جزاء المؤمنين الصالحين فى الحياة الدنيا فى القرآن الكريم

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
يجرى التركيز عادة على جزاء المؤمنين الصالحين فى الآخرة، بأنهم سيدخلون جنات تجرى من تحتها الأنهار وينعمون بالعيش فيها، ولكن يغفل الكثيرون عن جزاء الدنيا الذى ورد بالقرآن الكريم،

فقد قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزيّنهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) صدق الله العظيم

فكيف تتحقق الحياة الطيبة هذه إذا ؟
وعد الله تعالى بجزاء الأفراد المؤمنين الصالحين فى الدنيا :

  1. ما جاء على شكل وعود مباشرة :
أ- يخرجه الله تعالى مما يقع فيه من أزمات أو مكائد أو مشاكل، ويرزقه من حيث لا يحتسب :
(من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا)- وفى قصة يوسف عليه السلام ما يوضح تلك الآية.

ب- زيادة المال ومضاعفته لمن ينفقه فى سبيل الله (أى من ينفق ماله لصالح الأفراد والمجتمع):
(مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).

ج- أن يهب الله تعالى الحكمة والعلم للمحسنين من البشر :
(آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين)

د- حماية المؤمنات اللواتى يحفظن فروجهن بعقاب من يرميهن زورا وبهتانا بالعذاب العظيم فى الدنيا والآخرة، وفى ذلك تخويف لذوى النفوس السيئة حتى لا يتجرئوا فى إرتكاب ذلك الجرم العظيم :
(إنّ الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم).

هـ- نصر الله تعالى للمؤمنين ممن يقع فى خصومة أو حرب :
(ولينصرن الله من ينصره إنّ الله قوى عزيز)
(إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)

و- تيسير سبل الهداية والعلم والمعرفة لمن يسعى لذلك مخلصا لله تعالى.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

ى-صلوات الله تعالى ورحمته على الصابرين فى الإبتلاءات :
(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
وذكر القرآن الكريم من الأنبياء الصابرين أيوب ويعقوب عليهما السلام.

ز - إستخلافهم فى الأرض وتمكين دينهم ويؤمنهم من الخوف :
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ


2- وعود جاءت على شكل قصص قصيرة تثبت رعاية الله تعالى وحمايته للمساكين والمؤمنين والصالحين فى الحياة الدنيا فى حياتهم وذكرت فى سورة الكهف :

  • حماية الرزق للمساكين- خرق سفينة المساكين فى البحر(فلم تذكر الآية تقواهم أو صلاحهم).
فهؤلاء المساكين إرتضوا الرزق البسيط على سؤال الناس، والله تعالى يرزقهم وإلا لماتوا من الجوع أو للجأوا لسؤال الناس أو السرقة. فمن يعمل وإرتضى برزقه القليل يدافع الله تعالى عنه.

  • راحة بال وسكينة المؤمنين – قتل الغلام الكافر الطاغي الذى سيرهق والديه المؤمنين عندما يكبر .

  • العناية برزق الأيتام من أبناء الصالحين- مثال بناء الجدار.

  • وبالقرآن الكريم أيضا أفراد مؤمنين كان جزاءهم أن جعل الله تعالى من حياتهم معجزات، وآيات تتلى فى القرآن مثل فتية الكهف .
  • وكالذى مرّ على قرية وأماته الله مائة عام.
 
السلام عليكم
" وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) "
ماذا يعنى القول : أن هذا "محسنٌ " ؟
إن أطلقتها ولم تقيدها فهذا يدل على أن غالب أمره أو كل أمره احسان ، بمعنى أن من أحسن الزراعة فقط يؤتى علما فى الزراعة وليس فى علوم الشرع ، ومن ملك ملكة الفهم والفقه وعمل بها استطاع أن يفقه أي علم يتوجه بجهده إليه ، فإن صار غالب أمره احسان العلم والعمل زاده الله من فضله .
وهذه سنة من سنن الله ولذلك نرى غير المؤمن إن أحسن شيئا لا يُكفره .. بل يتفضل الله عليه بمزيد فضل.
" كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) ،
ولذلك لابد من أن نفرق بين احسان أسباب الدنيا واحسان أسباب الآخرة
السؤال : المؤمن الذى أحسن أداء العبادات هل يُثاب فى الدنيا ؟ وفى المقابل هل يُعاقب الكافر أو العاصى فى الدنيا ؟
ما تفضلت به خاضع للأخذ والرد كدليل على الثواب فى الدنيا
 
السلام عليكم مصطفى سعيد،
الإحسان أطلق على النبيين يوسف وموسى عليهما السلام،
فقد قال رفيقا يوسف له (إنا نراك من المحسنين)، أى سلوكيات مرئية، ويختلف عن التقوى التى موقعها القلب ولا يعرفها إلا الله تعالى.


فماذا رأى رفيقا يوسف عليه السلام عنه فى السجن؟
قد يكون الصدق، الأمانة، عدم التدخل فى شؤون الآخرين، حسن المعاملة، العزلة، مساعدة الآخرين،
فقد منح الله تعالى (الحكمة) أيضا لموسى عليه السلام قبل النبوة ووصفه بالإحسان ، ونرى مساعدته لسقيا البنتين ، وحياءه فى البعد عنهما بعد السقيا، وعدم طلبه الأجر..

أما إتقان الزراعة والصناعة والحرف والتفانى فيها، فجزاءه يسمى زيادة (العلم) وليس (الحكمة)،
أى قد تتطور أعمالهم وتنمو وتأتيهم أفكارا جديدة، وهذا سبب تفوق الغرب والشعوب التى تخلص فى آداء العمل.
 
السلام عليكم
قوله تعالى "...[FONT=&quot]وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) ، يعنى أن ما جرى فى حق يوسف عليه السلام يسرى على كل محسن
ونلاحظ أن كلمة "محسن " اسم فاعل مما يعنى أن الاحسان فعله ،ويمكن لأي إنسان أن يكون محسنا
فى حين أن كلمة " مخلص " فى قوله تعالى "... [/FONT]
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) [FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] جاءت[/FONT][FONT=&quot] فى صيغة المفعول ليدل هذا على أن هذا ليس فعله لكن الله استخلصه
وجملة" وكذلك نجزى المحسنين " تدل على أنها سنة .. وذكر يوسف كنموذج لهذه السنة التى هى بالضرورة ليست خاصة به
ولم تذكر الآية أنه أعطى الحكمة والعلم .. بل قالت " حكما وعلما " أي نكرت كلمة " علم " مما يدل على أنه علم فيما أحسن فيه وليس كل العلم ، وكذلك " حكما " فيما أو على ما أحسن فيه .
نعود للجزاء
مثل هذه السنة تجازى المؤمن كما تجازى الكافر إن أحسن تدبير أمور دنياه مثل التعلم والبحث والادارة ... الخ
وكان سؤالى هل هناك آية يُفيد نصها جزاءا دنيويا على العبادة أو على المعصية ؟.[/FONT]
 
وعليكم السلام،
نعم هذا ما قصدته، جزاء المحسنين (كل المحسنين) من الله تعالى بوهبهم الحكمة، وذكرتها فى عدة مشاركات هنا بالملتقى،

بخصوص العلم، طبعا العلوم لا حصر لها، فمثلا إذا كان سيدنا موسى راعيا للغنم، فنوع العلم الذى سيهبه الله تعالى له، سيكون أى أنواع الأغنام يكون أكثر قدرة على تحمل المشاق من طقس وبيئة، أى نوع من الأعشاب أكثر درا للبن، أى نوع من الأعشاب يمكنه مداواة لكل مرض على حدة، أى أنواع الطقس أفضل للتزاوج إلخ.. فلكل علم مجاله الخاص،
ثم تنتقل العلوم لجيل بعد آخر شفاهم أو عن طريق الكتابة (القلم)..

ونجد دقة القرآن أنه وهب الحكمة للنبى يحى عليه السلام وهو طفلا صغيرا (الفطنة الذكاء البصيرة)، ولم يهبه العلم (كما فى آيتى موسى ويوسف عليه السلام) وهو طفل صغير، حيث لم يكن بعد إمتهن أى مهنة.


بخصوص المعصية، أكتب الآن (مشاركة) عن جزاء العاصين فى الدنيا قبل الآخرة، ومنها ماجاء على شكل قصص كصاحب الجنتين وأصحاب الجنة والسامرى وقارون، ومنها ما جاء على تحذير مباشر .

أما العبادة، فكلمة عبادة المتداولة أنها الصلاة والصوم والزكاة ، فهى تحتاج الى مراجعة حسب ما وردت فى القرآن الكريم.
 
عودة
أعلى