ثلاث خوارق في سورة النمل...

إنضم
20/04/2003
المشاركات
567
مستوى التفاعل
24
النقاط
18
في سورة النمل ثلاث خوارق مرتبطة بالكلام ، فلك أن تترجمها "آيات الكلام" أو "كلام الآيات" :
1-كلام النملة
2-كلام الهدهد
3-كلام الدابة....
آيتان ماضيتان ثم آية مستقبلية.

1- المتكلم الأول: النملة
حاول بعضهم التخفيف من وقع نسبة الكلام للنملة مستندين على أبحاث لعلماء أثبتوا أن للنمل لغة وكلاما...كما حاولوا-على منهجهم ذاك- تفسير شق البحر لبني اسرائيل بظاهرة جيولوجية حدثت في تزامن مع ضربة موسى عليه السلام...- منهج ركيك حقا ناتج عن شهوة ترقية العقل إلى رتبة طاغوت- كما فسر بعضهم منذ قرن مضى هلاك جيش أبرهة بحجارة ملوثة بفيروس قاتل كانت تلقيها عليهم طيور الابابيل ،ولوأنهم طال بهم العمرقرنا وأدركوا قرننا هذا لقالوا إنما طير الابابيل مثل خفافيش الكوفيد !
هب النمل يتكلم حقا كما قال الباحثون...فكيف تعرفت النملةعلى سليمان فذكرته بالاسم ! :
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [النمل : 18]
هل علينا الانتظارإلى أن يهتدي الباحثون إلى أن للنمل - فضلا عن الكلام- جهاز استخبار عالي الدقة!
أراد الله أن تخضع العقول للآيات فأبى بعض الناس إلا أن يخضعوا الآيات للعقول!!
2-المتكلم الثاني:
الهدهد السفيراليقظ المعتد بعلمه ...
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ [النمل : 22]
وجاء تقريره من شقين:
شق "سياسي":
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ [النمل : 23]
وشق "اديولوجي":
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ [النمل : 24]
وذيل تقريره المزدوج بما يحاكي "التوصية":
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ [النمل : 25]
الظاهر الاستنكار، لكنه مبطن برسالة خفية لملكه سليمان يحثه على المبادرة إلى تصحيح هذا الانحراف الذي تشمئز منه فطرة الموحدين، لاسيما أنه أوتي من القوة ما يخوله ذلك !
فسبحان من ألهم الهدهد!
3-المتكلم الثالث دابة الأرض :
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل : 82]
لا ندري شيئا كثيرا عن تفاصيل هذه العلامة الكبرى ،لكن من المؤكد أن نسبة الكلام إليها مما تخضع له الأعناق...
 
عودة
أعلى