الحمد لله رب العالمين ولا عداون إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
فقد رأيتُ مقالاً نفيساً للعلامة الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض (ت:1416هـ) - رحمه الله تعالى وجزاه عن أمته خيراً - ، نُشِرَ قديماً في جريدة الرياض: العدد 289 في 24/12/1385هـ ، أي منذ ما يقرب 45 عاماً مضى ، عنوانه: جامعة الدول الإسلامية ، ولما قرأته وجدته كأنه يَصِفُ حالَنا في الوقت الراهن وما تواجهه أمتنا الإسلامية من ورود المبادئ الطائشة والأفكار الهدامة التي سادت مجتمعاتها واكتوت من جرائها بالهزيمة ، وما تعانيه من دوامة القلق والدمار والاضطراب والوهن وضعف الشوكة وكثرة التصدعات والتحديات العويصة الشاقة وما قد رَسمَ أعداؤها للقضاء عليها في شتى أقطارها وأمصارها ، وما تنشده وتتَطلَّع وتَرغب إليه... فلهذا أنقل المقال بحروفه وإن كان قديماً فهو يتناسب كثيرا مع حالنا.. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} . والله الموفق.
[align=center]جامعة الدول الإسلامية[/align]" بعدَ تجارب طويلة في البلدان الإسلامية ثبتَ أن اللجوءَ إلى التجمعات والشعارات التي لا تنضوي تحت لواء الإسلام وتواكب تشريعاته هي فاشلة فشلاً ذريعاً ، فالمناداة بالقومية بدلاً من الدين والدعوات الاشتراكية الهدامة والتعصبات الإقليمية والتكتلات الجغرافية كانت سبباً في فرقة المسلمين وضعفهم! ، وانتشار مذاهب الهدم والتخريب بينَ صفوفهم !، والعرب الذينَ أقاموا الجامعة العربية بلجانها ومؤتمراتها واجتماعاتها ذات الخطب الطويلة ، ماذا ربحَ العربُ منها ؟! ، وماذا جنوا من ثمارها؟! ، إن من حق المرء أن يتساءل بعيداً عن ضوضاء الدعاوى العريضة: ماذا حققته الجـامعة المـوقرة؟! ، وهل كانت جمعاً للعرب على دعائم الإسلام وتقوية لأواصر المودة بينَ المسلمين فازداد غير العرب من المسلمين وثوقاً بالعرب وقرباً منهم ، أم أنَّ العكس هو الحقيقة المُرَّة التي يَصِِرُّ البعض على تجاهلها ؟! ، فلم تستفد تركيا من تعصبها لقوميتها - أو على الأصح من تعصب بعض زعمائها - ، ولم تجن العرب من مناداتهم بالقـومية إلا التشتت وتفكك الروابط الإسلامية بينهم وبينَ المسلمين غير العرب!! ، وكان من الأسباب الرئيسية لتمادي البعض في الدعاوى القومية أن تفشَّت المذاهب الشيوعية حيث لم تجد من أنصار القومية والمنادين بها صلابة في العقيدة الإسلامية تُقاوم المبادئ الضالة ، بل كان من المنادين بها من هدفه بث الشيوعية الحمراء على أوسع نطاق ، وجرَّب العرب كما جرَّب غيرهم صنوفاً من المذاهب والنحل المناقضة للإسلام ، وأدركوا ما تنطوي عليه من أضرار في الدين والدنيا وبالنسبة للفرد والمجتمع وما ينتج عنها من فتن واضطرابات ! ، واليوم تبدو في الأفق علائم بارزة وتدوي أصوات إلى الحق والصواب ، إلى طريق لاحب حيث التعاون الإسلامي والتضامن بين المسلمين وتقوية الصلة بين البلدان الإسلامية وتآزرها لما فيه خيرها وسعادتها واستجابة لأمر الله تعالى في قوله : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، وتصغي الشعوب الإسلامية التي سئمت المذاهب المفرقة والدعاوى المضللة وتملؤها الغبطة وترى فيه خيراً كثيراً وتحقيقاً لأمانيها ورغباتها ، وفي خضم الدعوات المؤيدة والآراء المعارضة أرى أن يأخذ التعاون طابعاً قوياً يخرج عن نطاق التعميمات التي قد لا يدرك كثيراً من الناس مغزاها ، وأن يكون من الأهداف التي يسعى إليها الجميع كخطوة في سبيل التضامن الإسلامي قيام جامعة الدول الإسلامية على غرار جامعة الدول العربية ، جامعة هدفها : تقوية المودة بين الشعوب الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية والتراث الحافل والتعاون المثمر ففي ذلك قوة المسلمين وعزتهم... ، وإننا وسط هذه الأفكار المعارضة لا يسعنا إلا أن نستبشر بالدعوة إلى جمع كلمة المسلمين على كلمة التوحيد وتحت راية القرآن ، وإن من واجب كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يؤيد كُل تعاون بين المسلمين ، وبإذن الله سينتصر الحق وتهزم الشيوعية والاشتراكية ودعاتهما!.... وحسب العرب والمسلمين ما لقوه من دعاة الضلال والمناهضين للدعوة الإسلامية ولعلماء الدين ، وكفى شعوبهم ما عانوه من تدهور اقتصادي واجتماعي وبطش وعدوان... ولم تعد خططهم الشيوعية الحمراء خافية فقد كشف قناعها ، وبطل سحرها ، وعرف مروجوها على حقيقتهم ، وإنَّ غداً لناظره قريب .
ولا بُدَّ لليلٍ أَنْ يَنْجَلي *** ولابُدَّ للقيدِ أَنْ ينكسر
وإذا جاء موسى - عليه السلام - وألقى العصا بطلَ السحر والساحر .
زيـد الفيـاض "
فقد رأيتُ مقالاً نفيساً للعلامة الشيخ زيد بن عبد العزيز الفياض (ت:1416هـ) - رحمه الله تعالى وجزاه عن أمته خيراً - ، نُشِرَ قديماً في جريدة الرياض: العدد 289 في 24/12/1385هـ ، أي منذ ما يقرب 45 عاماً مضى ، عنوانه: جامعة الدول الإسلامية ، ولما قرأته وجدته كأنه يَصِفُ حالَنا في الوقت الراهن وما تواجهه أمتنا الإسلامية من ورود المبادئ الطائشة والأفكار الهدامة التي سادت مجتمعاتها واكتوت من جرائها بالهزيمة ، وما تعانيه من دوامة القلق والدمار والاضطراب والوهن وضعف الشوكة وكثرة التصدعات والتحديات العويصة الشاقة وما قد رَسمَ أعداؤها للقضاء عليها في شتى أقطارها وأمصارها ، وما تنشده وتتَطلَّع وتَرغب إليه... فلهذا أنقل المقال بحروفه وإن كان قديماً فهو يتناسب كثيرا مع حالنا.. {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} . والله الموفق.
[align=center]جامعة الدول الإسلامية[/align]" بعدَ تجارب طويلة في البلدان الإسلامية ثبتَ أن اللجوءَ إلى التجمعات والشعارات التي لا تنضوي تحت لواء الإسلام وتواكب تشريعاته هي فاشلة فشلاً ذريعاً ، فالمناداة بالقومية بدلاً من الدين والدعوات الاشتراكية الهدامة والتعصبات الإقليمية والتكتلات الجغرافية كانت سبباً في فرقة المسلمين وضعفهم! ، وانتشار مذاهب الهدم والتخريب بينَ صفوفهم !، والعرب الذينَ أقاموا الجامعة العربية بلجانها ومؤتمراتها واجتماعاتها ذات الخطب الطويلة ، ماذا ربحَ العربُ منها ؟! ، وماذا جنوا من ثمارها؟! ، إن من حق المرء أن يتساءل بعيداً عن ضوضاء الدعاوى العريضة: ماذا حققته الجـامعة المـوقرة؟! ، وهل كانت جمعاً للعرب على دعائم الإسلام وتقوية لأواصر المودة بينَ المسلمين فازداد غير العرب من المسلمين وثوقاً بالعرب وقرباً منهم ، أم أنَّ العكس هو الحقيقة المُرَّة التي يَصِِرُّ البعض على تجاهلها ؟! ، فلم تستفد تركيا من تعصبها لقوميتها - أو على الأصح من تعصب بعض زعمائها - ، ولم تجن العرب من مناداتهم بالقـومية إلا التشتت وتفكك الروابط الإسلامية بينهم وبينَ المسلمين غير العرب!! ، وكان من الأسباب الرئيسية لتمادي البعض في الدعاوى القومية أن تفشَّت المذاهب الشيوعية حيث لم تجد من أنصار القومية والمنادين بها صلابة في العقيدة الإسلامية تُقاوم المبادئ الضالة ، بل كان من المنادين بها من هدفه بث الشيوعية الحمراء على أوسع نطاق ، وجرَّب العرب كما جرَّب غيرهم صنوفاً من المذاهب والنحل المناقضة للإسلام ، وأدركوا ما تنطوي عليه من أضرار في الدين والدنيا وبالنسبة للفرد والمجتمع وما ينتج عنها من فتن واضطرابات ! ، واليوم تبدو في الأفق علائم بارزة وتدوي أصوات إلى الحق والصواب ، إلى طريق لاحب حيث التعاون الإسلامي والتضامن بين المسلمين وتقوية الصلة بين البلدان الإسلامية وتآزرها لما فيه خيرها وسعادتها واستجابة لأمر الله تعالى في قوله : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، وتصغي الشعوب الإسلامية التي سئمت المذاهب المفرقة والدعاوى المضللة وتملؤها الغبطة وترى فيه خيراً كثيراً وتحقيقاً لأمانيها ورغباتها ، وفي خضم الدعوات المؤيدة والآراء المعارضة أرى أن يأخذ التعاون طابعاً قوياً يخرج عن نطاق التعميمات التي قد لا يدرك كثيراً من الناس مغزاها ، وأن يكون من الأهداف التي يسعى إليها الجميع كخطوة في سبيل التضامن الإسلامي قيام جامعة الدول الإسلامية على غرار جامعة الدول العربية ، جامعة هدفها : تقوية المودة بين الشعوب الإسلامية ونشر الثقافة الإسلامية والتراث الحافل والتعاون المثمر ففي ذلك قوة المسلمين وعزتهم... ، وإننا وسط هذه الأفكار المعارضة لا يسعنا إلا أن نستبشر بالدعوة إلى جمع كلمة المسلمين على كلمة التوحيد وتحت راية القرآن ، وإن من واجب كل مسلم في أي بقعة من الأرض أن يؤيد كُل تعاون بين المسلمين ، وبإذن الله سينتصر الحق وتهزم الشيوعية والاشتراكية ودعاتهما!.... وحسب العرب والمسلمين ما لقوه من دعاة الضلال والمناهضين للدعوة الإسلامية ولعلماء الدين ، وكفى شعوبهم ما عانوه من تدهور اقتصادي واجتماعي وبطش وعدوان... ولم تعد خططهم الشيوعية الحمراء خافية فقد كشف قناعها ، وبطل سحرها ، وعرف مروجوها على حقيقتهم ، وإنَّ غداً لناظره قريب .
ولا بُدَّ لليلٍ أَنْ يَنْجَلي *** ولابُدَّ للقيدِ أَنْ ينكسر
وإذا جاء موسى - عليه السلام - وألقى العصا بطلَ السحر والساحر .
زيـد الفيـاض "