ثلاث كنايات وثلاث صور في: ولا تجعل يدك مغلولة في عنقك ولا تبسطها كل البسط

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
الألوان البيانية في قول الله تعالى:
[وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ]
[الإسراء: 29]
يمكن للناظر الباحث أن يرى في هذه الآية ثلاث كنايات بارزة وثلاث صور بيانية إحداها خفية.
وإليكم التفصيل:
  1. [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ]
الكناية: إن التعبير كناية عن الإمساك والبُخل بل والشُّحُّ.
الصورة: شبه البخيل بِرَجُلٍ يداه مشدودتان إلى عُنُقِه مربوطتان بِعُنُقِه رَبْطاً شديدا. وفي ذلك تنفير من البخل. وهي استعارة تمثيلية شبه حال البخيل الشحيح بحال مَنْ غُلَّتْ يداه في عنقه فلا يستطيع فِكاكا. واللطيف في الصورة أنك لا ترى المشبه [البخيل] في الصورة، فهو غائب، لكن الصورة أحضرته وأقامته أمام عيني القارئ.
  1. [وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ]
الكناية: التعبير كناية عن السَّرَف في النَّفَقَة، والسَّرَف المقصود هنا هو النفقة وفي وُجُوهِ الخير بإعطاء جميع الْمَرء جميع ما يملك ثم يقعد مَعُوزا مَـحْسورا.
الصورة: صور إعطاء المرء كل ما يملك للآخرين مَن يستحق منهم ومَن لا يستحق برجل يَبْسُط يده لا تستطيع أنْ تُـمْسِكُ على شيء.
  1. [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ]
الكناية: التعبيران معا كناية عن التوسط والاعتدال في النفقة، فلا بخل ولا سَرَفٍ.
الصورة: الصورة هنا خَفِيِّة، ليست جلية، وفيها يمكنك أن ترى رجلا بين رجلين، وحالا بين حالين، إنه صورة الْمُعتَدِل الذي يتوسط في النفقة فلا بُـخْلَ ولا سَرَفٍ.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
 
عودة
أعلى