبدوه، ولا يشركوا به في عبادته أحدا، ويخلصوا له الدين.
ولكن الأمر جاء على العكس، فأشركوا باللّه من لا { يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ } .
 
قال ابن القيم رحمه الله : في إعلام الموقعين عن رب العالمين :

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا، فَقَدْ كُفِيتُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَقَالَ أَيْضًا: إنَّا نَقْتَدِي وَلَا نَبْتَدِي، وَنَتَّبِعُ وَلَا نَبْتَدِعُ، وَلَنْ نَضِلَّ مَا تَمَسَّكْنَا بِالْأَثَرِ. وَقَالَ أَيْضًا: إيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَطُّعَ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّعَمُّقَ، وَعَلَيْكُمْ بِالدِّينِ الْعَتِيقِ وَقَالَ أَيْضًا: أَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ الدَّجَّالِ، أُمُورٌ تَكُونُ مِنْ كُبَرَائِكُمْ، فَأَيُّمَا مِرْيَةَ أَوْ رُجَيْلٍ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَالسَّمْتَ الْأَوَّلَ، فَالسَّمْتَ الْأَوَّلَ، فَأَنَا الْيَوْمَ عَلَى السُّنَّةِ. وَقَالَ أَيْضًا: وَإِيَّاكُمْ وَالْمُحْدَثَاتِ؛ فَإِنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَقَالَ أَيْضًا: اتَّبِعْ وَلَا تَبْتَدِعْ، فَإِنَّك لَنْ تَضِلَّ مَا أَخَذْت بِالْأَثَرِ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ يُقَالُ عَلَيْكُمْ بِالِاسْتِقَامَةِ وَالْأَثَرِ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّبَدُّعَ، وَقَالَ شُرَيْحٌ: إنَّمَا أَقْتَفِي الْأَثَرَ، فَمَا وَجَدْت قَدْ سَبَقَنَا إلَيْهِ غَيْرُكُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ.
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: لَوْ بَلَغَنِي عَنْهُمْ يَعْنِي الصَّحَابَةَ أَنَّهُمْ لَمْ يُجَاوِزُوا بِالْوُضُوءِ ظُفُرًا مَا جَاوَزْته بِهِ، وَكَفَى عَلَى قَوْمٍ وِزْرًا أَنْ تُخَالِفَ أَعْمَالُهُمْ أَعْمَالَ أَصْحَابِ نَبِيِّهِمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
 
واصلا اغلب المفسرين قالوا ان ادم وزجه اشركا
هذه محاججة مغلوطه من أصلها لكن لنفترض صحتها جدلا، فهل فعلا قال أغلب المفسرين أن آدم وحواء جعلا لله شركا/شركاء في الاسم؟
لنأخذ مجموعة تتكون من أصحاب أمهات التفاسير (9):
نعم: الطبري, جلال الدين المحلي, جلال الدين السيوطي (3).
لا: الزمخشري, الرازي, القرطبي, ابن كثير, البيضاوي, الشوكاني (6).
ويلاحظ أني تساهلت بالتفرقة بين الجلالين، فالنتيجة: أغلب المفسرين ضد ما تدعي.
إما أن تقبل بهذه الإحصائية وإما أن تعترض بحجة أن اختيار المجموعة غير عادل لأن المجموعة صغيرة مقارنة بعدد التفاسير المطبوعة، وسنفترض صحة الحجة مع ما فيها من مغالطة تقديم الكم على الكيف لنختار مجموعة أخرى (67 تفسير من خلفيات فكرية مختلفة) ثم نعيد طرح نفس السؤال:
نعم: مقاتل بن سليمان, السيوطي, الفراء, الصنعاني, الفيروز آبادي, هود بن محكم, ابن ابي حاتم, السمرقندي, الماوردي, البغوي, ابن الجوزي, الخازن, الثعلبي, الجصاص, ابن ابي زمنين, مكي بن أبي طالب, الواحدي, السمعاني, الإيجي محيي الدين, صديق حسن خان, أبو بكر الجزائري, ابن يوسف اطفيش, حسنين مخلوف (14).
لا: الماوردي, البغوي, ابن الجوزي, الخازن, ابن عطية, الثعلبي, مكي بن أبي طالب, النسفي, ابو حيان, نظام الدين النيسابوري, الثعالبي, ابن عادل, البقاعي, ابو السعود, القشيري, اسماعيل حقي, ابن ابي حاتم, ابن عجيبة, الماتريدي, الجصاص, الطوسي, الطبرسي, ابن جزي, السمين الحلبي, الإيجي محيي الدين, زكرياء الأنصاري, الشرييني, الأعقم, المظهري, الميرغنى, ابن يوسف اطفيش, القاسمي, رشيد رضا, المراغي, فريد وجدي, ابن السعدي, القطان, أسعد حومد, الالوسي, سيد قطب, ابن عاشور, الشنقيطي, أبو زهرة, جواد مغنية, الطبطبائي, المكي الناصري, شحاتة, تعيلب, أمير عبد العزيز, بشير ياسين, الشعراوي, طنطاوي (43).

ويلاحظ أن كل من ذكر التأويلين (آدم / ليس آدم) كابن ابي حاتم ولم يرجح جعلته في الخانتين نعم و لا معا، وكذلك فعلت مع من كان في النص الذي ينسب إليه تذبذب ما أو توقف من نوع ما أو مما شابه كما هو الحال مع البغوي مثلا قال: "لولا قول السلف مثل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن المسيب وجماعة من المفسرين إنه في آدم وحواء" فهل لولا هذه شرطية أم استفهامية؟ إن كانت الثانية فهو لم يرجح.
فالنتيجة واحدة: أغلب المفسرين ضد ما تدعي!
17 نعم
49 لا
أم عندك مجموعة أخرى، فاخرجها لنا، ولا عبرة بمفسر من المفسرين يقول "وهذا قول الجمهور" أو ما شابه لأن مثل هذه مقولات عندية أي نسبية، فمن لم يعرف -على سبيل المثال - من المفسرين إلا مقاتل بن سليمان والسيوطي والفراء والصنعاني والفيروز آبادي والسمرقندي وابن كثير فسوف يقول كل أهل التفسير قالوا هيت إلا ابن كثير قال كيت.

وفي الحقيقة عند التدقيق وتتبع كلام المفسرين بمنهجيتهم هم فسوف نصل إلى نتيجة مختلفة تماما، وسنرى خمسة منهم فقط من توهم نسبة الشرك الخفي لآدم وزوجه، والإمام الطبري بكل تأكيد ليس منهم فهو كان عالما مفسرا ولم يكن مجرد راو لاختيارات تفسيرية قيل بها، لذلك هو يعرض الرأي والرأي الآخر ثم يختار، ونحن عندما نقرأ الطبري بالطبري فسوف نخضع اختياره لقواعده قبل التحاكم إلى عامل علمي وراءطبري، ومن قواعده الذهبية كما قلت سابقا أن الكلام على اتصال السياق ما لم يدل دليل على انقطاعه، فلم نجد ما يدل على الانقطاع بل العكس هو الصحيح تماما، وبعد ذلك تأتي مرحلة الاحتكام إلى العوامل العلمية الخارجية وبها نؤكد نفس النتيجة.

وبهذا سقطت شبهة المناوئين الذين يتخيلون أن القرآن الكريم ككتابهم المقدس لا يقول بعصمة الأنبياء؛ بل إن الأنبياء معصومون من الشرك ما خفي منه وما ظهر، ما صغر منه وما كبر، ومعصومون من الفواحش والكبائر ما ظهر منها وما بطن، ومعصومون فيما يبلغونه. ومن ناحية أخرى هذه الشبهة التنصيرية دليل عقلي جلي على بطلانها ذاتيا إذ لو أمكن قبولها لكان مشركو قريش أول من يعترض بها، لتبرير شركهم، أي لكان لمشركي العرب وقتئذ تعلق واقتداء بها ليقولوا: إنه أشرك، ونحن نشرك.
 
  • قال الله تبارك وتعالى :
" وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36) فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) " البقرة
وقال تعالى :
" فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) " الاعراف
وقال تعالى :
" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122) طه
لو تدبرنا الايات القرآنية لوجدنا بوضوح أن الله عز وجل ذكر خطأ النبي أدم عليه الصلاة والسلام وعقِب ذلك ذكر توبته او استغفاره من هذه المعصية .


  • أما في الاية محل النقاش لم نجد ذلك ، وهو ما ينفي دعواك أخونا الفاضل ! بمعنى لو تدبرنا الايات كاملةً لوجدنا :
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (189) ..................... (يمكن تأويل هذه الاية على أدم وزوجه أو ذريتهما )
"فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (190).................. (و هنا يضعف تأويل الاية على أدم وزوجه ،ويغلب تأويلها على ذريتهما لجمع " يُشْرِكُونَ" .
" أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ" (191)......... (وهنا يقينا تأويلها على ذرية أدم )
"وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ" (192) .......(الخطاب لذرية أدم )
"وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ" (193) ...................... (ذرية أدم )
"إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (194) .................(ذرية أدم )..........وهكذا بقية الايات
" أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا ۖ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۗ قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (197) وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (198) " الاعراف
فلو كانت الاية تقصد أدم وحواء عليهما الصلاة والسلام لكانت كالتالي :
( فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما ، وتاب الله عليهما ، فتعالى الله عما يشركون )............. (أستغفر الله جل جلاله )


  • ويقول تبارك وتقدس :
" وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ" (11) الاعراف
ففي هذه الاية الخطاب لذرية أدم ، ولكن السجود لآدم فقط ،
ولم تكن الاية : ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لكم فسجدوا الا ابليس لم يكن من الساجدين. ( أستغفر الله جل جلاله )
والاية (محل النقاش) الخطاب فيها لأي ابوين ، ولكن الشرك في جميع الذرية !
ومثله قوله تعالى :
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء
ذكر بعض أهل العلم أن حواء ولدت لآدم عليهما السلام عشرين ومائة بطن ، في كل بطن توأم .
ولم يخلق منهما مباشرة مليارات البشر.


  • عصمة الأنبياء :
أما قولك : (( فمحمد صل الله عليه وسلم بقي 40 عاما ضالا الى ان هداه الله قال تعالى "وَوَجَدَكَ ضَاۤلّا فَهَدَىٰ " ))
جزى اللهُ عز وجل الاخوةَ كل خير فقد وضحوا معناها ، وأضيف:
أي ووجدك متحيرا فهداك ،، أي ضلال حيرة وليس ضلال غواية ،، فإن مر بخاطرك مثل هذا فقد كفرت - والعياذ بالله – وأنت لا تدري !!
وأستغفر الله لي ولك.
إلا أن الكتاب المقدس عند أهل الكتاب يعج بأفاعيل جسيمة وأباطيل كثيرة لا تليق ليس بالأنبياء فحسب، وإنما لا تليق بأي إنسان شريف عفيف من آحاد الناس .والاسلام من ذلك بريئ ويدعو لعصمة الانبياء من الشرك والكبائر.
والله تعالى أعلم.
 
[قال تعالى " فَلَمَّاۤ ءَاتَىٰهُمَا صَـٰلِحا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَاۤءَ فِیمَاۤ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا یُشۡرِكُونَ"ه
يخبرنا الله سبحانه ان ادم وزوجه دعوا الله اذا جاء المولود في حال حسنة سيكونان من الشاكرين فلما جاءهما الولد اشركا بالله سبحانه
السؤال هنا كيف يشرك ادم بالله وهونبي معصوم ]
وكيف علم أنه سيأتي مشوها !؟
وهو أول البشر وهذا أول مولود له !
إذا الكلام عن من بعد آدم عليه الصلاة والسلام
 
الاستاذ حسن باسل بداية من قال ان ادم كان نبيا فلعله اصبح نبيا بعد ذلك بسنوات طويلة قال تعالى" قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ "
ثانيا : كون هذا المولود وربما كان اكثر من طفل اول مولود ذلك مدعاة للخوف اكثر ان ياتي عل هيئة غريبة غير هيئة الانسان او ياتي عكس صالحا بمعن فاسدا مؤذيا شريرا او قاسيا مع ابويه
 
إذا كان الأمر كذا فكيف تقول أشرك وهو نبي !
أعني أنه أوتي النبوءة بعد سنين من هبوطه فقد تلقى الهدى فكيف يشرك بعد الهدى ؟
وعلى افتراض أنه كان قاسيا زائغا غير مطيع مشوها أو مهما كان كيف علم !؟
وعلى أفتراض أن الآية تعني آدم إذا يقتضي السياق أن تكون حواء مخلوقة بعد الهبوط حيث قال "وجعل منها زوجها ليسكن إليها" وإلا مقتضاها أنه أشرك في الجنة ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟! أفيطرد على أكله من الشجرة ولا يطرد لأنه أشرك !!!!
سبحان الله لا أعلم أن أكل الشجرة أعظم من الشرك
سبحان الله تعالى
 
قوله تعالى:{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)}
أليس آدمُ عليه السلام أول من خُلق على هذه الفِطرة ؟ وما الذي غيّر فِطرته بعد ما هبط – وآية الأعراف بعد الهبوط لامحالة ...ثم لا أدري ما الذي يجري ؟ مرة نرى من يرفض أحاديثَ صحيحة لكونها آحادا – ومرة نرى من يقف لحديث ضعيف يجزم به معنى آية – مع أن هناك تأويلاتٍ مقبولةً تحافظ على مقام الآية وعلى صالح تفسيرها .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ كَانَ يحدث قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ثُمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ (فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا)الْآيَة» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)
ثم ..................
وقولُك الذي تنتصر له هو كَعبَارةِ الفُقَهَاءِ القَائلةِ: المَسْألَةُ فِيهَا قَوْلَانِ- : أَصَحُّهُمَا لَا يَصِحُّ .
 
الأخ أحمد صبري أجاب إجابة واضحة، لكن لي تعليق على جملة في تعليقه.
إذ فهمت أنه يقول أن القول بكفر بعض الأنبياء قبل بعثتهم هو من الكفر!
لكن ابن تيمية يقول:
"وأما قولهم: إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر، فهذا فيه نزاع مشهور.
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك.
وأما العقل ففيه نزاع، والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك.
وهذه المسألة تنازع فيها المتأخرون من المنتسبين إلى السنة والحديث، والمعتزلة"
(تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء) (1/ 178)"
 
الأخ أحمد صبري أجاب إجابة واضحة، لكن لي تعليق على جملة في تعليقه.
إذ فهمت أنه يقول أن القول بكفر بعض الأنبياء قبل بعثتهم هو من الكفر!
لكن ابن تيمية يقول:
"وأما قولهم: إن شعيبا والرسل ما كانوا في ملتهم قط، وهي ملة الكفر، فهذا فيه نزاع مشهور.
وبكل حال فهذا خبر يحتاج إلى دليل سمعي أو عقلي، وليس في أدلة الكتاب والسنة والإجماع ما يخبر بذلك.
وأما العقل ففيه نزاع، والذي عليه نظار أهل السنة أنه ليس في العقل ما يمنع ذلك.
وهذه المسألة تنازع فيها المتأخرون من المنتسبين إلى السنة والحديث، والمعتزلة"
(تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء) (1/ 178)"
هل أفهم من كلامك أخي أن بعض الأنبياء كانوا كفرة قبل نبوتهم -معاذ الله تعالى من مقولة كهذه- !
 
فطرتك السليمة أخي حسن باسل هي ما عليه جمهور العلماء
قال الدكتور عماد الشربيني في بحثه: (رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم): عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في الأمور السابقة ـ يعني الاعتقادات والتبليغ، والأقوال والأفعال ـ ثابتة لهم قبل النبوة، وبعدها في الكبائر والصغائر، عمدها وسرها، على الأصح، في ظاهرهم وباطنهم، ورضاهم وغضبهم، وهو ما أَدين لله تعالى به؛

لأن حال الأنبياء قبل النبوة يؤثر على مستقبل دعوتهم بعد النبوة سلباً وإيجاباً،

وهذا هو الصحيح عندي ويطمئن إليه القلب، وتستريح إليه النفس، وهو مذهب كثير من العلماء المحققين المحقين من أهل الكلام والحديث ... اهـ.

ثم ذكر أدلة ذلك، وذكر في الحاشية بعض أهل العلم القائلين بذلك، وهم: ابن حزم في الفصل في الملل والنحل 2/285، 321، والإيجي في المواقف في علم الكلام ص358، 359، والجرجاني في شرح المواقف 8/288 - 290، وسعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد 2/142، 143، وفخر الدين الرازي في المحصل ص219، 220 والقاضي عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص573، 575، والشوكاني في إرشاد الفحول 1/161، وكثير من المحققين من أهل الحديث منهم القاضي عياض في الشفا 2/145، والقسطلاني في المواهب اللدنية، والزرقاني في شرحه على المواهب 9/5، 7/14، والأُبي في إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم 1/315، و ابن الوزير اليماني في الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم 1/118، وأبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة عقد فصلاً بعنوان: "ذكر ما خصه الله عز وجل به من العصمة وحماه من التدين بدين الجاهلية 1/185 - 212، وكذلك فعل البيهقي في دلائل النبوة أيضاً فقد عقد عنواناً لهذا الموضوع فقال: "باب ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعائبها… الخ 2/30 - 42، ومثلهما السيوطي في الخصائص الكبرى حيث قال: باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بحفظ الله إياه فى شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية" 1/148 - 152.
 
فطرتك السليمة أخي حسن باسل هي ما عليه جمهور العلماء
قال الدكتور عماد الشربيني في بحثه: (رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم): عصمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في الأمور السابقة ـ يعني الاعتقادات والتبليغ، والأقوال والأفعال ـ ثابتة لهم قبل النبوة، وبعدها في الكبائر والصغائر، عمدها وسرها، على الأصح، في ظاهرهم وباطنهم، ورضاهم وغضبهم، وهو ما أَدين لله تعالى به؛

لأن حال الأنبياء قبل النبوة يؤثر على مستقبل دعوتهم بعد النبوة سلباً وإيجاباً،

وهذا هو الصحيح عندي ويطمئن إليه القلب، وتستريح إليه النفس، وهو مذهب كثير من العلماء المحققين المحقين من أهل الكلام والحديث ... اهـ.

ثم ذكر أدلة ذلك، وذكر في الحاشية بعض أهل العلم القائلين بذلك، وهم: ابن حزم في الفصل في الملل والنحل 2/285، 321، والإيجي في المواقف في علم الكلام ص358، 359، والجرجاني في شرح المواقف 8/288 - 290، وسعد الدين التفتازاني في شرح المقاصد 2/142، 143، وفخر الدين الرازي في المحصل ص219، 220 والقاضي عبد الجبار المعتزلي في شرح الأصول الخمسة ص573، 575، والشوكاني في إرشاد الفحول 1/161، وكثير من المحققين من أهل الحديث منهم القاضي عياض في الشفا 2/145، والقسطلاني في المواهب اللدنية، والزرقاني في شرحه على المواهب 9/5، 7/14، والأُبي في إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم 1/315، و ابن الوزير اليماني في الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم 1/118، وأبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة عقد فصلاً بعنوان: "ذكر ما خصه الله عز وجل به من العصمة وحماه من التدين بدين الجاهلية 1/185 - 212، وكذلك فعل البيهقي في دلائل النبوة أيضاً فقد عقد عنواناً لهذا الموضوع فقال: "باب ما جاء في حفظ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في شبيبته عن أقذار الجاهلية ومعائبها… الخ 2/30 - 42، ومثلهما السيوطي في الخصائص الكبرى حيث قال: باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بحفظ الله إياه فى شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية" 1/148 - 152.
والله تعالى يا أخي الحبيب كلامك عين الصواب إن شاء الله تعالى وإلا سيكون لي حجة لله تعالى أني لم أسجد لصنم قط ولم أشرك به وإن شاء الله تعالى نلقاه كلنا غير مشركين فكيف يكون الانبياء وهم الاصفياء كفرة قبل نبوتهم - لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وأعوذ بالله تعالى من هذه الكلمة - أفضل مني ومنك وأنا وأنت لم نسجد لصنم قط ولم نكفر بالله تعالى ! هل أصبحنا كاليهود الذين يتهمون الأنبياء بشر الأوصاف ليبروؤا لأنفسهم فعل المنكرات !
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
سبحان ربك رب العزة عما يصفون "وسلام على المرسلين" والحمد لله رب العالمين
دمتم سالمين
 
بل المقصود أن تكفير القائلين بهذا القول هو شطط!
فكلام ابن تيمية واضح: "لا دليل في المسألة"، "مسألة فيها نزاع مشهور"
 
قال تعالى " وَوَجَدَكَ ضَاۤلّا فَهَدَىٰ" والضلال غير الغواية فالضلال هو عدم العلم بالحق والحيرة والبحث عن الهدى فالرسول كان في حيرة من امره يتفكر في امر الخلق يبحث عن ما يقنع عقله ويريح عناء الفكر والحيرة عنده فهو ليس مقتنعا بما عليه قومه ولكنه لا يعرف بعد من هو الله الواحد الاحد الصمد خالق الكون بعكس الغواية فهو ان تعمل السيئة بقصد وانت تعرف ان هذه سيئة وعملها حرام ومنهي عنه تماما كما فعل ادم باكله من الشجرة " وعصى ادم ربه فغوى"
وها هو ابونا ابراهيم عندما لم يصله هدى الله بعد ينظر الى الشمس فيتصور انها الرب والاله لكنه سرعان ما يغير رايه عندما غربت فال تعالى"فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَة قَالَ هَـٰذَا رَبِّی هَـٰذَاۤ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَتۡ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی بَرِیۤء مِّمَّا تُشۡرِكُونَ" الى ان اتاه هدى ربه فاصبح امة وصار ابونا وامرنا سبحانه باتباع ملته قال تعالى "وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰ تَهۡتَدُوا۟ۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ حَنِیفاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ"
والذي اريد ان اقوله مرة اخرى ان الاية واضحة ان ادم وزوجه اشركا لكنه شرك حدث بجهالة وحدث لان هدى الله لم ياتي بعد ( ولا ادري ما هم الشرك هنا ولكنه والله اعلم لا يعتبر كفرا )
 
جعلا له شركاء

سبق بيان معنى الضلال في سورة الضحى

وها هو ابونا ابراهيم عندما لم يصله هدى الله بعد ينظر الى الشمس فيتصور انها الرب والاله لكنه سرعان ما يغير رايه عندما غربت فال تعالى"فَلَمَّا رَءَا ٱلشَّمۡسَ بَازِغَة قَالَ هَـٰذَا رَبِّی هَـٰذَاۤ أَكۡبَرُۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَتۡ قَالَ یَـٰقَوۡمِ إِنِّی بَرِیۤء مِّمَّا تُشۡرِكُونَ" الى ان اتاه هدى ربه فاصبح امة وصار ابونا وامرنا سبحانه باتباع ملته قال تعالى "وَقَالُوا۟ كُونُوا۟ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰ تَهۡتَدُوا۟ۗ قُلۡ بَلۡ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ حَنِیفاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِینَ"

١) بالنسبة لحكايته - عليه السلام - مع عبدة الكواكب فقد كان عليه الصلاة والسلام في مقام مناظرة لا مقام نظر

تأمل يا أخي سائد قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ " [الأنعام: 75]، ثم تأمل الاية التي بعدها: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ [الأنعام: 76].. الخ
وتأمل العطف بالفاء التي تدل على الترتيب.

وهذا يدل على أنَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام ناظر عبدة الكواكب ولم يكن في حالة تأمل وجداني لوحده، بل ناظرهم وبين لهم بطلان عبادتهم للكواكب بعد أن رأى ملكوت السموات والأرض،

- وهذا الفهم يعضده أمران، هما:

أ- في قول الله تبارك وتعالى: نُرِي: إشارة إلى سبق معرفة إبراهيم بربه جلَّ وعلا، ومعناها: أنَّ الله هو الذي أرى إبراهيم الخليل عليه السلام ملكوت السموات والأرض قبل مناظرته لقومه.

ب- في قول الله تعالى: " وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ": إشارة إلى أن اليقين قد حصل لإبراهيم الخليل عليه السلام قبل مناظرته لقومه.
لأن اليقين: هو العلم القاطع، وزوال الشك .
فهل الذي تحصل له العلم بربه، وزال الشك عنه، هل يحتاج إلى الاستدلال ليتوصل إلى معرفة ربه؟!

٢) أنه عليه السلام لم يكن معتنقاً ديناً من الأديان غير الإسلام، فطرة ومنهجاً؛ قال الله تعالى: " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ". {آل عمران:67}.
قال الإمام القرطبي في تفسير آية الأنعام: غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ تَعَالَى رَسُولٌ، يَأْتِي عَلَيْهِ وَقْتٌ مِنَ الْأَوْقَاتِ إِلَّا وَهُوَ لِلَّهِ تَعَالَى مُوَحِّدٌ وَبِهِ عَارِفٌ، وَمِنْ كل معبود سواه بريء. قَالُوا: وَكَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يُتَوَهَّمَ هَذَا عَلَى مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ، وَآتَاهُ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ، وَأَرَاهُ مَلَكُوتَهُ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ بِالْخُلُوِّ عَنِ الْمَعْرِفَةِ، بَلْ عَرَفَ الرَّبَّ أَوَّلَ النَّظَرِ. ا

٣) رزق الله سيدنا إبراهيم عليه السلام الرشد قبل أن يكون فتى يكسر أصنام قومه
بدليل:
" وَلَقَدْ ءاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) " [سورة الأنبياء]

فلا يعقل أنه - عليه السلام - سيرتد عن الإسلام الذي اعتنقه وهو فتى ليعبد الكواكب عند قوم آخرين بعد هجرته من بلدته
حين قال له والده آزر " واهجرني ملياً "!!!


* نصيحة:
البخيل من لا يصلي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
 
سبق بيان معنى الضلال في سورة الضحى



١) بالنسبة لحكايته - عليه السلام - مع عبدة الكواكب فقد كان عليه الصلاة والسلام في مقام مناظرة لا مقام نظر

تأمل يا أخي سائد قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ " [الأنعام: 75]، ثم تأمل الاية التي بعدها: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ [الأنعام: 76].. الخ
وتأمل العطف بالفاء التي تدل على الترتيب.

وهذا يدل على أنَّ سيدنا إبراهيم عليه السلام ناظر عبدة الكواكب ولم يكن في حالة تأمل وجداني لوحده، بل ناظرهم وبين لهم بطلان عبادتهم للكواكب بعد أن رأى ملكوت السموات والأرض،

- وهذا الفهم يعضده أمران، هما:

أ- في قول الله تبارك وتعالى: نُرِي: إشارة إلى سبق معرفة إبراهيم بربه جلَّ وعلا، ومعناها: أنَّ الله هو الذي أرى إبراهيم الخليل عليه السلام ملكوت السموات والأرض قبل مناظرته لقومه.

ب- في قول الله تعالى: " وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ": إشارة إلى أن اليقين قد حصل لإبراهيم الخليل عليه السلام قبل مناظرته لقومه.
لأن اليقين: هو العلم القاطع، وزوال الشك .
فهل الذي تحصل له العلم بربه، وزال الشك عنه، هل يحتاج إلى الاستدلال ليتوصل إلى معرفة ربه؟!

٢) أنه عليه السلام لم يكن معتنقاً ديناً من الأديان غير الإسلام، فطرة ومنهجاً؛ قال الله تعالى: " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ". {آل عمران:67}.
قال الإمام القرطبي في تفسير آية الأنعام: غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ تَعَالَى رَسُولٌ، يَأْتِي عَلَيْهِ وَقْتٌ مِنَ الْأَوْقَاتِ إِلَّا وَهُوَ لِلَّهِ تَعَالَى مُوَحِّدٌ وَبِهِ عَارِفٌ، وَمِنْ كل معبود سواه بريء. قَالُوا: وَكَيْفَ يَصِحُّ أَنْ يُتَوَهَّمَ هَذَا عَلَى مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ، وَآتَاهُ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ، وَأَرَاهُ مَلَكُوتَهُ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُوصَفَ بِالْخُلُوِّ عَنِ الْمَعْرِفَةِ، بَلْ عَرَفَ الرَّبَّ أَوَّلَ النَّظَرِ. ا

٣) رزق الله سيدنا إبراهيم عليه السلام الرشد قبل أن يكون فتى يكسر أصنام قومه
بدليل:
" وَلَقَدْ ءاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) " [سورة الأنبياء]

فلا يعقل أنه - عليه السلام - سيرتد عن الإسلام الذي اعتنقه وهو فتى ليعبد الكواكب عند قوم آخرين بعد هجرته من بلدته
حين قال له والده آزر " واهجرني ملياً "!!!


* نصيحة:
البخيل من لا يصلي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
تبقى تفاصيلُ عصمة الأنبياء مسألة شائكةً بخلافاتها المشهورة.
و{الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ}
 
ظاهر التعارض بين نبوةِ آدم وعلمه الأسماء كلها ووقوعه في الشرك

ظاهر التعارض بين نبوةِ آدم وعلمه الأسماء كلها ووقوعه في الشرك

مسألة ظاهر التعارض بين نبوةِ آدم وعلمه الأسماء كلها ووقوعه في الشرك:

المسألة تتقاطعُ بجلاءٍ معَ قضيتين مما أشكل في القرآن:
- الأولى أوَّل شرك وقع في الأرض (رابط مهم).
- والثانيةُ هي مفهوم عصمة الأنبياء.

ولن أخوض فيهما إلا بما يمتُّ للآية محل النزاع بصلة باختصارٍ، وأضيفُ على بعض ما سبقني إليه الإخوة الكرام بالتعقيب والبيانِ مسترشدًا بالله سبحانه.

وأنوّهُ إلى:
• أنَّ نسبة الضلال بمعنى الزَّيغ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلمَ بظاهر آية الضحى باطلٌ؛ وأن لكلمة الضلال في العربية والقرآن معانيَ ذات مراتب:
- أدناها النسيان {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} (البقرة 282).
- ويليها التيه والفقدان حقيقة {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (الإسراء 67).
- أومجازًا بمعنى الحيرة {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} (الضحى 7).
- وما هو أعلى من ذلك كالغفلة والمعصية {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} (الشعراء 20).
- وأقصى معانيها ضلال الديانة والمعتقد بالكفر {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} (الشعراء 86).

كما لا أُفوّتُ:
• أنَّ الجهد المشكور والأدلة الإحصائية الوافية التي عرضها الأخ شايب من أقوال أمهات التفاسير -إن لم أقل جلَّ المعتبرِ منها- تبيِّنُ أن غالبيةَ الأمة بعد الصحابة والتابعينَ تميلُ إلى تزكية آدم عليه السلامُ عن كونه المراد في آية الشركِ في سورة الأعراف.
لكن الذي يضعنا في إشكالية عويصة هو أقوال ابن عباسٍ وسمرة بن جندب وقتادةَ وعكرمةَ ومجاهد وسعيد بن جبيرٍ القائلين أن من أشركا هما آدم وحواءُ؛ والتي هي عندي أرجح وأقوى من آراء المفسرين جميعا ممن جاء بعدهم، ولو كان الصحابة يرون المعارضةَ قائمةً بحجج قوية لعلمنا منهم النكير الشديد كمثل ما فعلوا في مسائل أدنى من هذه.
وتحديد معنى الشرك عندهم قويٌّ مفهوم:
فابن عباس قال: (أشركه في طاعته في غير عبادة، ولم يشرك بالله، ولكن أطاعه).
وقتادة قال: (وكان شركاً في طاعته، ولم يكن شركاً في عبادته).
وأما سعيد بن جبير فــ: (قيل له: أشرك آدم؟ قال: أعوذ بالله أن أزعم أنَّ آدم أشرك، .... فإنما كان شركه في الاسم).
والذي أراه أنه شركٌ جمع إلى كونه "شركًا دون شركٍ" ملابساتٍ وظروفًا تحُجُّ كل من أشركَ بعدُ على علمٍ وهدى.


وبفرض كون آدم هو المقصود في الآية محل النقاش؛ فعلينا أن نستحضر الآتي:

أولًا: أنَّ مسألة عصمة الأنبياء محلُّ نزاعٍ عند علماء المسلمينَ بالأدلة النقلية والعقلية؛ واختُلِفَ في العصمة هل هي بعد النبوة مطلقًا من كل المعاصي أو هيَ عصمةٌ من عدم التوبة بعد مقارفة الذنب، فأما قبل إيتائهم النبوةَ فالاختلاف فيها أشد؛ ونمثل له بالأسباط هل كانوا إخوة يوسف المتآمرين وتابوا وصلُحوا ونُبِّئوا؛ أم ليسوا همْ، وأما الثاني الذي فيه التوبة من الذنبِ فمثله أَبَقُ يونسَ وفتنتا داوودَ وسليمانَ وهمُّ يوسفَ عليهم وعلى نبينا السَّلام.

ثانيًا: لا غلوَّ كما غلا أهل الكتاب وأساؤوا الأدب مع أنبياء الله فجعلوا منهم الزاني والسكير والمتعارك مع الله وغيرها مما تشيب لمسمعه الولدان، ولا نطريهم حتى نجعل منهم أربابًا وآلهة كما في حالتي عيسى وعزير عليهما السلام.
ومن حِكمة الله أنْ أورَدَ في كتابه مآخذ على أنبيائه أو معاصي تابوا منها، وتهديدًا لهم أحيانًا؛ لنعلم أنهم عبادٌ لله مصطفَونَ لا نتجاوز فيهم حدَّ الاتباع والحب والموالاة، وليصدقَ استغراقُ الكلية بالخطإ على الآدميين كما في الحديث عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُون". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَسَنَدُهُ قَوِيٌّ.

ثالثًا: إن وقع آدم بعد علم الأسماء كلها في معصية الأكل من الشجرة، فلا يستحيل وقوعه في معاصٍ أخرى، وإن أُتي وزوجَه من قبل شهوة حب الرقيِّ لمكانة الملائكة أو الرغبة في الخلد في الأولى بمغالطة عقلية منطقية من إبليس لهما، فإنهما أُتيا من جهة شهوة حب الولد في الثانية ومغالطة عقلية منطقية من إبليس مرة أخرى لهما.
وبينَ علم الأسماءِ (تخزين المعلومات والمعارف) وإعمال العقل والحواس للتحليل والاستدلال والاستنباط والاختيار فارقٌ لا يخفى على ذي لب. وكثرة الحوار مع العدوّ المفروضِ مكاشفةً أو وسواسًا لآدم ولزوجه يوجبُ وجودَ كثير حقٍّ في كلام إبليس ليدلس عليه، وأنه وقع في القليل المعدودِ من معصيته عليه السلام بعد جهود شيطانية مضنيةٍ؛ وتاب آدمُ من المعصية إنْ مرَّةً أو مرَّاتٍ فكانت توبتهُ حسرة على إبليس.

رابعًا: أن الكشف عن الغيب في الزمن الأول كانَ أظهر منه عما هو في الأزمان اللاحقة للبشرية، وكذلك الشأنُ في كشف المعصية؛ ولو أطلع الله كثيرا ممن يظنون من أنفسهم التوحيد الخالص على ما في أفئدتهم من الشرك بنوعيه لم يزالوا يتندمون أبد الدهر، ولودوا لو وقعوا في معصية آدم المفترضة لا أكثرَ من ذلك؛ لكنِ {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} (الشورى 19) {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى 30). وقد َتَأَوَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (يوسف 106) قَالَ: "إِنَّ أَحَدَهُمْ يُشْرِكُ حَتَّى يُشْرِكَ بِكَلْبِهِ: لَوْلَا الْكَلْبُ لَسُرِقْنَا اللَّيْلَةَ". وصح ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَا يَنْبَغِى لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلاَمُ".

خامسًا: أنه كلما اقتربنا من قصص القرآن الحادثة في الزمن البعيد من عمر البشرية زاد اللبس في فهم حيثياتها وتفاصيلها ودرجة الاتفاق على تفسير آياتها.
وبالتلازم كلما بعدنا عن المرحلة المدنية ورجعنا إلى المرحلة المكية الأقدم فالأقدم إلى بدء نزول الوحي؛ وجدنا الظاهرة نفسها ماثلةً للدارسين لأسبابٍ موضوعيةٍ ليس هنا مقام إبرازها.
وكأن في الأولى إشارةً إلى ضعف علم ابن آدمَ عن إدراك ما كان من نبإ أبيه الأول، وما كان قبله.

سادسًا: أن أولَ ذكرٍ لآدمَ حسب ترتيب النزول كان في سورة الأعرافِ، وذكر بها ست مراتٍ باللفظ، وفي بداية السورة قصته وزوجه مع الشجرة، فلا عجب إن جاء آخِر السورة بمعصيةٍ أخرى هي شرك الطاعة وتابا فتاب الله عليهما، على أن شركًا من عارفٍ ليس كشركٍ ممن جهِلَه ولَمْ يرَ له سابقة.

سابعًا: أن السورة السابقة للأعراف في النزول هي سورة ص وفيها فتنة داوود وسليمان عليهما السلام. وهاتان السورتان نزلتا قبيل الهجرة الأولى إلى الحبشة التي تدين بعبادة عيسى عليه السلام وأمِّه، ومناسبتها المقصودة فيما بلَّغني الله من اجتهاد هي طرد الغلو في الأنبياء من قلوب المؤمنين الذين سيساكنون النصارى؛ وتهيئة لهم هم، ولمن سيعيشون معهم من النصارى فيبلغونهم.
فإن قيل فلِمَ لَمْ يذكُر أو يوجد الله لعيسى معصيةً إن كان ذلك كذلك؛ قلتُ أنَّ اشتراك المسلمين مع النصارى في تعظيمه عليه السلام وأُمَّهُ الصديقة عليها السلام أولى وأنفع للإسلام في الحاضنة الحبشية الجديدةِ من أن يُذكر له معصيةٌ إلى ذلك التعظيمِ، وأحرى ألا يَصْرِفَ عن دحض ألوهيته جدالٌ هامشيٌّ آخرُ ينضافُ إلى إعجاز مولده وتكليمه الناس في المهد وبركته وعظمة خلقه وبرِّه مما نزلَ في سورة مريمَ بعدئذٍ بأربع سورٍ؛ وحاجَّ به جعفرُ رضي الله عنه النجاشي وقومه.

ثامنًا: أنَّ سورة الأعراف تحدثت عن مجموع الأمم من الثقلين في ترتيبٍ بديعٍ؛ وناسبَ أن يكون في أولها وآخرها حديثٌ عن أبَوَي البشرية، وناسب أن أولها فيه معصية شهوةٍ بالأكل من شجرة منهي عنها، وآخرها به شركٌ ناجمٌ عن شبهةٍ غلبتْ بشهوةِ البنوّة والتكاثر. فحالُ الذريَّةِ وهي تلك الأمم الكثيرة مختزلةٌ في حال الأبوين من أدنى المعاصي إلى أعلاها؛ ومصداقه الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ أَيْ رَبِّ! مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ ذُرِّيَّتُكَ. فَرَأَى رَجُلًا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ، وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ: أَيْ رَبِّ! مَنْ هَذَا؟ قَالَ: دَاوُدُ. فَقَالَ: رَبِّ! كَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ : رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً). قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ إِلَّا أَرْبَعِينَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ آدَمُ): أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟! فَجَحَدَ آدَمُ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ آدَمُ فَأَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ، فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطَأَ وَخَطَأَتْ ذُرِّيَّتُهُ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. أو هكذا جاء: "..وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ". وخَطَأَ من الخطأ أيسر من خطِئَ من الخطيئة.

تاسعًا: أنَّه بتتبع النزول الترتيبيّ خارجَ السورةِ مما نزل من القرآن وفيه "آدم" إثر سورة الأعراف؛ وبالتحديد بعد قصة الشرك تلك نجد: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (يس 60)، وذلك يسترعي النظر.

عاشرًا: أنه قد يكون آدم غير آدم باعتبار الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "سبع أَرضين، وَفِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ، وَآدَمُ كَآدَمِكُمْ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى" ؛ أو أن آدم المذكور أول السورة وزوجه خلاف آدم وحواءَ الذَيْن تناهى الخبرُ إلى المفسرين أنهما المرادانِ في قصة الشركِ آخر السورةِ؛ ويعضده دليلان؛ الأول ثبوت تشابه الأسماءِ في غير هذا الموضع؛ كما في مريم ابنة عمران أخت هارون، وموسى بن عمران أخي هارون، والثاني كلامٌ نفيسٌ للشيخ بسام جرار في تفسير آية آل عمران التي فيها تشابه خلق عيسى وآدم عليهما السلام، وأن آدم {مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} (الأَنعام 133).

والله أعلى وأعلم.
 
فكيف إذا يكونون من المصطفين الأخيار وهم يقعون في الشرك والزنى والكذب والغش والخداع - وأعوذ بالله تعالى من مقولة كهذه- ونحن لم نفعلها ولله تعالى الحمد والمنة -وإن شاء الله تعالى نلقى الله تعالى ولم نفعلها- فيكونون علينا مصطفين أخيار !
بل كيف يكون آدم عليه الصلاة والسلام مصطفى على البشرية كلها فقال تعالى "إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين" ؟!!
أهكذ القياس يكون !؟
بل لا نزاع في كونهم صلى الله تعالى عليهم أجمعين منزهين عن الكبائر والفواحش والبغي والأثم ولكنهم كباقي البشر في السهو في الَّمم كالأمثلة التي ذكرتها أخي بارك الله تعالى فيك هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأجل وأحكم وأعظم
دمتم سالمين
 
" فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ " 190-191 الاعراف
اذا ثبت الشرك سواء أكبر او أصغر لهما فهل ثبتت توبتهما منه ؟؟!!
 
" فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ " 190-191 الاعراف
اذا ثبت الشرك سواء أكبر او أصغر لهما فهل ثبتت توبتهما منه ؟؟!!

أشكر لك سؤالك الدقيق أخي أحمد، وأعتذر عن محاولتي الإجابة بالتوسع قليلا.

لوْ أنَّ أحدًا عارض القائلين أن المراد في الآية آدم عليه السلام لكنه شرك طاعة؛ فقالَ:
سأجاريكمْ في زعمكم، ثم أسألكم: الله يسمي فعله شركًا؛ وأنتم تقولون أن صاحبه ليس مشركًا؟
فأقولُ: سمى النبي صلى الله عليه وسلم فعل خليل الله إبراهيم عليه السلام كذبًا في الحديث الصحيح في البخاري ومسلم، فهل نقول عن إبراهيم عليه السلام أنه كاذبٌ وهو الذي قال عنه الله {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} (مريم 41)؟.
وفي المقارنة جوابُ التساؤل عن عدم إثبات توبةٍ من شرك آدم وحواء المحتمل، إذ لا وجود ظاهرًا لإثبات توبةٍ في القرآن من قول إبراهيم عليه السلام {إِنِّي سَقِيمٌ} (الصافات 89)، وقوله {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (الأنبياء 63).
فإن قال أن المقارنة مع الفارق، وأن كذبتي إبراهيم عليه السلام كانتا في ذات الله وكانتا تعريضا، فكيف بالشرك.
قلتُ: لا تنسَ أن نية الأنبياء في الولد وحرصهم عليه -وأولى الناس بها أبونا آدم- هي الاستخلاف في الأرض وتعميرها بالذرية الصالحة وتلك من أعظم القربات إليه سبحانه، ولنذكر للاستيعاب أكثرَ أمثلةَ حمد إبراهيم ربه لما وهبه على كِبَر، ونداء زكرياء ربه لأن يهبه على كِبَر، ونذر الصالحة امرأة عمران ابنتها مريم عليهم السلام جميعا. وعليه فإنه ما كانت نية آدم عليه السلام في الولد غير ذات الله ورضوانه.

وعلى كل فإن الذي عرضته ليس حلا للإشكال، فإنه أكبرُ مني ومن كثير.
لكن أحببتُ أن أفتح أبوابًا للتفكير أوسع من مجرد النظر في المسألة على أن لها أحد حلول ثلاثة: شرك، ليس بشرك، شرك طاعة.
وأن كل حلٍّ ممكنٍ ممكنٌ له أوجهٌ ومسوغاتٌ عدة.

فمثلًا: إذا أتينا إلى الآثار المروية في تسمية "عبد الحارث" وجدناها بصيغٍ مختلفة، منها ما فيه أن إبليس أتى حواء، ومنها ما فيه أنه أتاهما، ومنها ما فيه أن التسمية منها والطاعة منهما.
وعلى الثالث فإنَّ تسمية الولد كانت من حواءَ عليها السلام، وذلك شرك الطاعة، وعيبَ آدم عليه السلام معها، وفي القرآن شواهد على إمكانية إشراكِ الجماعة في وصفٍ جامعٍ بسبب فعل بعض أفرادها.

والله أعلم.
 
أخي يزيد : جزاك الله كل خير لسعة الصدر ورحابة الافق .
وأعتذر منك لو خالفتك لما ترمي اليه ، ودققت في المسئلة :


  • بمراجعة كتب علوم القران واصول التفسير نجد التفسير أعم من التأويل التفسير:
معاني الألفاظ ومفرداتها وأسباب نزولها . التأويل : إخبار عن حقيقة المراد من باطن اللفظ ، او صرْف الآية إلى معنًى محتمل موافِق لِمَا قبلها وما بعدها، غير مخالف للكتاب والسُّنة من طريق الاستنباط ........


  • قوله تعالى : " فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ۚ فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ " 190-191 الاعراف الشرك الذي تعالى الله عنه في الاية الاولى تفسيره الشرك الذي في الاية التي تليه، وهذا من باب تفسير القرآن بالقران. فالقول قول أي أبوين ويشمل أبوينا ادم وحواء عليهما السلام ، والشرك وقع فيمن دون ادم عليه السلام والايات تفسر بعضها بعضا ، مثل قوله تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ" (11) الاعراف
ففي هذه الاية الخطاب لذرية أدم ، ولكن السجود لآدم فقط .

  • مدار البحث يدور على الآثار المروية في تسمية "عبد الحارث" ولا حاجة بنا إلى روايتها لأنها واهية الإسناد، معلولة وأصلها مأخوذ من أقاصيص مسلمة أهل الكتاب كما بينه الحافظ ابن كثير في (تفسيره). وقد أولها أكثر المفسرون على ذرية أدم وليس سيدنا أدم عليه السلام .

  • آثار أهل الكتاب، قد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا حدثكم أهل الكتاب، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم " ، ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها ما علمنا صحته بما دل عليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ومنها ما علمنا كذبه بما دل على خلافه من الكتاب والسنة أيضاً، ومنها ما هو مسكوت عنه، فهو المأذون في روايته بقوله عليه السلام "حدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج" وهو الذي لا يصدق ولا يكذب لقوله " فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم."
  • يُعلم أن القرآن الكريم فيه آياتٌ محكمات وآياتٌ مُتَشابِهات. قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ﴾ [سورة آل عمران آية 7] أي ابتغاء التأويل الفاسد المخالف للآيات المُحكمات ولقواعد الشريعة ، والآيات المحكَمة هي ما عُرِف بوُضوح المعنى المرادِ منه ، وأما المتشابِه فهو ما احتمل أوجُهاً عديدة واحتاج إلى النظر لحمله على الوجه المطابق بردّ تفسير الآيات المتشابِهة إلى الآيات المحكمة ، فلا يجوز أن يفسِّر إنسانٌ القرآن برأيه حتى لا يقع في التشبيه المُهْلِك.
  • كما يقول الاصوليون درء التقبيح بالتحسين : الشرك سواء أكبر أو أصغر قبيح ، فلئن أدرأ القبيح عن أدم عليه السلام وأثبته على ذريته أولى عندي من العكس .
وتحسين العقل لمحبة الذرية لا يجيز الشرك لا أصغر ولا أكبر.


  • ما ذُكِر في الحديث الشريف : قَالَ: «فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ». ولم يقل ( أشرك أدم فأشركت ذريته )!
القتل يحمل وزره ابن أدم الاول ، فهل كذلك يحمل سيدنا أدم وزر أخطاء بنيه !!
لونظرنا بعمق وتمعن في جحد أدم ونسيانه وخطأه عليه الصلاة والسلام لوجدناه من باب الحديث الصحيح " رُفعَ عنْ أمتِي الخطأُ والنسيانُ وما استكرِهوا عليهِ " . وكذلك حديث مسلم : عن ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم : "احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عليهما السَّلَامُ عِنْدَ رَبِّهِمَا، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، قالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الذي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ ، وَأَسْجَدَ لكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ في جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إلى الأرْضِ، فَقالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الذي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الألْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شيءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ، قالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، قالَ آدَمُ: فَهلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، قالَ: نَعَمْ، قالَ: أَفَتَلُومُنِي علَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى. " فهذه أخلاق الانبياء فلنقترب منها ، بتنزيههم صلى الله وسلم عليهم أجمعين .
 
عودة
أعلى