حياكم الله أخي الكريم . وأهلاً بكم في ملتقى أهل التفسير . وقد سبق أن كتب أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد(*) مقالة عن الآيات الكونية في القرآن الكريم ،وهو موضوع مقارب لما ذكرتم لعله يفتح النقاش حول المقصود ، وقد نشرت المقالة في شبكة التفسير بتاريخ 1/2/1425هـ بعنوان :
[align=center]سمات الآيات الكونية الواردة في القرآن الكريم [/align] هذا نصها .
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد:
فيطيب لي أن أقدم التهنئة لنا جميعاً بهذه الخطوة المتميزة ، لهذا الملتقى القرآني ، وهذه الشبكة العلمية ، وأسأل الله تعالى أن يجزي كل داعم ومؤازر خير الجزاء ، وأحببت أن أقدم هذه المشاركة سائلا الله تعالى أن يعصمني فيها من زلل الرأي وخطل القول.
كثيراً ما تستوقف المرء آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن شواهد القدرة الإلهية في الآفاق والأنفس ، ولقد استوقفني كثيراً منهج القرآن في اختيار تلك الآيات وأسلوب عرضها وتوظيفها في الغرض الذي سيقت له. لقد تميز المنهج القرآني بسمات عديدة ، هي جديرة بالعناية من المشتغلين بالدراسات القرآنية ، تدبراً وتأصيلاً ، لاستنباط المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية ، ذلك أن حديث القرآن عنها أخذ جزءاً غير قليل ، وفي ظني ـ وبلا مبالغة ـ فإن الباحث في الدراسات القرآنية يمكن أن يقدم في ذلك رسالة علمية كاملة ورصينة. ويمكن تقسيم تلك السمات على ثلاثة أقسام رئيسة:
القسم الأول : سمات تتعلق بذات الأمر الكوني (الظاهرة الكونية) فهي سمة لتلك الآية الكونية التي تحدث عنها القرآن وأشار إليها.
القسم الثاني: سمات تتعلق بطريقة القرآن الكريم في عرضها وأسلوب ذكرها وإيرادها.
القسم الثالث: سمات تتعلق بالغرض والغاية الذي سيقت لأجله تلك الظواهر الكونية.
ويمكن أن نوجز هذه الأقسام بعبارة مختصرة: الدليل ، والأسلوب ، والغاية. وتصور هذه الأقسام الثلاثة ، يفتح أفقاً واسعاً في الدراسة والنظر.
وأعتذر إلى القارئ الكريم عما سيلاحظه من نوع إجمال أو اختصار شديد ، إذ المقصود لفت النظر إلى هذا الموضوع العلمي ، لعل الله تعالى ييسر من يتولى هذا بشكل أوسع.
السمة الأولى:
من أبرز السمات التي تميز الآيات الكونية المشار إليها في القرآن الكريم ؛ أنها منتزعة من البيئة المعاشة ، والفضاء المحيط بنا ، فالأرض بجبالها وسهولها ونباتها وحيوانها وبرها وبحرها ، أمور محسوسة مدركة ، وهذه سمة سارية في كل الآيات الكونية في القرآن الكريم، وهي بهذا تتميز بعدد من الأمور، منها:
* أنها لما كانت منتزعة من البيئة ؛ فهذا يجعل الناس جميعا يستوون في الشعور بها والإحساس بوجودها بلا تميز ، فصاحب القصر الكبير في المدينة ، والخيمة الصغيرة في البدو ، يستويان في الإحساس بها، والعالم والأمي يستويان ، فمن منا لم يشاهد السماء أو النبات أو حتى الجمال ، بل إن هذه الآيات الكونية بين جوانحنا نحن، ولذا قال تعالى يلفت نظر عباده لهذه الحقيقة ﴿وفي أنفسكم أفلا تبصرون﴾.
* وكونها منتزعة من البيئة المعاشة ؛ يجعلها سهلة الإدراك، لا تحتاج إلى أدوات علمية ولا إلى تقنية عصرية، فنظرك إلى السماء وما فيها أو الأرض وما عليها، لا تحتاج معه ـ مثلاً ـ إلى مجهر مخبري، أو مكبر فضائي بل يكفيك الوسائل الفطرية التي ركبت فيك لتدرك بها هذه الآيات.
* وهذا يجعل الحجة ـأيضا ـ تقوم على الخلق جميعا؛ لأنهم يستوون في ملكات الإدراك والفهم لها.
* ولأنها منتزعة من الواقع، فهذا يجعلها تكرر بصفة مستمرة، تعايشها النفس، ويتملاها العقل.
السمة الثانية:
ومن السمات السارية في الآيات الكونية التي ذكرها القرآن الكريم، أنها متنوعة الأشكال متعددة الأنواع، فمن السماء بأفلاكها ونجومها وما فيها من مظاهر العظمة والروعة، إلى الأرض بسهولها وجبالها، والبحر بموجه وأحيائه، وهذا التنوع في الآيات الكونية والتعدد يحقق عدداً من الأهداف:
* منها انتفاء الملل والسأم لتعدد وتنوع ما يذكر من الظواهر الكونية، فمرة تحلق بنا الآيات إلى فضاءات الأفلاك والعوالم العلوية، ثم ما تلبث أن تحط بنا إلى جبال الأرض وتنحدر بنا إلى سهولها ثم تخوض بنا لجج البحر لتغوص بنا أعماقه وتنتهي بنا إلى قيعانه، في تنوع أخآذ يملك الحس والشعور.
* ومنها الاستحواذ على اهتمام الناس بمختلف مشاربهم وشتى اهتمامهم ، إذ الناس مختلفون فيما يستوقفهم ويسترعي انتباههم، فالفلاح – مثلاً- ربما استوقفه ولفت نظره ما لا يستوقف البحار وهو على ظهر سفينته، أو البدوي وهو يرعى غنمه وإبله في الصحراء ، وكذا الحال في العالم والتاجر والصانع.
السمة الثالثة :
تتميز الآيات الكونية التي يتحدث عنها القرآن الكريم، بأنها حقائق ضخمة، وخلق عظيم، بلغ النهاية دقة ، والغاية تعقيداً ، ولا يقدر قدرها إلا الذي أبدعها وخلقها سبحانه وبحمده، ومع هذا فيتميز منهج القرآن الكريم في عرضها والاستدلال بها؛ بأنه سهل ميسور قريب المأخذ، لا يُشق بها على الأفهام، ولا تكد بها الأذهان، وهذه خصيصة وسمة سارية في كل الظواهر الكونية التي أشار القرآن الكريم لها، وإن الخشوع ليأخذك وأنت ترى ضخامة هذه الحقائق الكونية، وهي تعرض من خلال آيات القرآن الكريم، ذلك العرض السهل المأخذ القريب المعنى، بخلاف ما نراه في كثير من الأدلة العقلية، التي يسوقها المتكلمون والنظار في تقرير الحقائق الكبرى والقضايا الكلية، ولهذه السمة عدد من المسوغات؛ فمع كون القرآن كلام الله عز وجل ـ بينه وبين كلام الخلق كما بين الخالق والمخلوق ـ فقد أراد الله تعالى أن تكون تلك الآيات الكونية شواهد حق على صدق القرآن الكريم، وصحة ما قرره من حقائق غيبية، وبراهين صدق على المبلغ له، وهذا يقتضي أن تكون تلك الأدلة قريبة المأخذ سهلة التناول، لا يشق على آحاد الناس وعامتهم إدراكها، وهذا ما نراه جليا ليس عند العلماء والمهتمين بهذه العلوم، فهم مظنة هذا، بل نرى آثار هذا الوضوح والقرب على الأمي الذي لا يقرأ حرفا ولا يفك خطاً، أو حتى تلك العجوز التي احدودب ظهرها، حتى إن المرء لتأخذه الدهشة من الخشوع والإخبات الذي يراه على محيا ذلك الرجل الأمي والمرأة العجوز عند سماعهما لآيات القرآن الكريم، وهي تستعرض بعض المظاهر الكونية في هذا الكون العظيم، وتأمل هذا فيمن حولك تجد صدقه.
على أنه لا يراد بهذا أن العالم والأمي يستويان في درجة الإدراك، بل المقصود أنهما يستويان في حصول أصل الإدراك، وإن تفاوتا في درجته ومبلغه.
السمة الرابعة :
وبناء على السمة السابقة فإنه لا توجد آية كونية ورد الإشارة إليها في كتاب الله، إلا وهي مدركة لجميع المخاطبين بها، يستوي في ذلك المتقدمون والمتأخرون، فالمتقدمون قد فهموا المراد بها على نحو ما انتهى إليه علمهم ، وأدركوا دلالتها على ما سيقت له، ولا يؤثر في هذا ولا يعود عليه بالنقض ما تم اكتشافه حديثاً ؛ وذلك لأمرين بارزين:
- الأول: أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، الذي خاطب به الخلق جميعاً منذ نزل وإلى أن تقوم الساعة ، ومقتضى هذا أن يخاطب الله تعالى الخلق بما يدركونه ويعقلونه، وإلا خرج عما وصف به من البيان والهدى واليسر للمدكر، وهذه قضية مُسلَّمة لم يكن هناك ما يدعو إلى تقريرها؛ لولا أنا رأينا من كلام بعض المعاصرين من يناقض هذا.
- الثاني: أن القرآن الكريم حَمَّال للوجوه ، واسع المعاني ، عام الدلالة ، وهذه أمور يجب أن لا يغفل عنها المهتمون بالنواحي الطبيعية الكونية، فلا يجوز قصر دلالة الآية على ما دلت عليه المكتشفات الحديثة، لأن آيات القرآن الكريم تحتملها وتحتمل ما سبق من كلام المتقدمين بل وربما بقيت فيها دلالات لم يهتد إليها الخلق بعد.
ومن الخطأ أن تنحو كثير من الدراسات المعاصرة ـ في موقفها من المأثور في التفسيرـ منحى؛ التخطئة للمتقدمين في فهمهم لتلك الظواهر الكونية الواردة في كتاب الله تعالى، أو الزعم بأنهم لم يفهموا ما أراد الله تعالى من تلك الآيات الواردة في القرآن ، وأحسب هذا تعدٍ واضح وخطلاً في القول ، وإلا فهل يجزم هو ـ أيضا ـ على سبيل القطع بأن ما قرر في ضوء المكتشفات العلمية هو مراد الله تعالى.
وإذاً ـ وهو مهم ـ فَفَهمُ أصل الدلالات القرآنية مدركة عند المتقدمين والمتأخرين ، وربما فضل المتأخر على المتقدم بأحد أمرين:
* إما من جهة توسيع الدلالة القرآنية (زيادة الدلالة) في ضوء اكتشاف ما لم يكن مدركاً.
* أو من جهة فهم الآية على نحو أكثر دقة(وضوح المعنى) باعتبار أن المكتشفات العلمية تساعدنا في ذلك.
السمة الخامسة :
هذه الظواهر الكونية وما تدل عليه من حقائق علمية، لم تذكر في القرآن الكريم لمجرد الذكر، أو من أجل بيانها للناس ودلالتهم عليها ابتداء، وإنما هي سيقت مساقا تابعا للغرض والهدف الذي ذكرت في ثناياه، ولقد رأينا أن تلك الآيات الكونية سيقت في سبيل الاستدلال بها على قضايا كبرى(كالألوهية والنبوات والبعث) وهذا يدلنا على الغاية التي سيقت لها، بل فوق هذا فالقرآن الكريم قد وصفه المتكلم به سبحانه بأنه هدى ورحمة وبيان ورشاد للخلق جميعاً ـ وفي الحق ـ فهذا الأمر قضية مفصلية في تأصيل الدراسات المتعلقة بالظواهر الكونية الواردة في القرآن الكريم، لأنه حينما يستنبط لنا أحد الباحثين ـ مثلاً ـ أن القرآن فيه ما ينظم الوجبات اليومية ونحو ذلك، فهو في الحقيقة نزول بالقرآن الكريم عن مقاصده الكبرى وغاياته العظمى، وإلا ما قيمة التنظيم الذي يريد إثباته من حيث هداية البشرية والأخذ بيدها إلى ما فيه نجاتها وسعادتها، وأمثال هذه الدراسات التي تقحم في ميدان التفسير كثيرة ولا سيما ما تعلق منها بالحساب العددي( الإعجاز العددي).
وإذاً فيجب أن يُقتصر بتلك الظواهر فهماً واستنباطاً على ما يحقق الغاية التي سيقت لها، فهذا الغرض والمقصد هو الهدف الأصيل لسياقها، وكل ما تحقق مع هذا الهدف فهو تبع له دائر في فلكه، لا يجوز أن يجنح بنا النظر والاستنباط عن هذه الدائرة.
السمة السادسة :
ولما كان الغرض والغاية من تلك الحقائق الكونية المذكورة في القرآن الكريم الاستدلال بها على المسائل الكبرى في هذا الدين، فإن تفاصيل وأجزاء تلك الحقائق الكونية غير مرادة؛ لأنها لا تحقق الهدف، وإن شئت فقل بعبارة أدق لا يستفيد منها أكثر المخاطبين بهذا الهدف، فإن أكثر الناس لا يدرك تفاصيل الحقائق الكونية، مما يجعله لا يستوعب الحديث عنها بهذا القدر التفصيلي، وفي هذا الإطار وبهذا القصد المحدد لا يساعد على تحقيق الغاية، ولا يفهم من هذا أن القرآن الكريم لم يرد فيه مواضع جاءت مفصلة، إذ وردت ألفاظ القرآن الكريم في غاية الدقة والانتقاء لتعبر عن أوصاف دقيقة كقوله تعالى في وصف إحدى مراحل تخلق الجنين في رحم أمه :﴿ثم خلقنا العلقة مضغة﴾ ، فلفظ المضغة دقيق جداً ، بل عجيب في التعبير عن خصائص هذه المرحلة من مراحل نمو الجنين تحار ـ فعلاً ـ من دقة التعبير، خاصة إذا اطلعت على ما يذكره أهل الطب. ومثل هذا ينطبق تماماً على قوله تعالى في وصف هذه المضغة :﴿مخلقة وغير مخلقة﴾.
وإنما أردت القول: إن الألفاظ القرآنية ـ في سياق ذكر آيات الكون ـ تتسم بعموم وإجمال لافت للنظر إلى جلالها وجمالها، ودلالتها على الغرض الذي سيقت له، دون الخوض في تفاصيل وأجزاء الآيات الكونية، وهذا يجعلنا نسير في عرضنا وبياننا لتلك الآيات مع المنهج القرآني بلا تفصيل يخرج بنا عن المنهج القرآني في عرض تلك الآيات الكونية.
السمة السابعة :
أن منهج القرآن في عرض الآيات الكونية وسياقها لم يكن على نحو جاف جامد خال من الشعور، بعيد عن العواطف ، إن آيات القرآن الكريم تسوقها لك حتى تجعلك تخالطها شعوراً وحساً، وروحاً وجسداً، وكثيراً ما استشعرت جلالها وجمالها على نحو طاغ ، يسوقك إليها من حيث لا تدرى ، ويملك عليك السمع والبصر، ويأخذ بمجامع القلب ، يستغرق الشعور والإحساس ويستثير كوامن النفس.
حاول أن تتأمل الآيات القرآنية التي تحدثت عن البحر – مثلاً- وأنت على ظهر سفينة تمخر بك عبابه وتشق أمواجه ، أو في ليلة برية تزينها النجوم ، وتأمل وصف القرآن الكريم لتلك النجوم كيف يكون شعورك كيف تحس بمظاهر الجلال والجمال في تلك الآيات القرآنية والكونية الواسعة وهذا ما لا تجده في غير القرآن الكريم، وفضلاً عن هذا فإنها تربي وتنمي في المؤمن شعور الإحساس بهذا الكون الذي يعيش فيه ، وتوجد لغة وجدانية بينه وبين الكون المحيط به ، رابطاً روحياً شفافاً. فكل المخلوقات هي عالم من الإدراك والإحساس يصطف جميعاً ليسبح هذا الخالق العظيم جل جلاله ، وصدق الله القائل :﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً﴾.
وجانب آخر لهذه السمة ؛ يتمثل في تعدد العبارة وتنوع الأسلوب ، فكثيراً ما تحدث القرآن الكريم عن السماء بنجومها والأرض بجبالها وسهولها، لكنك في كل مرة تلحظ اختلاف الأسلوب وتنوع العبارة.
السمة الثامنة :
هذا الخصائص والسمات كلها تدفع المرء إلى مزيد من التأمل في هذه الآيات الكونية، والسياق القرآني لها يفتح الآفاق في النفس البشرية حتى تبحر في أعماق هذه الظواهر الكونية تأملاً وتفكراً فيها، ولذا نلحظ وبشكل لافت أن أكثر الآيات القرآنية التي سيقت فيها الظواهر الكونية، تختم غالباً بالدعوة والحث على النظر والتفكر والتأمل.
وأمر آخر أن هذه الدعوة للتأمل جاءت مطلقة عامة ولذا نرى أن المتعلق في الآية يحذف بصورة مطردة نحو قوله تعالى :﴿إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون﴾ ، وفي موضع ﴿يتفكرون﴾ و﴿يعلمون﴾ و﴿يعقلون﴾ وأيضاً﴿يذكرون﴾ ، ومتعلق الإيمان والتفكر والعلم والعقل والتذكر محذوف، ومن المقرر أن حذف المتعلق يجعل دلالة الكلام أوسع منه لو عُيِّن ، ولذا رأينا حذف المتعلق سمة قرآنية لازمة.
السمة التاسعة :
إن هذه السمات جميعاً، وغيرها مما لم يذكر، لا يمكن أن تجتمع في أي نوع من الأدلة البشرية التي يسوقها النظار والمتكلمون في المسائل الإلهية التي يتناظر فيها عقلاء العلم وأذكياؤه، وصدق الله القائل :﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً﴾.
وأختم هذا المقال بسرد بعض الايات الكونية الواردة في القرآن الكريم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم :
﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {64} قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {65} بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِونَ {66} وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {68} قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ {69} وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {70}﴾
وكذلك قوله تعالى :
﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ {17} وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ {18} يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ {20} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ {22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ {23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {24} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ {25} وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ {26} وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {27}﴾
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
* ناصر بن محمد الماجد .
المحاضر بكلية أصول الدين بالرياض .
المصدر .
--
ولعلك أخي الكريم تحدد : ماذا تقصد بالسسن الكونية ؟ وما هي طبيعة الكتابة التي تنوي القيام بها ؟ هل هي كتابة ستقدم لدرجة علمية ، أم تصنيف خاص عن الموضوع لسد الحاجة التي ترون نقصها ؟ أم ماذا ؟ وفقكم الله لكل خير.