محمد محمود إبراهيم عطية
Member
في آخر حديث معاذ رضي الله عنه الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ ، وَقَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قَالَ : عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [1] ؛ والمعنى : إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام ؛ قال ابن رجب - رحمه الله : والمراد بحصائد الألسنة : جزاء الكلام المحرم وعقوباته ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيرًا من قول أو عمل حصد الكرامة ، ومن زرع شرًّا من قول أو عمل حصد غدًا الندامة .ا.هـ .
ويصور ابن القيم - رحمه الله - وصية الشيطان لذريته في القيام على ثغر اللسان ، فيقول - أي الشيطان : قوموا على ثغر اللسان ؛ فإنه الثغر الأعظم ؛ فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه ، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه : من ذكر الله تعالى واستغفاره ، وتلاوة كتابه ، ونصيحة عباده ، والتكلم بالعلم النافع ، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان ، لا تبالون بأيهما ظفرتم ؛ أحدهما : التكلم بالباطل ؛ فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ، ومن أكبر جندكم وأعوانكم .
والثاني : السكوت عن الحق ؛ فإن الساكت عن الحق أخ لكم أخرس ، كما أن الأول أخ ناطق ، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم ؛ أما سمعتم قول الناصح : المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ؟!
فالرباط الرباط على هذا الثغر أن يتكلم بحق أو يمسك عن باطل ، وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق ، وخوفوه من التكلم بالحق بكل طريق .
واعلموا يا بَنِيَّ أن ثغر اللسان هو الذي أُهلِكُ منه بني آدم ، وأكُبَُّّهم منه على مناخرهم في النار ، فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذته من هذا الثغر [2] .
---------------------------------------------
[1] رواه أحمد : 5 / 231 ، والترمذي ( 2616 ) وصححه ؛ والنسائي في الكبرى ( 11394 ) ، وابن ماجة ( 3973 ) ، والحاكم : 2 / 412 ، 413 وصححه على شرطيهما ، ووافقه الذهبي .
[2] انظر ( الجواب الكافي ) ص 69 – الكتب العلمية .
ويصور ابن القيم - رحمه الله - وصية الشيطان لذريته في القيام على ثغر اللسان ، فيقول - أي الشيطان : قوموا على ثغر اللسان ؛ فإنه الثغر الأعظم ؛ فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه ، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه : من ذكر الله تعالى واستغفاره ، وتلاوة كتابه ، ونصيحة عباده ، والتكلم بالعلم النافع ، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان ، لا تبالون بأيهما ظفرتم ؛ أحدهما : التكلم بالباطل ؛ فإن المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ، ومن أكبر جندكم وأعوانكم .
والثاني : السكوت عن الحق ؛ فإن الساكت عن الحق أخ لكم أخرس ، كما أن الأول أخ ناطق ، وربما كان الأخ الثاني أنفع أخويكم لكم ؛ أما سمعتم قول الناصح : المتكلم بالباطل شيطان ناطق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس ؟!
فالرباط الرباط على هذا الثغر أن يتكلم بحق أو يمسك عن باطل ، وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق ، وخوفوه من التكلم بالحق بكل طريق .
واعلموا يا بَنِيَّ أن ثغر اللسان هو الذي أُهلِكُ منه بني آدم ، وأكُبَُّّهم منه على مناخرهم في النار ، فكم لي من قتيل وأسير وجريح أخذته من هذا الثغر [2] .
---------------------------------------------
[1] رواه أحمد : 5 / 231 ، والترمذي ( 2616 ) وصححه ؛ والنسائي في الكبرى ( 11394 ) ، وابن ماجة ( 3973 ) ، والحاكم : 2 / 412 ، 413 وصححه على شرطيهما ، ووافقه الذهبي .
[2] انظر ( الجواب الكافي ) ص 69 – الكتب العلمية .