جديد المركز القومي للبحث العلمي في باريس

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
أعلن المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا يوم 2013/11/28م عن نشر أعمال ندوة نظمها عام 2009م في موضوع: "القرآن(الكريم) مقاربات جديدة"،وهذه الأعمال التي صدرت في 344 صفحة عرضت لمحاور ثلاثة:
- تاريخ النص القرآني.
- الظروف التي ظهر فيها.
- التحليل الأدبي للقرآن.
وقد قدمت هذه الأعمال على أنها ثمرة للدراسات (المجددة) عند المستشرقين خلال عشرين سنة الأخيرة،وأنها ترتكز على مستجدين:
* توسع مصادر دراسة القرآن اعتبارا للمخطوطات والآثار الكتابية والنقوش المكتشفة.
* تطور مناهج التحليل.
وحسب التعريف المرفق بالاعلان عن الكتاب في موقع المركز فان مناقشة المحاور الثلاثة السالفة اعتمد فيها على مصادر غير معروفة من مخطوطات ترجع الى العصر الأموي ومخطوطات شيعية ونقوش في الصحراء العربية ترتبط بالحقبة الأخيرة من التاريخ القديم التي ظهر فيها القرآن،كما سعت الندوة الى دراسة العلاقة ما بين القرآن المتلو والقرآن المدون - بزعم القوم -.

والاطلاع على ملخصات موضوعات "العروض" المقدمة (11 عرضا) يكشف للقارىء المسلم المتخصص ما يلي:
1- أنه لا يكاد يوجد بينها جامع سوى عنوان عام فضفاض :(مقاربات جديدة)؟؟؟
2- أنه لا يوجد فيها جديد اذا استثنينا العرض المتعلق بمخطوطات المصاحف،وأن ضمنها عروضا تكلفت القول بانتحال القرآن من التوراة والأناجيل (مثل عرض أنجليكا نويفرت).
3- أن منها من يتمحل الكلام في القراءات القرآنية واختلافها بغير علم (العلاقة بين القرآن المتلو والقرآن المدون).

ــ(ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)ــ النساء 88

http://www.cnrseditions.fr/img/p/6820-1702-Couverture.jpg
 
بارك الله فيكم يا دكتور عبدالرزاق على هذا العرض الموجز .
يبدو لي أنَّ الدراسات الاستشراقية فقدت بريقها، ولم تعد تملك إضافة علمية ذات بال في حقل الدراسات الإسلامية يمكن أن يضيف شيئاً للمتخصص في الدراسات القرآنية، ولكننا نحرص على المتابعة والرصد رغم ذلك رغبةً في القيام بمشروعات أعمق مستقبلاً يكون لها دور في جلاء حقيقة القرآن وصدقه في تلك البيئات الأكاديمية لعل الله أن يهدي بذلك من يشاء هدايته، بعيداً عن صخب المناظرات الحادة، والجدل المجلجل.
 
نعم يادكتور عبد الرحمن الاستشراق في صور الاتهامات هذه فقد بريقه الا انه يعاود الظهور مرة أخرى تحت الوصية الأركونية، وهي تبع لرؤى علمانية صديقة(له) بعد أن حرضهم على القرآن ولكن بسياط الأدوات الغربية الحديثة التي انبثقت من الرؤية المادية كثيقة الظلامية والإنغلاق
إن المسألة التي تكلم عنها الدكتور عبد الرزاق هرماس عن القرآن المتلو والقرآن المكتوب-بزعم القوم- هي على مايبدو لي فكرة جديدة مرتبطة بتصور أركون ورفاقه من المستشرقيين العلمانيين الجدد
إن البحوث الجديدة للإستشراق الحديث لم تجد بدا من استعمال هذه الفري فالقديم منها قد أطفأه الله.
ان اركون يجعل القرآن او المصحف من عمل من يطلق عليهم تبعا لجهازه المفاهيمي (الفاعلين الإجتماعيين)ويحتفي بما أسماه( اللحظة الأولى التي تخص الخطاب النبوي) ويقصد بها لحظة الوحي التي سرعان مايجعلها بشرية لامكان للإلهي فيها، لكن على كل حال يقول انه يعترف بوجودها كأمر شفهي طورته السلطات المغرضة!:" أولا: اللحظة الأولى تخص الخطاب النبوي، ونقصد بها عندما يقوم الأنبياء المتتابعون بالتلفظ بعبارات شفهية بإسم إله يكون كلامه كاشفا موحيا، أي يكشف عن المعارف والأوامر والنواهي والمعايير التي لايستطيع الإنسان بوسائله الخاصة أن يتوصل إليها لأنه منغلق داخل وضعه المحدود. وهكذا يصبح كلام الله عن طريق وساطة الأنبياء وفي خطاباتهم النبوية من توراة وإنجيل وقرآن عبارة عن" معطى الوحي" أو" الوحي المعطى"، وهو عبارة عن الوحي المسدل كتابة في المصحف أو الإنجيل أو التوراة، في حين أن الخطاب النبوي كان شفهيا. ومعلوم أنه توجد دائما مسافة معينة بين الكلام الشفهي والنص المكتوب.أيا يكن من أمر، إن الفقهاء والحاخامات والكهنة سوف يعتمدون لاحقا على هذا النص المكتوب من أجل تشكيل أنظمة الاعتقاد واللااعتقاد بالنسبة للمسلمين واليهود والمسيحيين، كما سيشكلون الشريعة اليهودية او المسيحية أو الإسلامية على هذا النحو، أي الشيفرة المعيارية لقانون الله"(نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية لمحمد اركون ص 215)
وقد تكلمت عن فرية اركون في رابط
http://vb.tafsir.net/tafsir37075/
فمن فرق هو الخطاب الإسلامي وليس الوحي الرباني، يقول أركون :"يرى هؤلاء أن الإسلام متضمن كليا في القرآن بالهيئة التي وضحه عليها الحديث النبوي وفسره.أن يكون هذا التراث قد تعرض لعملية النقل الشفهي وكل مشاكلها ثم عملية النقل الكتابي طيلة القرون الهجرية الثلاثة الأولى، وأن يكون بالتالي متولدا عن سيرورة اجتماعية وتاريخية معقدة قابلة للنقد ، فان كل ذلك لايؤثر اطلاقا (في نظر أصحاب هذا الإتجاه)على صلاحية المعادلة التالية:الإسلام= التراث الصحيح والموثوق..إنه قوة لتقديس الزمكان وتنزيهه.. لهذا السبب نجد أن الخليفة والسلطان والأمير قد قُدسوا بدرجات متفاوتة عبر التاريخ على الرغم من أنهم من أصل زمني ودنيوي بحت"(الفكر الإسلامي، قراءة علمية،ص 19-20)
 
فرية (القرآن المتلو والقرآن المدون) أو المدخل للطعن في علم القراءات القرآنية

فرية (القرآن المتلو والقرآن المدون) أو المدخل للطعن في علم القراءات القرآنية

فرية البحث عن العلاقة بين "القرآن المتلو والقرآن المدون" صناعة (بافارية) صرف على ما اعتقد بناء على ما تجمع لدي من تتبع مادة مشروع بحث بين يدي عن (القراءات القرآنية في الكتابات الاستشراقية الحديثة) يسر الله اتمامه.
وترجع جذورها الى تسعة عقود قبل اليوم،أما الهالك أركون فلم يكن فيها جذع... بل جل ما أثاره في الموضوع منتحل من كتاب أستاذ أستاذه بلاشير(كان شارل بيلا أستاذ أركون تلميذا في مرحلة الدكتوراه لريجس بلاشير).
ويمكن للقارىء الرجوع الى الفصل الثالث (الانتقادات الموجهة الى النص المتلقى في المصحف) من كتاب بلاشير (مدخل الى القرآن)
Introduction au Coran المنشور في باريس دجنبر 1958م ...ففي المبحث المعنون بـ" الانتقادات التي ظهرت في أوربا" Critiques formulées en Europe ص ص 187-198 نجد بلاشير يردد ما أورده آرثر جفري في مقدمتي: (شواذ القراءات) و(كتاب المصاحف) في مستهل ثلاثينيات القرن العشرين...عما سماه "حرية الاختيار في القراءات" التي كانت سببا بزعمه في عدم ضبط المصحف بالنقط... فتكلف القول بأن الناس يأخذونها من الرقع المخطوطة التي لا شكل ولا تنقيط ولا اعجام...فيها جهلا منه بأنهم كانوا يأخذونها سماعا من الشيوخ....
وبعد موت بلاشير 1973م،وبحكم أن كتابه هذا لم يعرب فان الهالك أركون انتحل منه العديد من الفرضيات التي ظل يرددها مدلسا على المتيمين به على أنه أبو عذرتها ...حتى آل الى ربه بعد عمر مديد متلبسا باثمها،ونعوذ بالله من القول أو الاعتقاد بذلك .
وفي أيامنا الراهنة وجدت هذه الفرية قلعة لتبنيها والدفاع عنها في جامعة برلين الحرة مع أنجليكا نويفرت (70 سنة)سليلة مدرسة ميونيخ التي أراد روادها الأولون اعادة "تحقيق المصحف الشريف" كما قدمت سابقا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
عودة
أعلى