" ثلاثة لاينظر الله إليهم " ماالمراد بنفي نظر الله - عزوجل - ؟

العطاء

New member
إنضم
17/08/2010
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
بوابة الحرمين
" ثلاثة لاينظر الله إليهم " ماالمراد بنفي نظر الله - عزوجل - ؟
هل هو الرؤية الحقيقية ؟ أم نظر الرحمة؟
بحثت ولم أجد حتى الآن إجابة شافية في هذا الموضوع.
فهل هناك من يتكرم بإجابة شافية ؟
وبارك الله فيكم.
فهل هناك
 
قال الله تبارك وتعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) آل عمران (77)

قال الطبري رحمه الله تعالى:
وأما قوله:"ولا يكلمهم الله"، فإنه يعني: ولا يكلمهم الله بما يسرُّهم ="ولا ينظر إليهم"، يقول: ولا يعطف عليهم بخير، مقتًا من الله لهم، كقول القائل لآخر:"انظُر إليّ نَظر الله إليك"، بمعنى: تعطف عليّ تعطّف الله عليك بخير ورحمة = وكما يقال للرجل:"لا سمع الله لك دعاءَك"، يراد: لا استجاب الله لك، والله لا يخفى عليه خافية، وكما قال الشاعر:
دَعَوْتُ اللهَ لحَتى خِفْتُ أَنْ لا... يَكْونَ اللهُ يَسْمَعُ مَا أَقُول.

وقال بن كثير رحمه الله تعالى:
وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " أي: برحمة منه لهم، بمعنى: لا يكلمهم كلام لطف بهم، ولا ينظر إليهم بعين الرحمة " وَلا يُزَكِّيهِمْ " أي: من الذنوب والأدناس، بل يأمر بهم إلى النار " وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه الآية الكريمة فلنذكر ما تيسر منها:
الحديث الأول: قال الإمام أحمد : حدثنا عفان، حدثنا شعبة قال: علي بن مُدْرِك أخْبرَني قال: سمعت أبا زُرْعَة، عن خَرَشة بن الحُر، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثَلاثَة لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" قلت: يا رسول الله، من هم؟ خابوا وخسروا. قال: وأعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال: "المُسْبِل، والمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكاذِبِ، والمنانُ". ورواه مسلم، وأهل السنن، من حديث شعبة، به.

وقال بن عاشور رحمه الله :
ومعنى { ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة } غَضَبُه عليهم إذ قد شاع نفي الكلام في الكناية عن الغضب ، وشاع استعمال النظر في الإقبال والعناية ، ونفي النظر في الغَضب فالنظر المنفي هنا نظر خاص . وهاتان الكنايتان يجوز معهما إرادة المعنى الحقيقي .
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
سؤال: ألا تعتبر هذه التفاسير من التأويل؟
إذا كنت تقصد بالتأويل حمل النص على معنى يخالف الظاهر المتبادر إلى الذهن فهو كذلك.
ولكن فهم النص على الوجه الصحيح يحتاج أن نرد المتشابه إلى المحكم
وأيضا نجمع بين النصوص النافيه والمثبتة وبهذا يتضح المعنى الصحيح.
 
عودة
أعلى