عمر الريسوني
New member
[FONT="]الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]وآله وكافة المرسلين وعباده الصالحين
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]الحمد حقاً لله تعالى واجباً على عباده سبحانه[/FONT]
[FONT="]مختصاً به عز شأنه مقصوراً عليه سبحانه[/FONT]
[FONT="]فهو وحده المستحق للحمد كونه خالق السموات والأرض[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]فسوغت العدول على هذا الأصل[/FONT]
[FONT="]فالناس في العبادة ثلاث طبقات فالأولى: في الكمال والشرف الذين يعبدونه سبحانه وتعالى لذاته لا لشيء آخر، والثانية: وهي التي تلي الأولى في الكمال الذين يعبدونه لصفة من صفاته وهي كونه تعالى مستحقاً للعبادة ، والثالثة: وهي آخر درجات المحققين الذين يعبدونه لتكتمل نفوسهم في الانتساب إليه ولا يشكل تصور تعظيم الذات من حيث هي لأنه لو وقع ذلك ابتداء قبل التعقل بوجوه الكمال كان مشكلاً أما بعد معرفة المحمود جل جلاله بسمات الجمال وتصوره بأقصى صفات الكمال فيتوجه إلى تمجيده تعالى وتحميده عز شأنه مرة أخرى بقطع النظرعما سوى الذات بعد الصعود بدرجات المشاهدات[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="](وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ)[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="](وجعل)[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="] إن ذلك مختص بالإنشاء التكويني ، وفيه معنى التقدير والتسوية وتخصيص خلقهما بالذكرلاشتمالهما على جملة الآثار العلوية والسفلية[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]( ثْمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ )[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="][/FONT] [FONT="][/FONT]
[FONT="]ثم الذين أشركوا به أو كفروا بنعمه يعدلون فيكفرون نعمه فالعدل هنا هو العدول والانصراف[/FONT]
[FONT="]فالجملة إما إنشائية لإنشاء الاستبعاد أو إخبارية واردة للإخبار عن شناعة ما هم عليه[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]و ( ثُمَّ) لاستبعاد ما وقع من الذين كفروا ، أو للتوبيخ[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]ثم الذين كفروا يسوون به ما لا يقدر على شيء لا أنهم لا يحمدونه ويعرضون عنه[/FONT]
[FONT="]فهؤلاء المشركين المحجوبين الجهال لا يعرفونه تعالى ولا يذكرونه فيما بينهم[/FONT]
[FONT="]فهو سبحانه المعروف بالقدرة على إيجاد هذه المخلوقات العظام التي دخل فيها كل ما سواه[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]فكيف يتسنى لهؤلاء الكفرة أو لهؤلاء الجاحدين للنعم أن يسووا به غيره وهم في قبضته[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]وكما يتبين من هذه الآية الكريمة أنه[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]يراد الحمد لله الذي أنعم بهذه النعم الجسام[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]ومقام الآية مقام الحمد[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]فالعدول وإن كان له فردان أحدهما مذموم وهو العدول عن الحق إلى الباطل وممدوح وهو العدول عن الباطل إلى الحق[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]فمقام الحمد في الآية ناسب التشنيع عليهم[/FONT]
[FONT="]بعدولهم وانصرافهم[/FONT][FONT="] عن الحق [/FONT]